ﻳﺎ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﺘﻢ ﺍﻷﻣﻢ ﻭﺍﻷﻭﻃﺎﻥ ﺑﺎﻟِﻌﻠﻢ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻫﻮ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺴﺮ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻷﻣﻢ ﺣﻴﺚ ﻳـﻘـﺎﺱ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻷﻣــﻢ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻫـﻮ ﻣـﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺶﺀ ﻭﻳﻐﺮﺱ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻃﻼﺑﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﻠﻲ، ﻭﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟــﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ، ﻳﺆﻛﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻀﺤﻲ ﺑﻮﻗﺘﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺭﻓﻌﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻪ. ﻓﻠﻠﻤﻌﻠﻢ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ُِ ﻗـﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ”ﻳـﺮﻓـﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟـِﺬﻳـﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻣﻨﻜﻢ ﻭﺍﻟِﺬﻳﻦ ﺃﻭﺗﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺩﺭﺟﺎٍﺕ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﺎ
ََ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﺧﺒﻴﺮ“
ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: ”ﻻ ﺣﺴﺪ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﺛﻨﺘﻴﻦ: ﺭﺟﻞ ﺁﺗﺎه ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﻻ ﻓﺴﻠﻄﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﻠﻜﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﺭﺟﻞ ﺁﺗﺎه ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﻬﺎ ﻭﻳﻌﻠﻤﻬﺎ“. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺃﺣﻤﺪ ﺷﻮﻗﻲ: ﻗﻢ ﻟﻠﻤﻌﻠﻢ ﻭﻓﻪ ﺍﻟﺘﺒﺠﻴﻼ *** ﻛﺎﺩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺳﻮﻻ
ﺃﻋﻠﻤﺖ ﺃﺷﺮﻑ ﺃﻭ ﺃﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ *** ﻳﺒﻨﻲ ﻭﻳﻨﺸﺊ ﺃﻧﻔﺴﺎ ﻭﻋﻘﻮﻻ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺧﻴﺮ ﻣﻌﻠﻢ *** ﻋﻠﻤﺖ ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﺎﺗﻪ *** ﻭﻫﺪﻳﺘﻪ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ ﺳﺒﻴﻼ
ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺑﺎﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﺮﺷﺪﺍ *** ﻭﺍﺑَﻦ ﺍﻟﺒﺘﻮﻝ ﻓﻌﻠّﻢ ﺍﻹﻧﺠﻴﻼ
ﻭﻓـﺠـﺮﺕ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ *** ﻓﺴﻘﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻧﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻼ....
ﻫــﺬه ﺍﻷﺑــﻴــﺎﺕ ﺍﻟـﻤـﺄﺛـﻮﺭﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﺃﺑﻴﺎﺕ ﻧﺮﺩﺩﻫﺎ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺷﻌﻮﺭ ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺗﺰﻳﺪﻧﺎ ﻓﺨﺮﺍ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﻳـﻮﻡ ﻣﺎ ﻧﺄﺧﺬ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻓﻨﻮﺍ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺃﺟﻞ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻟﻴﻐﺮﺳﻮﺍ ﻓﻲ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻭﻣﺜﻞ ﻋﻠﻴﺎ ﻭﻳﻘﺪﻣﻮﻫﻢ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺗﻘﻮﺍ ﺑﻴﻪ ﻭﻟﻴﺰﻳﺪﻭﺍ ﻫﻢ ﺑﻬﺎ ﺷﻤﻮﺧﺎ ﻭﺗﺒﺠﻴﻼ ﻓﻲ ﺍﻋﻴﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬﻫﻢ ﻟﻴﻈﻠﻮﺍ ﻣﻨﺒﻊ ﻋﻄﺎﺀ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ
ﻓــﺈﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺑـﻴـﺪه ﺑـﻨـﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻋـﻲ ﻭﻧــﺎﺿــﺞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑـﻴـﻪ ﻣـﺤـﺎﺭﺑـﺔ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﺈﻥ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻫﻮ ﺑﻨﺎﺀ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﻟﻠﺪﻭﻝ
ﻟﻬﺬﺍ ﺣﻴﻦ ﻗـﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﺣﻤﺪ ﺷﻮﻗﻲ )ﻛﺎﺩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺳﻮﻻ( ﻓﻬﻮ ﺍﻳﻘﻦ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ
ﻭﻣـﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﻗــﺪﻡ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻟﻤﻌﻠﻤﺘﻲ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫﺓ……..
ﺇﻟﻴﻚ ﺍﺑﻌﺖ ﺑﻬﺬه ﺍﻟـﺨـﺎﻃـﺮﺓ.... ﻓﺄﻧﺘﻲ ﺍﻟﺸﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﻀﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻴﺮ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺗﺒﺪﺩ ﺍﻟـﺠـﻬـﻞ... ﻓﺎﻧﺘﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ ﻭﺍﻟﻜﻨﺰ ﺍﻟـﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻈﺐ... ﻓﺎﻧﺘﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﺀ.... ﻭﺇﻧﺘﻲ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﺸﺮﻭﻕ... ﻭﺇﻧﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺍﻷﻣﻞ... ﻓﻠﻮﻻﻛﻢ ﻟﻜﻨﺎ ﻓﻲ ﻇﻼﻡ ﺩﺍﻣﺲ ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻳﺮﺛﻰ ﻟﻬﺎ.... ﻓﻬﻨﻴﺌﺎ ﻟﻜﻢ ﻳﻮﻣﻜﻢ ﻳﺎ ﺻﻨﺎﻉ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ ﻭﺍﻻﻣﻜﻨﺔ .....
ﻓـﻤـﻦ ﺃﻋــﻤــﺎﻕ ﻗـﻠـﺒـﻲ ﺃﻫـــﺪﻯ ﻣﻌﻠﻤﺘﻲ ﻭﻗـﺮﺓ ﻋﻴﻨﻲ ﻛﻠﻤﺎﺗﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻋﻤﻖ ﻣـﺸـﺎﻋـﺮﻱ ﻭﺻـــﺪﻕ ﻣﺤﺒﺘﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺎﻟﻜﺮﻳﻢ ﻳﺠﻮﺩ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺩﺕ ﺑﺄﻧﺒﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﺃﺻــﺪﻕ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻛﻮﻧﻲ ﺇﺣـــﺪﻯ ﺍﻟـﻄـﺎﻟـﺒـﺎﺕ ﺍﻟــﻼﺗــﻲ ﻧﻘﺸﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﻋﻘﻮﻟﻬﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻛﺮﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﻋﻠﻲ ﻻ ﺃﻧﻜﺮه ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺧﻂ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻲ ﻛﻠﻤﺎﺗﻲ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﺎ ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﻋﻠﻲ ﻣﻌﻠﻤﺘﻲ ﻭﺗﺎﺝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟِﻚ ﻛﻞ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻲ ﻓﻜﻠﻤﺎﺗﻲ ﻭﺣﺮﻭﻓﻲ ﺗﻘﻒ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺻﻒ ﺃﺧﻼﻗﻚ ﻭﻃﻴﺐ ﺃﺻﻠﻚ ﻣﻌﻠﻤﺘﻲ. ﺇﻫـــﺪﺍﺀ ﺇﻟـــﻰ ﻣﻌﻠﻤﺘﻲ ﺇﻳﻤـــﺎﻥ ﺑﻨﺖ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﻳﺔ