ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻮﻗﺎّﺋﻲ ﻋﻼﺝ

»ﻋـــﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑـــﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ، ﻋﻦ ﺭﺳـــﻮﻝ ﺍﻟﻠـــﻪ ﺻﻠـــﻰ ﺍﻟﻠـــﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـــﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻟـــﻜﻞ ﺩﺍﺀ ﺩﻭﺍﺀ، ﻓـــﺈﺫﺍ ﺃﺻﻴﺐ ﺩﻭﺍﺀ ﺍﻟﺪﺍﺀ، ﺑﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ«

ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﺣﺪ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺳﺎﺕ ﻓﺘﻜﺎ ﻭﻫﻮ ﻓﻴﺮﻭﺱ ﻛﻮﻓﻴﺪ91 ﺍﻟــﺬﻱ ﺗـﺠـﺎﻭﺯﺕ ﺍﺻﺎﺑﺎﺗﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ 180 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﺼﺎﺏ ، ﻭﻫﻮ ﻭﺑﺎﺀ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﺳﻮﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻟﻜﻦ ﺁﺛﺎﺭه ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺟﺎﺛﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻧﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ، ﻓﻠﻄﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﺄﻥ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻭﻗﺎﻳﺔ ﻣﻨﻪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻄﻌﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻜﻮﻣﺘﻨﺎ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪﺓ ﺃﻓﻀﻠﻬﺎ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻭﺃﺟﻮﺩﻫﺎ ﺻﻨﺎﻋﺔ ، ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺘﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﺍﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ ، ﻓﺎﻗﺒﻞ ﻣﻦ ﺃﻗﺒﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﺣﺠﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ .

ﻟﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻻﺻﺤﺎﺀ ﻣﺎ ﺍﻭﻻﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻟﺤﻤﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ، ﻭﻷﻧﺰﻟﻮﺍ ﻟﻠﺤﻤﺪ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﻟﻤﺎ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻓـﻮﺍﻫـﻬـﻢ ﻋـﻦ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻟﻠﻤﻮﻟﻰ ﻋـﺰﻭﺟـﻞ ، ﻭﻟﻮﻗﻔﻮﺍ ﻃﻮﻳﻼ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺷﺎﻛﺮﻳﻦ ﻹﺣﺴﺎﻧﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ، ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺳﻨﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﺎﻓﻼً ﻋﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﺃﻧﻌﻤﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻳﺎه ، ًﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻗﺪﺭﻫﺎ ﺍﻻ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﻓﻘﺪﻫﺎ .

ﺍﻧـﺎ ﻻ ﺍﻋﺠﺐ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻧـﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻠﻘﺎﺡ ﻭﻳﻌﻘﺪ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ ﻓﻲ ﻫﺬه ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻷﺧﺬ ﺍﻟﺠﺮﻋﺔ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺷﺪ ﻣﺎ ﺍﻋﺠﺐ ﻟﻤﻦ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﺜﺒﻴﻄﻪ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻮﺟﻴﻬﻪ ﻭﺩﻋﻮﺗﻪ ﻟﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻠﻘﺎﺡ ، ﺑﻞ ﻭﻳﺪﻋﻮه ﻟﻌﺪﻡ ﺍﺧﺬ ﺟﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺜﺒﻂ ﻫﻮ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﻓﻲ ﻫﺬه ﺍﻟﺠﺮﻋﺔ ﻭﻗﺎﻳﺔ ﻟﻤﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻤﻨﻌﻪ ﻭﻭﻗﺎﻳﺔ ﻷﺳﺮﺗﻪ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻳﻀﺎ ﻗﺪ ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻟﻤﻦ ﺍﻗﻨﻌﻪ ﺑﻌﺪﻡ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻠﻘﺎﺡ ﻭﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺧﻄﺮ ، ﻭﻣﻜﻤﻦ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻣـﺮ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻨﺸﺮه ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺧﺎﻃﺌﺔ

ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻵﺛﺎﺭﻫﺎ ﺣـﺪﻭﺙ ﻣـﺂٍﺱ -ﻻ ﺳﻤﺢ ﺍﻟﻠﻪ- ﻋﺒﺮ ﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻷﺳﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻭﺑﺎﺀ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ﺍﻟﻤﻘﻴﺖ.

ﻗﺪ ﺍﺗﻔﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻗﺪ ﻳﺤﺠﻤﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﺧﺬ ﺟﺮﻋﺔ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ، ﻭﻟﻜﻨﻲ ﻻ ﺍﻓﻬﻢ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺧﻄﺮ ﺍﺧـﺬ ﺟﺮﻋﺔ ﺍﻟﻠﻘﺎﺡ ﻭﺗﺜﺒﻴﻂ ﻋـﺰﻡ ﺍﻵﺧـﺮﻳـﻦ ﻭﻋــﺪﻡ ﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﺧﺬ ﺍﻟﻄﻌﻮﻣﺎﺕ ، ﻭﻗﻮﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﺿــﺮﺍﺭﺍ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻣـﺎ ﺷﺎﺑﻪ ، ﻣﻠﻘﻴﺎ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻟﻼﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻠﻘﺎﺡ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮه ، ﺇﻥ ﺍﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﻫﺆﻻﺀ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻗﻞ ﺩﺭﺍﻳﺔ ﻭﺃﻗﻞ ﻋﻠﻤﺎً ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ ، ﺑﻞ ﻭﺃﻗﻞ ﺍﻃﻼﻋﺎ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻨﻪ ، ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻢ ﻧﺎﻗﻠﻮﻥ ﻟﻤﺎ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ، ﺃﻭ ﻳﺘﺼﻔﺤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﺎﻟﺔ ﺑﺒﻌﺾ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.

ﺍﻟﺘﺜﺒﻴﻂ ﻣﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻷﻣــﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻔﺘﻚ ﺑﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﺣﺘﻰ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺄﺛﺮﻭﻥ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ، ﻭﺍﻟﻤﺜﺒﻄﻮﻥ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺎﻥ » ﻟﻜﻞ ﺩﺍﺀ ﺩﻭﺍﺀ« ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺷﻜﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻻﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﻻﺧﺬ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎﺏ.

ﺃﻣﻨﻴﺔ ، ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻷﺧﺬ ﺟﺮﻋﺔ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻓﻴﺮﻭﺱ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ﻛﻮﻓﻴﺪ 91، ﻭﺃﻥ ﻳﺒﺎﺩﺭﻭﺍ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺑﺎﺀ ، ﺃﻭ ﻣﻌﻠﻤﻴﻦ ، ﺃﻭ ﻣﻮﻇﻔﻴﻦ،ﺃﻭ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺑﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ، ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ، ﻟﻜﻲ ﻧﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻟﻤﺴﺘﻮﻯ 60 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻣـﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻣﻤﻦ ﺷﻤﻠﻬﻢ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺑﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﻧﺤﻦ ﺑﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ، ﻭﺍﻟﻨﺼﺤﻴﺔ ﺃﺣﺒﺘﻲ ﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﺍﻟﻤﻨﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﻑ ﻟﻼﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ، ﻭﺇﺷﺎﻋﺔ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻮﺩ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻬﺪﻫﺎ ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﺗﻨﻘﻞ ﻓﻲ ﺃﻣﻦ ﺻﺤﻲ ﻭﻋﺎﻓﻴﺔ.