Al Shabiba

ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻓﻲ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ «2»

-

ﻭﻓﻲ ﻣﺴﺎﺀ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺳﻤﻌﺖ ﺿﺠﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ: ﻣﺎ ﺍﻟﺨﺒﺮ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﻫﺬه ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟـﺨـﻼﺋـﻖ ﻳﺘﻔﺮﺟﻮﻥ ﻓﻬﻞ ﻟـﻚ ﺃﻥ ﺗﺼﻌﺪ ﻟﻠﺴﻄﺢ ﻭﺗﺘﻔﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻧﻌﻢ ﻭﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺳﺘﺎﺭﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﺻﺒﻴﺔ ﺗﺪﻫﺶ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ ﺣﺴﻨﺎ ﻭﺟﻤﺎﻻ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻟﻢ ﺃﻣﻠﻚ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﻟﻢ ﺃﻋـﺮﻑ ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺎ ﻟﻤﺎ ﺑﻬﺮﻧﻲ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺎ ﻋﻨﺪﻫﺎ: ﻫﺬه ﺍﺑﻨﺔ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻭﻫﻲ ﺳﻴﺪﺗﻨﺎ ﻭﻛﻠﻨﺎ ﺟﻮﺍﺭﻳﻬﺎ. ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻷﺫﻫﺒﻦ ﻣﺎﻟﻲ ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻫـﺬه ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺑـﺖ ﺃﻛﺎﺑﺪ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ﻃﻮﻝ ﻟﻴﻠﻲ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻟﺒﺴﺖ ﺃﻓﺨﺮ ﻣﻠﺒﻮﺱ ﻣﻦ ﻣﻼﺑﺲ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻭﺟﺌﺖ ﻷﺑﻴﻬﺎ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﺃﺭﻳﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ: ﺯﻥ ﺍﻟﺬﻫﺐ، ﻓﻮﺯﻧﺖ ﻟﻪ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﻋﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﺩﺭﻫــﻢ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺧﺬﻭﻧﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳـﺖ ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ ﺍﻧﺪﻫﺶ ﻋﻘﻠﻲ ﺑﺤﺴﻨﻬﺎ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻫﻲ ﻛﺎﻟﺒﺪﺭ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﺫﺍﺕ ﺣﺴﻦ ﻭﺟﻤﺎﻝ ﻭﺃﻟﻔﺎﻅ ﺗﻔﻀﺢ ﺭﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺰﺍﻫﺮ، ﻭﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺍﻻﺷﺘﻴﺎﻕ ﺑﻜﻴﺖ ﺣﻤﺎﻗﺔ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﻭﺃﺳﺒﻠﺖ ﺩﻣﻊ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻗﺎﺋﻼ:

ﺃﺣــﺐ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮ ﻻ ﻓﺮﺣﺎ ﺑﻬﺎ ﻋﺴﻰ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻮﺻﺎﻝ

ﻭﺃﻛﺮه ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ ﻷﻧﻨﻲ ﺃﺭﻯ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻌﻘﺒﺎ ﺑﺰﻭﺍﻝ

ﺛـﻢ ﺇﻧﻬﺎ ﺻــﺎﺭﺕ ﺗﺆﺍﻧﺴﻨﻲ ﺑﻠﻄﻒ ﻭﺃﻧـﺎ ﻏﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ﺧﺎﺋﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﻭﺍﻻﺷﺘﻴﺎﻕ، ﻭﺗﺬﻛﺮﺕ ﻟﻮﻋﺔ ﺍﻟﻨﻮﻯ ﻭﺍﻟﺒﻴﻦ ﻓﺄﻧﺸﺪﺕ:

ﻓﻜﺮﺕ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺻﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺠﺮﻫﺎ ﻓﺠﺮﺕ ﻣﺪﺍﻣﻊ ﻣﻘﻠﺘﻲ ﻛﺎﻟﻌﻨﺪﻡ

ﻓﻄﻔﻘﺖ ﺃﻣﺴﺢ ﻣﻘﻠﺘﻲ ﻓﻲ ﺟﻴﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﺎﻓﻮﺭ ﺇﻣﺴﺎﻙ ﺍﻟﺪﻡ

ﻭﺃﻗﻤﺖ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻧﻔﺪ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎﻟﻲ ﻓﺘﺬﻛﺮﺕ ﻣﻔﺎﺭﻗﺘﻬﺎ ﻭﺑﻜﻴﺖ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻷﻱ ﺷﻲﺀ ﺗﺒﻜﻲ؟ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﺎ: ﻳﺎ ﺳﻴﺪﺗﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﺟﺌﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﻃﺎﻫﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺧﻤﺴﻤﺌﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻋﻨﺪﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻗﺪ ﺻﺪﻕ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎﻝ:

ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻏﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﺃﻭﻃﺎﻥ

ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟــﻲ: ﺍﻛﺘﻢ ﺳــﺮﻙ ﻭﺍﺧــﻒ ﺃﻣـﺮﻙ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﻤﻞ ﺣﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻣﺤﺒﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎﻝ ﺃﺑﻲ ﺗﺤﺖ ﻳﺪﻱ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻗﺪﺭه ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﻄﻴﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻛﻴﺴﺎ ﻓﻴﻪ ﺧﻤﺴﻤﺌﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﻄﻴﻪ ﻷﺑﻲ ﻭﺗﺴﺘﻤﺮ ﻫﻜﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺸﻜﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺒﻠﺖ ﻳﺪﻫﺎ.

ﺛﻢ ﺃﻗﻤﺖ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟـﺤـﺎﻝ ﻣـﺪﺓ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ، ﻓﺎﺗﻔﻖ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻳــﺎﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﺿﺮﺑﺖ ﺟﺎﺭﻳﺘﻬﺎ ﺿﺮﺑﺎ ﻭﺟﻴﻌﺎ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ: ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻷﻭﺟﻌﻦ ﻗﻠﺒﻚ ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺟﻌﺘﻨﻲ ﺛﻢ ﻣﻀﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻭﺃﻋﻠﻤﺘﻪ ﺑﺄﻣﺮﻧﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﻗﺎﻡ ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻪ ﻭﺩﺧﻞ ﻋﻠﻲ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺗﺎﺟﺮ ﻭﺍﻓﺘﻘﺮ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻀﻴﻔﻪ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺳﻨﺔ ﺗﺄﻛﻞ ﻭﺗﺸﺮﺏ.

ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﻏﻠﻤﺎﻧﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﺍﺧﻠﻌﻮﺍ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻓﻔﻌﻠﻮﺍ ﻭﺃﻋﻄﻮﻧﻲ ﺛﻴﺎﺑﺎ ﺭﺩﻳﺌﺔ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺧﻤﺴﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻭﺩﻓﻌﻮﺍ ﺇﻟﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺩﺭﺍﻫﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ: ﺍﺧﺮﺝ ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﺿﺮﺑﻚ ﻭﻻ ﺃﺷﺘﻤﻚ ﻭﺃﺫﻫﺐ ﺇﻟــﻰ ﺣــﺎﻝ ﺳﺒﻴﻠﻚ، ﻭﺇﻥ ﺃﻗﻤﺖ ﻓـﻲ ﻫﺬه ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﻛﺎﻥ ﺩﻣﻚ ﻫـﺪﺭﺍ، ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻔﻲ ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻳﻦ ﺃﺫﻫﺐ، ﻭﺣﻞ ﺑﻘﻠﺒﻲ ﻛﻞ ﻫﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﻴﻒ ﺃﺟــﻲﺀ ﺇﻟــﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺑـﺄﻟـﻒ ﺃﻟــﻒ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺘﻬﺎ ﺛﻤﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻣﺮﻛﺒﺎ ﻭﻳﺬﻫﺐ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻨﺤﺲ ﻭﺍﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪه ﻋﺮﻳﺎﻧﺎ ﻣﻜﺴﻮﺭ ﺍﻟﻘﻠﺐ؟!

ﺛﻢ ﺃﻗﻤﺖ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳــﺎﻡ ﻟﻢ ﺃﺫﻕ ﻃﻌﺎﻣﺎ ﻭﺷـﺮﺍﺑـﺎ، ﻭﻓـﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟـﺮﺍﺑـﻊ ﺭﺃﻳﺖ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻣﺘﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﺒﺼﺮﺓ ﻓﻨﺰﻟﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻭﺩﺧـﻠـﺖ ﺍﻟـﺴـﻮﻕ ﻭﺃﻧــﺎ ﻓـﻲ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻓﺮﺁﻧﻲ ﺑﻘﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺒﺎ ﻟﻲ ﻭﻷﺑﻲ ﻓﻌﺎﻧﻘﻨﻲ ﻭﺳﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻲ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﻤﺎ ﺟــﺮﻯ، ﻓـﻘـﺎﻝ: ﻭﺍﻟـﻠـﻪ ﻣـﺎ ﻓﻌﺎﻝ ﻋﺎﻗﻞ ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺃﺗﺠﻠﺲ ﻋﻨﺪﻱ ﻭﺗﻜﺘﺐ ﺧﺮﺟﻲ ﻭﺩﺧﻠﻲ ﻭﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺩﺭﻫﻢ ﺯﻳـﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﻠﻚ ﻭﺷـﺮﺑـﻚ؟! ﻓﺄﺟﺒﺘﻪ ﻭﺃﻗﻤﺖ ﻋﻨﺪه ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺻﺎﺭ ﻣﻌﻲ ﻣﺌﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﺎﺳﺘﺄﺟﺮﺕ ﻏﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻌﻞ ﻣﺮﻛﺒﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺒﻀﺎﻋﺔ ﻓﺄﺷﺘﺮﻱ ﺑﺎﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﻭﺃﺗـﻮﺟـﻪ ﻟﺒﻴﻌﻬﺎ ﻓـﻲ ﺑـﻐـﺪﺍﺩ، ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺐ ﻭﺗﻮﺟﻬﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺮﺟﻠﻴﻦ ﻗﺪ ﺧﺮﺟﺎ ﻣﻦ ﺑﻄﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻭﻧﺼﺒﺎ ﻟﻬﻤﺎ ﻛﺮﺳﻴﻴﻦ ﺛﻢ ﺃﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻷﺟـﻞ ﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﻭﺟـﺎﺀ ﻭﺍﺣـﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺨﺮﺝ ﺑﻪ ﺟـﺮﺍﺏ ﻭﻓﺘﺤﻪ ﻭﻛﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺴﺎﻁ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﺨﻄﻒ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﻭﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﻭﺍﻟﻤﺮﺟﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ.

ﻓـﺘـﺰﺍﻳـﺪﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻓـﻲ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻣﻘﺪﺍﺭه ﺃﺭﺑﻌﻤﺌﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺠﺮﺍﺏ ﻭﻛـﺎﻥ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ؟ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺑﻘﻰ ﻋﻨﺪﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺳﻮﻯ ﻣﺌﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﺍﺳﺘﺤﻴﺖ ﻣﻨﻪ ﻭﺩﻣﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻭﻗﺪ ﻋﺴﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎﻟﻲ ﻭﻗـﺎﻝ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭ: ﺍﺷـﻬـﺪﻭﺍ ﻋﻠﻲ ﺃﻧـﻲ ﻗﺪ ﺑﻌﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻤﺌﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﻫـﻮ ﻫﺪﻳﺔ ﻣﻨﻲ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺸﻜﺮﺗﻪ ﻋـﻠـﻰ ﺫﻟــﻚ ﻭﺃﺧـــﺬﺕ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻭﻣﻀﻴﺖ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﻭﻗﻌﺪﺕ ﺃﺑﻴﻊ ﻭﺃﺷﺘﺮﻱ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﻗﺮﺹ ﺗﻌﻮﻳﺬ ﺻﻨﻌﻪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻮﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﺳﻄﺮ ﻣﺜﻞ ﺩﺑﻴﺐ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﻭﻟﻢ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻨﻔﻌﺘﻪ، ﻓﺒﻌﺖ ﻭﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﻣﺪﺓ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ، ﻭﻗﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺬ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﺪﺓ ﻻ ﺃﻋﺮﻓﻪ ﻭﻻ ﺃﻋـﺮﻑ ﻣﻨﻔﻌﺘﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺪﻓﻊ ﻟﺸﺮﺍﺋﻪ ﺇﻻ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺑﻌﺸﺮﺓ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺃﺑﻴﻌﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ.

ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺟﺎﻟﺲ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻲ ﺭﺟﻞ ﻓﺴﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ: ﻫﻞ ﺃﻗﻠﺐ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ، ﻓﻘﻠﺖ ﻧﻌﻢ ﻭﺃﻧـﺎ ﻣﻐﺘﺎﻅ ﻣﻦ ﻛﺴﺎﺩ ﻗــﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺬ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁه ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺒﻞ ﻳـﺪه ﻭﻗـﺎﻝ ﻟـﻲ: ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﺗﺒﻴﻊ ﻫﺬه ﻭﻛﻢ ﺛﻤﻨﻪ؟! ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻛﻢ ﺗﺪﻓﻊ ﻓﻴﻪ ﺃﻧﺖ؟! ﻗـﺎﻝ: ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ﻓﻠﻢ ﺃﺧﺎﻃﺒﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺑﺨﻤﺴﻴﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺒﻪ ﻇﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﻬﺰﺉ ﺑﻲ ﻭﻇﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﺰﻳﺪ ﺃﻟﻔﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻟﻒ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ: ﺃﺗﺒﻴﻌﻪ ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻒ ﺩﻳــﻨــﺎﺭ؟ ﻓﻘﻠﺖ ﻟــﻪ: ﻫـﻞ ﺃﻧــﺖ ﺗﺸﺘﺮﻱ ﺃﻭ ﺗﺴﺘﻬﺰﺉ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺑﺜﻼﺛﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ.. ﺧﺬﻫﺎ ﻭﺃﻣـﺾ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻔﺎﺋﺪﺗﻪ ﻭﻧﻔﻌﻪ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺑﻌﺘﻚ، ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺃﻗﺒﻀﻨﻲ ﺇﻳﺎه ﻭﺃﺧﺬ ﻗﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺬ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻫﻞ ﺭﺿﻴﺖ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻧﻌﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺍﺷﻬﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺃﻣﻀﻰ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﻗﺒﺾ ﺍﻟﺜﻤﻦ.

ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻲ ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﻣﺴﻜﻴﻦ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﺃﺧـﺮﺕ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻟﺰﺩﻧﺎﻙ ﺇﻟﻰ ﻣﺌﺔ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺑﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺌﺔ ﺃﻟﻒ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻧﻔﺮ ﺍﻟﺪﻡ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻲ ﻭﻋﻼ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺻﻔﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺖ ﺗﻨﻈﺮه ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺛﻢ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻣﺎ ﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﻭﻣﺎ ﻧﻔﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺹ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻟﻪ ﺑﻨﺖ ﻟﻢ ﻳﺮ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺑﻬﺎ ﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﺪﺍﻉ ﻓﺄﺣﻀﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻷﻗـﻼﻡ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻜﻬﺎﻥ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻓﻌﻮﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻭﻛﻨﺖ ﺑﺤﻀﺮﺗﻪ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻧـﺎ ﺃﻋـﺮﻑ ﺭﺟـﻼ ﻳﺴﻤﻰ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻲ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻨﻪ ﺑﻬﺬه ﺍﻷﻣـﻮﺭ ﻓﺈﻥ ﺭﺃﻳـﺖ ﺃﻥ ﺗﺮﺳﻠﻨﻲ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ: ﺍﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺃﺣﻀﺮ ﺇﻟﻲ ﻗﻄﻌﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻴﻖ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﻣﺌﺔ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻫﺪﻳﺔ، ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺫﻟـﻚ ﻭﺗﻮﺟﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﺑﺎﺑﻞ ﻭﺩﻓﻌﺖ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﻬﺪﻳﺔ، ﺛﻢ ﺃﺧـﺬ ﻗﻄﻌﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﻖ ﻭﺃﺣﻀﺮ ﺣﻜﺎﻛﺎ ﻋﻤﻞ ﻫﺬه ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺬﺓ ﻭﻣﻜﺚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷـﻬـﺮ ﻳـﺮﺻـﺪ ﺍﻟﻨﺠﻢ ﺣﺘﻰ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻭﻗﺘﺎ ﻟﻜﺘﺎﺑﺘﻪ ﻭﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬه ﺍﻟﻄﻼﺳﻢ، ﻓﺄﺧﺬﺕ ﻫﺬه ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺬﺓ ﻭﺟﺌﺖ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺑﺮﺋﺖ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺑﻮﻃﺔ ﺑﺴﻼﺳﻞ، ﻓﻔﺮﺡ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﺮﺣﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻭﺗﺼﺪﻕ ﺑﻤﺎﻝ ﻛﺜﻴﺮ ﺛﻢ ﻭﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﻘﺪﻫﺎ، ﻭﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺐ ﻫﻲ ﻭﺟﻮﺍﺭﻳﻬﺎ ﺗﺘﻨﺰه ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﻤﺪﺕ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻳﺪﻫﺎ ﻟﺘﻼﻋﺒﻬﺎ ﻓﺎﻧﻘﻄﻊ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭﺳﻘﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﻌﺎﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻓﺤﺼﻞ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻓﺄﻋﻄﺎﻧﻲ ﻣﺎﻻ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺍﺫﻫـﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﻟﻬﺎ ﺗﻌﻮﻳﺬﺓ ﻋﻮﺿﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺴﺎﻓﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻣﻴﺘﺎ ﻓﺄﺧﺒﺮﺕ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺒﻌﺜﻨﻲ ﺃﻧﺎ ﻭﻋﺸﺮﺓ ﺃﻧﻔﺲ ﻧﻄﻮﻑ ﻓـﻲ ﺍﻟـﺒـﻼﺩ ﻟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺠﺪ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻫﺬه ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺬﺓ ﻋﻨﺪﻙ.

ﻓﺄﺧﺬه ﻣﻨﻲ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻼﺻﻔﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻲ، ﺛﻢ ﺃﻧﻲ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﻣﻌﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎﻟﻲ، ﻭﺟﺌﺖ ﺇﻟـﻰ ﺑﻴﺖ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻟﻌﻠﻲ ﺃﺭﻯ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺣﺒﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻳﺘﺰﺍﻳﺪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭه ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻗﺪ ﺍﻧﻬﺪﻡ ﻓﺴﺄﻟﺖ ﻏﻼﻣﺎ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻻﺑـﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺧـﻲ ﺇﻧـﻪ ﻗـﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺭﺟﻞ ﺗﺎﺟﺮ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ ﻓﺄﻗﺎﻡ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺫﻫـﺐ ﻣﺎﻟﻪ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪه ﻣﻜﺴﻮﺭ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ ﺗﺤﺒﻪ ﺣﺒﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺎﺭﻗﻬﺎ ﻣﺮﺿﺖ ﻣﺮﺿﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﺒﺎﻉ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﻱ ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺧﻠﻔﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻗﺪ ﺿﻤﻦ ﻟﻤﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻪ ﻣﺌﺔ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﻠﻢ ﻳﺮه ﺃﺣﺪ ﻭﻫﻲ ﺍﻵﻥ ﻣﺸﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﺍﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﺧﺒﺮه ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ ﻭﺍﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻬﺮﻭﻝ ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀ ﺑﻄﺎﻫﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﻧﻘﻨﻲ ﻭﺑﻜﻰ ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﻳﻦ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﻫﺬه ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻫﻠﻜﺖ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻓﺮﺍﻗﻚ ﺃﺩﺧﻞ ﻣﻌﻲ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺳﺠﺪ ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻠﻪ، ﻭﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﺷﻔﺎﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺽ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻳﺎ ﺃﺑﺖ ﻣﺎ ﺃﺑـﺮﺍ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﻲ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﺕ ﻭﺟـﻪ ﺃﺑـﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ، ﻓﻘﺎﻝ ﺇﺫﺍ ﺃﻛﻠﺖ ﺃﻛﻠﺔ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻨﻜﻤﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻛﻼﻣﻪ ﻗﺎﻟﺖ ﺃﺻﺤﻴﺢ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻧﻌﻢ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﺎ ﺃﺣﺘﺎﺝ ﺇﻟـﻰ ﺃﻛـﻞ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻐﻼﻣﻪ ﺃﺣﻀﺮ ﺳﻴﺪﻙ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟـﻲ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻣﻐﺸﻴﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻓﺎﻗﺖ ﺃﻧﺸﺪﺕ :

ﻭﻗﺪ ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﺘﻴﺘﻴﻦ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻳﻈﻨﺎﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻈﻦ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻼﻗﻴﺎ

ﺛـﻢ ﺍﺳـﺘـﻮﺕ ﺟﺎﻟﺴﺔ ﻭﻗـﺎﻟـﺖ: ﻳـﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻲ ﺃﺭﻯ ﻭﺟﻬﻚ ﺇﻻ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺎﻣﺎ، ﺛﻢ ﺇﻧﻬﺎ ﻋﺎﻧﻘﺘﻨﻲ ﻭﺑﻜﺖ، ﺛﻢ ﺻﺮﺕ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﻋﺎﺩﺕ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ، ﻭﻫﻲ ﺍﻵﻥ ﺯﻭﺟﺘﻲ.

ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺳـﺮﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ ﺣﻜﺎﻳﺘﻪ ﻟﻬﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ، ﺍﻧﺼﺮﻑ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻫﻮ ﻭﺟﻤﺎﻋﺘﻪ ﻣـﻮﺩﻋـﺎ ﺍﻟــﺸــﺎﺏ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺟﻠﺲ ﻓـﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻗــﺎﻝ: ﻳـﺎ ﻣـﺴـﺮﻭﺭ ﺍﺟﻤﻊ ﻓـﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻭﺧﺮﺍﺝ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﺧﺮﺍﺝ ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ﻓﺠﻤﻌﻮه ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻀﻌﻮه ﺧﻠﻒ ﺳﺘﺎﺭﺓ ﻓﺠﻤﻌﻮه ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎﻻ ﻋﻈﻴﻤﺎ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﺠﻌﻔﺮ ﺃﺣﻀﺮ ﻟـﻲ ﺃﺑـﺎ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ، ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ: ﻳﺎ ﻋﻤﺎﻧﻲ، ﻗﺎﻝ ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻛﺸﻒ ﻫــﺬه ﺍﻟـﺴـﺘـﺎﺭﺓ ﻋـﻦ ﺍﻹﻳـــﻮﺍﻥ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭﺓ ﺍﻧﺪﻫﺶ ﻋﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺃﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﺗﻚ ﻣﻦ ﻗﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺬﺓ، ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ: ﺍﺷﻬﺪﻭﺍ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺣﻀﺮ ﺃﻧﻲ ﻭﻫـﺒـﺖ ﻫــﺬﺍ ﺍﻟـﻤـﺎﻝ ﻟـﻬـﺬﺍ ﺍﻟــﺸــﺎﺏ، ﻓﻘﺒﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﺳﺘﺤﻰ ﻭﺑﻜﻰ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ، ﻓﺮﺟﻊ ﺍﻟﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻠﻪ ﻓﺼﺎﺭ ﻭﺟﻬﻪ ﻛﺎﻟﺒﺪﺭ ﻟﻴﻠﺔ ﺗﻤﺎﻣﻪ، ﺛﻢ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻣﺔ ﻓﺼﺎﺭ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﻓﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ«.

ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ: ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ ﻋﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺝ1، ﺩ.ﻫﻼﻝ ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ، ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻡ2018 ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ:

ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎﻥ، ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻐﺸﺎﻡ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﻭﺍﻹﻋﻼﻥ،

ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎﻥ - ﻣﺴﻘﻂ. ﺃﺟﺮﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻹﺳﻜﺎﻥ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺳﻜﺎﻥ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻋﻠﻰ (150) ﻗﻄﻌﺔ ﺃﺭﺽ ﺳﻜﻨﻴﺔ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺑﻞ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ، ﻣــﻦ ﺃﺻــﻞ (790) ﻗﻄﻌﺔ ﺃﺭﺽ ﺳﻜﻨﻴﺔ ﺧﺼﺺ ﻟﻠﻤﺴﺘﺤﻘﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ، ﺳﻴﺘﻢ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ.

ﻭﺃﻭﺿــﺢ ﻣﺪﻳﺮ ﺩﺍﺋــﺮﺓ ﺍﻷﺭﺍﺿــﻲ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺔ ﻧﺼﺮ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﺸﺒﻴﺒﻲ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻳﺄﺗﻲ ﺿﻤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺴﺤﻮﺑﺎﺕ ﺧﻼﻝ ﻫﺬه ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﺘﻢ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺃﺟﺮﻯ ﺳﺘﺔ ﺳﺤﻮﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺑﺔ (790) ﻗﻄﻌﺔ ﺃﺭﺽ ﺳﻜﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﺤﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺑﻞ ﻭﻫﻲ ﺇﺟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻄﻠﺒﺎﺕ ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺮﺳﺘﺎﻕ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻲ ﺍﻟﺮﺳﺘﺎﻕ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ.ﻫــﻼﻝ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺒﺴﻲ ﻭﺣـﻀـﻮﺭ ﻣـﺪﻳـﺮ ﻋــﺎﻡ ﺍﻟـﺨـﺪﻣـﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺒﺴﻲ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ، ﻭﺍﺳﺘﻌﺮﺽ ﻣﻘﺮﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺳﻨﻨﺘﻬﻲ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ 2018 ﻟﻠﻤﺴﺘﺤﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺘﻢ ﻓﻲ (11) ﻣﺨﻄﻄﺎ ﻣﻌﺘﻤﺪﺍ، ﻣﺸﻴﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻥ ﻫﺬه ﺍﻟﺴﺤﻮﺑﺎﺕ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺳﻌﻲ ﺍﻟــﻮﺯﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻷﺭﺍﺿــﻲ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺤﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻬﻢ ﻭﻓﻖ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ.

ﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﺗﺸﻤﻞ ﺳﺘﺔ ﺳﺤﻮﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣــﺪﻯ ﺛـﻼﺛـﺔ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻮﺍﻗﻊ ﺳﺤﺐ ﻳﻮﻣﻲ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ، ﺣﻴﺚ ﺳﺘﺨﺘﺘﻢ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ. ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺟــﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋـﻤـﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟـﻮﺯﺍﺭﻱ ﺭﻗﻢ (41) ﻟﺴﻨﺔ ﻡ2018 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻣـﻦ ﻣﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟـﺪﻛـﺘـﻮﺭ ﻭﺯﻳــﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﻣﻨﻬﺠﻴﺘﻬﺎ.

ﻛـﻤـﺎ ﺗــﻄــﺮﻕ ﺍﻻﺟــﺘــﻤـ­ـﺎﻉ ﺇﻟـــﻰ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ )ﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ(، ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺮﺳﺘﺎﻕ.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman