Al-Anbaa

ﻫﻞ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻋﻠﻰ »اﻻﺳﺘﻤﻄﺎر«؟

ﺑﻌﺪ أن ﺑﺪأت اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺑﺨﻄﺔ ﺧﻤﺴﻴﺔ ﻟﺰﻳﺎدة ﻛﻤﻴﺎت اﻷﻣﻄﺎر وﺳﺒﻘﺘﻬﺎ اﻹﻣﺎرات ﻓﻀﻼً ﻋﻦ أﻣﻴﺮﻛﺎ وأﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ واﳌﻐﺮب ﺧﺒـﺮاء ﺑﻴﺌﻴـﻮن ﻟــ »اﻷﻧﺒـﺎء«: اﺳـﺘﻤﻄﺎر اﻟﺴـﺤﺐ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﻣﺠﺪﻳـﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻜﻠﻔـﺔ وﲢﺘـﺎج إﻟﻰ اﻻﺳـﺘﻤﺮارﻳ­ﺔ ﺣﻘﻦ اﻟﺴﺤﺐ ﲟﻮاد ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻛﻤﻠﺢ اﻟﻄﻌﺎم واﻳﻮدﻳﺪ

- دارﻳﻦ اﻟﻌﻠﻲ

ﺑــﺪأت اﳌﻤﻠﻜــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻣﺆﺧﺮا ﺧﻄﺔ ﺧﻤﺴﻴﺔ ﻻﺳﺘﻤﻄﺎر اﻟﺴــﺤﺐ، أﺳﻔﺮت ﻋﻦ ﺗﺴﺎﻗﻂ ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻷﻣﻄﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻼد ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺤﺪدة ﰎ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ.

وﺗﻬﺪف اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺘﻬﺎ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ إﻟــﻰ ﺗﻠﻄﻴﻒ اﻷﺟﻮاء وﺗﺨﻔﻴــﻒ درﺟــﺎت اﳊــﺮارة وزﻳﺎدة ﻛﻤﻴــﺎت اﻷﻣﻄﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺴــﻬﻢ ﺑﺘﻘﻠﻴــﻞ اﻟﻌﻮاﺻــﻒ اﻟﺘﺮاﺑﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ.

ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺳــﺘﻤﻄﺎر اﻟﺴــﺤﺐ؟ وﻫــﻞ ﻫــﻲ ﻣﺠﺪﻳﺔ وﻣﺎ ﻣﺪى إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد؟ وﻣﺎ ﻫﻮ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﺑﻴﺌﻴﺎ، أﺳﺌﻠﺔ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺑﻬﺎ »اﻷﻧﺒﺎء« إﻟﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﳋﺒﺮاء اﻟﺒﻴﺌﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ أﻛﺪوا أن ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻴﺴــﺖ ﺟﺪﻳــﺪة وﻳﺘــﻢ اﻟﻠﺠــﻮء إﻟﻴﻬﺎ ﻟﺘﺤﻔﻴﺰ اﻷﻣﻄﺎر وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺸﺤﻮح إﻻ أﻧﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪة اﳌﻨﺎل ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺪول ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ وﲢﺘﺎج إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ.

ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻻﺳﺘﻤﻄﺎر

اﳋﺒﻴﺮة ﺑﺎﻟﻌﻠﻮم اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ د.ﻓﻬﻴﻤــﺔ اﻟﻌﻮﺿﻲ ﺷــﺮﺣﺖ ﺗﻔﺎﺻﻴــﻞ ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﺳــﺘﻤﻄﺎر اﻟﺴــﺤﺐ، ﻣﺒﻴﻨﺔ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴــﺖ ﺟﺪﻳــﺪة وﻗــﺪ ﺑﺪأت ﻓــﻲ دول اﳋﻠﻴﺞ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﺗﺒﻌﺘﻬــﺎ اﳌﻤﻠﻜــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ اﻟﺴــﻌﻮدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﻣﺆﺧﺮا ﺑﺒﺮﻧﺎﻣــﺞ ﳌــﺪة ٥ ﺳــﻨﻮات ﻳﺴﺘﻬﺪف زﻳﺎدة ﻛﻤﻴﺔ اﻷﻣﻄﺎر ﻓــﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘــﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺷــﺤﻮح ﺑﺴــﺒﺐ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬــﺎ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ.

وﻟﻔﺘﺖ إﻟﻰ اﻧﻪ ﻳﺘﻢ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﺰﻳﺎدة اﳌﻄﺮ اﻟــﺬي ﻣﻦ ﺷــﺄﻧﻪ أن ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ درﺟــﺎت اﳊﺮارة واﻟﻌﻮاﺻﻒ اﻟﺘﺮاﺑﻴﺔ وﺗﻘﻠﻴﻞ ﻧﺴﺒﺔ ﻏﺎز ﺛﺎﻧﻲ أوﻛﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن ﻓﻲ اﳉﻮ، ﻛﻤﺎ أن اﻟﺪول اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻛﺎﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ اﻷﻣﻄﺎر ﻓﻲ اﻟﺮي ﻛــﻮن اﻟﺴــﻌﻮدﻳﺔ ﻣــﻦ اﻟﺪول اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ زراﻋﺔ اﻟﻘﻤﺢ.

وأوﺿﺤﺖ أن ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻦ اﻟﺴﺤﺐ ﲟﻮاد ﻋﻀﻮﻳــﺔ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻛﻤﻠﺢ اﻟﻄﻌﺎم واﻳﻮدﻳﺪ اﻟﻔﻀﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﻔﺰ اﳌﻴﺎه ﻓﻲ اﻟﺴــﺤﺐ ﻓﺘﺴﻘﻂ اﻷﻣﻄﺎر.

وﻟﻔﺘﺖ إﻟﻰ أن ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ وﺟﻮد ﻇﺮوف ﻣﻨﺎﺧﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨــﺔ أوﻟﻬــﺎ ﺗﻮاﻓﺮ ﺳــﺤﺐ رﻛﺎﻣﻴﺔ ﻣﻨﺨﻔﻀــﺔ أي ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﻷرض ودرﺟــﺎت ﺣﺮارة ﻣﻨﺎﺳــﺒﺔ وﺗﻮﻗﻴﺘــﺎت وأﺑﻌﺎد ﻣﻌﻴﻨــﺔ ﻟﺘﺤﻔﻴﺰ اﻟﺴــﺤﺐ ﲟﺎ ﻳﺴــﻤﻰ ﺑﺎﻟﺜﻠﺞ اﳉــﺎف اﻟﺬي ﻳﺴﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﺛﺮه أﻣﻄﺎر وﻛﺬﻟﻚ ﺛﻠﻮج.

وﺣــﻮل ﻣــﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻣﺠﺪﻳﺔ ﻟﻠﻜﻮﻳﺖ وﳝﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ، ﻗﺎﻟــﺖ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺠﺪﻳﺔ ﻟﻸوﺿﺎع اﳌﻨﺎﺧﻴــﺔ واﻟﺒﻴﺌﻴﺔ وﻟﻴــﺲ ﻟﻠﺰراﻋﺔ ﺑــﻞ ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻌﻮاﺻــﻒ اﻟﻐﺒﺎرﻳــﺔ اﻟﺘــﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻬﺐ ﻛﺜﻴﺮا ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻊ اﻧﺨﻔﺎض ﻛﻤﻴــﺎت اﻷﻣﻄﺎر ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﻴﺮة، ﺣﻴﺚ اﻧﺨﻔﻀﺖ اﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻗﻞ ﻣﻦ واﺣﺪ ﻣﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ.

وأوﺿﺤــﺖ أن اﻧﺨﻔــﺎض اﻷﻣﻄﺎر ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ﻛﻮﻧﻬﺎ دوﻟﺔ ﺻﺤﺮاوﻳﺔ وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺒﺎل ﻓﺎﻟﺴــﺤﺐ ﲤﺮ ﻓــﻮق اﻟﻜﻮﻳﺖ وﺑﻔﻌــﻞ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﻬﻮاء ﺗﺴــﺘﻤﺮ ﻓــﻲ ﻣﺴــﻴﺮﺗﻬﺎ دون أن ﲤﻄﺮ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﺳﺘﻤﻄﺎرﻫﺎ أﻣﺮ ﻣﺠﺪ ﻟﺮﻓﻊ ﻛﻤﻴــﺔ اﻷﻣﻄﺎر ﻓﻲ اﻟﺒﻼد.

واﺳﺘﻄﺮدت اﻟﻌﻮﺿﻲ إﻟﻰ اﻧــﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ دراﺳــﺎت ﻟﺘﺒﻴــﺎن ﺗﺄﺛﻴﺮات ﻫﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﻨﺎخ ﻋﻠﻰ اﳌﺪى اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻟﻜﻨﻬــﺎ ﻣﺠﺪﻳــﺔ ﻋﻠــﻰ اﳌــﺪى اﻟﻘﺼﻴﺮ ﺑﺸﺮط اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻋﺒﺮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ زﻣﻨﻲ ﻃﻮﻳﻞ ﻧﺴــﺒﻴﺎ، ﻓﺎﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻣﺜﻼ ﺑﺪأت ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﻫــﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴــﺔ ﻋﺒــﺮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﳌﺪة ٥ ﺳﻨﻮات ﺑﺘﻜﻠﻔﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﻴﺔ ﺣﻮاﻟﻲ ٦ ﻣﻠﻴﺎرات رﻳﺎل أي ﻣﺎ ﻳﻮازي ٠٠٥ ﻣﻠﻴﻮن دﻳﻨﺎر ﻛﻮﻳﺘﻲ، ﻣﺸــﻴﺮة إﻟــﻰ أن ﻫﺬه اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ ﺗﺸﻤﻞ اﳌﻮاد وﺗﻘﻨﻴﺎت إﻃﻼﻗﻬﺎ ﻓﻲ اﳉﻮ، ﻻﻓﺘﺔ إﻟﻰ أن ﻣﻦ ﻋﻮاﺋﻖ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ أﻧﻬﺎ ﻣﻜﻠﻔﺔ ﺟــﺪا وﻻ ﺗﺘﺤﻤﻠﻬﺎ أي دوﻟﺔ.

وﻟﻔﺘﺖ إﻟﻰ أن ﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎ ﺑﺪاﺋﻞ أﺧﺮى ﻟﺘﻠﻄﻴﻒ اﳉﻮ ﻏﻴﺮ اﻻﺳــﺘﻤﻄﺎر وﻫﻲ ﺑﺎﻟﺘﺴــﻮﻳﺮ واﻟﺘﺸــﺠﻴﺮ وﺳﻘﻲ اﳌﺎء ﻟﻴﺲ ﺑﺎﳌﻄــﺮ ﺑــﻞ ﺑﺘﺤﻠﻴــﺔ اﳌﻴــﺎه واﺳﺘﺨﺪام اﻷﺳﻔﻠﺖ اﻟﺼﺪﻳﻖ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ اﳌﺨﻔﺾ ﻟﻠﺤﺮارة وﻫﻲ ﺗﻘﻨﻴﺎت ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻗﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻤﻄﺎر وﳝﻜﻦ أن ﺗﺴﺎﻫﻢ ﺑﺘﻠﻄﻴﻒ اﳉﻮ وﺗﻘﻠﻴﻞ درﺟﺎت اﳊﺮارة ﺑﺸــﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻌﻮاﺻﻒ اﻟﺘﺮاﺑﻴﺔ.

اﻻﺳﺘﻤﻄﺎر اﻟﺼﺪﻳﻖ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ

ﺑﺪوره، أﻛﺪ اﳋﺒﻴﺮ اﻟﺒﻴﺌﻲ د.رأﻓﺖ ﻣﻴﺴﺎك أن اﻻﺳﺘﻤﻄﺎر اﻵﻣﻦ واﻟﺼﺪﻳﻖ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ﻟﻪ ﻓﻮاﺋﺪ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺒﻴﺌﻲ إﻻ أن ﺗﺄﺛﻴﺮه ﻋﻠﻰ ﻇﺮوف اﻟﻄﻘﺲ واﻟﺪورة اﻟﻬﻴﺪروﻟﻮﺟ­ﻴﺔ واﻟﻨﻈﻢ اﻟﺒﻴﺌﻴــﺔ وﺣﺴــﻦ اﳉــﻮار ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺑﺤﺎث واﻟﺘﺠﺎرب.

وﻟﻔﺖ إﻟﻰ أن ﻫﻨﺎك ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻟﺪول ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﻨﻬﺎ أﻣﻴﺮﻛﺎ واﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ وﺑﻌﺾ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺎﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ واﻹﻣﺎرات واﳌﻐﺮب.

وأوﺿــﺢ أن ﺟﻤﻴــﻊ ﻫــﺬه اﻟﺘﺠــﺎرب ﺗﻌﺘﺒــﺮ ﺧﻄــﻮات ﻋﻠــﻰ اﻟﻄﺮﻳــﻖ وﲢﺘــﺎج إﻟﻰ وﻗــﺖ أﻃــﻮال وأﻣــﻮال أﻛﺜــﺮ وﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﺘﺠﺪدة ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻷﻫﺪاف اﳌﺮﺟﻮة ﻣﻨﻬﺎ ﺳــﻮاء ﺑﻴﺌﻴﺎ او ﻣﻨﺎﺧﻴﺎ.

أﻣﻨﻴﺔ ﻗﺪﳝﺔ

ﺑﺪوره، ﻗﺎل اﳋﺒﻴﺮ اﻟﺒﻴﺌﻲ واﳌﺴﺘﺸﺎر ﻓﻲ اﻟﺸﺆون اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ د.ﻋﻠــﻲ ﺧﺮﻳﺒــﻂ ان اﳌﻄــﺮ اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ أﻣﻨﻴــﺔ ﻗﺪﳝﺔ ﻣﻘﺪم ﺗﺎرﻳــﺦ اﻹﻧﺴــﺎن ﻋﻠــﻰ اﻟﻜﺮة اﻷرﺿﻴﺔ.

وﻗــــــﺎل ان اﻷﻣﻴﺮﻛﻴــﲔ اﻷﺻﻠﻴــﲔ )اﻟﻬﻨــﻮد اﳊﻤﺮ( ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﻄﻘﻮس ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺰل اﳌﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ، وﻓﻲ ﺟﻨﻮب اﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﻘﺪﳝﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﺰﻟﻮن اي ﻣﻠﻚ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ان ﻳﻨﺰل اﳌﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﻢ، ﻛﻤﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺣﻀﺎرات ﻗﺪﳝﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺼﲔ وروﻣﺎ ﻛﺬﻟــﻚ ﻃﻘﻮس ﻻﻧﺰال اﳌﻨﺰل.

وأوﺿــﺢ ان ذﻟــﻚ ﻣﻌﻨــﺎه ان ﻟــﺪى اﻻﻧﺴــﺎن اﻟﻘــﺪﱘ اﻣﻨﻴﺎت وﻗﺪرات ﻓﻲ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣــﻊ اﻟﻄﺒﻴﻌــﺔ ﻻﻧــﺰال اﳌﻄﺮ، وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓــﻲ اﻻوﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻨــﺰل ﻓﻴﻬﺎ اﳌﻄﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ أو ﻳﺘﺄﺧﺮ ﻫﻄﻮﻟــﻪ، واﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻓﻲ اﳌﻤﺘﻠﻜﺎت واﻷرواح واﳌﺰروﻋﺎت.

وﻗــﺎل اﻧــﻪ وﻣــﻊ اﻟﺜــﻮرة اﻟﺼﻨﺎﻋﻴــﺔ وﺗﻄــﻮر اﻟﻌﻠــﻢ، ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨــﺎك أﻓﻜﺎر ﺳﻴﺎﺳــﻴﺔ وﻋﺴــﻜﺮﻳﺔ وزراﻋﻴــﺔ ﻻﻧﺰال اﳌﻄــﺮ. ﻓﻤﺜــﻼ اذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك دوﻟﺔ ﻛﺒﺮى ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ان ﺗﻨﺰل اﻣﻄــﺎرا ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠــﻰ دوﻟﺔ اﺧــﺮى ﺑﺎﻻﻣــﻜﺎن ان ﺗﻐﺮﻗﻬــﺎ ﺑﺎﻟﺴــﻴﻮل وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺴــﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ.

وأﻛﺪ ان اﺳﺘﺨﺪام اﳌﻄﺮ ﻓﻲ اﻻﻣﺎﻛﻦ اﳉﺎﻓﺔ واﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ ﺿــﺮورة ﳊﻴــﺎة اﻻﻧﺴــﺎن واﻟﻨﺒﺎﺗﺎت، ﻟﺬﻟﻚ ﺑﺪأ اﻻﻧﺴــﺎن ﺑﺪراﺳﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻻﻧﺰال اﳌﻄﺮ.

وﻟﻔﺖ اﻟــﻰ ان ﻓﻜﺮة اﻧﺰال اﳌﻄﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺟﺪا، ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻏﻴﻮم ﻣﻄﺮﻳﺔ، وﺑﺎﻻﻣﻜﺎن ﺧﻠــﻖ ﻣﺜــﻞ ﻫﺬه اﻟﻐﻴــﻮم ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ أﻳﻮداﻳﺪ اﻟﻔﻀﺔ، وأوﻳﺪاد اﻟﺒﻮﺗﺎﺳﻴﻮم، واﻟﺜﻠﺞ اﳉﺎف، ورﺷــﻬﺎ ﻓــﻲ ﻣﻨﺎﻃــﻖ ﻋﺎﻟﻴــﺔ اﻻرﺗﻔﺎع ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻃﺎﺋﺮة أو ﻃﺎﺋﺮات، وﻫﺬه ﺗﺴــﺘﻄﻴﻊ ان ﲡــﺬب ﺟﺰﻳﺌﺎت ﺑﺨــﺎر اﳌﺎء، واﻟﺘﻲ ﺑﺪورﻫﺎ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﻐﻴﻮم اﳌﻄﺮﻳﺔ.

واﺷﺎر اﻟﻰ ان ﻫﺬه اﻻﻣﻄﺎر اﻟﺼﻨﺎﻋﻴــﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﻜﻠﻔــﺔ وﻳﺘﻢ ﲢﻘﻴﻖ ﺗﻮازن ﻣﺎ ﺑﲔ اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ واﻟﻔﻮاﺋﺪ وﻗﺪ ﻧﺤﺘﺎج ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻳــﺖ ان ﻧﺨﻠﻖ اﻣﻄﺎرا ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ، ﲢﻘﻖ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﻗﺪ ﲢﺘﺎﺟﻬﺎ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﻌﻴﻨﺔ.

 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? د.ﻓﻬﻴﻤﺔ اﻟﻌﻮﺿﻲ ??
د.ﻓﻬﻴﻤﺔ اﻟﻌﻮﺿﻲ
 ?? د. رأﻓﺖ ﻣﻴﺴﺎك ??
د. رأﻓﺖ ﻣﻴﺴﺎك
 ?? د. ﻋﻠﻲ ﺧﺮﻳﺒﻂ ??
د. ﻋﻠﻲ ﺧﺮﻳﺒﻂ

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait