ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻤﺸﺮﻣﺢ: ﺣﺎﻳﻞ... ﻳﺎ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻲ!!
اﺗﺼﻞ ﺑﻲ أﺣﺪ اﻷﺻﺪﻗﺎء ﻟﻤﺮاﻓﻘﺘﻪ ﺑﺮﺣﻠﺔ )ﻓﺶ ﺧﻠﻖ( ﻟﻠﺸﻘﻴﻘﺔ اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ اﻟﺮاﺣﺔ واﺑﺘﻌﺎدا ﻋﻦ اﻟﻬﻤﻮم، وﻓـﺮاﻗـﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻌﺎم، ﻓﺎﻗﺘﺮﺣﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺬﻫﺎب اﻟﻰ ﺣﺎﻳﻞ ﻟﻤﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﻣﻤﻴﺰات ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﺧﻼﺑﺔ ﻛﺎﻟﺠﺒﺎل واﻟﺴﻬﻮل واﻟﻮدﻳﺎن وﻣﻌﺎﻟﻢ أﺛﺮﻳﺔ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻹﺳﻼم، وﻷﺟﻮاء ﺣﺎﻳﻞ اﻟﺮﺑﻴﻌﻴﺔ اﻟﺨﻼﺑﺔ، وﻷﺻﺎﻟﺔ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻤﻴﺰوا ﺑﺎﻟﻜﺮم وﺣﺴﻦ اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ واﻻﺳﺘﻘﺒﺎل، وﻟﺴﺎن ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻳﻘﻮل ﻟﺰوار ﺣﺎﻳﻞ إن ﺣﺎﺗﻢ اﻟﻄﺎﺋﻲ ﻟﻢ ﻳﻤﺖ ﻓﻜﺮﻣﻪ وﺻﻔﺎﺗﻪ اﻷﺻﻴﻠﺔ ﻗﺪ ﺗﻮارﺛﻨﺎﻫﺎ ﺟﻴﻼ ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ وﻷﻧﻨﻲ ﻟﻢ أذﻫﺐ ﻟﻠﻘﺎء اﻷﺣﺒﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ أﻳﺎم ﻛﻮروﻧﺎ.
ﺣﺎﻳﻞ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﻌﺮوس اﻟﺸﻤﺎل ﻟﺠﻤﺎل ﻃﻘﺴﻬﺎ وﺗﻀﺎرﻳﺴﻬﺎ وﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ، وﺻﻔﺎت أﻫﻠﻬﺎ اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ واﻟﻜﺮﻳﻤﺔ، ﻓﺠﻞ أﻫﻠﻬﺎ ﻳﺘﺼﻔﻮن ﺑﺎﻟﻜﺮم وﺣﺴﻦ اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ، وﻫـﺬا ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰﻫﺎ، وﻣﺎ ﻻﺣﻈﻪ اﻷﺻﺪﻗﺎء اﻟﺬﻳﻦ راﻓﻘﻮﻧﻲ ﺑﻬﺬه اﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأﻧﺎﻫﺎ ﻣﺴﺘﻘﻠﻴﻦ ﺳﻴﺎرﺗﻨﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﺤﺪود، ﻓﺘﺬﻛﺮت اﻣﺮأ اﻟﻘﻴﺲ، ﺣﻴﻦ ﻗﺎل ﻋﻦ ﺣﺎﺋﻞ وأﻫﻠﻬﺎ:
ََ أﺑـــــــــــــــــــــﺖ أﺟــــــــــــــــــــــــﺄ أن ﺗـــــــــﺴـــــــــﻠـــــــــﻢ اﻟــــــــــــﻌــــــــــــﺎم ﺟـــــــــﺎرﻫـــــــــﺎ
ﱠَ ﱡَ ﻓـــــــــﻤـــــــــﻦ ﺷـــــــــــــــﺎء ﻓــــــﻠــــــﻴــــــﻨــــــﻬــــــﺾ ﻟــــــــﻬــــــــﺎ ﻣــــــــــــﻦ ﻣـــــــﻘـــــــﺎﺗـــــــﻞ ًِ
ِِ ِِ َّ َُ ﻟـــــــــــﺒـــــــــــﻮﻧـــــــــــﻰ ﺑـــــــــــــــﺎﻟـــــــــــــــﻘـــــــــــــــﺮﻳـــــــــــــــِﺔ أﻣــــــــــــــﻨــــــــــــــﺎ
وأﺳــــــــــــــــﺮﺣــــــــــــــــﻨــــــــــــــــﺎ ﻏــــــــــــــﺒــــــــــــــﺎ ﺑـــــــــــــﺄﻛـــــــــــــﻨـــــــــــــﺎف ﺣــــــــــﺎﺋــــــــــﻞ وﻃﻮال رﺣﻠﺘﻨﺎ اﻟﻰ اﻟﺼﺪﻳﻖ اﻟﺸﻬﻢ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﻔﻠﺢ اﻟﺠﺮدان وﻧﺤﻦ ﻧﻨﺒﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﺮق وﻣﺪاﺧﻞ اﻟﻘﺮى واﻟﻤﺪن اﻟﺘﻲ ﻧﻤﺮ ﺑﻬﺎ، وﻛﺄن اﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻀﻤﺎر ﺳﺒﺎق وﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﻟﻘﺐ أﺟﻤﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ أو ﻗﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ، وﻋﻨﺪ وﺻﻮﻟﻨﺎ ﻟﻠﻌﺰﻳﺰ »ﺑﻮراﺋﺪ« اﻟﺬي أﺧﺠﻠﻨﺎ ﺑﻜﺮﻣﻪ وﺣﺴﻦ ﺿﻴﺎﻓﺘﻪ وﻣﻼزﻣﺘﻪ ﻟﻨﺎ ﻃﻮال وﺟﻮدﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻳﻞ وﻣﺤﺎﻓﻈﺘﻬﺎ، ﻓﺒﺪأ ﺑﺘﻌﺮﻳﻔﻨﺎ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﺸﻨﺎن اﻟﺘﻲ أﺳﺴﻬﺎ واﻟﺪه اﻟﺸﻴﺦ ﺣﺠﻲ اﻟﺠﺮدان اﻟﻐﺮﻳﺮي اﻟﺸﻤﺮي، رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ،
ﺗـــــــــــﺒـــــــــــﻴـــــــــــﺖ
وﻛﻴﻒ ﺗﻄﻮرت ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻦ أﺟﻤﻞ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎت ﺣﺎﻳﻞ ﻟﻘﺮﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺒﺎل ﺳﻠﻤﻰ، وﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻓﻴﺪ اﻷﺛﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ، ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ إﻟﻰ وﺳﻂ ﺣﺎﻳﻞ ﻟﻨﺼﻌﺪ ﻣﺮﻗﺎب ﺣﺎﺗﻢ اﻟﻄﺎﺋﻲ، وﻫﻮ أﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﻓﻲ ﺟﺒﺎل أﺟﺎ، ﻛﺎن ﻣﻨﺎرة ﻟﻜﻞ ﻋﺎﺑﺮ ﺳﺒﻴﻞ، وﻧﻴﺸﺎن ﻟﻜﻞ ﻣﺎر ﺑﺤﺎﻳﻞ، وﻟﺴﺎن ﺣﺎﻟﻪ ﻳﻘﻮل »ﻳﺎ اﻟﻠﻪ ﺣﻴﻪ« وﻫﻲ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن أﻫﻞ ﺣﺎﻳﻞ ﻟﻜﻞ ﻏﺮﻳﺐ أو زاﺋﺮ ﻟﻬﻢ.
ﺣﺎﻳﻞ ﻳﺎ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻲ، أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻌﻠﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﺸﻘﻴﻘﺔ، ووﺟﻬﺎ ﻟﻠﺴﻴﺎح ﻟﺠﻤﺎل روح أﻫﻠﻬﺎ وﻣﺎ ﺗﻠﻬﺞ ﺑﻪ أﻟﺴﻨﺘﻬﻢ وﺟﻤﻴﻞ ﻣﻌﺎﻟﻤﻬﺎ وﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ وأﺟﻮاﺋﻬﺎ، ﻓﻮاﻛﺒﺖ رؤﻳــﺔ اﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﻛﺒﻘﻴﺔ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻷﺧﺮى، وأﺻﺒﺤﺖ ﻣﻘﺼﺪا ﻟﻠﺴﻴﺎح واﻟﺰاﺋﺮﻳﻦ واﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ، ﻓﺘﺠﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻳﻞ ﻣﺠﺎﻣﻴﻊ ﻣﻦ اﻷوروﺑﻴﻴﻦ وﻛﺄﻧﻬﻢ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن اﻟﻘﺪاﻣﻰ اﻟﺬﻳﻦ وﺛﻘﻮا ﺗﺎرﻳﺦ ﺣﺎﻳﻞ وﻧﺠﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﻴﻦ واﻟﻌﺮب واﻵﺳﻴﻮﻳﻴﻦ أﻋـــﺪادا ﻛﺜﻴﺮة ﻳﺴﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺄﺟﻮاﺋﻬﺎ اﻟﺮﺑﻴﻌﻴﺔ وﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ وآﺛﺎرﻫﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ. ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻤﺸﺮﻣﺢ: ﻛﺎﻧﺖ رﺣﻠﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ وراﺋﻌﺔ، ﻛﻨﺎ ﻧﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ ﻫﻤﻮﻣﻨﺎ وﻫﻤﻮم اﻟﺒﻠﺪ، ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﻃﺮق وﻧﻈﺎﻓﺔ ودﻳﻜﻮرات ﻟﻤﺪاﺧﻞ اﻟﻤﺪن واﻟﻘﺮى وﺗﺰﻳﻴﻦ ﻟﺸﻮارﻋﻬﺎ واﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺸﺠﻴﺮ واﻟــﺰراﻋــﺔ ﻋﻠﻰ ﺟـﻮاﻧـﺐ اﻟﻄﺮق ووﺳﻄﻬﺎ، ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﺬﻛﺮ أﺷﺠﺎرﻧﺎ اﻟﺘﻲ ﻣﺎﺗﺖ واﻗﻔﺔ، وﻃﺮﻗﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻫﻠﺖ وأﺻﺒﺤﺖ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻒ ﻣﺮﻛﺒﺎﺗﻨﺎ وﻣﺒﺎﻧﻴﻨﺎ اﻟﺘﻲ أﻛﻞ اﻟﺪﻫﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺷﺮب، وﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻨﺎ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺢ اﻟﻄﻼب واﻟﻄﺎﻟﺒﺎت ﻳﻔﻜﺮون ﺑﺰﺣﻤﺔ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻬﺎ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻔﻜﺮوا ﺑﺪراﺳﺘﻬﻢ، ﻓﻬﻨﻴﺌﺎ ﻷﺷﻘﺎﺋﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻣﺘﻤﻨﻴﻦ ﻟﻬﻢ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮر واﻟﺮﺧﺎء واﻻﺳﺘﻘﺮار، وﻧﺪﻋﻮ اﻟﻠﻪ ﻟﻮﻃﻨﻨﺎ أن ﻳﻠﺤﻖ ﺑﺮﻛﺐ اﻟﺘﻄﻮر واﻻزدﻫﺎر اﻟﺬي واﻛﺐ دول اﻟﺨﻠﻴﺞ، وﻧﻘﻮل ﻟﺤﺎﻳﻞ وأﻫﻠﻬﺎ ﻳﺎ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻲ.