Al Shabiba

كرة القدم توحِّد العراقيين

-

المناســـب­ة، وتوافر البنية الأساســـي­ة الداعمـــة مثل الفنادق ووسائل النقل والمواصلات.

كمـــا حصل ملـــف كرة القـــدم العراقي علـــى دعم جديد عندمـــا قام عدد مـــن لاعبي كـــرة القـــدم المتقاعدين مثل ريفالدو، وهرنان كريســـبو، وميشيل سالجادو بلعب مباراة اســـتعراض­ية ضـــد منتخب العـــراق في مبـــاراة أقيمت في البصـــرة وحضرهـــا عدد كبيـــر من الجماهير في ســـبتمبر الفائت.

ومع ذلـــك، ما تزال موافقـــة الاتحاد الدولـــي لكرة القدم »الفيفـــا« على اســـتضافة المباريات الرســـمية في العراق أمراً صعـــب المنال. وهـــذا يمثل عائقاً كبيـــراً أمام التقدم علـــى أرض الواقـــع. يقول ليـــث النعيمي، مؤســـس موقع socceriraq.net، »كـــم عـــدد المباريـــ­ات التي فـــاز فيها الفريق المُضيف بسبب الأجواء العدائية؟ الأمر يشبه وجود لاعب ثاني عشـــر بالفريق، وما زلنا نفتقد هذا بالعراق منذ فترة طويلة للغاية. العراق به أفضل المشجعين في العالم. تهتف الجماهير بصوت عال للغاية، ويتحمســـو­ن لمنتخب بلدهم، ويحبون اللعبة.«

يتعـــاون الموقع الإلكتروني للنعيمـــي، وغيره من المواقع الإلكتروني­ـــة العراقية على شـــبكة الإنترنت لإقنـــاع الاتحاد الدولـــي لكـــرة القدم »الفيفـــا« برفع العقوبـــا­ت التي تمنع العراق من إقامة المباريات على أرضه.

يقـــول النعيمـــي، المولـــود فـــي جلاســـكو لأبويـــن عراقييـــن، »علـــى مدار شـــهر كامل، اســـتخدمن­ا هاشـــتاج OurJoyIsYo­urDecision# فـــي جميـــع قنواتنـــا. نحـــن الحســـاب الأضخـــم باللغـــة الإنجليزية، ولكن هنـــاك أيضاً حسابات ضخمة باللغة العربية.«

لعـــب المنتخب العراقـــي مباراة ودية أخـــرى على أرضه فـــي أكتوبر الفائت، حيـــث فاز على منتخـــب كينيا بنتيجة 1-2. وقد ضمت التشـــكيل­ة الأساســـي­ة لاعب خط الوسط بروا نوري، المولود في كردســـتان العراق قبل الانتقال إلى الســـويد وهو طفل رضيع. كانت هذه المبـــارا­ة هي الأولى له في العراق.

يقول نوري: »كانت تجربة رائعة -سمعت عن تلك الأجواء مـــن قبل، وكانت مثلما توقعت تماماً. أصبحت ذكرى رائعة طوال حياتي. أنا ســـعيد وفخور للغايـــة. ليس هناك الكثير من الأشياء التي تتغلب على لعب مباراة كرة قدم دولية.«

نوري مقتنع أن كرة القدم ربما تساعد في توحيد مختلف الأعراق والأديان في العراق، ويقول: »أؤمن بشدة أن القوة من خلال التنوع هي الحل وأن كرة القدم هي المنصة التي توضح ذلك .«

كانـــت اللحظة الأفضل في تاريخ العراق في العام 2007، عندما تغل ـــب المنتخب الوطني على الكثير من الصعوبات خارج أرض الملعب للفوز بكأس آسيا.

يقول النعيمي: »توقف الجميع عن الصراع فجأة. نســـي العراقيون الحـــرب، ووقفنا كرجل واحد، معـــاً. جعلت كرة القدم ذلك ممكناً.«

تبـــع ذلـــك الانتصـــا­ر المدهش وصـــول منتخـــب العراق إلى الـــدور ربع النهائي ونصف النهائي فـــي بطولتي العام 2011، والعـــام 2015 لبطولة كأس آســـيا، ولكن الوصول إلى نهائيات كأس العالم كان من الصعب للغاية حيث لعب الفريق مبارياته كافة في أراض مُحايدة بدلاً من أرضه. ليس لدى المشـــجعي­ن شـــكٌ بأن لعب تلك المباريات على أرض العراق كان ليشكّل فارقاً كبيراً.

بعدمـــا فشـــل المنتخـــب الوطنـــي العراقي فـــي التأهل إلى نهائيـــات كأس العالم في العـــام 2010، بدأ الخفاجي وأصدقـــاؤ­ه فـــي البحث عـــن اللاعبيـــ­ن من أصـــل عراقي المحترفين في جميع أنحاء العالم.

يضيـــف الخفاجي: »بحثنا في قوائـــم اللاعبين. إن وجدنا اســـماً مألوفاً أو شـــكلاً مألوفـــاً في بعض الأحيـــان... ليس فقط اللاعبين العرب؛ لأن العراق ليست بلداً عربياً، ولكنها تحتوي مزيجـــاً من الأعـــراق المختلفة. العديـــد من أولئك اللاعبيـــ­ن من أصل كردي، وليس مـــن أصل عربي. آباؤهم أو أجدادهـــم كانوا عراقييـــن. تواصلنا معهم. أخبرناهم عن إمكانية اللعب للمنتخب الوطني العراقي. العديد لم تتوافر أمامهم الفرصة للعب في منتخبات البلدان التي يعيشـــون بها، لذلك حاولنا مساعدتهم في اللعب للمنتخب الوطني.«

بشكل عام، وجدنا 15 لاعباً لعبوا في وقت لاحق للمنتخب العراقي، مع 4 في التشكيلة الحالية بمن فيهم نوري، الذي كان يلعب في منتخب الشباب بالسويد.

أفضـــل لاعـــب في قائمـــة الخفاجـــي هو جســـتن ميرام، المولود في ولاية ميشيجان، وهو من أصل آشوري عراقي، وهو لاعب رئيسي في دوري النخبة الأمريكي لكرة القدم.

يقول الخفاجي: »اســـم جســـتن لا يجعلك تعتقد أنه ربما يكـــون عراقياً، ولكن عندما قرأت ميرام، بدا لي الاســـم أنه ربما يكون من أصل شـــرق أوســـطي. وجدت صفحته على فيســـبوك، وبدأت الحديـــث إليه. بدأنا الحديـــث وهو الآن يلعب في المنتخب الوطني.«

تحدّث ميرام إلى قناة التلفـــاز التابعة لناديه كولومبوس كرو بعدما لعب 79 دقيقة في مباراة كينيا في رحلته الأولى إلى العراق.

يقـــول ميـــرام: »تلـــك التجربـــة كانـــت تماماً مـــا أبحث عنه عندمـــا التحقت بالمنتخـــ­ب الوطني. عندمـــا كان يتم اســـتبدال­ي بلاعب آخـــر، كان الجمهور بأكملـــه يقف -تلك اللحظة انتابتني القشـــعري­رة عندما رأيت الاحترام والحب الذي يُكِن ه لي الجمهور .«

رفض الاتحاد الدولي لكرة القـــدم »الفيفا« التعليق على احتمـــالا­ت عودة بطولات كرة القدم فـــي العراق، ولكن مع وصول العراق إلى تصنيف عال على مســـتوى العالم للعام الســـادس على التوالي، وتأهل المنتخب العراقي إلى كأس آســـيا لعام 2019 وظهور عدد كبير من اللاعبين الشـــباب الموهوبين، ربما تشرق آفاق المجد العراقي من جديد. كاتب وصحفي

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman