Al-Anbaa

اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﻐﺘﺮﺑﲔ: ﻧﻜﻬﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮﻳﺔ وﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻓﺎﻗﺖ اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت

ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ »اﻷﺣﺪ اﻟﻜﺒﻴﺮ«.. وﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﻌﺾ اﻟﺪواﺋﺮ

-

ﺑﻴﺮوت: اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﻓﻲ دول اﻻﻧﺘﺸﺎر اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ اﻧﺘﻬﺖ ﺑﻨﺠﺎح »ﻓﺎق اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت«: اﳌﺸــﺎرﻛﺔ اﻟﻜﺜﻴﻔﺔ و»اﳊﻤﺎﺳــﻴﺔ« ﻣﻦ ﺟﻤﻬــﻮر ﻳﻨﺘﻤﻲ ﻓﻲ أﻛﺜﺮﻳﺘﻪ اﻟﺴــﺎﺣﻘﺔ اﻟﻰ »ﻓﺌﺔ اﻟﺸــﺒﺎب« وﻗﻒ ﻓﻲ »ﻃﻮاﺑﻴﺮ اﻟﺘﻐﻴﻴــﺮ« ﻓﻲ رد اﻧﺘﻘﺎﻣﻲ ﻋﻠــﻰ »ﻃﻮاﺑﻴﺮ اﻟﺬل« ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن، ﺧﺼﻮﺻﺎ أن ﻧﺴــﺒﺔ ﻻ ﺑﺄس ﻣــﻦ اﻟﻨﺎﺧﺒﲔ ﻓﻲ اﳋﺎرج ﻫﻲ ﻣﻦ ﻓﺌﺔ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺣﺪﻳﺜﺎ اﻟﺬي اﺿﻄﺮوا اﻟﻰ ﻫﺠﺮة ﻗﺴﺮﻳﺔ وﻃﺎرﺋﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷرﺑﻊ اﻷﺧﻴﺮة. ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻫﺠﺮﺗﻬﻢ »اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ«، ﺑﺪوا أﻛﺜﺮ ﺣﻤﺎﺳﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ وﺧﺮﺟﻮا ﺑﻔﺮح وﺑﺼﻮت ﻋﺎل ﻟﻴﻌﻠﻨﻮا أﻧﻬﻢ اﺧﺘﺎروا اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ، ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺗﺖ ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﺮادﻓﺔ ﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻣﻮس اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ اﳉﺪﻳﺪ، وﺑﺎت ﻟﻴﻮم اﻻﻗﺘﺮاع اﳋﺎرﺟﻲ ﻧﻜﻬﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻫﻲ ﻧﻜﻬﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮﻳﺔ.

ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺪد اﳊﻮاﺻﻞ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻐﺘﺮﺑﲔ ﺑﻞ ﻛﺎن ﺗﻔﺼﻴﻼ. واﳌﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻬﻢ ﻫــﻮ اﳊﺎﻟﺔ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﻄﻠﻘﺖ وﺑﺎﺗﺖ أﻣﺮا واﻗﻌﺎ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻨﻪ. واﳌﻌﺮﻛﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ ٢٢٠٢ ﻫﻲ اﺳﺘﻜﻤﺎل ﻟﻠﻤﻌﺮﻛﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻓﻲ أﻛﺘﻮﺑﺮ ٩١٠٢ وﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻳﻘﻮل اﳌﻘﺘﺮﻋﻮن ﻟﻠﻤﻘﻴﻤﲔ: إﻣﺎ أن ﺗﺼﻮﺗﻮا ﻣﺜﻠﻨﺎ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ أو ﻟﻦ ﻧﻌﻮد.

اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ٢٢٠٢ ﺑﻔﻌﻞ اﳌﺸــﺎرﻛﺔ اﻟﻮاﺳــﻌﺔ ﻟﻠﻤﻐﺘﺮﺑﲔ واﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ أﻳﻀﺎ، اﻛﺘﺴﺒﺖ ﻃﺎﺑﻌﺎ دوﻟﻴﺎ وﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ ﺗﺒﺪل ﻣﻠﻤﻮس ﻓﻲ اﳌﺰاج اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ واﲡﺎﻫﺎت اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ، ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺘﺰام اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﺈﺟﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺷﻔﺎﻓﺔ ودﳝﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ، ﻣﻊ ﻫﺎﻣﺶ ﺧﻄﺄ ﻣﻘﺒﻮل ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ، وﻣﻊ ﺣﺪ أدﻧﻰ ﻣﻦ اﳌﺨﺎﻟﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻏﻴﺮ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ وﻏﻴﺮ ﻣﺆﺛﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ.

أﻛﺜﺮ ﻣﺎ اﺳﺘﺮﻋﻰ اﻻﻧﺘﺒﺎه وﻟﻔﺖ اﻷﻧﻈﺎر، ﻫﻮ وﺟﻮد ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ ﻣﺮاﻛﺰ اﻻﻗﺘﺮاع، وﺛﻤﺔ ﻋﻮاﻣﻞ ﻛﺜﻴﺮة ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ذﻟﻚ، أوﻟﻬﺎ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ، وﺛﺎﻧﻴﻬﺎ اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ، وﺛﺎﻟﺜﻬﺎ واﻷﻫﻢ ﻫﺠﺮة أﻋﺪاد ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻣﲔ اﻷﺧﻴﺮﻳﻦ وﺗﻮﺟﻪ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻣﻨﻬﻢ إﻟﻰ اﻹﻣﺎرات وﻓﺮﻧﺴﺎ، اﻟﺪوﻟﺘﺎن اﻟﻠﺘﺎن ﺳﺠﻠﺘﺎ أﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺸﺎرﻛﺔ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ اﻟـ ٠٧٪. وﻋﻨﺪ ﻫﺆﻻء اﻟﺸﺒﺎب اﺧﺘﻠﻂ اﻷﻣﻞ ﻓــﻲ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ واﳋﻮف ﻣﻦ ﻗﺪرة اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ اﳌﺘﺤﻜﻤﺔ ﺑﺮﻗﺎب اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة إﻧﺘﺎج ﻧﻔﺴﻬﺎ.

ﻫﺬه اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ واﳊﻤﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﳌﻐﺘﺮﺑﲔ وﺟﻬﺖ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻰ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺬي ﺗﺎﺑﻊ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ، وﻓﺤﻮاﻫﺎ أن روح ﺛﻮرة ٧١ أﻛﺘﻮﺑﺮ ﻟﻢ ﺗﻨﻄﻔــﺊ، وأن اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﻳﺘﻮﻗــﻮن اﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ وإﺻﻼح ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ واﻗﺘﺼﺎدﻫﻢ وﻧﻈﺎﻣﻬﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻲ. وأﻣﺎ اﻟﺮﺳــﺎﻟﺔ اﻷﺑﻠــﻎ، ﻓﻬﻲ اﻟﻰ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ وﻓﺤﻮاﻫﺎ أن ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﺸﺎرﻛﻮا ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ وﻓﻲ اﻻﲡﺎه اﻟﺼﺤﻴﺢ. وأﻣﺎ اﳌﻘﺎﻃﻌﺔ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮن ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻤﺎ وإﻫﺪارا ﻟﻔﺮﺻﺔ ﻻ ﺗﻌﻮض وﻻ ﺗﺘﻜﺮر. وﳝﻜﻦ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج أن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻓﻲ دول اﻻﻧﺘﺸﺎر اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺷﻜﻠﺖ ﻋﺎﻣﻼ ﻣﺤﻔﺰا وﺳﺘﺮﻓﻊ ﻧﺴﺒﺔ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت، ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ.

وأﻣﺎ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﺘﺼﻮﻳﺖ اﳌﻐﺘﺮﺑﲔ، ﻓﺴﻴﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﻌﺾ اﻟﺪواﺋﺮ، ﻻﺳﻴﻤﺎ داﺋﺮة اﻟﺸﻤﺎل اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ )ﺑﺸﺮي، زﻏﺮﺗﺎ، اﻟﻜﻮرة، اﻟﺒﺘﺮون(، ﺣﻴﺚ ﳝﻠﻜﻮن ﺣﺎﺻﻼ ﻟﻮﺣﺪﻫﻢ، وﺛﻘﻞ ﻫﺆﻻء اﻷﻛﺒﺮ ﻫﻮ ﻓﻲ أﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ وﻓﺮﻧﺴﺎ. وداﺋﺮة ﺟﺒﻞ ﻟﺒﻨﺎن اﻟﺮاﺑﻌﺔ )اﻟﺸﻮف - ﻋﺎﻟﻴﻪ( وداﺋﺮة اﳉﻨﻮب اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ )ﻣﺮﺟﻌﻴﻮن - ﺣﺎﺻﺒﻴﺎ(، إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ داﺋﺮﺗﻲ ﺑﻴﺮوت اﻷوﻟﻰ واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.

وﺑﺎﺧﺘﺼﺎر، اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﻐﺘﺮﺑﲔ ﻫﺬه اﳌﺮة ﺳﻴﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷــﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻌﺎم ٨١٠٢. وﻗﺪ ﻗﺪﻣﺖ دﻟﻴﻼ ﺣﺴــﻴﺎ اﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ اﻟﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ٨١٠٢، وأن ﺗﻐﻴﻴﺮات ﻛﺜﻴﺮة ﻗﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ اﻟﺴــﻨﻮات اﻷرﺑﻊ اﻷﺧﻴــﺮة وأﺣﺪﺛﺖ ﺗﻐﻴﻴﺮا ﻓﻲ ﻣﺰاج اﻟﻨﺎﺧﺒﲔ وﺗﺼﻮﻳﺘﻬﻢ، وﺳــﺘﺠﻌﻞ ﺣﻴﺰ اﳌﻔﺎﺟﺂت ﻓﻲ ﻳﻮم »اﻷﺣﺪ اﻟﻜﺒﻴﺮ« ٥١ ﻣﺎﻳﻮ أﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻛﺎن ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait