Al-Anbaa

أثر الاتفاق الغربي – الإيراني على المنطقة العربية

- comyahoo. ayasreh@rami.

هل وجدت الولايات المتحدة وحليفاتها بديلا عن حلفائها العرب؟ لاسيما في منطقة الخليج العربي؟ سؤال يطرح بنكهة التشكيك والقلق... والاجابة عن هذا التساؤل ليست بالامر اليسير، ذلك أن تشابك المصالح وتداخل القضايا واختلاطها بين السياسي والاقتصادي يحتم على جميع الاطراف المتداخلة الالتقاء على نقاط الاتفاق ما أمكن. جاء الاتفاق الغربي – الايراني تحت ملف معلن هو الملف النووي الايراني والعقوبات الاقتصادية عليها، ولكن القلق من الدلالات والتفاهمات غير المعلنة للاتفاق، ويتمثل ذلك في الموقف من الثورة السورية ومآلاتها ومستقبل نظام الاسد الذي تقف منه الدول العربية بأغلبها على طرف النقيض من الموقف الايراني، بالإضافة لضمان أمن الخليج العربي من التغول والاستعراض الايراني عليه. المنطقة العربية بكل مكوناتها المختلفة منها والمؤتلفة تنظر بعين الريبة للطرف الايراني، وهذه الريبة باتت اليوم محقة، فايران تمتد بنفوذها في عمق المنطقة العربية وتحاول أن تكون طرفا أساسيا في صناعة مستقبل المنطقة. فهي تعبث بمستقبل وأمن لبنان من خلال ذراعها (حزب الله)، وهي تدعم الحوثيين باليمن، وتساند التوتر وإرساء القلاقل في البحرين، بالاضافة لنفوذها الضارب في العراق. العلاقات العربية – الايرانية في هذا الوقت تأخذ طابع صراع النفوذ، اذ ليس من الحكمة التعامل مع ايران على قاعدة التجاهل والاقصاء، وانما على قاعدة تقليص النفوذ من خلال ايجاد استراتيجية عربية مشتركة تجاه القضايا العربية خاصة تلك التي لايران تدخل بها وعلى رأسها الثورة السورية. لكن المراقب لا يرى شيئا لهذه الاستراتيج­ية، وعندما لا تشغل الدول العربية حيزا كبيرا في قضاياها، فمن الطبيعي أن يدخل غيرها لملء هذا الحيز وشغله بما يحقق مصالحها. وعلى فرض التوجه نحو لعب هذه الادوار فانها تتوجب أن تكون متلائمة بين المطلوب والمرغوب والممكن حتى يكتب لها النجاح، فنظرية فرض الارادات على الشعوب والدول غير مجدية ولا يكتب لها النجاح. ان الحديث عن الاتفاق الغربي – الايراني يؤكد أن العلاقات الدولية ليس فيها صداقة دائمة، ولا عداوة مستحكمة، وانما تقوم العلاقات على تبادل المصالح والمنافع. وبناء على ذلك فان الولايات المتحدة وحليفاتها تمسك بالعصى من الوسط من خلال هذا الاتفاق وهذا التقارب، فهي تملك مصالح وعلاقات تاريخية في المنطقة العربية والخليجية بالذات، وهي في الوقت الراهن تملك مصلحة مع ايران تتمثل في تأمين فتح المواقع النووية امام المفتشين الدوليين في أي وقت مقابل رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية عن ايران. ووجه المصلحة الحقيقي للولايات المتحدة هو أنها تريد أن تحصل من ايران بالسياسة ولو تدريجيا ما كانت تود الحصول عليه بالحرب واستخدام القوة، كل هذا خدمة لدولة الكيان الصهيوني بالدرجة الأولى. اذا اردنا الحديث بموضوعية أكثر فاننا ندرك أن الذي دفع الولايات المتحدة وحليفاتها الى ابرام الاتفاق ليس قوة ومكانة ايران وحدها، وانما لأنها تمثل بهذا الاتفاق محورا عالميا أعاد ترتيب أوراقه في العالم لمواجهة أحادية القطب، وهذا المحور لا يستهان به. لكن المؤسف أن التوافقات الدولية غالبا ما تتم على حساب قضايا العرب والمسلمين، واوراق الضغط التي يملكها كل طرف على الآخر هي أوراق ملونة بالدم العربي والمعاناة العربية. فليس لدى الغرب ما يخسره في الحال، وكذلك ايران ومَن وراءها. على جميع الاحتمالات فان المنطقة العربية والخليج العربي منطقة مهمة جيوسياسيا واستراتيجي­ا لا تتخلى الولايات المتحدة عن حلفها معها بسهولة. فالمطلوب تحرر حقيقي للإرادة السياسية في المنطقة العربية واستخدام الامكانات والثروات وتوظيفها بشكل يحقق المكانة اللائقة التي تستحق، فالأدوار تصنع ولا توهب.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait