Al Shabiba

أسماء الله الحسنى:

- إعداد - زكي بن محمد الرمحي

الحفيظ هو اسم من أسماء الله الحسنى، البالغ عددها تسعة وتسعون اسماً، وقد لا نحاول الإبحار في معاجم اللغة بحثاً عن معنى اسـم الحفيظ، فالقارئ البسيط الذي يمتلك أدنى مستويات الثقافة العامة يُدرك معناه، بل يحاول اجتهاداً أن يفسره، ويعطي شرحاً له، وإننا في معظم الأحوال نستعمل هـذا الاسـم العظيم، أو معانيه ومرادفاته، فكثيراً ما نقول: »في حفظ الله«، أو »الله الحافظ« أو »حفظكم الله« أو »يحفظكم الرحمن« أو »مع السلامة،« أو »رافـقـتـكـ­م الـسـلامـة« أو غيرها من العبارات الدالة إن لم تكن في اللفظ فهي دالة لفظاً ومعنى.

قد يكون المرء حامياً حافظاً لِنفسه أو لِما هو في حدود قدرته واستطاعته، وحــدود إمكانياته المحدودة البسيطة، وأقول قد التي تُفيد الشك، على أننا على يقين تام بأن قدرة البشر قاصرة ناقصة عاجزة عن الحماية والحفظ دون إرادة الله وقوته ومشيئته، فما تملكه من متاع الدنيا كحاجاتك الشخصية أو ما تملكه من بيت ومال وأولاد وغيرها، تعتقد أنك تحفظه من كل سوء ومكروه كون تلك الحاجات أمـــام نـاظـريـك، وبـالـقـرب مـنـك، وفـي حـدود مملكتك، وأنـك المسيطر عليها والمستحوذ، وقد نقبل ذلك الاعتقاد، أو نتجاوزه جزافاً، لكن... مـاذا عما توفره أنـت مـن حماية وحفظ لما تملكه وهو بعيد عنك، خارج إطار سلطتك وبعيد عن ناظريك؟!

هنا ربـمـا اتضحت أكـثـر صــورة اسم الحفيظ، فإرادته وقوته ومشيئته تفوق وتتجاوز طاقة البشر التي كما ذكـرت أنها قـاصـرة عـاجـزة ناقصة، أمــام قـدرة الله جلّ جلاله، فعندما نخرج من بيوتنا مسافرين مودعين أهلينا وأولادنـا نقول لـهـم: نستودعكم الـلـه الــذي لا تضيع ودائعه، لأننا نعلم أن الله هو الحفيظ من كل سوء ومكروه، وهو الحفيظ في كل وقت وحين، وهو الحفيظ في كل مكان، وهو الحفيظ كيفما كان، إنما نحن نأخذ بأسباب الحفظ والرعاية والحماية، ونُوكِلُ الأمــر إلـيـه سبحانه وتـعـالـى نـدعـوه بل

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman