ﺍﻟﺘﻮﻓżﻖ ŴﺍﻟﻤﺼﺎﻟĚĩ ﺑﺎﻟőﻤŦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘʼnﺎŏ ﺍﻟĭﺎ..Ŀ
ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﺃﻃــﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﻤﻞ )ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻞ( ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻤﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻟﺠﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺑﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﺑﻴﻦ ﺑﻌĭ ﺍﻟﻤﺘﺨﺎﺻﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟــﻤــﺘــﺸــﺎﻛــﻴــﻦ ﻓــﻲ ﺧــﻼﻓــﺎﺕ ﺻـﻐـﻴـﺮﺓ ﻭﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﻠﻬﺎ ﺑﺘﻔﻬﻢ ﻛﻞ ﻃﺮﻑ ﻟﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍƇﺧـﺮ ﻭﺗﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎņ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ، ﻓﻤﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺷﺒﻴﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟـﺪﻭﺭ -ﺇﻥ ﺟﺎﺯ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ- ﻛﺠﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻨﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﻛﻞ ﻃﺮﻑ ﻟﻮﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍƇﺧﺮ ﻋﻦ ﻃﻴﺐ ﺧﺎﻃﺮ، ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻻﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﺠﻮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻧﻈﺮﺓ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟƈﺧﺮ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﺭﺗﻴﺎﺏ ﻭﺷﻚ ﻓﻲ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻛﻞ ﺗﺠﺎه ﺍƇﺧﺮ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺗﺠﺴﻴﺮه ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻬﻮﺓ ﻓﻴﻪ.
ﻓــﻼ ﺷــﻚ ﺃﻥ ﺍﻟـﺠـﻬـﻮﺩ ﺍﻟـﻤـﺒـﺬﻭﻟـﺔ ﻓﻲ ﺍﻟـﺘـﻮﻓـﻴـﻖ ﺑـﻴـﻦ ﺍﻷﻃــــﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﺿﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﺳـﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺍﻻﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ، ﻭﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻷﺳــﺮﺓ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗـﺤـﺪﺙ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﻛﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﻗﺪ ﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﻭﻗﺘﺎ ﻃﻮﻳﻼ ﻭﺟﻬﺪﺍ ﺃﻛﺒﺮ، ﻭﺍﻟﺤﻞ ﻳﻜﻤﻦ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻔﻬﻢ ﻛﻞ ﻃـﺮﻑ ﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟـﻄـﺮﻑ ﺍƇﺧــﺮ، ﻭﺻــﻮﻻ ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟـﺘـﻨـﺎﺯﻻﺕ ﻣـﻦ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﻭﻫــﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﻖ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﻟﻼﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﺘﻌﻮﺩ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟƈﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﻣﻜﻤﻞ ﻟﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﺒﺌﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻳﻨﺎﻝ ﺃﺟﺮﺍ ﻳﻜﺎﻓù ﻣﺆﻫﻼﺗﻪ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻪ ﻭﺧﺒﺮﺍﺗﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻧﻈﺮﺍﺋﻪ ﺍƇﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﻤﻞ.
ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﻤﺒﺬﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻬﻴﺌﺔ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋـﻦ ﻋﻤﻞ ﻣـﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻭﺭﺑﻂ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻨﺴﺐ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﺟــﺮﺍﺀﺍﺕ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟـﺘـﺰﺍﻡ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻜﻞ Ęﻟﻚ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻳﺼﻌﺐ ﺿﺒﻄﻬﺎ، ﻓﺎﻟﻤﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺳـﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺳﻴﺠﺪ ﻭﺳـﺎﺋـﻞ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ )ﺗﻄﻔﻴﺶ( ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺩﻓﻌﻬﻢ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﺳﺘﻘﺎﻻﺗﻬﻢ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻢ ﺗﺮﺷﻴﺤﻬﻢ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻻ ﻳﻠﺘﺰﻣﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺄﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﺍﻟﻤﻔﺘﻘﺪ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺭﺑﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻟﻴﺲ ﺃﻛﻴﺪﺍ ﺩﻭﻣﺎ.
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻧـﺮﻯ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺮﻳﺠﻴﻦ ﺗﻌﺮĪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺮĦ ﻋﻤﻞ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﻣﻐﺮﻳﺔ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺸﻴﺤﻮﻥ ﺑﻮﺟﻮﻫﻬﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺤﺠﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺗﺨﺼﺼﺎﺗﻬﻢ ﻭﻣﺠﺎﻻﺗﻬﻢ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺰﻋﻢ ﺑﺄﻥ ﻣﻘﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﻭﻻﻳﺎﺗﻬﻢ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻋــﺬﺍﺭ ﺍﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻫﻴﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻲ ﺷﺒﻪ ﺗﻮﺗﺮ ﺩﺍﺋـﻢ ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ ﻳﺤﺴﻤﻬﺎ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺇﻣﺎ ﺳﻠﺒﺎ ﺃﻭ ﺇﻳﺠﺎﺑﺎ.
ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﻔﺘﻘﺪ ﻣﻮﺟﻮﺩ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻘﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻷﺧﺬ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﻼﺡ، ﻭﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻓﻲ Ęﻟﻚ ﻭﻓﺎﺀ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺑﺨﻞ ﻭﻣﺎ ﺿﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻫﻨﺎņ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺜﺎﺑﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻳﻄﻮﺭ ﻣﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻪ ﻭﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﺑﻨﺤﻮ ﻣﺴﺘﻤﺮ، ﻭﻳﻀﻊ ﻧﺼﺐ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻻ ﺷﻲﺀ.
ﻧﺄﻣﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻃﺮﻑ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍƇﺧﺮ ﺑﻔﻬﻢ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻪ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻤﺘﺎﺡ ﻭﺍﻟﻤﻤﻜﻦ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺻﻼﺡ Ęﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻓﻬﻤﺎ ﻳﻤﺜﻼﻥ ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺍﻥ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﺑﺎﻟﺒﻼﺩ.. ﻭﻻ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻧﻠﺠﺄ ﻟﻠﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﺛﻢ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ.