ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ

»ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﺗﻤﻴﺰ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺍﻷﺧـــﺮﻯ، ﻓﻬﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺪﺍﻣﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ«

ﻳﻮﻛﺪ ﺍﻟﻤﺤﻠﻠﻮﻥ ﻭﺍﻻﻗـﺘـﺼـﺎﺩﻳـﻮﻥ ﺑﺄﻥ »ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻷﺯﺭﻕ« ﺍﺿﺤﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﻪ ﻟﻠﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟـﺒـﺤـﺎﺭ ، ﻓﻬﻮ ﻳﻬﺪﻑ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺩﻋﻢ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﻪ ﻷﺣﻮﺍﺽ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ، ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺗﻮﻓﻴﺮه ﻟﻠﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮﻫﺎ ، ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻲ ﻧﺒﺬ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺠﺎﺋﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .

ﺃﻧﺸﺄﺀ ﺭﺟﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻲ »ﻏﻮﻧﺘﺮ ﺑﺎﻭﻟﻲ« ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻓﻲ ﻋـﺎﻡ ٢١٠٢ﻡ ﻭﺍﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺼﻄﻠﺢ »ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻷﺯﺭﻕ« ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﺪﻑ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﺿﻊ ﺃﺳﺲ ﻟﺼﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ، ﻭﺍﺳـﺘـﺪﺍﻣـﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎﻑ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺤﺎﺭ، ﻭﺗﻢ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻡ. »ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ: ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺳﺒﻞ ﺍﻟﻌﻴﺶ« ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ١٢٠٢ﻡ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺘﻔﻞ ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺎﺩﻑ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ ﻳﻮﻧﻴﻮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺭﻗﻢ ٤١ ﻣﻦ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺮﺗﻪ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺴﺘﺪﺍﻡ .ﺣﻴﺚ ﺃﻥ »ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻷﺯﺭﻕ« ﺑﻔﻜﺮﺗﻪ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟــﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻢ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﻟﻸﻣﻦ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ ﺑــﺈﺩﺍﺭﺓ ﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻛـﺘـﺸـﺎﻑ ﺍﻟــﺜــﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓـﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ، ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻐﻞ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻑ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ، ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺰﺭﺍﻉ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﻟﻸﺳﻤﺎﻙ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺭ، ﻭﻟﻠﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟـﻤـﻮﺍﺭﺩ . ﻭ«ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻷﺯﺭﻕ« ﻳﺘﻤﺤﻮﺭ ﺣﻮﻝ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻟﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﺎ ، ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟـﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻣـﻮﺍﺭﺩﻫـﺎ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻭﺻﻮﻧﻬﺎ ، ﺣﻴﺚ ﺍﻥ »ﺍﻻﻗـﺘـﺼـﺎﺩ ﺍﻷﺯﺭﻕ« ﺑﻤﻔﻬﻮﻣﻪ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻲ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻫﺬه ﺍﻟـﻤـﻮﺍﺭﺩ ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻷﻣﺜﻞ ، ﻛـﻮﻥ ﻫﺬه ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﻭﺍﻻﻧــﻬــﺎﺭ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺛــﺮﻭﺍﺕ ﻣﺎﺋﻴﺔ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻧﻬﺎ ﺑﻮﺍﺑﺎﺕ ﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻭﺍﻟﺴﻠﻊ ، ﻭ«ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻻﺯﺭﻕ« ﻳﺪﻋﻢ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﻫـﺬه ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻭﻳﺪﻋﻢ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺑﻌﻴﺪه ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺿﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍً ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﺳﺘﻨﺰﺍﻓﺎً ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ. ﻟﻘﺪ ﻛــﺎﻥ ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺻﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﻣـﺎ ﻳـﺰﻳـﺪ ﻋـﻦ ﻋـﺸـﺮﻭﻥ ﻣﺤﻤﻴﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﻣﺤﻤﻴﺔ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻼﺣﻒ، ﻭﺍﻟﺤﻴﺘﺎﻥ، ﻭﺍﻟﺪﻻﻓﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻷﺧــﺮﻯ، ﻫـﺬﺍ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺎﺏ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﻮﻳﻖ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬه ﻋﺎﻡ ٨١٠٢ﻡ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻲ ﻭﺍﺣــﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟــﻤــﺰﺍﺭﻉ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﺮﺟﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ، ﻓﺎﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﺗﻤﺘﺎﺯ ﺑﺘﻌﺪﺩ ﺑﻴﺌﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ ﻭﻫــﻲ ﻣﺤﻄﺔ ﻭﻣﻮﻗﻊ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻹﻧﺘﺎﺝ ﻣﺼﺎﺋﺪ ﺃﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ، ﻭﺗﺸﻴﺮ ﺍﻻﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﺰﺭﺍﻉ ﺍﻟﺴﻤﻜﻲ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﻉ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﻧﻤﻮﺍ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﺍﻻﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﻧﺤﻮ ٥٣٪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺍﻟﺨﺎﻡ ﺳﻮﻑ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺑﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ٥٢٠٢ﻡ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﻓﺮﺓ ﻣﺘﻨﺎﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻟﻬﺎ ﺍﻃﻼﻟﻪ ﺑﺤﺮﻳﺔ.

ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪ ﺛﺎﻟﺚ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺤﻴﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﺠﻤﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺘﺪ ﻣﻨﻪ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺑﺤﺮ ﻋﻤﺎﻥ ﻣﻮﺭﺩ ﺭﺯﻕ ﻭﻓﻴﺮ ﻷﻫﻞ ﻋﻤﺎﻥ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻓﺄﻣﺪﻫﺎ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻘﺐ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺨﻴﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ ﻭﺿﻔﺎﻓﻪ، ﻭﺭﺑــﻂ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﺘﻮﺍﺻﻠﻮﺍ ﺣﻀﺎﺭﻳﺎ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ﻭﻓﻜﺮﻳﺎ ﻭﺗﺠﺎﺭﻳﺎ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻭﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺷﺮﻗﺎً ﻭﻏـﺮﺑـﺎ ، ﻓﻌﻘﺪﻭﺍ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺭﺍﺳﺨﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻭﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﺟﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﺨﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧــﺮ ﻭﺳﻘﻴﺎ ﻟـﻤـﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻭﺍﻻﻓــﻼﺝ ﻭﺍﻟﻮﺩﻳﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺨﺰﻭﻥ ﺍﻟﺠﻮﻓﻲ ﻟﻠﻤﻴﺎه ﺍﻟﻌﺬﺑﻪ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﺨﻞ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻮﻓﺮﺓ ﻣﺨﺰﻭﻧﻪ ﺍﻟﺴﻤﻜﻲ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﺳﻮﺍﺀ ﻟﻌﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻜﻦ ﺗﻤﻴﺰ ﻋﻤﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﻠﻴﺎً ﻭﻭﺍﺿﺤﺎ ﻋﺒﺮ ﺳﻮﺍﺣﻞ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﻟــ٥٦١٣ ﻛﻢ ﺫﺍﺕ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺧﻼﺑﺔ ، ﺳﻮﺍﺀ ﺧﻠﺠﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻭ ﺳﻮﺍﺣﻠﻬﺎ ، ﺃﻭ ﺷﻌﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺟﺎﻧﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺑﺘﻮﺍﺟﺪ ﺍﻟﺴﻼﺣﻒ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ ، ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺘﻔﺮﺩﺓ ، ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮﺓ، ﻭﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻤﺮ ﻧﺼﻒ ﺳﻔﻦ ﺍﻟﺤﺎﻭﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺛﻠﺚ ﻧﺎﻗﻼﺕ ﺍﻟﻨﻔﻂ ، ﻭﺃﺟﻤﺎﻟﻲ ﻣﺎ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﻟﻚ ﺳﻨﻮﻳﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﻦ ﺳﻨﻮﻳﺎ ﻭﻫﻮ ﺭﻗﻢ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺰﻳﺎﺩﺓ ، ﻭﻳـﻘـﺪﺭ ﺍﻟـﺼـﻨـﺪﻭﻕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ 24 ﺗﺮﻳﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ، ﻣﻊ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﺳﻨﻮﻳﺔ 2.5 ﺗﺮﻳﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ، ﻟﺘﻌﺘﺒﺮ ﺳﺎﺑﻊ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﻋﺎﻟﻤﻲ ، ﻓـﺈﺫﺍ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﻤﺴﻄﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻭﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺷﻚ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﻠﺪﺧﻞ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ. ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﻟﻠﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺜﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﻟﺘﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻟﺒﻠﺪﺍﻧﻬﺎ ﻭﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ﻭﻟﺘﺤﻘﻖ ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺑﺘﺼﺪﻳﺮ ﺍﻟﻔﺎﺋﺾ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﻜﻲ ﻓﺘﻘﻴﻢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺯﺭﻗـﺎﺀ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻟﺘﺤﺴﻦ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﺿﻤﺎﻥ ﺻﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻭﺗﻨﻮﻋﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻲ . ﻭ«ﺍﻻﻗـﺘـﺼـﺎﺩ ﺍﻷﺯﺭﻕ« ﺑﻤﻔﻮﻫﻤﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺨﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣــﻦ ﺍﻷﻧـﺸـﻄـﺔ ﺍﻻﻗـﺘـﺼـﺎﺩﻳـﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟـﺸـﺄﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﻮﻓﺮ ﻋﺎﺋﺪ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻪ ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﺑﺎﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ، ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻧﺊ، ﻭﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ ، ﻣﻤﺎ ﻳﺤﻘﻖ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺅﻳﺔ ﻋﻤﺎﻥ ٠٤٠٢ ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻓـﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻣـﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻟﻤﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﻫﺬه ﺍﻟــﺪﻭﻝ ﺑﺮﻏﻢ ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻃﻼﻟﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺪ ﺳﻮﺍﺣﻠﻬﺎ ﺍﻵﻑ ﺍﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻠﺨﺒﺮﺍﺕ ﻓــﻲ ﻣـﺠـﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﻠﺤﺔ ﺑﺎﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﺳﺘﺪﺍﻣﺔ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ. ﺧﺘﺎﻣﺎً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺨﺘﺼﺮ ﻣﺎ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ ﺑﺠﻤﻠﺔ ﻧﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻫﻮ«ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻻﻣـﺜـﻞ ﻷﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣـﻦ ﺍﻟـﺜـﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻬﺎ«.