اﻟﺴﻴﺮة اﳊﺴﻨﺔ ﺑﺈﺗﻘﺎن اﻟﻌﻤﻞ!
ﻗﺒﻞ أن أدﺧﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﳌﺘﻮﺳــﻂ ﻛﻨﺖ أﻣﺮ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﺪرﺳﺔ »اﳋﻠﻴﻞ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ«، وﻛﺎن واﻟﺪي ﻳﻘﻮل ﻟﻲ »ﻋﻤﻚ ﻧﺎﻇﺮ ﻓﻲ إﺣــﺪى اﳌﺪارس« ﻓﺘﻤﻨﻴﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺪرﺳﺘﻲ.
وﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴــﻲ: ﻳﺎ رب ﻋﻤﻲ ﻳﺼﻴﺮ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺪرﺳﺘﻲ.
وﻣﺎ ان دﺧﻠﺖ اﳌﺘﻮﺳﻂ إﻻ وﻛﺘﺐ اﷲ ﻟﻲ أن ﺣﻘﻖ ﻟﻲ ﻣﺎ أرﻳﺪ وأﺻﺒﺢ ﻋﻤﻲ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺪرﺳﺘﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﺮﺟﺖ ﻓﻲ اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ وذﻫﺒﺖ إﻟﻰ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ، ﻛﺎن ﻧﻌﻢ اﳌﺪﻳﺮ وﻧﻌﻢ اﳌﺴﺆول، ﻓﻲ اﳊﺰم واﻟﺸﺪة واﻟﺮﻓﻖ واﻟﻌﻄﻒ، ﻛﺎن ﻻ ﳝﻴﺰ ﺑﲔ ﻃﺎﻟﺐ وآﺧﺮ، وﻛﻨﺖ داﺋﻤﺎ أﻓﺘﺨﺮ ﺑﺄن ﻋﻤﻲ ﻫﻮ ﻧﺎﻇﺮ اﳌﺪرﺳــﺔ ﻟﻜﻦ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻛﻨﺖ أﻫﺎﺑﻪ وأﺣﺘﺮﻣﻪ ﻛﺜﻴﺮا، وﻛﺎن ﻻ ﳝﻴﺰﻧﻲ ﻋﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ وإن أﺧﻄﺄت ﻓﺎﻟﻌﻘﺎب ﻣﻀﺎﻋﻒ، وإذا ﺗﺄﺧﺮت ﻋﻠﻰ ﻃﺎﺑﻮر اﻟﺼﺒﺎح ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ أﻗﻒ ﻣﻊ اﻟﻄﻼب اﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻳﺴﺄﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ اﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ورﲟﺎ دﻋﺎ أوﻟﻴﺎء أﻣﻮرﻧﺎ.
ﻛﺎن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻋﻤﻚ اﳌﺪﻳﺮ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺳﻴﻌﻄﻴﻚ اﳌﻌﻠﻤﻮن درﺟﺎت
Email: ﻋﺎﻟﻴﺔ، وﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ: ذات ﻣﺮة أﺧﻄﺄت ﻣﻊ أﺣﺪ اﳌﺪرﺳﲔ ﻓﻘﺎم ﺑﻌﻘﺎﺑﻲ ﺣﺘﻰ ﺟﺎء أﺑﻲ واﻋﺘﺬرت ﻣﻦ اﳌﺪرس!
وان أﺧﻄــﺄت ﻓــﻲ أﻣــﺮ ﻳﻜﻮن أﺑــﻲ، ﺣﻔﻈــﻪ اﷲ، أول اﳊﺎﺿﺮﻳﻦ إﻟﻰ ﻣﺪرﺳــﺘﻲ وﻳﺬﻫﺐ إﻟﻰ اﻟﻮﻛﻴﻞ واﻷﺧﺼﺎﺋﻲ وﻻ ﻳﻠﺠﺄ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﺮ اﳌﺪرﺳﺔ ﻷﻧﻪ أﺧﻮه.
ﻓﺎﳌﺪرﺳﺔ ﻟﻬﺎ ﻛﻴﺎن وﺗﻌﻠﻴﻢ ﻓﺎﺻﻞ ﻋﻦ أﻣﻮر اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﺻﻠﺔ اﻟﻘﺮاﺑﺔ، ﻓﺈن ﻛﺎن ﺑﻲ ﻣﻦ اﳋﺼﺎل اﳉﻴﺪة ﻓﻴﺮﺟﻊ
ﻫﺬا اﻟﻔﻀﻞ ﺑﻌﺪ واﻟﺪي إﻟﻰ ﻣﺪرﺳﺘﻲ وﻣﺪﻳﺮﻫﺎ ﻋﻤﻲ ﻋﺒﺪاﷲ وﺣﺰﻣﻪ وﺣﻜﻤﺘﻪ.
وﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﻛﻼﻣﻲ ﻷﻧﻪ ﻋﻤﻲ، ﻟﻜﻦ ﻳﺸﻬﺪ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﺪرﺳﺔ اﳋﻠﻴﻞ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ ﺑﻬﺬا. وإﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﻳﺮاﻧﻲ ﻳﻮﺻﻴﻨﻲ أن أﺻﻞ اﻟﺴﻼم إﻟﻴﻪ وﺗﻘﺒﻴﻞ رأﺳﻪ واﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ رﲟﺎ ﺟﺎء ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎب اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﻤﻲ وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮات ﻋﺮف ﻫﺬا اﻟﻄﺎﻟﺐ.. ﺷﺪة ﻋﻤﻲ وﺣﺰﻣﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺴــﻮه ﻣﻨﻪ وﲡﺒﺮا ﻋﻠﻴﻪ إﳕﺎ ﳌﺼﻠﺤﺘﻪ وﺗﺄدﻳﺐ وﺗﻌﻠﻴﻢ ﻟﻪ! ٭ ﻳﺠــﺐأنﻳﻔﺼﻞ اﻹﻧﺴــﺎن أﻣﻮر ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﺑﻮﻇﻴﻔﺘﻪ وﻣﺴــﺆوﻟﻴﺘﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺤﺎﺳﺐ أﻣﺎم اﷲ وﻻ ﻳﺘﺮاﺧﻰ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﺪل إن رأى ﺧﻄﺄ ﻓﻴﺠﻌﻞ ﺻﻠﺔ اﻟﻘﺮاﺑﺔ واﳌﻌﺮﻓﺔ ﺗﺘﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ أﻣﺮ اﷲ واﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﺎﻟﻜﺮﺳﻲ ﻟﻦ ﻳﺪوم وﻟﻜﻦ اﻟﺴﻴﺮة اﳊﺴﻨﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺒﻘﻰ. ٭ إن إﺗﻘﺎن اﻟﻌﻤﻞ واﻹﺧﻼص ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻷﻣــﻮر اﻟﺘﻲ ﲡﻌﻞ اﷲ ﻳﻮﻓﻖ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻜﻞ ﺧﻴﺮ وﻳﺠﻌﻞ ﻟﻪ ﺳﻤﻌﺔ اﳋﻴﺮ واﻟﺬﻛﺮى اﻟﻄﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻓﻴﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ ﺣﺘﻰ وان ﺗﻘﺎﻋﺪ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ. ٭ إن ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺸﺨﺼﻴﺘﻪ وﻃﺒﺎﻋﻪ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﺪرﺳﺘﻪ وﻣﻌﻠﻤﻴﻪ ﻓﺈن ﺗﺪﺧﻞ اﻷﻫﻞ ﺑﻬﺎ ﺑﺪﻻﻟﻬﻢ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﺿﺎع ﻫــﺆﻻء اﻷﺑﻨﺎء ﺑﻬﺬا اﻟﺪﻻل.. ﻓﺎﻟﺸﺪة ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ وان ﻛﺮﻫﻬﺎ اﻵﺑﺎء. ٭ أﺳــﺄل اﷲ اﻟﻌﻈﻴﻢ أن ﻳﺠﻌﻠﻚ ذﺧﺮا وﳝﺪ ﻓﻲ ﻋﻤﺮك ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺘﻪ وﻳﺮزﻗﻚ اﻟﺼﺤﺔ واﻟﻌﺎﻓﻴﺔ وﻳﺠﺎزﻳﻚ ﻋﻨﺎ ﺧﻴﺮ اﳉﺰاء.