Al-Anbaa

ليتهم يقتدون بمانديلا!

-

من الطبيعي أن تحتل وفاة الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا مساحة كبيرة من التغطية الإعلامية على المستوى العالمي، فقد نال شرف استحقاق زعامته كرجل استطاع بعد عمر طويل من النضال بدأه في أربعينيات القرن الماضي حتى بداية تسعينياته تحرير شعبه من عبودية النظام العنصري للأقلية البيضاء الذي دام ٣ قرون. لقد كان مانديلا شخصية فريدة من نوعها تختلف عن باقي الزعماء الأفارقة في ذلك الوقت والذين اتخذوا من شعار التحرر من الاستعمار وسيلة للاستيلاء على السلطة وتشكيل حكومات ديكتاتورية لا همّ لها إلا البقاء في السلطة وجمع المال والتنكيل بشعوبها. فاز مانديلا كأول رئيس أسود لجنوب أفريقيا بعد انهيار حكم الأقلية البيضاء ولم يرد في خلده البقاء في السلطة أو التحوّل إلى زعيم ديكتاتوري، حيث كانت مبادئه التي ناضل من أجلها أسمى من تلك الهواجس التي تراود غالبية الزعامات الأفريقية الحالية ولذلك فإن دولة جنوب أفريقيا تنعم اليوم بالأمن والاستقرار السياسي بينما تعيش أغلب الدول الأفريقية تحت وطأة الحروب والانقلابا­ت الدموية والتدخلات العسكرية الخارجية، كما يحدث الآن في أفريقيا الوسطى ومالي. قضى مانديلا ٢٧ عاما في السجن بتهمة الخيانة العظمى والإرهاب، وهي تهمة باطلة تدل على ان القضاء العنصري في ذلك الوقت فقد صوابه، إذ لا يمكن أن يتحول شخص يدافع عن حرية شعبه وكرامته إلى إرهابي خائن لوطنه وشعبه، ويبدو أن مصطلح الإرهاب قديم ويعاد استخدامه في الوقت الحالي بتعسف ساذج ومبالغة مملة كتهمة لتشويه صورة الخصم وإقصائه عن الممارسة السياسية أو حرمانه من حقوقه الإنسانية. حضر حفل تأبين مانديلا زعماء كثيرون لكن من المفارقات العجيبة ان زعماء أوروبا وأميركا كانوا في مقدمة من حضر الحفل مع أنهم من أشد الداعمين للنظام العنصري الصهيوني في فلسطين المحتلة! ومن المستبعد ان يكون رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو قد تخلى عن مشاركته في مراسم جنازة مانديلا بسبب مصاريف الرحلة كما يدعي إعلامه ولعل السبب الحقيقي هو أن هذا الكيان العنصري غير مرحب به من قبل حكومة وشعب جنوب أفريقيا، حيث ينظران إليه على أنه نسخة طبق الأصل للنظام العنصري البائد للأقلية البيضاء.

<< < الإعلام الغربي مهتم هذه الأيام بحقوق مثليي الجنس أكثر من اهتمامه بمأساة الشعب السوري ويستخدم قضية مثليي الجنس للتشهير ضد الدول التي ترفض مبدئيا ان للمثليين حقوقا لأنها تعتقد ان هؤلاء المثليين مرضى ويحتاجون للعلاج ولأن الدفاع عن المثليين يندرج تحت معاداة الفطرة الإنسانية ويهدد كيان الأسرة التقليدية. معظم الساسة الغربيين يؤيدون حقوق المثليين لأنهم ينظرون إليها على أنها أرقاما انتخابية قبل أن تكون حقوقا إنسانية.

<< < بابا الڤاتيكان فرنسيسكو يحاول جاهدا رد اعتبار الكنيسة الكاثوليكي­ة بعد تدهور سمعتها، حيث قام بتشكيل لجنة تحقيق في الجرائم الجنسية التي ارتكبها قساوسة الكنيسة ضد الأطفال والتي تعتبر السبب الرئيسي في تنحي بابا الڤاتيكان الأسبق بنديكتوس.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait