Al Shabiba

وآخرتها معاكم؟؟

-

في قاعة انتظار مستشفى خاص، تصدّى رجل عربي عريض المنكبين ممتلئ الخد والذراعين لآسيوي في منتصف العمر، رفع جسده الضئيل بسحب ياقته فقط معن فاً إيّـاه على الـمـشـي بقنينة مــاء كــان يحتسي منها رشفات بسيطة مع كل خطوة. استفزّني المشهد سيما بعد أن هدّده بالتبليغ عنه مذ كراً إيّاه بأن ما يقوم به مجرّم. لم أتمالك نفسي فنهرته، مذ كرةً إيّاه بأن هذا مستشفى ومن المرجّح أن يكون هذا الرجل مريضاً وبذلك يسقط عنه وجوب الصوم. ثم أنّه قد لا يكون مسلما من الأساس. ونصحته، وشــرار الشر يتطاير من عينيّ، أن يهتم بشؤونه ويترك الخلق لخالقها. انسحب صاحبنا عريض المنكبين خفيف العقل يقيناً منه بأن هذا جدال لن يكسبه. فتمتم وهو يعقب »ناقصات عقل ودين« فقاطعته قائلة »عفواً ماذا قلت؟« فأجاب »لا شيء لا شيء« وولّى مدبراً.

من التشخيصات الدقيقة لمسلمي »آخــر زمــن«، والـتـي وجدتها توجز الكثير مما نردد. هي تحديد الدكتور الليبي علي الصّلابي لثلاثة أنـواع خصال تستطيع عبرها التفريق بين المسلم الحق والمسلم المتشدد وهي على النحو التالي ونقتبس:

أولا: بإيما ال نالمغميسرل­سهلم.ما ل حلـقم: مششـغدود:ل بإميمشانغه­و.

اـتـ ل ثانيا: نفس ها ل»موغسيلرمه « ا لالحجنق:ة. يسعى لإدخـال أن غايلرمه سلسيمدالخم­لت ال شندارد.:يسعى لإثبات

ثالثا: عــن االلأمعـــ­سـلذمارالل­يحغقف:ر يلـبـهـحـم­ث اللألآخـخر­طـيـاء ن والزلات. أخط ااءلاملآسخ­لرمينالموت­هفشوداتد:هم يلفتمّعاشقبتعهنم والتكلم عنهم. انتهى الاقتباس. إن مظاهر الاستشراف والوصاية على الخلق التي ترونها اليوم، في المنتديات والمنصات الاجتماعية والحياة العامة، لا يمكن أن تبدر مـن شخصية سـويـة. فنحن بيوت زجـاج متنقّلة، أحـرى بنا أن نجمع الـطـوب الــذي نـحـذف بـه الآخـريـن لنبني به بيوتاً صلبة. ينسحب هذا الوصف على أولئك الذين يتربّصون بطرق الناس وعقائدهم وأفكارهم ويُطلقون الأحكام المجانية عليهم. وفي وقت بلغ الانحلال الفكري -قبل الأخلاقي- مداه في أمتنا، وتفشّت أخـلاق الهزيمة والنفاق في الكثير إلا من رحم ربـي، بتنا نشهد تكاثر هـذه الفئة، التي تـنـدرج فـي خانة مـن سألهم الـلـه (أتــأمــرو­ن الناس بالبر وتنسون أنفسكم). إننا لسنا مطالبين بـهـدايـة أحــد، ولــم يكن الرسول نفسه موكلا بذلك

(لـيـس عليك هـداهـم ولـكـن الله يـهـدي مــن يــشــاء). فكيف يتجرّأ أنصاف المتدينين والمتعلّمين على لعب هذا الدور على غيرهم!

مـاذا عسانا أن نقول فيهم سوى أنهم بلاء من ابتلاءات الزمان وندعو لهم أن يهديهم الله أو يخلصنا من أفكارهم المسمومة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman