كأّنك ملك!
إن مدينة جنيف الناطقة بالفرنسية متثل أشياء كثيرة: فهي عاصمة الذواقني، وموطن الساعات الفاخرة، ومقر األمم املتحدة، باإلضافة إلى كونها مركزاً اقتصادّياً وعلمّياً. ولقد جذب اجلانب العلمي جنم هوليوود طوم هانكس .)Tom Hanks(
تعتبر جنيف إحدى أحّب مناطق اجلذب الّسياحّي في أوروبا. إّن ثاني أكبر مدن سويسرا هذه، تقع في مساحة هادئة وخلبة، بني جبال األلب وكروم العنب، مجاورًة ألكبر بحيرة في غرب أوروبا. وتصطّف على الّضفة اليمنى لبحيرة ليمان
)Léman( فنادق راقية ومطاعم متوجة باجلوائز، فيما تَُتِّوج املدينة القدمية بأحيائها الّتسّوقّية والّتجارّية الّضّفَة اليسرى. وميكن ملن يرغب في اإلبحار ذهاباً وإياباً أن يركب ،)Mouettes(ـلا وهي نوع من تاكسيات املاء.
تتمّيز املدينة بتنّوعها الّسكانّي اّلذي يضفي عليها رونقاً خاّصاً. وجتعل املنّظمات الّدولّية، اّلتي يفوق عددها ٠٠٢ منّظمة، من هذه املدينة بوتقًة تنصهر فيها األمم على اختلفها. ولهذا تبدو جنيف في أشكال مختلفة، ما عدا الّطابع الّسويسرّي احملض، إذ إّنها تبدو أقرب إلى صورة مصّغرة لباريس. ويُْنظر إلى جنيف على الّصعيد الّدولي كـ "مدينة الّسلم"، كيف ال، وهي حتتضن مقر األمم املتحدة ومقر الصليب األحمر. كما أن العديد من الشركات املتعددة اجلنسيات تقطن هنا، في اجلزء الغربّي من سويسرا، باإلضافة إلى جامعة ومدارَس ذائعة الّصيت. ولقد اكتسبت املنظّمة األوروبّية لألبحاث الّنووية: سيرن )Cern(
شهرتها من خلل الّصحافة والّسينما. وفي مركز البحث هذا، وهو األكبر من نوعه في مجال فيزياء اجلَُسْيمات، يشتغل أكثر من ٠٠٠٠١ (عشرة آالف) باحثً علمّي زائر. في هذا املركز بالّذات صّور جنم هوليوود طوم هنكس جزءا من فيلمه »Angels and Demons« (امللئكة والشياطني، وعنوانه باألملانية ،»Illuminati« أي: املستنيرون). ولقد قال هنكس متحمسا: "إن هذا املكان رائع للغاية. وأنا أحبه، وخصوصا عندما أرى كيف يتحول اخليال العلمي فجأة إلى حقيقة علمية. هنا ال يحدث الّسحر، بل بالعكس: الّسحر هنا يجري شرحه".
وال غرابة أن يشتّد إعجاب هذا املمّثل ومخرجه رون هوارد (أخرج أيضاً فيلم Rush وفيلم )Apollo 13 بجنيف. ألّن هذه املدينة بتاريخها البالغ ٠٠٠٢ سنة، تشّد إليها الّزّوار كاملغناطيس، فهي مليئة باحلدائق األنيقة، واملتاحف الكثيرة، ومجاالت الّتسّوق املثيرة، كما حتتضن معرض الّسّيارات، حيث حتتفل آخر موديلت السيارات مثل بينتلي ومرسيديس ورولز رويس بعرضها األّول. تنطلق ُجّل اجلوالت الّسياحّية في املدينة القدمية الهادئة، اّلتي تنشر جّواً بوهيميا متمّيزاً. وال ميكن للمرء أن يضّل في شوارعها، ألّن أبراج كاتدرائّية سان بيير تدّله على الّطريق. وتقودك األزّقة املتعرجة عبر الساحات الرائعة، احملتوية على أروقة للمعارض الفنية، مرورا باحلانات، إلى جنيف املميزة، وكذلك مطاعم البيتزا، والسوشي اليابانية. كما تشدك الشرفات املتنوعة إلى التوقف والتمتع. وما جتده معروضا للتسوق يضاهي ما في العواصم األوروبية. وكل شيء في جنيف يبدو واضحاً وجلّياً. وسواء تعّلق األمر بالّساعات الّدقيقة، أو مبتاجر اجملوهرات املتمّيزة، أو البوتيكات األنيقة، أو بالّتصميمات العصرّية، أو بالّسيجار امللفوف يدوّياً، أو ما يثير الُّلعاب من املشهّيات في محّلت احللوّيات املتعّددة - فإّنه يوجد لكل ذوق في جنيف ما يناسبه.
الكثير من السويسريني يحبون املدينة الواقعة على بجيرة جنيف، بسبب مشهياتها التي تكاد تذوب في الفم. وعلى سبيل املثال، يعتبر
ًُ املنتج املقيم في جنيف، "البونبونيير" ،)La Bonbonnière( رائدا في هذا اجملال. فهو متخصص في حلويات "كمأ الكاكاو" )cacao Truffes( الفريدة من نوعها. أما صانع الشوكوالتة "دي Rhone("نور )Du ، فإنه موجود في جنيف منذ سنة ٥٧٨١، وقد منح جائزة من قبل مجموعة من اخلبراء الدوليني سنة ١١٠٢، وذلك في معرض الشوكوالته الذي ينظم
ّّ في املدينة. أّما محّل "أور" )Auer( للحلويات فإنه يدار من قبل جيله اخلامس،ومنروائعه"أميراتالّلوز" ِّ
ّّ وحلوّيات اللوز املغطاة بالشوكوالته، والبوظة احملشّوة بالّشوكوالته.
نافورة منقطعة النظير
ال شك أن أشهر معالم جنيف هي النافورة وساعة الزهور. أما النافورة،
ُّ الواقعة قرب الشاطئ اجلنوبي للبحيرة، فإنها تضخ في الثانية الواحدة زهاء ٠٠٥ لتر من مياه البحيرة إلى ارتفاع يصل إلى ٠٤١ مترا، وذلك قرب رصيف اجلنرال غيسان .)Général-guisan( وفي أثناء ذلك، يتسارع شعاع املياه حتى يبلغ ٠٠٢ كيلومتر في الساعة. ولقد نشأت هذه النافورة اجلذابة للسياح في الواقع، عن طريق الصدفة، ألنها كانت تستعمل في األصل صّماَم أمان بسيط، ملوازنة الّضغط املرتفع لنظام اخلّزان، وذلك في نهاية القرن الّتاسع عشر.
أّما ساعة الّزهور فهي املزار اآلخر العظيم، اجلدير باملشاهدة. وهي تُزِهر متجّددة منذ سنة ٥٥٩١ في احلديقة اإلجنليزّية )Jardin Anglais( بشكل منتظم. ويتكون رمز قياس الوقت لهذه الساعة، من ثماني
ّّ ّّ دوائر متحدة املركز، تتغير ألوانها بتغير الفصول. تعتبر هذه الساعة
ّّ األكبر من نوعها في العالم وتتألف من ٠٠٥٦ زهرة. ثم إن هذه التحفة الفسيفسائّية الّنباتّية تتغّير أربع مّرات في الّسنة، كي توائم بني الّنباتات، مكّونًة بذلك مساحات ملّونة. وبالّرغم من توزُّع األرقام على املساحات اخملتلفة األلوان، فإّن الوقت يبقى سهل القراءة. وكذلك تتغّير ألوان عقارب الّساعة حسب تغُّير الفصول وترتيب األزهار. وال ريب أّن
عقرب الّثواني، البالغ طوله ٥,٢م، هو أطول عقرب من نوعه في العالم. ولقد آلفت ساعة الّزهور هذه بني املهارة في صنع الّساعات من جهة، وعلم النباتات من جهة أخرى. وبطبيعة احلال، لم يتم اختيار هذا الرمز بالصدفة، ذلك أن فن صناعة الساعات في منطقة جنيف يتمتع بإرث تاريخّي طويل. ينظم معرض "صالون العرض الّدولّي للّساعات الفاخرة" بشكل دورّي، حيث تعرض ساعات فاخرة على مساحة قدرها أكثر من ٠٠٠٠٣١ (مائة وثالثني ألف) متر مرّبع. وعالوة على ذلك، متنح في كّل سنة "جائزة جنيف الكبرى للّساعات". وِملَْن يظّن أّن كّل هذا نظرّي للغاية، فإّنه بإمكانه أن يُْنعش معرفته املتخّصصة في متحف الساعات )Musee de L'horlogerie( ذي األهمّية البالغة. وَمْن ال يلعب املاُل عنده دورا مهما، فليلق نظرة على مصنع باتيك فيليب، حيث ميكن أن يتجاوز ثمن الّساعة الواحدة مليون فرنك سويسرّي.
وفي جنيف يوجد حوالى ٠١٣ هكتارات من األراضي اخلضراء، أي ٠٢ باملئة من مجموع أراضي املدينة، وبهذا تصبح تسميتها "مدينة احلدائق" تسميًة عن جدارة. تقع على الّضّفة اليسرى لبحيرة ليمان، وعلى مقربة من الّنافورة، احلديقة اإلجنليزّية، وهي احلديقة األكثر حيوّيًة في جنيف. في األيام املشرقة يلتقي هناك العداؤون واملتزلون وراكبي الدراجات باإلضافة إلى عديد من األسر التي تأتي للّتنّزه حتت األشجار الظليلة. كما حتظى احلديقة اإلجنليزية بشعبية لدى السياح، إلنها تطل على املرفأ، وعلى الضفة اليمنى للبحيرة، وعلى النافورة الرائعة. وباإلضافة إلى ذلك، فإّن احلديقة اإلنكليزّية تستقبل كّل سنة نشاطات مختلفة، من بينها احتفاالت جنيف الّصيفّية.
ساحـة األمـم
تشكل ساحة األمم )Place des Nations( مركز مدينة جنيف العاملية. ففي هذه الساحة يوجد متثال الكرسي الضخم "املبتور" الذي أبدعه أحد
فّناني جنيف، ويدعى دانييل بيرست. ويرمز هذا الكرسّي إلى الكفاح ضد األلغام املضادة لألفراد. وفي مقابل الساحة ميكن للمرء أن ينظر بإعجاب إلى املدخل الكبير لقصر األمم، الذي تصطف على جانبيه أعالم الدول األعضاء، البالغ عددها ٢٩١ دولة.
جنيف – املركز املالي للعالم
حتظى جنيف في عالم األعمال مبكانة خاصة، حيث تشتغل شركات عاملّية كثيرة انطالقاً من سويسرا الفرنسّية. ثّم إّن جنيف عبارة عن مركز منفتح على االقتصاد العاملّي. وسواء كان األمر خاّصاً أو دولّياً أو جتارّياً، فإّن الّتمويل مبعناه الواسع يلعب أدواره االقتصادّية األولى في جنيف، اّلتي لديها حوالي مائة مصرف أجنبّي. وأّما ما يتعّلق بالتجارة العاملية، فإن جنيف تتبوأ املرتبة الثانية عامليا، وباألخص في ما يتعلق باملواّد األّولّية مثل البترول.
جريدة "املطبخ الفاخر"
إّن جزءاً من هذه الّصحيفة الفرنسّية هو أيضاً تكرمي للّطعام، إذ أّن إتقان إعداد الّطعام مسألة يجيدها الّناس في سويسرا الفرنسّية. وحتظى جنيف ومنطقتها مبكانة عالية حول العالم عند متذوقي األطعمة. ففي سنة ٤١٠٢، نال ما مجموعه ٦٩ مطعما جوائز غولت ميالو. كما حصلت هذه املطاعم مجتمعة على ما يعادل ٤٢٣١ نقطة و ٩١ جنمة (حسب دليل ميشالن) جاعلة من منطقة جنيف معقل سويسرا األول في مجال فن الطبخ. فإن لوائح وجبات املطاعم املتعددة بالنظر إلى جودتها وإبداعيتها ال تقل في شيء عن أرقى املطابخ في العالم. ويتصدر القائمة مطعم فندق "أوتيل ده فيل" )Hôtel de Ville( املوجود في كريسيي، اّلذي يديره طّباخ سنة ٣١٠٢، الّسّيد بينوا فيوليي. وتّوجت اللجنة طبخه "الديد واملدهش" بثالث جنمات ميشالن و ٩١ نقطة غولت ميالو. وقد سبق لهذا الطباخ أن طبخ لنيكوال ساركوزي، الذي، بسبب مراعاته لزوجته، كان يكتفي باحتساء الّلنب الّرائب وقرقطة اخلضار. أما جاك شيراك فكان معجبا بفنون السيد فيوليي في
ّّ املطبخ، ويبدو أن هذا الرئيس األسبق كان معجبا بالصلصات الثقيلة
ّّ وبالنبيذ البورغوندي األكثر ثقال. ولقد حصل على نفس عدد النقاط أيضا مطعم ليرميتاج )L’ermitage( لصاحبه بيرنارد رافيت املوجود في فوفلنس لوشاتو .)Vufflens-le-château( ويعد رئيس الطباخني هذا
ُّ وابنه غوي وجبات راقية جدا في املبنى األثري احملمي الذي يرجع تاريخ
ًِّْ بنائه إلى القرن السادس عشر. ومن بني أكالت هذا املطعم احلاصل على ٩١ نقطة غولت ميالو، حلم مفصل العجل املشوي، ومختلف أصناف الكبد املشوي وكذلك اخلبز اخملبوز في فرن وقوده اخلشب.
عندما تكون كّل وجبة إجنازاً فريداً
بالقرب من مدينة املهرجانات مونترو، يثير مطعم "لوبون ده برينت"، ٨١ نقطة (Le Pont de Brent, ٨١ points) حماس الّذّواقني منذ بضعة أجيال. يترأس اجملموعة حاليا رئيس الطباخني شتيفان ديكوترد. ويتميز هذا املطعم بصلصة اخلل احملضرة من سرطان النهر، وكذالك بتركيبة فطرّيات الهزنوع (البوليط) بالّلوز الّطازج، والّلّتْني يرافقهما الّنبيذ الّسويسرّي الفّوار. في مبنى يعود تاريخه إلى القرون الوسطى، يقع في قلب املدينة القدمية كوسوني ،Cossonay يوجد مطعم "لو سيرف" ،)Le Cerf) ذو الـ ٨١ نقطة، اّلذي مينح لزبائنه الّراحة واالنشراح، واّلذي اكتسب شهرة عاملّية بفضل خبرة الّسّيد كارلو كريسي. كّل وجبة من وجبات هذا املطعم هي إجناز فريد حّقاً، بالّنظر كذلك إلى أدوات املائدة اّلتي صّممها فّنانون متنّوعون، لكّل وجبة على حدة. ويراهن مطعم "بو ريفاج باالس" ،)Beau-rivage Palace( احلائز على ٨١ نقطة) املوجود
في لوزان على الّطّباَخْي َذَوِي الّلمسات الّسحرّية، وهما الّسّيد غيوم رينكيس والسيدة أنِّه صوفي بيك. وتعتبر هذه األخيرة املرأة الوحيدة في فرنسا التي تعمل كرئيسة للطباخي التي حصلت حتى اآلن على ثالث
ّّ جنمات دليل ميشالن. تصف بيك عرض األطعمة كالتالي: "لقد طورت ملطعم بو ريفاج باالس قائمَة وجبات حتكي عن طراوة التوت اجملموع من حاشية الطريق الّزراعّي، وعن جتّمع الفطرّيات حول الشجرة، وعن استحضار عبق املطبخ العائلي املنزلي، من أجل خلق متعة أصيلة". على بعد أمتار قليلة منّ ض
ّفة البحيرة في مدينة فيفي يقع مطعم دونيس مارتي )Denis Martin( احلاصل على ٨١ نقطة. وهو أحد أكبر املدافعي عن الطبخ اجلزيئي. يقبل الناس على ابتكاراته الّطالئعّية اّلتي يتم تقدميها مصحوبة بعروض وتظاهرات فّنّية، وتشتمل الوجبة أحيانا على ٦٢ طبقا متتاليا. مطعم "إرميتاج" )Ermitage( املوجود ببلدّية كالرنس، يشّد هو اآلخر إليه الّزّوار بسبب جاذبّيته، باإلضافة إلى حديقة الّنخيل هناك. ولدى هذا املطعم شرفة فاخرة، وتقّدم الّسّيدة إتيي كريبس أكالت في غاية اإلبداع. كما يلقى مطعم "الروزري" )La Roseraie( بدوره، املوجود في بلدّية إيفورن ،Yvorne( ذو ٧١ نقطة) صدًى طّيباً في العناوين، وهذا هو ما يحرص على استمراره السيد كريستوف رود. وتبتهج أعصاب التذوق بالوجبات التي يقدمها، ومنها على سبيل املثال القشريات مبستحلب عشبة اللويزة (املليسة) وبنكرياس العجل املتّبل وعجينة أصابع حلم األرنب. يراهن فندق "لوزان باالس آند سبا" Spa( & )Lausanne Palace في جميع أرجائه على اجلودة العالية، وخاّصة في مطعمه املسّمى "تابل ديدغارد"، ٧١ نقطة ،)points ٧١ ,Table d'edgard( اّلذي نال عدة جوائز هي أربع شوكات لقاء الّراحة التي يوّفرها وندفة الثلج لقاء اجلودة، وجنمة في دليل ميشالن. وميكن للزائر، إن رغب في ذلك، أن يشاهد من خالل نافذة فريق الطّباخي وهم يشتغلون في مطبخ مجدد بالكامل. وفي هذا املطعم يجد محبو اخلضار ضالتهم بشكل ال نظير له في أي
مكان آخر )الكلمة املفتاح: زهور من الكوسى)، ومن بني روائعه سلطة سرطان البحر مع مهروس البازّلء، واإلستاكوزا املقرمشة، وشريحة سميكة من حلم السمك أو نخاع البقر في زهرة امللح )فلور دي سيل). ويحق لدافيد طارنوفسكي أن يطالب بلقب "الوافد اجلديد لهذه السنة"، فقد مكن مطعم "لومونتاني" )Le Montagne) املوجود ببلدية شاردون )Chardonne) من احلصول على نقطة إضافية )حالياً أصبح في حوزته ٧١ نقطة). ويعتز هذا املطعم الواقع وسط كروم العنب بحّبه ألدّق الّتفاصيل، فكل شيء هنا متناسق ومتناغم مع الّطعام على الّطبق: من لون الّستائر إلى لون بطاقات الّزيارة.
الـفـنـادق
الّتناسق والنسجام، هذا هو ما حترص عليه أيضاً فنادق الّطبقة الّراقية في جنيف. وهنا ليس من الصعب العثور على فندق من فئة خمسة جنوم، ألّن املدينة فيها أكثر من اثني عشر فندقاً من هذه الفئة. وكّل واحد من هذة الفنادق املنتقاة، تسبقه شهرة مجيدة، بدءا بفندق هادئ هو "لريزيرف
جنيف أوتيل آند سبا" Spa( & )La Reserve Geneve Hotel الواقع في حديقة بهيجة تبلغ مساحتها أربعة هكتارات على شاطئ بحيرة جنيف. وليس مسبحه اخلاّص فقط هو اّلذي يَِعُد الّضيوف بالستجمام والسترخاء، وإّنا أيضاً منتجعه اّلذي ميّكن نزلءه من املعاجلات املريحة. فندق "سويس أوتيل ميتروبول" )Swissotel Metropole) القريب من احلديقة اإلجنليزّية اخلّلبة، هو اآلخر ينتمي إلى فئة اخلمسة جنوم. وتُْعتبر غرفه مثال نوذجيا لألناقة احلديثة، فهي تقدم أثاثا فاخرا وإن وصل األمر
ًّ إلى "جناح الرؤساء"، فهناك علوة على كل ذلك، حمام تركي خاص. فندق "غران أوتيل كمبينسكي" )Grand Hotel Kempinski( بدوره، يحتل موقعاً متمّيزاً، بحيث تتوّفر فيه ٢١٤ غرفة رحبة، ومنتجع صّحّي، كما يقّدم إطللة بديعة على "اجلبل األبيض"
)Mont Blanc( وعلى البحيرة. أّما فندق "بو ريفاج"
)Hotel Beau Rivage( فمقره في قلب املدينة. وميكن إحضار زبائنه من املطار على منت سيارة ليموزين فارهة، إن رغبوا في ذلك. وكل غرفه معزولة جيدا عن الضجيج وتفيض فخامًة عريقة. ومطبخه يزدان بنجمة ميشلن. ويرجع تاريخ فندق "الّنخبة اإلجنليزّية"
)Hotel d'angleterre( إلى سنة
٢٧٨١. هذا الفندق مقنع بخدماته من الّدرجة األولى وجتهيزاته الفريدة. ويدّلل مطعُمه زبائَنه بطبخه الهائل املتّوج باجلوائز. أّما املهّضمات فيحتسيها املرء في غرفة "ليوبارد" أو في حانة الفندق احلميمّية. وعلى رصيف ويلسون أيضاً يقع فندق الّرئيس ويلسون )Hotel President Wilson( ذو األجواء الستثنائّية، خاّصة في جناح ال ّسقيفة امللك ّية
.)Royal Penthouse Suite( ويعتبر هذا اجلناح األغلى من نوعه على وجه البسيطة، فمن أراد أن يقضي به ليلة واحدة، عليه أن يدفع ٥٧ ألف فرنك سويسري. ويوضع حتت تصرف النزيل مقابل ذلك
٢١ غرفة نوم، و٢١ حماما، وبيانو ستاْيْنوي ،)Steinway( وطاولة بيلياردو، ومصعد خاّص، ومركز لياقة خاّص، ونوافذ وأبواب ل يخرقها الّرصاص. ويعتني بالّراحة الّشخصّية مساعد وطّباخ وكبير خدم. هذا يوحي بعطلة ل تُْنَسى، أليس كذلك؟
•