Al Jarida (Kuwait)

من المطار إلى المخيمات... لبنان في مرمى الحرب األمنية اإلسرائيلي­ة

- ● بيروت - منير الربيع

تتزايد المخاوف اللبنانية من تحول المواجهة العسكرية بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب أمنية بــاتــجــ­اهــات مــتــعــد­دة. ومـــع اســتــمــ­رار الــمــنــ­اوشــات على جبهة الجنوب اللبناني، صعدت إسرائيل من عمليات الـرصـد والـتـحـري حــول مقاتلين وكـــوادر لحزب الله وحماس على كل الجغرافيا اللبنانية، إضافة إلى التقصي والرصد حول مواقع أساسية للحزب تتصل بالتقنيات العسكرية لـدى الحزب، وال سيما الصواريخ الدقيقة أو الطائرات المسيرة وأنظمة عملها.

وســـلـــط­ـــت األضــــــ­ــواء عـــلـــى مــخــيــم­ــات الــالجــئ­ــيــن الفلسطينيي­ن بعد اكتشاف خلية في مخيم البرج الشمالي لالجئين الفلسطينيي­ن في مدينة صور مشتبه بمساعدتها في اغتيال كوادر لحركة حماس، وهذا ما دفع جهات أمنية وعسكرية، مثل حزب الله وحـمـاس واألجــهــ­زة األمـنـيـة اللبنانية، إلــى العمل على إجراء مسوحات شاملة للمخيمات في الجنوب والبقاع بحثا عن عمالء. وبحسب المعلومات جرى توقيف عدة أشخاص.

إلى ذلك، يتخوف خبراء من التشويش المستمر على أنظمة ،gps إذ إن كل التطبيقات التي تعمل وفق هذا النظام ال تعمل بكفاء ة في منطقة الجنوب، فيما برز في األيـام الماضية التشويش على عمل مطار رفـيـق الـحـريـري الــدولــي فــي بــيــروت، وهـــو مــا دفـع بيروت إلى توجيه اتهام رسمي إلسرائيل بتهديد عمل المطار وسالمة الطيران المدني بما يتعارض مع القوانين الدولية.

وبحسب المعلومات، فإن عددا من الطائرات التي تكون آتية الى بيروت لتحط في المطار، تتأخر في قدرتها على الهبوط، بسبب التشويش، فتضطر إما إلى االتجاه الى مطار الرناكا في قبرص أو مطارات فـي تـركـيـا، ريثما يتم اعـتـمـاد بـروتـوكـو­ل تقليدي ال يعتمد على عمل نظام gps لتفادي التشويش، ويسعى لبنان إلــى انــتــزاع قـــرار مـن مجلس األمـن يدين إسرائيل وتهديداتها لسالمة الطيران المدني.

ومـــــن غـــيـــر الـــمـــع­ـــروف حـــتـــى اآلن إذا كـــــان هـــذا التشويش متعمدا من قبل اإلسرائيلي­ين، خصوصا أنه قبل أشهر حصلت عملية قرصنة ألنظمة المطار، ما أدى إلـى تعطيل العمل فيه لساعات، وبالتالي يمكن أن يكون التشويش متعمدا في إطار الضغط على لبنان واللبنانيي­ن في ظل المواجهة مع حزب الــلــه، كـمـا أن هــنــاك أسـبـابـا أخـــرى يمكن أن تكون الــســبــ­ب وراء الــتــشــ­ويــش، وهـــي مـــحـــاو­الت الــرصــد اإلســـرائ­ـــيـــلــ­ـي الــمــســ­تــمــرة لـــمـــوا­قـــع تــخــزيــ­ن الــحــزب للصواريخ الدقيقة الموجهة، والطائرات المسيرة، وقيام اإلسرائيلي­ين بالتشويش على أنظمة عمل هذه الصواريخ والطائرت المسيرة، وبالتالي هذا التشويش يؤثر عرضيا على حركة المطار.

فـي سـيـاق متصل أيــضــا، يسعى اإلسرائيلي­ون إلى فرض معادالت جديدة ردا على المعادالت التي كان قد وضعها الحزب سابقا، إذ كان الحزب يضع معادلة الدم بالدم، والمدينة مقابل المدينة، ونفس العمق المستهدف بنفس العمق المستهدف. إال أن اإلسرائيلي­ين ومنذ فترة يعملون على تغيير هذه القواعد، فالرد على استهداف الجوالن مثال يكون بــاســتــ­هــداف بعلبك أو مـحـيـط صــيــدا، والــــرد على استخدام حزب الله للطائرات المسيرة في عملياته يـدفـع اإلسـرائـي­ـلـيـيـن الـــى اســتــهــ­داف مــا يعتبرونه مواقع تخزين أو تشغيل للطائرات المسيرة، كما أعــلــنــ­وا ســابــقــ­ا عـــن أحـــد الــمــواق­ــع الـمـسـتـه­ـدفـة في بعلبك، وما يدخل على خط االستهداف مجددا، هو اسـتـهـداف طــرق اإلمــــدا­د التابعة للحزب مـن خالل اسـتـهـداف­ـات لسورية فـي محيط دمـشـق، أو ريفها باستهداف منطقة القلمون، أو ريف حمص من خالل استهداف القصير التي تم فيها استهداف شاحنات تنقل أسلحة للحزب.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait