Al Shabiba

ﻓﺮﺍﻍ ﺍﻟﺰﻋﺎﻣﺔ

-

ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻷﻣﻦ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﻃﻠﺴـــﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺷـــﺒﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺑﻄﺎﺋﺮﺓ ﺿﺎﻟﺔ. ﻓﺒﺴﺒﺐ ﻋﺠﺰ »ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻗﻢ« ــ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻣﺠﺮﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ــ ﺗﻄﻴﺮ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﻄﻴﺎﺭ ﺍﻵﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺼﻄﺪﻡ ﺣﺘﻤﺎ ﺑﺠﺴﻢ ﻣﺎ ﺃﻭ ﻳﻨﻔﺪ ﻭﻗﻮﺩﻫﺎ ﻭﺗﻬﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ. ﻭﻟﺘﺠﻨﺐ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ، ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻔﻴﻖ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻓﻲ ﻗﻤﺮﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ـ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ.

ﻣﻨﺬ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﺗﻮﻟﺖ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ )ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ( ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ، ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﻦ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ. ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻋﻬـــﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺩﻭﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ، ﻟﻢ ﺗﻌـــﺪ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑـــﺪﻭﺭ ﻗﻴﺎﺩﻱ ﺃﺳﺎﺳـــﻲ. ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣـــﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺗﺮﻣـــﺐ ﻳﺪﻳـــﺮ ﺩﻓﺔ ﺍﻷﻣـــﻮﺭ ﺣﻘﺎ. ﻭﺍﻟﻴـــﻮﻡ ﺑﺎﺕ ﻣـــﻦ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺗﻄﺮﺡ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴـــﺆﺍﻝ ﺍﻻﺳﺘﻨﻜﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺣﻪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺍﻷﺳﺒﻖ ﻫﻨﺮﻱ ﻛﻴﺴﻨﺠﺮ: »ﺑﻤﻦ ﺃﺗﺼﻞ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ؟«، ﻓﺘﻘﻮﻝ »ﺑﻤﻦ ﺃﺗﺼﻞ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ«.

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺗﺮﻣﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ، ﻛﺎﻥ ﺣﻠﻔﺎﺀ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ )ﻭﻓﻲ ﻗﺴـــﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ( ﻳﺘﺼﻮﺭﻭﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴـــﺆﺍﻝ. ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﺄﻣﻠﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳـــﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻓـــﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ، ﺑﺼـــﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺒﺠـــﺢ ﻭﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﺑﻴﺾ. ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻄﻤﺌﻨﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴـــﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻦ ﺗﻤﻠﻴﻬﺎ ﺗﻐﺮﻳﺪﺍﺕ ﺗﺮﻣﺐ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ، ﺑﻞ ﻳﻤﻠﻴﻬﺎ »ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﻮﻥ« ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺟﺪﺍﺭﺓ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ــ ﺭﻛﺲ ﺗﻴﻠﺮﺳﻮﻥ، ﺃﻭﻝ ﻭﺯﻳﺮ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻓـــﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﺮﻣﺐ؛ ﻭﻣﺎﻛﻤﺎﺳـــ­ﺘﺮ، ﺛﺎﻧﻲ ﻣﺴﺘﺸـــﺎﺭ ﻟﻸﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ؛ ﻭﺟﻴﻤﺲ ﻣﺎﺗﻴﺲ، ﻭﺯﻳﺮ ﺩﻓﺎﻉ ﺗﺮﻣﺐ.

ﺍﻵﻥ، ﺭﺣﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺟﻤﻴﻌﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻤﻐﺎﺩﺭﻳﻦ ﻣﺎﺗﻴﺲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺣﻞ ﺑﻌﺪ ﺇﻋﻼﻥ ﺗﺮﻣﺐ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻋﻦ ﺍﻋﺘﺰﺍﻣﻪ ﺳـــﺤﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ــ ﻭﻫﻮ ﻗﺮﺍﺭ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺟﺴﻴﻢ ﺍﺗُِﺨﺬ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻫﺎﺯﺉ ﻭﺿﺪ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻣﺎﺗﻴﺲ ﻭﻧﺼﻴﺤﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ. ﻭﻛﺎﻥ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻻﺳـــﺘﻘﺎﻟ­ﺔ ﺍﻟﻼﺫﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻡ ﺑـــﻪ ﻣﺎﺗﻴﺲ ﻋﺎﻣـــﺮﺍ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻼﺫﻉ ﻟﺘﺮﻣﺐ ﻷﻧـــﻪ »ﻻ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻠﻔـــﺎﺀ ﺑﺎﺣﺘـــﺮﺍﻡ«، ﺃﻭ ﻷﻧﻪ »ﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴـــﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘـــﻮﻯ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﻴﻦ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴ­ﻴﻦ«. ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺎﺗﻴـــﺲ ﻟﺘﺮﺍﻣﺐ: »ﻟﺪﻳﻚ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼـــﻮﻝ ﻋﻠـــﻰ ﻭﺯﻳﺮ ﺩﻓـــﺎﻉ ﺗﺘﻔﻖ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﻧﻈﺮه ﻣﻊ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﻧﻈﺮﻙ«.

ﻧﻈـــﺮﺍ ﻟﻠﻤﺒـــﺮﺭﺍ­ﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳـــﺎﻗﻬﺎ ﻣﺎﺗﻴـــﺲ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ، ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻟﻴﺘﺨﻴـــﻞ ﺃﻥ ﺍﺳـــﺘﻘﺎﻟﺘ­ﻪ ﻗـــﺪ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـــﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺃﻛﺜـــﺮ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﺒﺆ ﺑﻬـــﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗـــﻞ. ﻭﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴـــﺎﺅﻝ ﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧـــﺖ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﺘﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺣﻠﻒ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻷﻃﻠﺴـــﻲ ﻛﻤـــﺎ ﺍﻗﺘـــﺮﺡ ﺗﺮﻣﺐ، ﺃﻭ ﺗﻘـــﻒ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒـــﻪ ﻛﻤﺎ ﻭﻋـــﺪ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴـــﺆﻭﻟ­ﻴﻦ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺗﻪ، ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺭﺳـــﺎﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ. ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬه ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﻮﺿﻊ ﺗﺮﺣﻴـــﺐ، ﺑﻞ ﻭﻗﺪ ﺗﻜـــﻮﻥ ﺧﻄﻴﺮﺓ، ﻭﻟﻜﻦ ﺳـــﻴﻌﻠﻢ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺃﻳﻦ ﻳﻘﻔﻮﻥ. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺳـــﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻄﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﻘﻄﻊ ــ ﺑﻞ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ. ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ، ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﻣﺤﺎﺩﺛﺔ ﻫﺎﺗﻔﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﺭﺟـــﺐ ﻃﻴﺐ ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ، ﻛﺘﺐ ﺗﺮﻣﺐ ﻋﻠـــﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺗﻮﻳﺘﺮ: »ﻟﻘﺪ ﻫﺰﻣﻨﺎ ﺩﺍﻋﺶ ﻓﻲ ﺳـــﻮﺭﻳﺎ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴـــﺒﺐ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻼﻝ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺗﺮﻣﺐ«. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺗﻐﺮﻳﺪﺓ ﺃﺧﺮﻯ: »ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺳـــﻮﺭﻳﺎ ﻭﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻏﻴﺮ ﺳـــﻌﺪﺍﺀ... ﻷﻧﻬﻢ ﺍﻵﻥ ﺳﻴﻀﻄﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺩﺍﻋﺶ ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﺮﻫﻮﻧﻬﻢ، ﺩﻭﻥ ﻣﺴـــﺎﻋﺪﺗﻨ­ﺎ«. ﺛﻢ ﻓﻲ

ﺃُﺭ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻳﻨﺎﻳﺮ، ِﺳﻞ ﻣﺴﺘﺸـــﺎﺭ ﺟﻮﻥ ﺑﻮﻟﺘﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻟﺒﺚ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺲ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ــ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ــ ﺑﺸﺄﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﺮﻣﺐ. ﻭﺗﺨﺸـــﻰ ﻫﺬه ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﺢ ﺍﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻟﺘﻨﻈﻴـــﻢ ﺩﺍﻋﺶ ﺑﺎﻟﺒﻘـــﺎﺀ ﺑﻞ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻓـــﻲ، ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳـــﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺟـــﺰﺀﺍ ﺃﺻﻴﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺿﺪ ﺩﺍﻋﺶ ﻣﻜﺸـــﻮﻓﺔ ﻟﻠﻬﺠﻤـــﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، ﻭﻳﺴـــﻤﺢ ﻹﻳﺮﺍﻥ ﺑﺎﻟﺘﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺘﻘـــﺪﻡ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ. ﻭﻫﻲ ﻣﺨﺎﻭﻑ ﻣﺸـــﺮﻭﻋﺔ ــ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻋﻦ ﺇﻋﻼﻥ ﺗﺮﻣﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺸﺄﻥ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺃﻣﺮﺍ ﺣﺘﻤﻴﺎ.

ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺴـــﻬﻮ ﺃﻭ ﺧﻄﺄ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﺃﻭ ﺳﻮﺀ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺗﺮﻣـــﺐ. ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻏﻴﺮ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﻣﻀﻠﻠﺔ. ﺇﻥ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻳﻌﻜﺲ ﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠـــﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ. ﻭﻋﻨﺪ ﻫـــﺬه ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ، ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـــﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴـــ­ﺔ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻣـــﻦ ﻳﺼﻨﻌﻬﺎ. ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴـــﺘﻐﺮ­ﺏ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻨﺠﺮﻓﺎ ﺑﻼ ﺩﻓﺔ.

ﻓﻲ ﺍﻟﺸـــﻬﺮ ﺍﻟﻤﻘﺒﻞ، ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻋﻤﺪﺍﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳ­ﻴﺔ ﻟﺤﻀﻮﺭ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ. ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﺴـــﻨﻴﻦ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻵﻥ ﻳﻐﻄﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﻣﺠﺘﻤـــﻊ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﻃﻠﺴـــﻲ ﻳﻈﻞ ﻳﺸـــﻜﻞ ﺟﻮﻫﺮه. ﻭﻋﻠﻰ ﻫـــﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻳﻤﺜﻞ ﻓﺮﺻﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ.

ﻓﻲ ﺍﻟﻌـــﺎﻡ ﺍﻟﻔﺎﺋﺖ، ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ ﺍﻷﻣﻨـــﻲ ﻋﻨﻮﺍﻥ »ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ ــ ﺛﻢ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ« ﻛﻤﻮﺿـــﻮﻉ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻞ. ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ، ﻳﻨﺒﻐـــﻲ ﻟـــﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﺘـــﺎﺭ ﻣﻮﺿﻮﻉ »ﻫـــﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻱ ﺷـــﺨﺺ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ؟« ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﺑﻔﻨﺪﻕ ﺑﺎﻳﺮﻳﺸﺮ ﻫﻮﻑ ﻓﻲ ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ »ﺃﺟﻞ«. ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﻳﺤﺘﻠﻮﻥ ﻗﻤﺮﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ.

اﻟﻴﻮم ﺑﺎت ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻘﻮل أن ﺗﻄﺮح أوروﺑﺎ ﻧﻔﺲ اﻟﺴﺆال اﻻﺳﺘﻨﻜﺎري اﻟﺬي ﻃﺮﺣﻪ وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ اﻷﺳﺒﻖ ﻫﻨﺮي ﻛﻴﺴﻨﺠﺮ »ﺑﻤﻦ اﺗﺼﻞ إذا أردت أن أﺗﺤﺪث ﻣﻊ أوروﺑﺎ؟«، ﻓﺘﻘﻮل »ﺑﻤﻦ اﺗﺼﻞ إذا أردت أن أﺗﺤﺪث ﻣﻊ أﻣﺮﻳﻜﺎ«

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman