عن برامج المسابقات التلفزيونية!

أول العمود:

تعزيز موارد جمعيات النفع العام ضروري... بعد شهرين نحن على موعد لتقديم تقرير من وزير الشؤون االجتماعية لمجلس الوزراء حول هذا الموضوع.

بـــدايـــة يــجــب الـتـمـيـيـز بــيــن بـــرامـــج الــمــســابــقــات الـتـلـفـزيـونـيـة المعلوماتية واالبــتــعــاد عــن التعميم، فـهـنـاك بــرامــج مخصصة لتوزيع األمـــوال بــأي شكل مـن األشــكــال، لـدرجـة أنــك ال تتذكر أي سـؤال استفدت من إجابته بعد مغادرة الشاشة على شاكلة: ما اسم العملة النقدية ألميركا! في حين هناك برامج هجينة تراعي الجهل العام في مجتمعات ال تهوى القراءة مع قليل من الجدية في إطالق أسئلة مفيدة تتطلب اطالعا.

هناك عدة مالحظات يمكن بيانها لمثل هذه البرامج التي تغزو الشاشات الصغيرة في شهر رمضان، وربما أهمها الشخص الذي يدير البرنامج ومــدى قبول المشاهدين لـه، ولعل أكثر البرامج شهرة هي التي كان المذيع فيها مميزا في أدائه مثل بوب باركر في برنامج السعر الصحيح، ومن يربح المليون لجورج قرداحي، وبنك المعلومات لعمر الخطيب.

هناك أيضا برامج الشارع التي يذهب مقدم البرنامج لعامة الــنــاس لنكتشف سـخـف بـعـض األسـئـلـة وعبثيتها فــي برنامج مسابقات كالسؤال عن طول القولون أو أول هدف في كأس العالم! في حين يقع البعض بسبب الربكة في إجابة غير صحيحة عن ســــؤال: حــاصــل ضـــرب 4 فــي 6 كـمـا حـــدث فــي بـرنـامـج مسابقات كويتي قبل أيام.

تكشف بعض البرامج كذلك ظاهرة الجهل بمعلومات موجودة في دفاتر التعليم العام منها: تاريخ استقالل دولة المشارك في المسابقة، أو عدد دول مجلس التعاون، وهكذا.

هنا يجب التفريق بين برنامج مسابقات يهدف إلى الترويج للشركات االستثمارية الممولة له، وال يهم محتوى األسئلة فيه، وهي األكثر رواجا مع األسف، وبين برنامج يهدف للترفيه ضمن مشروع تعليمي وتربوي وفكري يفيد األسرة والفرد معا، ومما يؤسف له أن النوعية األولى هي الرائجة في وطننا العربي.

هنا نتذكر برنامج (سين جيم) الشهير الذي كان يقدمه تلفزيون الـكـويـت فــي سبعينيات الــقــرن الـمـاضـي ومـالحـظـة كــم التنظيم وطريقة اإلدارة وشكل األسئلة المقدمة للجمهور من قبل اإلعالمي شريف العلمي، وكذلك برنامج (مع الطلبة) األكثر شهرة للمعلق الرياضي خالد الحربان.

بـرامـج المسابقات المعلوماتية التلفزيونية وسيلة تثقيف ناعمة للمجتمع، فلتكن بعيدة عن مسألة توزيع العطايا للجمهور.