صناعة ماء الورد الجبلي ال تحتمل األخطاء

بدأت أعمل في تقطير ماء الورد وعمري 8 أعوام.. ماء الورد األصلي ال يتغير وأملك زجاجة عمرها اآلن 30 عاما

صناعة ماء الورد ليس باألمر السهل يحتاج إلى صانع محترف ليعصر تلك الورود إلى ماء له رائحة زكية وليس من زرع الورد أجاد عصره، والمكان الذي يكثر فيه زراعة الŧŧورود هو الجبل األخضر لما يتميز به الجبل من طقس جميل وأمطار مستمرة موسمية وجو بارد في فصل الصيف وثلوج في فصل الشتاء فالزائر للجبل األخضر يتبادر إل ŧى ذهنه شŧŧراء ق ŧŧارورة مŧن ماء الورد األصلي ليرجع بها إلى منزله يقدمها هدية الفراد أسرته لما لها من فوائد كثيرة كانت وما زالت تستخدم في عالج الكثير من االمŧراض وتدخل في صناعة الحلوى والقهوة العمانية كما تصبه المراة العمانية على رأسها في المناسبات الدينية واألفراح وغيرها من المناسبات ليفوح منها الرائحة الزكية وتبقى الرائحة الطيبة أليŧام وقد كثرت مصانع ماء الورد في الجبل األخضر فأصبح البعض يمتلك مصنعا ومعرضا فŧي آن واحŧŧد بمنزله يستقطب الكثير من السياح من الداخل والخارج بعضهم لشراء المنتوجات واآلخŧر لمعرفة عملية صناعة ماء الورد العماني ووصوله إلى يد المستهلك، ولمعرفة المزيد عن صناعة ماء الورد الجبلي «الشبيبة» زارت الجبل األخضر وإلتقت بصاحب مصنع ماء الورد بقرية سيق بنيابة الجبل األخضر عبدالله بن سيف الصقري. بدات العمل وعمري 8 أعوام

يقول الصقري أنه بدأ بهذه المهنة من نعومة أظŧفŧاره حيث ك ŧان يشاهد وال ŧده وه ŧŧ و ي ŧ ق ŧ وم بصناعة م ŧŧ اء ال ŧŧŧ ورد ب ŧ ل كان وهو صغير يذهب (للطناء) ويشارك مع آبائه أهالي الجبل أثناء عملية المناداة

لمزارع وبساتين الورود بالجبل األخضر، وق ŧال: بدأ وال ŧدي يعلمني هذه الصناعة بداية قطف الورود ووفر لي كافة أدوات تقطير ماء الورد وطلب مني وأنا عمري 8 أعوام بأن أقوم بصناعة ماء الورد لوحدي والحمدالله ومع مرور األيام أحببت هذه الصناعة حتى استوعبتها ومن يومها وانا أعمل في هذا المصنع المتواضع. ال تحتمل األخطاء

ويضيف:صناعة ماء الŧورد تعتمد مثل المعادلة الكيميائية ال تحتمل األخطاء إذا اختل تŧŧوازن مŧŧادة من تلك المواد التي تدخل في صناعتها ضاع العمل وأصبح مŧŧاء الŧŧŧورد ليس ل ŧه رائ ŧح ŧة والحمدالله منذ صغري وأنŧا أجيد هذه الصناعة وال أعŧŧرف الخطأ في العمل وهŧŧذه بشهادة زبائن المصنع والسياح والجميع يعرف أجادتي في صناعة ماء الورد، عند تقطير ماء الŧورد أضع نصب عيني نجاح العمل وذلŧك بإتباع التعليمات منها عŧدم ترك ماء الورد مكشوف وال أرجعه مرة أخرى في (الخرس) وعدم إدخال األصبع داخل (زجاجة م ŧاء الŧŧورد) وع ŧدم غسل أدوات تقطير ماء الŧورد بالصابون بل يستخدم أثناء غسيل األدوات الماء الساخن والليفة فقط عدا ذلك تصبحت عملية التقطير غير صالحة لالستخدام، وأثŧنŧاء عملية التقطير ال يستخدم صŧانŧع مŧŧاء الŧŧورد العطور ذات الرائحة الزكية والكريم او الزيت على جسمه نهائيا والتي أدخل في صناعتها مواد كيميائية. مراحل صناعة ماء الورد

وتابع قائال:قبل صناعة ماء الورد يجب علينا شŧراء أدوات الصناعة حيث نقوم بجلب (بŧŧرم) المصنوعة من الفخار من واليŧة منح سابقا واليوم نشتريها من والية بهالء والتي نضع فيها الورود بعد قطفها ثم نأتي بإناء يطلق عليه (سحله) مصنوعة من النحاس الخالص وندخلها داخ ŧŧل ال ŧب ŧرم ŧة ث ŧم نضع فوقها صحن مصنوع من النحاس به ماء ونتركه لمدة ث ŧŧ الث س ŧ اع ŧ ات وت ŧ ك ŧ ون البرمة أسفلها موقد نار من الحطب وتقطير ماء الورد تحتاج نفس طريقة صناعة الحلوى العمانية أو عملية التبسيل للبسور من حيث إستخدام الموقد من الحطب اليابس لتتصاعد البخار فوق الصحن الذي به الماء وبعد ثالث ساعات نشاهد ال ŧم ŧاء يغلي ث ŧم نقوم بإلتقاط الŧŧورود من (البرمة) ونضعه في برمة أخرى بإستخدام ملقط حديدي أو نحاسي دون إستخدام أي عضو من جسم اإلنسان لمدة )24( ساعة الورد بعدها يتم أخذ الŧزيŧت المتبقى مŧن عملية التقطير ويطلق عليه أهالي الجبل (عرق العود) وهŧŧذا أيضا له فوائد كثيرة يستخدم عŧŧالج للمفاصل وقŧŧد وعŧŧدنŧŧي معالي الشيخ سالم بن هŧالل الخليلي رحمة الله عليه وزير الزراعة والثروة السمكية س ŧ اب ŧ ق ŧ ا ب ŧŧ ش ŧŧ راء ج ŧ ه ŧ از للمصنع يقوم بصناعة عرق العود ليباع بالتولة لما له من فوائد كبيرة لإلنسان ولم يتحقق حلم صناعة (عرق العود) ثم نستخدم القماش القطني ونضعها على فوهة وعاء مصنوع من الفخار يطلق عليه (الفخار) ونغلقها بإستخدام جلد الحيوانات بحيث نمنع تسرب الهواء من البرمة ونتركها على هذه الحال لمدة ثالثة أشهر حتى تترسب الشوائب ويتغير لونه إلى احمر ويعبأ في عبوات زجاجية تباع في األسواق المحلية الزجاجة الكبيرة سعة 750 ملم سعرها 10 ريال والصغيرة ب 5 رياالت عمانية، أما صناعة ماء الورد األبيض ليس لديه سوق في السلطنة رائحتة أقل من الماء الŧŧورد المحلي ويعيش مدة قصيرة في حين ماء الورد األصلي يعيش زمن طويل ال ينتهي مدته طالما يتبع الزبون خطوات المحافظة على جودته، أنا امتلك زجاجة ماء ورد محلي عمرها اكثر من 30 عاما ورائحتها جميلة جدا لم تتغير حتى األن. إقبال كبير

السياح من الداخل والخارج يتوافدون إلى المصنع

لشراء المنتجات

يدخل م ŧاء الŧŧورد فŧي صناعة الحلوى العمانية وهناك إقبال كبير من أصحاب مصانع الŧحŧلŧوى منهم يشتري عندي أكثر مŧن 150 زجŧاجŧة بحوالي 1500 ريŧŧال عماني ناهيك عن السياح الذين يتوافدون على الجبل األخضر من الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا ومن كافة أقطار العالم لمشاهدة الطبيعة الجبلية واإلستمتاع بالطقس الجميل الذي يتميز به الجبل وأسعار بيع مŧاء الŧŧورد حسب اإلنتاجية فإذا كان اإلنتاج ضعيف تكون األسعار مرتفعة وإذا كانت العكس األسعار تكون منخفضة وبشكل عام األسعار في متناول الجميع. جهاز لصناعة المنتجات العشبية

وت ŧ ط ŧ وي ŧ ر المصنع أش ŧŧ ت ŧŧ رى الصقري جهاز خŧاص من تونس (مقطر اللبان) بنوعية األب ŧŧ ي ŧŧ ض واألح ŧŧ م ŧŧ ر وك ŧŧ ذل ŧŧ ك ماء ال ŧŧŧŧ ورد األب ŧŧ ي ŧŧ ض وج ŧŧ ع ŧŧ ده وع ŧŧŧ رق ال ŧ ي ŧ اس وعرق الكيف والنعناع وذلك باألعشاب التي تنفرد بها الجبل األخضر بإستخدام موقد الغاز وليس الحطب وأسعارها في متناول الجميع وهذه المنتجات لها فوائد صحية على سبيل المثال الجعده عالج ع ŧ ن الكسترول وص ŧه ŧ ر ش ŧ ح ŧ وم الجسم واإلقŧŧبŧŧال عليها كبير، امŧŧا عŧŧرق الياس كانت تستخدمه المرأة العمانية سابقا عوضاً عن الشامبو اللي يستخدم اليوم، ولمنع اإلسهال ولعالج الحمه لدى اإلطفال ولبشاشة الوجه وعالج شرايين الرأس، عŧرق الكيف يستخدم عŧالج عن الصدر والبلغم وسابقا كان يشرب لفتح شهية الطعام لدى اإلنسان، ماء الورد يستخدم لعالج بشاشة الوجه وعادة ما يستخدمه إخŧوانŧنŧا ف ŧي دول الخليج العربي مثل البحرين وقطر واإلمارات والسعودية. أوالدي تعلموا المهنة

وق ŧŧŧŧŧ ال:اوالدي ع ŧ دده ŧ م ث ŧ الث ŧ ة جميعهم تعلموا صناعة تقطير مŧاء الŧŧورد ولكن بحكم عملهم فŧي محافظة مسقط من الصعوبة ترك أعمالهم في الوقت الحاضر لكن استطيع القول بان هذه الصناعة تŧŧدر الكثير مŧن األمŧŧŧوال على ممتهنها ولكن تريد الصبر وعدم اإلستعجال في النتائج، خاصة إذا هطلت أمطاراً على الجبل نجني ثالثة أضاف الفائدة وإذا قلت األمطار بالجبل يضعف اإلنتاج والفائدة تكون قليلة جداً عملنا يعتمد على هطول األمطار بصورة مستمرة على قرى الجبل. معرض تراثي

ولدى الصقري معرض تراثي بالمصنع ي ŧŧ ع ŧŧ رض ف ŧ ي ŧ ه ك ŧŧ اف ŧŧ ة األس ŧŧ ل ŧŧ ح ŧŧ ة ال ŧ ق ŧ دي ŧ م ŧ ة والسيوف التي كŧان يستخدمها أبائنا وأج ŧدادن ŧا للدفاع عن ت ŧراب ه ŧذا الوطن ال ŧ غ ŧ ال ŧ ي وي ŧ ض ŧ م ال ŧ م ŧ ع ŧ رض ص ŧŧ ور قديمة للجبل األخضر وقرية سيق قبل عصر النهضة المباركة وفخاريات قديمة وبعض منتجات الصناعات السعفية ليست للبيع وإنما بهدف إبراز تراث أجدادنا للسياح األجانب.