Oman Daily

يوميات Sسورية 63

-

Sس�ألتقط حبوب القمح الطائûشة، بعد �أن رTشها الفلاح لتüصبح خبزن``ا الق``ادم، و�أعتن``ي به``ا، و�ح``اول �أن �أثابر، ك�أج``دادي على موSسمي المكرر ومتعة الùسنابل المكررة، وفي نهاية �آخر متر من الùس``نابل مم``دودة الأعناق، Sس�أجلù``س، �Sس`رتيح و�ألفّ Sس``يجارة الفلاح لنفùس``ه، وفي تمهل موروث منذ مئات �آلاف الùس``نين... �حüصد هذا الحيّز الغرامي، و�Sس``جل في مفكرتي، و�أنا �غادر: «Tش``كرًا. القم``ح، كم``ا في الخريف الماVض``ي، لم يخذلني...» وفي Uصفحة مجاورة هنا كتبت: «الûشق في حبة القمح يرمز �إلى �أن النüصف لك، والنüصف الآخر لأخيك».

وقعت الطابة البائùسة الم�ؤلفة من خرق و�أقمûشة بالية. حاول اب``ن جيرانن``ا �أن يربطه``ا بمط``اط وه``و يرقüّصه``ا كل ي``وم في Sس``احة بيته``م، ولكنه``ا، ذات ي``وم، قطع``ت قيده``ا ونط``ت �إلى Sس``احة بيتن``ا. وتعرفن``ا �لى الج`ريان وكان ه``ذا في ع``ام 1964 وزملا�ؤنا بالأعمار Uصاروا كلهم ما نùسميهم �Uصدقاء العمر. كبرن``ا معً``ا في تل``ك الùس``نة الحاSس``مة )البكالوري``ا( وافترقنا. ثم التقينا بعد الجامعة وبعد الùس``فر وبعد العودة، ومن Sس``نة لأخ``رى كن``ا نحüص``ي خùس``ائرنا م``ن زم`الء الأعم``ار. زم`الء البحر. زملاء الüصيد. زملاء الحب. الطابة �أداة نمو ع†ضلاتنا. الزورق ...بروفة الüصراع مع الموج ومخاطرات الùسفر. والآن �أق``ف عل``ى Tش``اطئ البح``ر في اللاذقي``ة لأق``ول وداعًا لمن غادرنا. وقفنا في Uصحن الدار و�أمامنا الطابة القماTش، وقد �ح†ضرها زملاء الكون القدماء جميعًا، لتكون �مامنا �أيقونة طفولتنا. وه``ي تهزن``ا، ذاك``رة ذاك``رة ، فننهم``ر خلي``ط دم``وع م``ن �زمن``ة متعددة. كتب لي الممثل الùسوري �Sسامة الروماني في �حدى المناSسبات: «الأطف``ال يول``دون ث``م يüصرخ``ون. �ن``ت، ي``ا ع``ادل، Uصرخت``ك Sس``بقت ولادت``ك، لأن عوي``ل �م القتي``ل زرع``ت Tش``ريحة في مûشيمتك. �Tشعر بالأSسى الذي ينتاب المترفين عندما يقر�أون قüصائ``دك ويتùس``اءلون: ونح``ن؟ �أليù``س م``ن Tش``اعر يرUص``د Sسعادتنا ولهونا؟». �Sس``امة الروم``اني، ح†ض``وره، في �ي م``كان، ه``و نùس``خة مبتكرة ومعدل``ة، كل ي``وم، يم``ر وه``و يحمل في ابتùس``امته الثق``ة، التي لم ته``ن ولا م``رة، ب``�ن م``ن واجب الفنان، كما هو الإنùس``ان، �أن ينûشر كبائع الورد... عطره. �Sس``امة... ع`ثرت علي``ه كهدي``ة ملفوف``ة ب``ورق مل``ون، م``ا زلت منذ 50 عامًا منهمكًا بتقûشيرها من التعاويذ الجميلة واحدة بعد �أخرى... ولدي من الوقت ما يكفي لذلك.

ق``ال هيرم``ن هيùّس``ه: «اللغة ليùس``ت �داة تعب`ري... �إنها موطن روح``ي. ولك``ن يج``ب عل``يّ التخلü``ص م``ن ع``ادة الأم``ل». �أنظ``ر خلف``ي و�مع``ن النظ``ر، في ه``ذه الطوابير المüصفوف``ة لمحكومي �إعدام، وعلى وجوههم فكرة طائûشة في الخيال: «ح`ني يع``مّ الüصقي``ع الك``وني الأخ`ري Sس�Sس``تعين، في اللحظ``ة الأخ`رية، بûش``معة �خ`رية، �Tش``علها بع``ود ثق``اب �خ`ري... و�أوقد ذكراك على هذه الأرVض!».

من دفتر قديم: لا �أريد هذه الكمية الزائدة من الألم البطيء، �أريد، تحديدًا، Uصاعقة جميلة... ت†ضيئني.

كاتب وروائي

Sسوري

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman