Al Shabiba

ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻟﺖ »ﺃﻡ ﻏﻴﺚ« ﻓﺼﺪﻗﻮﻫﺎ

-

ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ: »ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻟﺖ ﺣﺬﺍﻡ ﻓﺼﺪﻗﻮﻫﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺣﺬﺍﻡ« ﻭﺃﻧــﺎ ﺃﻗــﻮﻝ ﺍﻟـﻴـﻮﻡ: »ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻡ ﻏﻴﺚ ﻓﺼﺪﻗﻮﻫﺎ« ﻭﻫﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﺃﻡ ﻏﻴﺚ ﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻛﺘﺒﺖ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗـﻘـﻮﻝ: »ﺑﻌﺪ 11 ﺳﻨﺔ ﻣـﻦ ﺍﻵﻥ ﺩﻳــﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻜﻢ ﺗﺮﻭﺣﻮﻥ ﺗﺘﻌﺎﻟﺠﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺃﻱ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻣﺘﺨﺮﺝ ﺟـﺪﻳـﺪ.. ﻫﺎﺫﻳﻠﻪ ﻣﺐ ﺩﻛـﺎﺗـﺮﺓ.. ﻫﺎﺫﻳﻠﻪ ﻋﻴﺎﻟﻨﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﺳﻮﻳﻨﺎ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭﺣﻠﻴﻨﺎ ﻟﻬﻢ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﻭﺣﻀﺮﻧﺎ ﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ‪» . on line‬

ﻭﻫﻨﺎ ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﻭﻧﻘﻠﺖ ﻟﻜﻢ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺘﻪ »ﺃﻡ ﻏﻴﺚ« ﺣﺮﻓﻴﺎ ، ﻛﻤﺎ ﻟـﻢ ﺃﺟــﺰﻡ ﺇﺫﺍ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻫــﺬه ﺍﻟـﺘـﻐـﺮﻳـ­ﺪﺓ ﻷﻡ ﻏـﻴـﺚ ﻫـﺬه ﻧﻔﺴﻬﺎ ، ﺃﻡ ﺗﻨﺎﻗﻠﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﺃﺧﺮﻯ ﻷﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬه ﺍﻷﻳـﺎﻡ ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺯﻣﻦ »ﺍﻟﺴﻮﺷﻴﺎﻝ ﻣﻴﺪﻳﺎ« ﺃﻭ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﺧﺘﻠﻂ ﺍﻟﺤﺎﺑﻞ ﺑﺎﻟﻨﺎﺑﻞ ﻭﻟﻢ ﻧﻌﺪ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﻣــﺎﺫﺍ؟!.. ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺄﺧﺬ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﻭﻣـﻘـﻮﻻﺕ ﺍﻵﺧـﺮﻳـﻦ ﻭﻓـﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺴﺒﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﻳﻜﺘﺐ ﻛﻠﻤﺔ »ﻣﻨﻘﻮﻝ« ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻧـﻪ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣـﻴـﺎﻥ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﻱﺀ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻨﺺ ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻃﻮﻳﻼ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻦ ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﻘﻮﻻ .

ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻣـﺎ ﻳﻌﻨﻴﻨﺎ ﻣـﻦ ﻫــﺬﺍ ﺍﻷﻣــﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻐﺮﻳﺪﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﻭﻣــﺎ ﺗﺤﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﻣـﻌـﺎﻧـﻰ، ﻓﻬﻲ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻓــﻲ ﺃﺑﺴﻂ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺎﺀﻧﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺭﺑﻤﺎ - ﻻ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻠﻪ - ﻭﺑﺎﻻ ﻋﻠﻴﻨﺎ ، ﻓﺄﻧﺎ ﺗﻮﺟﻬﻨﺎ ﻟﻬﻢ ﺑﻌﺪ 11 ﺳﻨﺔ، ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺩﺭﺍﺳــﻲ ﻣﻌﻴﻦ ﻭﺣﺴﺒﺖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺳﻨﻪ ﻭﺳﻨﺔ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻭﻛﻢ ﻳﺘﺒﻘﻲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﺳـﺎﺳـﻲ ﺛﻢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﻭﺍﻟــﺘــﺨـ­ـﺮﺝ ﻭﻣــﻦ ﺛــﻢ ﺍﻟـﻌـﻤـﻞ، ﻭﺑﺤﺴﺐ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻫﺎ 11» ﺳﻨﺔ« ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺑﻦ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺣﺴﺎﺑﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ »ﺩﻛﺎﺗﺮﺓ« ﻭﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﺐ 7 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻟﻠﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺳﻨﺔ ﻟﻠﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩﻱ .

ﻭﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻟﻤﺎ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﺍﻟﺘﻐﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻧﻘﻠﺘﻬﺎ »ﺃﻡ ﻏﻴﺚ« ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﻣـﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﺃﻭ ﻧﻘﻠﺘﻪ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺎﺋﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ﻷﻧﻪ ﻭﺑﻜﻞ ﺃﺳﻒ ﻓﺈﻥ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺎﺀ ﺃﻭ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺗﺴﺎﻫﻠﻦ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺴﻬﻠﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﻭﻋﺒﺮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﺯﻭﻭﻭﻡ« ﺧﻼﻝ ﺃﺯﻣﺔ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ﺑﺎﻟﺤﻀﻮﺭ ﺑــﺪﻻ ﻣـﻦ ﺍﺑـﻨـﺎﺀﻫـﻢ ، ﻭﻗـﺎﻣـﻮﺍ ﺑﻌﻤﻞ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺑـﺪﻻ ﻣﻨﻬﻢ ، ﺑﻞ ﻭﻭﺻﻞ ﺑﺎﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﺑﺈﺟﺎﺑﺔ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﻢ )ﺃﻱ ﻋﻦ ﺍﺑﻨﺎﺀﻫﻢ( .. ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻧﻬﺎ »ﺷﻄﺎﺭﺓ« ﺃﻭ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺃﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺤﺼﻮﻝ ﺍﺑﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ، ﺃﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﺢ ﻟﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ.. ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻧﺴﻮﺍ ﺃﻭ ﺗﻨﺎﺳﻮﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻏﺶ ﻭﺧﺪﺍﻉ ﻭﺯﻳﻒ ﻭﺗﺰﻳﻴﻒ ﻭﺿﻞ ﻭﺿــﻼﻝ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺑﻔﻌﻠﺘﻬﻢ ﻫـﺬه ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻭﻳﺆﺻﻠﻮﻥ ﻭﻳﺤﻠﻠﻮﻥ ﻻﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﻛﻞ ﻫﺬه ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ.

ﻫﺆﻻﺀ.. ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﻧﺴﻮﺍ ﺃﻭ ﺗﻨﺎﺳﻮﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟـــﺎﺕ ﺃﻋـﻠـﻰ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺳﻴﻜﻮﻧﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺧـﺮﻭﺝ ﺟﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻌﻠﻢ ﻭﺟﺎﻫﻞ ، ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺣﻀﺮ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ، ﻭﻻ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ، ﻭﻻ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺟﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ.. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺼﻠﺔ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﺘﺮﺍﺑﻂ ﻭﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﻳﻔﻀﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺧﺮﻯ.

ﻗﺎﻟﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﺗﺤﻜﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﺰﻧﻴ­ﺔ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺫﻛﻲ ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﺫﻛﺎﺀﺍ ﻣﻦ ﺟﻴﻠﻨﺎ، ﻭﺃﻥ ﺍﺑﻨﻬﺎ - ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ- ﺃﺣﺮﺟﻬﺎ ﺑﺬﻛﺎﺋﻪ ﻭﺫﻟــﻚ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻗــﺎﻝ ﻟﻬﺎ: »ﻣﺎﻣﺎ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﻧﺖ ﺗﺠﻴﺒﻴﻦ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻲ .. ﺃﻟﺴﺖ ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﻗﻠﺖ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺶ ﺣﺮﺍﻡ« ﻭﺃﻛﻤﻠﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﺤﺮﺝ ﻭﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻛﻴﻒ ﺗﺠﻴﺒﻪ .. ﻭﻫﻨﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻬﺎ ﻭﻷﻣﺜﺎﻟﻬﺎ: ﻫﺬه ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺸﻚ .. ﻓﻜﻴﻒ ﺃﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺍﺑﻨﺎﺀﻧﺎ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﻧﻌﻮﺩ ﻟﻨﻨﺎﻗﺾ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻧﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺍﻟـﻌـﻜـﺲ ﻣــﻦ ﻏﺶ ﻭﺧــﺪﺍﻉ ﻭﺯﻳــﻒ.. ﻭﻛﻴﻒ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﻌﺮﻑ ﻭﺗﺪﺭﻙ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺫﻛﺎﺀ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ ﺗﻘﺘﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻷﻧﻬﺎ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺸﺠﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺬﺍﻛﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺠﺪ ﻭﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ، ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺘﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﻜﺴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺨﺎﺫﻝ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ .

ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺃﻭﺟﻪ ﺗﺤﻴﺔ ﺇﺟﻼﻝ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻣﻴﻦ ﺍﻷﻗﻮﻳﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﺗﻐﻠﺒﻬﻢ ﺷﻬﻮﺗﻬﻢ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟــﻰ ﺗﻔﻮﻕ ﺍﺑـﻨـﺎﺀﻫـﻢ ﻋـﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻐﺶ ﻭﺍﻟﺨﺪﺍﻉ ، ﻓﻠﻢ ﻳﻘﻮﻣﻮﺍ ﺑﺎﻟﺤﻀﻮﺭ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﺃﻭ ﻋﻤﻞ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻻ ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﻢ.. ﻭﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺿﻌﺎﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﻭﺗﺴﺎﻫﻠﻮﺍ ﻭﻧﺴﻮﺍ ﺃﻭ ﺗﻨﺎﺳﻮﺍ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺌﺔ ﻫﻜﺬﺍ، ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺧﺮﻭﻥ ﻣﺤﺎﻓﻈﻮﻥ ﻣﻠﺘﺰﻣﻮﻥ .. ﻭﻫــﺬه ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺎﻥ ﻓﺎﺧﺘﺮ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻭﻻﺑﻨﺎﺀﻙ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ.

ﻭﻧﻌﻮﺩ ﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ: »ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻟﺖ ﺣــﺬﺍﻡ ﻓﺼﺪﻗﻮﻫﺎ« ﻭﺗـﻌـﻮﺩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﺪﻋﻰ ﺣﺬﺍﻡ، ﻭﺑﺤﺴﺐ ﻣﻮﻗﻊ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ: »ﻫﻲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻟﺮﺟﻞ ﻳﺪﻋﻰ ﻟﺠﻴﻢ ﺑﻦ ﺻﻌﺐ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻭﺍﺋـﻞ، ﻭﻫﻲ ﺣـﺬﺍﻡ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺮﻳﺎﻥ ﺑﻦ ﺧﺴﺮ ﺑﻦ ﺗﻤﻴﻢ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ، ﻭﻛﺎﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﺠﻴﻢ ﻳﺜﻖ ﻓﻲ ﺣﺪﺳﻬﺎ ﻭﻗﻮﺓ ﺇﺩﺭﺍﻛﻬﺎ.

ﻭﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﻋـﺎﻃـﺲ ﺑــﻦ ﺍﻟــﺤــﻼﺝ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮﻱ ﻭﻗﻌﺖ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻗﻮﻣﻬﺎ ﻓﺘﻨﺔ، ﻓﺼﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﻮﻉ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌﺪﺩ، ﻭﺍﻗـﺘـﺘـﻠـ­ﻮﺍ، ﻓﻔﺮ ﻗﻮﻣﻬﺎ ﻫـﺎﺭﺑـﻴـﻦ ﻭﺭﺟـﻊ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺴﻜﺮه، ﻓﺴﺎﺭ ﻗﻮﻡ ﺣﺬﺍﻡ ﻟﻴﻠﺘﻬﻢ ﻭﻳﻮﻣﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺪ، ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ، ﻭﻫﻨﺎ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻫﻲ ﺑﺮﺃﻱ ﻓﻘﺎﻝ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻟﺠﻴﻢ ﺑﻦ ﻭﺍﺋﻞ: ﺇَﺫﺍ َﻗﺎﻟَﺖ ﺣﺬﺍِﻡ َﻓﺼﺪﻗﻮَﻫﺎ، ﻓﺈِﻥ ﺍﻟَﻘﻮﻝ ﻣﺎ

َِ ﻗﺎﻟﺖ ﺣﺬﺍﻡ، ﻭﻓﻌﻼ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﻟﺮﺃﻳﻬﺎ ﻓﺮﺟﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺟـﺎﺅﻭﺍ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻧﺠﺎ ﻗﻮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺮ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮﻱ ﻭﺟﻤﺎﻋﺘﻪ، ﺑﺴﺒﺐ ﺫﻛﺎﺋﻬﺎ، ﻭﻓﻄﻨﺘﻬﺎ.

ﻭﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻤﻦ ﻧﺜﻖ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﺭﺃﻳﻬﻢ، ﻭﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﺼﻞ؛ ﻟﻤﺎ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺍﻟﻔﻄﻨﺔ، ﻓﻜﻞ ﻣﺒﺼﺮ ﻟﻸﻣﻮﺭ، ﻫﻮ ﺣﺬﺍﻡ، ﻭﻛﻞ ﺻﺎﺩﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﺱ ﻫﻮ ﺣﺬﺍﻡ، ﻭﻛﻞ ﺳﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺣﺬﺍﻡ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ«.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman