Al Jarida (Kuwait)

إسرائيل تصعد ضد «حزب الله»... واألمم المتحدة بمرمى القصف

- ● بيروت - منير الربيع

أصبح لبنان يدمج ما بين حالتي غزة وسورية، ففي الجنوب وعلى مسافة تمتد مـن 5 إلــى 8 كلم، تعتمد إسرائيل سيناريو التدمير الذي تعتمده في قطاع غزة لكن بشكل بطيء، فتعتمد أسلوب التدمير الكامل لقرى وبلدات بهدف جعلها غير قابلة للحياة، وبذلك تعلن أنها نجحت في إبعاد حزب الله وبيئته عنها. أما خـارج نطاق هذه المسافة فإن العمليات العسكرية واألمـنـيـ­ة اإلسرائيلي­ة ضـد مـواقـع حزب الله، ومخازنه، واغتيال كوادره تطبق فيه تل أبيب الـنـمـوذج الـسـوري المعتمد منذ سـنـوات بعمليات عــســكــر­يــة مــتــفــر­قــة. فـــي األيــــــ­ام الــمــاضـ­ـيــة، أصـبـحـت إسرائيل تطبق معادلة «وحدة الساحات» ضد حزب الله فتستهدفه فـي جنوب لبنان، والـبـقـاع، إضافة إلى استهدافه على الحدود السورية - اللبنانية، في القلمون، وريف القصير، وفي محيط العاصمة دمشق وعلى الحدود السورية - العراقية.

بــذلــك حـــول اإلســرائـ­ـيــلــيــ­ون كــل الــســاحـ­ـات مـجـاال الســتــهـ­ـداف حـــزب الــلــه، والـــالفـ­ــت أن هـــذا التصعيد الـمـيـدان­ـي جــاء إثــر زيـــارة وزيـــر الــدفــاع اإلسرائيلي يــــوآف غـــاالنــ­ـت إلــــى الــــوالي­ــــات الــمــتــ­حــدة األمـيـركـ­يـة والــنــقـ­ـاش مــع الـمـسـؤول­ـيـن هــنــاك فــي مــســار معركة رفــــــح مـــــن جــــهــــ­ة، وتــــــطـ­ـــــورات الـــــوضـ­ــــع عـــلـــى جـبـهـة جـنـوب لـبـنـان، وبحسب المعلومات، فــإن إسرائيل قــد حـصـلـت عـلـى دعـــم عـسـكـري أمــيــركـ­ـي جــديــد من قذائف صاروخية وطـائـرات حربية وغيرها، وهنا تتحدث بعض المعطيات عـن أن هــذه المساعدات

ستكون موجهة لالستخدام ضد حزب الله في لبنان.

بحسب ما تشير المعلومات لدى األميركيين، فإن إسرائيل لم يكن لديها قذائف صاروخية من النوع التدميري غير الـذكـي أو غير الـمـوجـه، كما أنــه في الفترة األخيرة سجل أكثر من استخدام إسرائيلي لصواريخ لم تنفجر، وهو ما استخدمه اإلسرائيلي­ون مع األميركيين للحصول على قذائف جديدة.

وزير الدفاع اإلسرائيلي يؤاف غاالنت كان واضحا فيما أعلنه مـن على الجبهة مـع لبنان أمــس األول، فقال: «سنزيد من وتيرة العمليات ونوسع المعركة، هذا ما قلته لوزير الدفاع في واشنطن، لويد أوستن، والمبعوث الخاص، آموس هوكشتاين، هذا األسبوع في واشنطن. وهذا ما أوعزت الجيش به في القيادة الشمالية». يعني هذا الكالم االنتقال اإلسرائيلي من مرحلة إلى مرحلة أخرى من التصعيد العسكري ضد الحزب، ولكن بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية فذلك ال يعني أن إسرائيل اتخذت قرار توسيع الحرب أو الــدخــول فــي مـعـركـة مـفـتـوحـة، ولـكـن سـتـزيـد من وتيرة عملياتها العسكرية، ومن عمليات االغتيال ال سيما أن غـاالنـت أكــد العمل على مالحقة كــوادر حزب الله في كل المناطق، بما فيها بيروت وبعلبك ووصوال إلى دمشق، بعد تقارير عن مقتل 5 عناصر مــن حـــزب الــلــه فــي غـــارة إسـرائـيـل­ـيـة عـلـى حـلـب هي األعنف منذ أشهر أسفرت عن مقتل نحو 50 شخصا.

يبدو أن إسرائيل تسعى إلـى استباق أي نتائج يـمـكـن الــتــوصـ­ـل إلــيــهــ­ا فـــي الـــمـــف­ـــاوضـــا­ت اإليــرانـ­ـيــة -األمـيـركـ­يـة، بشكل ال يــتــالءم مــع مصلحتها، لذلك تصر على التصعيد بهذا الشكل العنيف في محاولة

جديدة الستدراج الحزب إلى مواجهة اوسع. أكثر ما يزعج اإلسرائيلي­ين هو التعاطي األميركي الواقعي مــع حــزب الــلــه، فــي هــذا الـسـيـاق، تشير المعلومات الــى واقـعـيـة أميركية فـي الـمـقـارب­ـة تـجـاه حــزب الله وسط طروحات كثيرة حول كيفية دمجه في الدولة اللبنانية سياسيا وعسكريا على الـمـدى الطويل وليس بشكل سريع، باإلضافة إلى المسار الذي عمل عليه هوكشتاين للوصول الـى تفاهم في الجنوب أيضا.

إلى ذلك، وفي تطور ميداني، قالت القوة المؤقتة لألمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) إن 3 مراقبين عسكريين من فريق مراقبي األمم المتحدة في لبنان )UNTSO( ومترجمهم المدني أصيبوا عندما انفجرت قذيفة بالقرب منهم فـي جنوب لبنان أمــس بينما كانوا في دورية سيرا على األقدام.

وأضافت اليونيفيل أنها ال تزال تحقق في مصدر االنفجار، مشددة على أن استهداف قوات حفظ السالم «غير مقبول»، مكررة دعوتها «لكل األطراف إلى وقف التبادل العنيف الحالي إلطالق النار قبل أن يتعرض المزيد من األشخاص لألذى».

وشددت على ضرورة «ضمان سالمة وأمن أطقم األمم المتحدة وعلى كل األطراف مسؤولية حمايتهم بموجب القانون الدولي».

وكــــانــ­ــت الــــوكــ­ــالــــة الـــوطـــ­نـــيـــة لــــإعـــ­ـالم الــرســمـ­ـيــة الــلــبــ­نــانــيــ­ة أفـــــــا­دت فــــي وقـــــت ســـابـــق بـــــأن «ســـيـــار­ة رباعية الـدفـع تابعة لمراقبي الهدنة قـرب النقطة B37 عـلـى الــخــط األزرق تـعـرضـت قــرابــة الـعـاشـرة والـــربــ­ـع مــن صــبــاح الـسـبـت أثــنــاء قـيـامـهـا بــدوريــة

منسقة بالقرب من بلدة رميش العتداء إسرائيلي».

وتابعت أن السيارة «استهدفت بقذيفة مباشرة، ما أدى إلى إصابة ثالثة ضباط ومترجم مدني، إصابة أحدهم حرجة».

غير أن الناطق باسم الجيش اإلسرائيلي آفيخاي أدرعــي نفى شن أي قصف على آلية لليونيفيل في تلك المنطقة.

وكانت بلدة رميش المسيحية شهدت توترا قبل أيام بعد أن تصدى لسكان لمسلحين كانوا يحاولون إطــالق صـواريـخ على إسرائيل. ونفى حـزب الله أن يكون المسلحون تابعين له وحذر من إثارة الفتنة.

وفريق مراقبي األمم المتحدة في لبنان هو بعثة

مراقبة عسكرية غير مسلحة وصلت إلى لبنان في العام 1949 كجزء من هيئة األمـم المتحدة لمراقبة الهدنة. ويضم الفريق أكثر من 50 مراقبا عسكريا، بحسب األمم المتحدة.

ويقع مقر الفريق فـي مقر اليونيفيل بالناقورة جنوب الـبـالد. وتختلف مهام هــؤالء المراقبين عن مهام قـوات اليونيفيل، حيث يقومون بدوريات في القرى وعلى طول الخط األزرق ويتفاعلون مع السكان المحليين ثم يرفعون تقارير لليونيفيل ويتابعون التحقيقات بالحوادث التي قد تؤدي إلى خرق للقرار األممي 1701 الذي ينص على حصر االنتشار المسلح في جنوب لبنان بالجيش اللبناني واليونيفيل.

 ?? ?? مراقبان من األمم المتحدة في جنوب لبنان
مراقبان من األمم المتحدة في جنوب لبنان

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait