تنبيه من محب للمحبين
في خضم الأحداث التي تشـــهدها المنطقة حاليـــا والتفاعلات اللاإيجابية والمناوشـــات التـــي تجري علـــى قدم وســـاق مـــن حولنا وحوالينـــا والاســـتنتاجات والاجتهـــادات المتلاحقة آنـــاء الليل وأطـــراف النهار، من الطبيعـــي أن تثار التوجســـات وتوعز لغدد القلـــق لتفـــرز المزيـــد مـــن هـــذا الهرمون المزعج، وصولا لقمة التوجسات من القادم الآتي من خلف الحُجب.
وفي ظـــل وظـــلال كل هذا الـــذي يحدث فمـــن الطبيعـــي أن تقـــوم الأجهـــزة الأمنية المختصـــة بتنبيـــه المواطنيـــن إلـــى عـــدم الانســـياق والانجـــراف لســـيل المهاتـــرات والتلاسنات والإشاعات والحروب الحقيقية التي تـــدور رحاها على امتـــداد الفضاء اللا نهائي والمســـمى مجازا بوسائط أو وسائل التواصل الاجتماعي.
وبفضـــل الجهود الأمنية الفاعلة والضامنة للأمن والســـلم الاجتماعيين اللذين يظللان بجناحيهمـــا البلاد طولا وعرضا، فإن ذلك لم يتأت من فـــراغ، ولم ينبثق مـــن خواء، تلك كانت في الحقيقـــة والواقع حصيلة الجهود الخيرة والنبيلة التي أرسى دعائمها حضرة صاحب الجلالة الســـلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعـــاه- القائد الأعلى للقوات المســـلحة الأمينة على مكتســـبات الوطن والحريصة علـــى أمن كل من يعيش على ثرى هذه الأرض الطيبة.
ومن حســـن الطالع أن يأتي التنبيه الذي تم تعميمه بوســـائط التواصل الاجتماعية.. أن يأتـــي مقترنـــا بالآية الكريمـــة رقم 6 من ســـورة الحجرات: ﴿يَا أَي هَا ال ذِيـــنَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِـــقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَي نُـــوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُـــوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾.. صدق الله العظيم.
والآية الكريمة وكما هو معروف تتناســـب مع ما يحـــدث في فضاءاتنـــا المكتنزة بكل الغث، وبـــكل الـلاصدق، وبـــكل الـلاحقيقة، هكـــذا يطلقونهـــا عمدا ومع ســـبق الإصرار والترصـــد، يطلقونهـــا وهـــم يعلمـــون أنهم يكذبـــون، وأنهم يفترون علـــى الله الكذب، ووعد اللـــه فيهم أنهم لا يفلحـــون، فالكذب حبله قصير كما نعلم، إذ لا يلبث أن يســـقط من أول قبس من ضوء يســـلط عليه، ولكنه وقبـــل ذلـــك يكـــون قـــد آذى أناســـا أبرياء وأتقياء، هـــؤلاء الكاذبـــون جميعهم وعدهم الله بالندم الأكيد، ووعد الله حق أكيد، فويل لمن وعده الله بمصير كهذا، ويا ليت القوم يعلمون معنى ومغزى هذا المصير الكالح.
وكمـــا أكدنا فإننـــا اليوم نعيـــش ونعايش حربـــا معلوماتية ضروســـا لا تقـــل هولا عن الحروب التقليدية المعروفة، فهي قادرة على تمزيق النسيج الاجتماعي إن نحن لم نحسن التصـــدي لهـــا، وقـــادرة على شـــل مفاصل التلاقي الأســـري، وقادرة على ســـفك دماء النـــاس معنويا، وقادرة على تلطيخ ســـمعة الأبرياء بغير وجه حق، هي قمة المعصية لله ورسوله، تلك هي حروب اليوم.
إن ما يثلـــج الصدر ويبهج النفس أنه وفي غمار هذا الوغـــى نجد أن الوعي بأبعاد هذه الحروب لـــدى أبناء الوطـــن كامل النصاب ومســـتتب تماما، فهو صامـــد تماما كصمود جبال عُمان الشاهقات الراسيات، وهذا من فضل الله علينا وعلى هذا الوطن الأبي.