ﻛﻄﺎﺋﺮ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﻄﺮ !! إﺻﺪار ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﻳﻮﻧﺲ اﻟﺒﻮﺳﻌﻴﺪي

ﺍﻟﺒﻮﺳﻌﻴﺪﻱ: ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻣﺘﺸﻌﺒﺔ ﻭﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻣﻌﻴﻦ، ﺃﻭ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺎ، ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﺒﻮﺳﻌﻴﺪﻱ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﻬﺬه ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ

ﻳﺴﺠﻞ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻌﻴﺪﻱ ﺣﻀﻮﺭه ﺍﻷﺩﺑــﻲ ﻣـﻦ ﺧــﻼﻝ ﺭﺅﻳــﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻣﺒﺘﻜﺮﺓ، ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺻﻠﺒﺔ، ﺃﺳﺴﺖ ﻟﻬﺎ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺃﺩﺑﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﺏ، ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺻﻨﻮﻑ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻭﺑﻌﺪ ﺭﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﻊ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﻛﺎﻥ ﻟﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ﻭﻓﺮﺓ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ، ﻓﺒﻌﺪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺻـــﺪﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺈﺻﺪﺍﺭ ﺷﻌﺮﻱ ﻧﻮﻋﻲ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻨﻮﺍﻥ »ﻛﻄﺎﺋﺮ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﻄﺮ«، ﻭﺍﻟـﺬﻱ ﺻﺪﺭ ﻣﺆﺧﺮﺍ؛ ﺿﻤﻦ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ، ﻭﺍﺣﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺑﺎﻷﺩﻳﺐ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ.

ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻌﻴﺪﻱ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺎﺋﺮه ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﻄﺮ ﻓﻲ ﺇﺻـﺪﺍﺭه ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻭﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﻳﺮ ﻓﻴﻪ، ﻣـﻊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ

Żّ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻭﺍﻷﺑﺠﺪﻳﺎﺕ: »ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻟﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺼﻮﺹ ﺗﻤﺖ ﺑﺼﻠﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻬﺎ، ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺯﻋﻢ ﺃﻧﻲ ﺃﻗﺪﻡ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻐﺎﻳﺮﺍ ﻭﻟﻮ

ُُ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﺎ ﻧﺜﺮﺕ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﻃﻴﺲ ﻭﺃﻭﺭﺍﻕ، ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻲ ﻻ ﺃﻣﻠﻚ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟُﺤﻜﻢ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﻗﺪ.

ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﻓﻔﻲ ﻫﺬه ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﺴﻠﺴﻠﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺭﺗﻢ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤِﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﺟﺪﺍ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮﻙ

ُْ ُّ ﺍﻟﺤْﺪﺱ، ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺭﺳﻤﺘﻬﺎ ﺑﻄﻼﻗﺔ ﺑﺼﺮﻳﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﻟﺤﻨﻲ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻵﺧﺮ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ ﺗﻤﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺣﻤﻠﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻣﻴﻊ ﺳﺎﺑﻘﺔ، ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺁﺧﺎه ﻭﺟﺪﺍﻧﻲ، ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ

ُُ ﺃﻭ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ، ﺭﺁه ﻧﻈﺮﻱ ﺃﻭ ﻗﺮﺍﺀﺗﻲ ﺃﻭ ﺳﻤﻌﻲ، ﻓﻤﺜﻼ ﺍﻟﺘﻘﻂ ﺣْﺪﺳﻲ )ﻭﺍﻟﺤْﺪﺱ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻭﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ( ﺍﻟﺘَﻘَﻂ ﺣْﺪﺳﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ

ُُ ﺍﻟﻤﺘﻨﻌﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺘﺮﻑ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑـﺎ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ

ُُ ﺍﻟـﻬـﺎﺭﺏ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺭ ﺍﻟـﺤـﺮﻭﺏ ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ، ﻭﺍﻹﻧــﺴــﺎﻥ ﺍﻟـﻌـﻤـﺎﻧـﻲ، ﻭﺍﻹﻧــﺴــﺎﻥ ﺍﻟــﻘــﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﻣﺜﺎﻻ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ، ﺍﺯﺩﺣﻤﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎِﺓ ﺍﻷﺧــﺮﻯ، ُﻣﻐّﺴﻞ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ، ﻭﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﻔﺎﺓ ﺍﻟﻌﺒﺮﻳﻴﻦ ، ﻭﻗﺒﻮﺭ ﺍﻟﺒﺪﻭ ﻓﻲ ﻣﻨﺢ، .. ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻤﺎ ﺿﺠﺠﺖ ﻭﺿﺠﻮﺍ ﺑﻲ ﻓﺎﺳﺘﻮﻃﻨﺎ ﺍﻟُﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﻄﺮ. ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺃﺭﺍه ﺃﻧﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻟﻪ ﻫﻨﺎ، ﻓﺈﻥ ﺻﻮﺗﻲ ﻫﻨﺎ ﻣﻜﺘﻮﻡ ﻏﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﻯ ﺍﻟﻤﺘﻼﺷﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟُُﻪ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻋﻦ )ﻛﻄﺎﺋٍﺮ ﻳﺤﻠُﻢ ﺑﺎﻟﻤﻄﺮ(«. ﺳﻴﺮﺓ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ

ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺳﻴﺮﺓ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻼﻗﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ، ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺒﻮﺡ ﺍﻟﺒﻮﺳﻌﻴﺪﻱ ﺑﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﻭﻣـﻼﻣـﺢ ﺍﻟﻨﻀﺞ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻴﻘﻮﻝ: »ﺃﻇﻨﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﻟﻢ ﺃﺻﻞ ﻟﻤﻼﻣﺢ ﺍﻟﻨﻀﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﻟـﻢ ﺃﺻـﻞ ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺗﺠﺮﺑﺔ، ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺎ ﺃﺯﺍﻝ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ، ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺗﻤﻈﻬﺮﺍ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺿﻊ، ﺭﺑﻤﺎ ﻗﻄﻌﺖ ﺧﻄﻮﺗﻴﻦ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﻗﺪﻣﻴﻦ، ﻟﻜﻨﻲ ﻣـﺎ ﺃﺯﺍﻝ ﺃﻧﻈﺮ ﻟﻠﻐِﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺼﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻳﺴﺘﻄﻴُﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﺃﻥ

żً ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﺃﻗﻒ ﻣﺘﻨﻔﺴﺎ ﺍﻟﺼﻌﺪﺍﺀ«.

ﻭﻳﺒﻴﻦ » ﺳﻴﺮﺓ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺳﻴﺮﺓ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻋﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ، ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻣﻨﻴﺎﺗﻲ ﻣـﻊ ﻭﻣــﻦ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻟﻜﻨﻲ ﻻ ﺃﻋـــﺮﻑ ﺃﻳــﻦ ﻫﻮ ﺇﺑﺮﻳﻖ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺑﺎ ﻷﻓﺮﻛﻪ ﻓﻴﺨﺮﺝ ﻟﻲ ﺍﻟﻌﻔﺮﻳﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﺩ ﻟﻲ ﺍﻟﺠﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ، ﻭﺃﻧـﺘـﺞ ﺍﻟـﻔـﺮﻙ ﺳــﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ، ﻫﻲ: )ﻗﺮﻳﺐ ﻛﺄﻧﻪ ﺍﻟُﺤﺐ( ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺿﺨﺨﺖ ﺯﺧﺎﺕ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻌﺎﺷﻖ ﺍﻟﻌﺬﺭﻱ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ )ﻫﺎﺟﺲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻳﺎ( ﺍﻧﻔﺠﺮﺕ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺮﻛﻪ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺄﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ )ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺍﻟﺮﻳﺢ( ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺳﺪﻳﻢ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ، ﺑﺈﻳﻘﺎﻉ ﺻﺎﺭﺥ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ، ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ )ﻛﺎﻟﻠﺒﺎﻥ ﻣﺤﺘﺮﻗﺎ ﺃﻏﻨﻲ( ﻭﺳـﺎﺭﺕ ﻛﺄﺧﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ، ﻣﻊ ﺍﻻﻧﺠﺬﺍﺏ ﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟُﺤﺐ ﺍﻷﻭﻝ، ﺛﻢ )ﻣﺎﻳﺴﺘﺮﻭ ﺍﻟـــﻮﺭِﺩ ﻭﺍﻟـﺒـﺮﻕ( ﺍﻟــﺬﻱ ﺃﻣـﺴـﻚ ﻭﺃﻣﺴﻜﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻧﺠﺬﺍﺏ، ﻭﺫﻫﺐ ﻟﻸﻧﺪﻟﺲ ﻓﻲ ﺻﻮﺭِﺓ ﺍﻟﻌﺎﺷﻖ ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﺱ، ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ )ﻛﻄﺎﺋﺮ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﻄﺮ( ﺍﻟﺬﻱ

ًٍ ﺃﻇﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﺟﺮﺃﺓ ﺑﻄﺮﺡ ﻧﺼﻮﺹ ﻧﺜﺮﻳﺔ ﺑﺤﺘﺔ ﻓﻲ ﻧﺼﻔﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ، ﻭﺑﻤﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻛﺎﻓﺔ ، ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻮﻣﻀﺔ،

َﺮﻑِ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳُﻌ ﺑﺎﻟﻨﺘﻔِﺔ ﺍﻟِﺸﻌﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻣـﺖ ﺑﻪ ﺻﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ )ﻓﻴﺴﻔﺴﺎﺀ ﺍﻟﺒﺮﺯﺥ( ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺪﺛﻜﻢ ﻋﻨﻪ

ﻭﺃﻧﺘﺞ ﺍﻟﻔﺮﻙ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﺛﻨﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎﺕ، ﺗﻨﻤﻮﺍﻥ ﻫﻤﺎ: ) ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﻼ ﻋﻤﺪ ( ﻭ) ﻓﻴﺴﻔﺴﺎﺀ ﺍﻟﺒﺮﺯﺥ( ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﻣﻠﻴﺌﺎﺕ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﻳﺐ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﻔﻀﻞ ﻭﺗﺴﻤﻲ ﻫﺬه ﺍﻷﺷـﻮﺍﻁ ﺗﺠﺮﺑﺔ، ﻓﺈﻧﻲ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻃﺒﻖ ﺃﻭ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﻗﺪﻣﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ، ﺃﻧﺎ ﺃﻧﻬﻴﺖ ﻣﻬﻤﺘﻲ ﺑﺎﻟﺰﻓﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﻬﻴﻖ ﻓﻲ ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻷﺷﻮﺍﻁ، ﻭﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﺑﻌﺪﻫﺎ«. ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ

ﻭﺃﻛﺪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻌﻴﺪﻱ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭه ﺃﻥ: »ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻣﺘﺸﻌﺒﺔ ﻭﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻣﻌﻴﻦ، ﺃﻭ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺎ، ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﺒﻮﺳﻌﻴﺪﻱ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﻬﺬه ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺇﻻ ﺃﻧـﻪ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺣﺼﺮﻫﺎ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﺪه ﻓﻴﻬﺎ، ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ.

ﻭﻧﻮه ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺒﻮﺳﻌﻴﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ: »ﻳﺤﺼﺮ ﺗﻮﺍﺟﺪه ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻓﻘﻂ، ﺃﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴُﻊ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ، ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻧﻜﺸﻔﺖ ﻟﻠﺒﺼﺮ ﻭﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ، ﺃﻧﻬﺎ »ﺳﺎﺣﺔ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ« ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻭﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﺑﻌﺪ، ﻟﻴﺲ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ، ﺑﻞ ﻷﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻗﻮﻗﻌﺔ )ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﻮﻫﻤﻴﺔ( .. ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺳﻼﻡ ﺍﻟُﺠﻤﺤﻲ »ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﻠﻞ ﺷﻌﺮ ﻗﺮﻳﺶ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻧﺎﺛﺮﺓ، ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺎﺭﺑﻮﺍ، ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻠﻞ ِﺷﻌﺮ ُﻋﻤﺎﻥ« ﻣﻊ ﺃﻧﻲ ﻻ ﺃﻭﺍﻓـﻖ ﺍﺑﻦ ﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ.

ﻭﺫﻛــﺮ ﺃﻥ »ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﻫــﺬه ﻫﻲ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﺳﺘﻘﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ﻟﻠﻐﻴﺮ، ﺃﻧﺎ ﺃﻓﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﻮﺗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻭﺍﻟﺘﻼﻗﺢ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺃﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃْﻥ ﻳﻈّﻞ ﺍﻟﺸﺎﻋُﺮ ﺍﻟُﻌﻤﺎﻧﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻮﻋﺐ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﺴﻴﻎ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﺘﻪ، ﻭﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺻﻮﺗﻪ ﻭﺃﻏﺎﻧﻴﻪ ﻓﺬﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺘﻌﺠﺐ ﺣﻴﻦ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺳﺆﺍﻟﻚ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺪﻧﻲ ﻓﻴﻬﺎ، ﺃﻭ ﻫﻞ ﻫﻲ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺃﻡ ﻻ، ﻓﺎﻟﺸﻌﺮ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﻈﻞ ﺩﺍﺋـﻤـﺎ ﻣـﻌـﻮﻻ ﻋﻠﻰ ﺻــﻮِﺕ ﻏﻴﺮﻙ ﻭﺗﺤﺴﺒُُﻪ ﺻﻮﺗﻚ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻚ ﺷﺎﻋﺮ ﻭﺃﻧﺎ ﺗﻌﺒﺖ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻪ ﺃﻭ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺃﻧﻪ ﻫﻤﻬﻤﺎﺕ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻘﻂ«.

»ﺍﻟﺠﺎﺋﺰﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ«، ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ، ﻭﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻌﻴﺪﻱ ﺭﺅﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﺭ

ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺰﻫﺪ ﻭﺗﺠﺤﻒ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻘﻠﺔ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ »ﻣﺎﺩﻳﺎ ﻭﻣﻌﻨﻮﻳﺎ«، ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﺒﻮﺳﻌﻴﺪﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ: »ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﻮﺿﺢ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﺗﻔﻖ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﺯ ﺑﺎﻟﺠﺎﺋﺰﺓ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻷﻓﻀﻞ، ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺪﻫﻲ ﺃﻇﻨﻪ ﻗﺪ ﺷﺒَﻊ ﻧﻘﺎﺷﺎ، ﺍﻟﺠﻮﺍﺋﺰ ﻣﺤﻔﺰﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻮﻳﺪ ﺍﻟﺼﻨﻊ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، ﻭﻓـﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻷﺩﺏ ﻫﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺤﻔﺰﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻮﻳﺪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺃﻭ ﺍﺩﺧﺎﺭ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﻟﻌﺮﺿﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ، ﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﺎﻥ ﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﺟﻮﺍﺋﺰﻧﺎ، ﻭﻗﺪ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺿـﺮﻭﺭﺓ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺻﻴﻐﺔ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ ﻭﺗﻮﺳﻴﻌﻪ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺳﻨﺔ ﻋﻤﺎﻧﻴﺎ، ﻭﺳﻨﺔ ﻋﺮﺑﻴﺎ، ﻓﻬﺬﺍ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺫﺧﻴﺮﺓ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻟﻌﻤﺎﻥ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻟﺠﺎﺋﺰﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻗﺎﺑﻮﺱ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ، ﻭﻟﻠﺬﺍﻛﺮﺓ ﺩﻟﻴﻠﻬﺎ؛ ﻓﻤﺜﻼ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻣﻨﺬ ﻣﺪٍﺓ ﻟﻢ ﻳﻨّﺸﻄﻮﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻧﻈﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﺠﺎﺋﺰﺓ ﺃﺛﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻣﺎ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻮﺍﺋﺰ ﺗﺤﺮﻙ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ

ّﻗﻴﻤﺘِﻬﺎ؛ ﻭﺍﻟِﺸﻌﺮﻳﺔ ﺑﻐّﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻓﻤﻊ ﺃﻫﻤﻴّﺔ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻫﻢ ﻫﻮ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ، ﻓﻘﻠﻴﻞ ﺩﺍﺋٌﻢ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻘِﻄﻊ«.

ﻭﺍﻟﻤﺘﺘﺒﻊ ﻟﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻌﻴﺪﻱ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺛﻤﺔ ﻗﺮﺍﺀﺍﺕ ﺃﺩﺑﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻓـﻲ ﺃﺩﺑـﻴـﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ، ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﺍﻟﺒﻮﺳﻌﻴﺪﻱ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺣﻮﻝ ﻫﺬه ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ، ﻭﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻧﻲ ﻭﻣﺪﻯ ﺗﺄﺛﺮه ﺷﻌﺮﻳﺎ ﺑﻬﺎ ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ »ﺟﺪﺍه ﻭﺿﻌﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺷﺎﻋﺮﺍ، ﺟـﺪه ﻷﺑﻴﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ ﺣﻔﻈﻨﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻭﻧﺸﺄﺕ ﻭﺟــﺪﻱ ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻧﻲ ﻳﻤﻸ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻷﺩﺑـﻴـﺔ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻪ. ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻧﻲ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ، ﻓﻘﺪ ﺃﺧــﺬِﺕ ﺍﻟﻤﻨﺤﻰ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﻣﻊ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺟﻴﻠﻪ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺑﺪﺃ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ

ًِ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺻﻮﺗﺎ ﻭﺻﻮﺭﺓ ﻭﻗﻴﻤﺔ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺎﺕ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ، ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﺘﻮﻓﺮ ﺍﻟﺪﻭﺍﻭﻳﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ﻭﺍﻃﻼﻋﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺃﻧﻲ ﺃﺫﻛُﺮ ﺃﻧﻪ ﺑﺪﺃ ﻳﻄﺎﻟﻊ ِﺷﻌﺮ ﻧﺰﺍﺭ ﻗﺒﺎﻧﻲ، ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ُﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻧﻲ ﻻ ﺗﺴﻌُﻪ ﻫﺬه ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ، ﻭﺑﺎﻟﻤﺨﺘﺼﺮ ﻟﻴﺘﻪ ﺗﺠّﺮﺃ ﺷﺎﻋﺮﺍ ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺮﺃ ﻗﺎﺿﻴﺎ ﻭﻓﻘﻴﻬﺎ«.

ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬه ﻫﻲ ﻓﻬﻢ ﺍﻟِﺸﻌﺮ ﻭﺍﺳﺘﻘﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ﻟﻠﻐﻴﺮ، ﺃﻧﺎ ﺃﻓﻬُﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺗﻌﻠُﻢ ﺍﻟﻨﻮﺗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻣﻦ

ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ