Al Shabiba

»الدفتيريا« و»الديون« يزيدان مآسي اليمنيين

»اليونيسف«: 80% من العائلات اليمنية تعاني مديونية متراكمة معظمها خصص لشراء الطعام

- عدن - إبراهيم مجاهد

مـا يــزال الـوضـع الاقـتـصـا­دي فـي اليمن يواصل الانهيار بشكل مقلق جـداً يُنذر بكارثة اقتصادية وإنسانية بـدأت تلوح في الأفق في البلد الأشد فقراً في منطقة الشرق الأوسـط، فالعملة الوطنية لليمن سجّلت في الأسبوعين الفائتين وما زالت انهياراً مخيفاً انعكس مباشرة على أسعار المواد الغذائية والاستهلاك­ية والمواصلات، في حين ارتفعت أسعار المشتقات النفطية بزيادة تقدّر بـ60 %، ووصل سعر كيس الدقيق عبوة »25« كيلو إلى »5000« ألف ريـال يمني بعد أن كـان سعره «3700» ريال يمني.

وأمــام هــذا الـتـدهـور المتسارع أعلن الرئيس اليمني عبدربه منصور هـادي، السبت الـفـائـت، أن الـسـعـودي­ـة وعـدت بمبالغ مالية لإعـادة إعمار بـلاده ووديعة مـالـيـة للبنك الـمـركـزي اليمني لدعم استقرار الريال اليمني ابتداءً من العام 2018. جاء ذلك في حديث له بالعاصمة السعودية الرياض، خلال ترؤسه اجتماعاً لهيئة مستشاريه، بحضور رئيس الحكومة د.أحمد عبيد بن دغر.

كما أكد الرئيس هادي خلال اللقاء على معالجات قادمة لعدد من القضايا المختلفة فـي الـبـلاد، وفِــي مقدمتها وضــع وديعة مالية قدرها 2 بليون دولار لصالح البنك المركزي لدعم استقرار العملة.

وفـي سياق الحديث عن هـذه الوديعة لدعم استقرار العملة اليمنية التي انهارت بشكل متسارع في الآونـة الأخـيـرة، يرى المحلل الاقتصادي اليمني مصطفى نصر، أن وضع وديعة باثنين بليون دولار خطوة جيّدة في حال تمت.. لكنه يعتقد أيضاً أن ثمة شيئاً لا بد أن يسبق هـذه الخطوة، ويكمن في إيجاد إدارة كفؤة وفاعلة للبنك المركزي.

ويـــقـــو­ل نــصــر، وهــــو رئــيــس مـركـز الدراسات والإعلام الاقتصادي، في تصريح لـ«الشبيبة«: »من الواضح أن إدارة البنك المركزي الحالية وإدارة وزارة المالية غير موجودة في عدن وغير فاعلة وغير كفؤة بل أخفقت في كثير من مهماتها، وبالتالي فهذه خطوة مهمة قبل وضـع أي وديعة نقدية لدعم العملة. بكل تأكيد الوديعة ستساهم بشكل كبير في الاستقرار.

خطوة جيّدة وأضاف نصر: »وهنا لا بد الإشارة إلى أنه عقب العام 2011م، عندما قدّمت السعودية وديعة ببليون دولار لدعم العملة استطاع محافظ البنك المركزي »بـن همام« حينها، أن يستفيد من هذا المبلغ في تثبيت سعر العملة بإدارة جيّدة للقطاع المصرفي، لكن الآن هناك حالة من الفشل في إدارة البنك المركزي وقد سبق وأن أشرنا إليه من خلال تقييمنا لمؤشرات عمل البنك حتى الآن.«

وأشـار رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقــتــص­ــادي إلــى أنــه »لا بــد مــن فريق اقتصادي يُدير الملف الاقتصادي بكفاءات مـن المختصين ســواء فـي إدارة البنك المركزي أو وزارة المالية أو المؤسسات الإيرادية، حتى تستفيد من هذه الموارد«، مستدركاً بالقول: »لذا لا أعتقد أنه ستكون لهذه الوديعة جدوى في ظل الإدارة الحالية وإنما لا بد أن تكون هناك إدارة كفؤة«. 80

و عل%ى مالنصالعيع­دا ئ الالإنتس انمدييوقان­لةت منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة، إ ن 80 % من العائلات اليمنية عليها ديون متراكمة كان معظمها لشراء الطعام.

جـــاء ذلـــك فــي حــديــث لـنـائـب ممثل اليونيسف فـي اليمن، شيرين فاركي، لتلفزيون BBC، مشيراً إلى أ ن الحصار المستمر لليمن -الـــذي يعاني وضعاً إنسانياً مزرياً- سيزيد الوضع سوءاً.

ونقل فاركي ما رآه في صنعاء للتلفزيون البريطاني، حيث مـرّ بـأرتـال طويلة من الناس المنتظرين دورهـم للحصول على الـوقـود ورأى محطات وقــود مغلقة بعد ارتـفـاع الأسـعـار أكثر من 60 مـرة خلال اليومين الفائتين.

وتشير اليونيسف إلى أن نحو 80 % من العائلات اليمنية عليها ديون متراكمة، كان معظمها لشراء الطعام.

ويستورد اليمن 90 % من حاجته إلى جانب القمح من الخارج، وبقي من هذا المحصول ما يكفي لنحو شهرين ونصف فقط، وفقاً لليونيسف. وإن استمر الحصار -وبحسب اليونيسف- فـإن كل الجهود التي بُذلت لاحتواء وباء الكوليرا ستذهب هباءً.

ويـحـذّر فـاركـي مـن التأثير بعيد الأمـد للصراع الذي يزداد سوءاً، قائلاً: »سيحمل الأطفال نـدوب هذا الصراع لأجل طويل في المستقبل. ولن يكون تأثير هذا الأمر مقتصراً على اليمن، بـل إنــه سيشمل المنطقة بأكملها«. عاودماالإم­نريكاضد البلد الأشد فقراً في منطقة الشرق الأوسط، يشعر أنه بدأ يتعافى ولو قليلاً من الكوارث التي حلّت به منذ اندلاع الـحـرب فيه قبل نحو ثـلاث سـنـوات، أو يشعر مواطنوه -الذين يعيش أغلبهم تحت خط الفقر- بأنهم بـدؤوا في التكيّف أو التعايش مع الأوبة والأمراض التي جلبتها لهم الحرب إلـى جانب الوضع الإنساني والاقتصادي المتدهور، إلّا وحلّت عليهم كارثة أو محنة جديدة لتعاضد سابقاتها بشدة لتعجل بموت المواطن اليمني، الذي بات هو الآخر من خلال وضعه المعيشي، يسابق عملته الوطنية والبلاد ككل صوب الانهيار الشامل.

فـفـي الــوقــت الـــذي بـــدأت تُـعـلـن فيه المنظمات الدولية العاملة في المجال الصحي، عن تراجع نسبة الإصابة بوباء الكوليرا، ظهر وباء جديد ليفتك باليمنيين الذين بات معظمهم يواجهون خطر الموت ولكن بأسباب مختلفة.. فمنذ مطلع نوفمبر الجاري، بدأ وباء جديد يُسمى »الدفتيريا« بالظهور في بعض المناطق وسط البلاد.

و»الدفتيريا« هـو وبــاء يُصيب الجهاز التنفسي العلوي بسبب بكتيريا »الخناق الوتدية،« وهـي بكتيريا هوائية، ويعتبر مـرضـاً معدياً وقـاتـلاً فـي بعض الأحـيـان، وينتقل الميكروب عـن طـريـق الــرذاذ، وتتكاثر بمنطقة الغشاء المخاطي المبطن للفم والحلق ويسبب التهابات حادة فيها، وثمة أنواع كتلك التي تفرز سموماً قوية من الممكن أن تُسبب تلفاً بالقلب والكلى والجهاز العصبي، كما يوجد نوع أخف من هذه البكتيريا تصيب الجلد فقط، والأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض هم أولئك الذين لم يلقحوا اللقاح الخماسي أو ما كان يُسمى سابقاً باللقاح الثلاثي نسبة لعدد »الجرعات الثلاث.«

وفـي السياق ذكـرت مصادر يمنية أن عدد وفيات »وباء الدفتيريا« الذي اجتاح مؤخراً محافظة إب، وصل إلى 12 حالة، بعد تسجيل أربع حالات جديدة.

وقـالـت المصادر إنـه تـم تسجيل وفـاة 12 حالة إصابة بداء الدفتيريا حتى مساء الجمعة الـفـائـت.وتـوزعـت حــالات الوفاة بحسب الـمـصـادر، بين سـت حــالات في مديرية السدة، وخمس حالات في مديرية يريم، وحالة واحدة في مديرية ريف إب.

وعلى ذات الصعيد أعلنت وزارة الصحة في »حكومة الأمر الواقع« بصنعاء، أن عدد طابور من السيارات أمام محطة وقود في صنعاء الحالات المصابة التي تم اكتشافها حتى الآن على مستوى الجمهورية 92 حالة منها 85 حالة بمحافظة إب تتوزع بين منطقة بيت حلبوب بالسدة 53 حالة و12 حالة في عزلة بني منبه بمديرية يريم، جاء ذلك خلال تدشين حملة مكافحة المرض في المحافظة يوم الجمعة.

وأوضحت الوزارة على لسان الوزير »بن حفيظ« بأن إجمالي حالات الوفاة بسبب مرض الدفتيريا، أربـع حـالات في قريتي »بيت حلبوب ووسـمـة« بمديرية السدة وأربع في يريم وحالة في قرية المنزل بيريم ومثلها في مديرية ريف إب.

وأوضــح الـوزيـر، أنـه تـم توجيه مكتب الـصـحـة فــي الـمـحـافـ­ظـة بـتـوفـيـر جميع احتياجات المراكز الصحية في المديريات وتزويدها بـالأدويـة والعلاجات الخاصة، مؤكداً أن وزارته كانت قد خصصت المركز الصحي في قرية بيت حلبوب ووسمان لاستقبال وعـلاج حـالات مرض الدفتيريا وتـزويـدهـ­ا بـالأدويـة والـعـلاجـ­ات الخاصة والوقائية.

ولفت د.بن حفيظ إلى أن الفرق الميدانية المكلّفة في الحملة التي تستمر أربعة أيام تباشر عملها في الميدان للسيطرة على المرض الفتاك الذي ظهر لأول مرة منذ أكثر من 30 سنة.

وكــان مـديـر الترصد الـوبـائـي بمكتب الـصـحـة بـمـحـافـظ­ـة إب، قــد أعــلــن في تصريحات صحفية، عن انتشار الوباء في منطقة سمان وبيت حلبوب في مديرية السدة وبني منبه في مديرية يريم التابعة للمحافظة.وأضاف بأن الحالات المسجلة حتى اللحظة أكثر مـن خمس وثمانين حالة، مؤكداً أنّ عدد الوفيات جراء المرض بلغت ثماني حالات.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman