Al Shabiba

المضحك والمبكي

- Mohammedal­i@shabiba.com

ه ŧذا زم ŧن عجيب ج ŧدا في ضجته. يصنع هذه الضجة الناس من الجهالء والحاملين لوهم الحقيقة وما اكثرهم بحيث أصبحت أصواتهم تعلو على زمن العقل والعقالء. وحينما كان الزمن صغيرا قبل ثورة وسائل ال ŧ ت ŧ واص ŧ ل االج ŧ ت ŧ م ŧ اع ŧ ي ك ŧŧ ان م ŧ ن الممكن أن تسمع للعقالء فقط. تختارهم مكانيا وتحظى برفقتهم وتأنس لزيارة مجالسهم. أما اآلن فالجهل الجديد يزورك بين يديك يطرق بابك دون اس ŧت ŧئ ŧذان..ووس ŧط هذا ال ŧ ط ŧ وف ŧ ان العظيم م ŧŧ ن األص ŧŧŧŧ وات تضيع الحكمة وتتالشى المعرفة فيتصدر الفكر السطحي كسهولة تقشير برتقالة المشهد من الشرق إلى الغرب ومن كل اتجاهات الدنيا.نسمع العجب العجاب ما يقشعر له العقل وفروة الرأس.كيف فرض علينا هذا الزمن قواعده وتقاليده الجديدة عبر هذه األدوات التي غيبت المنطق وهناك من يتلذذ بتغييبها امال بالسيطرة على العقول.. قبل أيام توجهت إلى مركز التطعيم ألخذ الجرعة األولŧى..لŧقŧد سلمت نفسي لهذا الŧلŧقŧاح العجيب ال ŧŧذي أنتجته كبريات الشركات العالمية للبشرية بعد أبحاث طويلة للوصول إلى المصل الفاعل ضد الفيروس..هذه اللقاحات في الواقع أحد نتاجات هذه الحضارة التي نعيشها اليوم.. هي الحضارة التي الزال البعض يكيل لها الشتائم واللعنات ويعيش في وهŧم في الماضي والغياب والظالم..حكايات راودتني بعد أن اخذت جرعة التطعيم فتذكرت من يرفض أخذ الدواء خوفا منه ومن الموت. فلم يكن من الجهات المختصة سواء هنا أو في مكان اخر أن تلجأ للمشاهير والمؤثرين لتشجيع الناس على أخذ التطعيم وطرد الŧوسŧاوس المتعلقة بŧه. عن كورونا بات الكل يصدح بŧرأيŧه عŧن حقيقته..إن كل شخص له الحرية في اعتقاده وتفكيره لكن اطالق األحكام الجاهلة ستؤثر على االخرين واإلستماتة في الدفاع عن الŧرأي الكاذب هو الجهل والحمق بعينه.هذه طبخة ليست مقتصرة على أقاليمنا بل تنتشر كذلك في العالم الثالث الذي نحن جزء منه بل وحتى في العالم األول والمتقدم ومع ذلك ال أحد ينافسنا في الجهل..تذكرت امŧرأة ادعت أن كورونا مؤامرة يهودية خبيثة للقضاء علينا ولم تتوقف المؤامرة عن ذلك بل أن الشركات المصنعة للعقار المضاد للمرض س ŧ خ ŧ رت ق ŧ درات ŧ ه ŧ ا وام ŧŧ وال ŧŧ ه ŧŧ ا ومختبراتها وعلماءها وباحثيها الختراع مصل يحشر في دمنا لتضييع نقائنا وهنا البد أن نتوقف كما ادعŧŧت تلك المرأة عن أخŧŧذه. ام ŧرأة متعلمة القت التصفيق واالستماع ووفرت لها الميكروفون­ات ليسمع الناس الحقيقة كما أدعت..لم تتحدث عن رأي بل أصدرت حكما فزعمت أن اللقاح خبث يهودي وسموم المراد منها حقن أجسادنا وتلويث نقائنا وطهرنا.المرأة عبرت عن تفكير يسيطر على جمع من العموم اليستهان به بعد أن علت أصŧوات تتحدث عن مؤامرة كورونا العالمية.لكن المشكلة أن اليهود كذلك والعالم بأكمله يأخذ هذه اللقاحات لحفظ النفس من هذا الوباء المدمر الذي يمكن أن يسحق الحياة البشرية مالم نتصد له. فآخر إحصائية حتى أمس تتحدث عن إعŧطŧاء 2.86 بليون جرعة مŧن لقاحات كورونا على مستوى العالم حتى اآلن لكن أختنا المصون تتحدث عن المؤامرة هنا في هŧذا اإلقليم. ليست هŧذه المرأة هي الوحيدة الغاضبة من اللقاح اليهودي فلربما بعد أن أفحمتنا بالحقيقة ونفضت الغبار عن عقولنا هناك من اليقبل الصمت فالبد أن يكون له رأي في هŧذا الهيجان الذي يخلفه كورونا وخشبة المسرح اليمكن أن تخلو من الشخصيات طالما أن القصة مستمرة ولم يسدل ستار خاتمتها. وهنا تخرج أصŧوات من الشرق والغرب كذلك لتذكر العالم بŧأن الوباء لعنة إلهية على م ŧ ا يحدث ف ŧ ي ال ŧ ك ŧ رة األرض ŧŧ ي ŧŧ ة. لعنة كما يبدو بدأت على الصين أوال.. لماذا لربما ألكلهم الخفافيش والصراصير والكالب ثم انتشرت هذه اللعنة إلى بقاع الدنيا.. ولربما أصابنا هنا بسبب الغضب اإللهي من المعاصي. فكان كورونا نتيجة حتمية ل ŧ ه ŧ ذا ال ŧ غ ŧ ض ŧ ب..ه ŧ ؤال م ŧ اب ŧ رح ŧ وا يذكروننا عند كل دورة وظاهرة مناخية وطبيعية بالتذكير بالغضب..مع تناسي قوانين الطبيعية..وأتساءل ولماذا ال يكون فيروسا كمثل الفيروسات. لماذا تأويل األسباب الطبيعية..حتى تضيع أجيالنا في دائرة من الشكوك. أنار شخص يدعى توماس اديسون الدنيا بالنور والضياء وبفضله تطورت الكهرباء والمصباح الكهربائي وتنعم البشرية باختراعاته التي تجاوزت تطوير المصباح والشبكة الكهربائية.. كان ذلك نتيجة للمعرفة والعلم والتفكير.. ومااحوجنا اليوم إلى «غربلة» وتحديث ف ŧ ي مناهج ال ŧ ت ŧ دري ŧ س ب ŧ م ŧ دارس ŧ ن ŧ ا لتعيد لنا العقل القائم على التفكير والبحث وحرية النقد والتخلص من كل مايقيد العقل فتلك األمثلة هي نتاج مانعاني منه وأخشى أن ينتد الجيالنا الحالية والمقبلة. ثم نتساءل:أين شأننا في الحضارة اليوم التي في اوج ازدهارها وعطائها والبقية تأتي والجواب:أعيدوا العقل إلى المدارس والمناهج ونظفوها من الشوائب.المجتمع الينظف شوائبه تلقائيا.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman