»أﺣﺐ أﻃﻴﺮ«.. دراﻣﺎ ﺗﺤﺚ ﻋﻠﻰ اﻻﺑﺘﻜﺎر واﻟﺨﻴﺎل

اﻷﻏﺎﻧﻲ وﻇﻔﺖ دراﻣﻴﺎ وﺳﺎﻋﺪت ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺤـــــﺪث ﺗﻤﺰج ﺑﻴﻦ ﻣﺴـــــﺮح اﻟﺤﻜــﻮاﺗﻲ وﺧﻴﺎل اﻟﻈﻞ اﻷداء اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻲ ﺻﻨﻊ ﺟﺴﺮا ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﺮح واﻷﻃﻔﺎل اﻷزﻳﺎء واﻟﺪﻳﻜﻮر ﺳﺎﻋﺪا ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ رؤﻳﺔ اﻟﻤﺨﺮج

ﻃﺮح ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻤﺪى ﺧﻄﻮرة ﻋــﺪم اﻻﻋـﺘـﻨـﺎء ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﻗﺖ واﺳــﺘــﺜــﻤــﺎره ﻓــﻴــﻤــﺎ ﻫـــﻮ ﻣﻔﻴﺪ ﻣّﻴﺰ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ اﻷﻃﻔﺎل ”أﺣﺐ أﻃﻴﺮ“اﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺖ ﻓﻲ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﺳﻘﺎﻃﺎت ﺧﻼل ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﻟﻘﻀﻴﺔ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل واﻟﻜﺒﺎر ﻣﻌﺎ، ﺣﻴﺚ ﺣﺎول اﻟﻤﺨﺮج أن ﻳﻘﺪم أﺑﻌﺎدا اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺘﻌﺪى ﺣﺪود اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ اﻟــﻌــﻤــﻞ، ﻟـﻴـﻤـﺘـﺪ ﺑـﺬﻟـﻚ ﻟـﻤـﻨـﺎﻗـﺸـﺔ ﺣـــﺎل ﻣـــﻦ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟـﻠـﻬـﻮ ﻓـﻴـﺼـﺒـﺤـﻮا ﻏﻴﺮ ﻗـــــﺎدرﻳـــــﻦ ﻋـــﻠـــﻰ اﻟــﻤــﺴــﺎﻫــﻤــﺔ ﺑﺈﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓـﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻤﻴﺰ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﻢ.

ﻣــﺴــﺮﺣــﻴــﺔ ”أﺣـــــﺐ أﻃــﻴــﺮ“اﻟﺘﻲ ﺗُﻘﺪم ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮح ﻗـﻄـﺮ اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ ﺣـﺘـﻰ اﻷﺳــﺒــﻮع اﻟــﻤــﻘــﺒــﻞ ﻣــــﻦ ﺗـــﺄﻟـــﻴـــﻒ ﺳـﻌـﻴـﺪ ﺳـــﺮﺣـــﺎن وﻋـــﺼـــﺎم أﺑــــﻮ ﺧـﺎﻟـﺪ وﺑـــﻄـــﻮﻟـــﺔ ﺟـــﺎﺳـــﻢ اﻷﻧـــﺼـــﺎري وﻧـﺎﺻـﺮ ﻣﺤﻤﺪ وﻣﺤﻤﺪ أﻧـﻮر وﻓﻬﺪ اﻟﻘﺮﻳﺸﻲ، ﻋﻠﻲ رﺑﺸﺔ، ﻳـــــﺎﻣـــــﻮر، ﻧــــــﺪى أﺣــــﻤــــﺪ، ﻫــﻴــﺎ اﻟﺼﺎﻟﺤﻲ، ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻤﻄﺎوﻋﺔ، واﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ إﺧـﺮاج ﻋﺼﺎم أﺑﻮ ﺧﺎﻟﺪ، وﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ ﺻﻮﺗﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﺎن ﺻﻼح اﻟﻤﻼ اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑـــﺪور اﻟـﺤـﺎﻛـﻲ اﻟـﻤـﺴـﺎﻋـﺪ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮورة اﻷﺣﺪاث.

ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺨﻴﺎل

ﺗـﻨـﺎﻗـﺶ اﻟـﻤـﺴـﺮﺣـﻴـﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﺳﻴﻄﺮة اﻷﺟﻬﺰة اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ أدوات اﻟﻠﻬﻮ ﻋﻠﻰ أﻃﻔﺎﻟﻨﺎ واﻧﺸﻐﺎﻟﻬﻢ ﺑﺘﻠﻚ اﻟـﻤـﻔـﺮدات ﺣـﺪ اﻹدﻣــﺎن وﺗـــﻀـــﻴـــﻴـــﻊ أوﻗـــــﺎﺗـــــﻬـــــﻢ دون اﺳﺘﺜﻤﺎر ﺣﻘﻴﻘﻲ، ﻓـﻀـﻼ ﻋﻦ ﻗــﻀــﺎﺋــﻬــﺎ ﻋــﻠــﻰ روح اﻻﺑــﺘــﻜــﺎر واﻟــــﺨــــﻴــــﺎل ﻟـــﺪﻳـــﻬـــﻢ، وﻳــﻠــﻌــﺐ دور اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻓــﻲ ﻫــﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻣـــﺠـــﻤـــﻮﻋـــﺔ ﻣـــــﻦ اﻟـــﻔـــﻨـــﺎﻧـــﻴـــﻦ اﻟــﻨــﺠــﻮم ﻣــﻊ اﻟــﺸــﺒــﺎب، ﺑﺤﻴﺚ ﻳـــﻤـــﺜـــﻼن ﻛـــــﻼ ﻣــــﻦ ﻋــﻨــﺼــﺮي اﻟــﺨــﺒــﺮة واﻟــﺤــﻤــﺎس، وﻳـــﺆدي ”ﻓﻬﺪ اﻟﻘﺮﻳﺸﻲ“دور ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺬي ﻳﻀﻴﻊ وﻗﺘﻪ أﻣﺎم أﻟﻌﺎب اﻟــﻔــﻴــﺪﻳــﻮ، وﻣــﻌــﻪ أﺧــﺘــﻪ ”ﻫـﻴـﺎ اﻟــﺼــﺎﻟــﺤــﻲ“اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺴـﻌـﻰ إﻟــﻰ ﻃﻠﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪة أﺧﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻢ أﺷــﻴــﺎء ﻣـﻔـﻴـﺪة وﻧـﺎﻓـﻌـﺔ وﻟﻜﻦ أﺧــﺎﻫــﺎ ﻻ ﻳـﻠـﻘـﻲ ﻟــﻬــﺎ ﺑــــﺎﻻ وﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻟﻨﺼﺎﺋﺢ أﻣـﻪ ”ﻳﺎﻣﻮر“اﻟﺪاﺋﻤﺔ، وﻳﻨﺎم ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻴﺤﻠﻢ أﻧـــﻪ ﻳــﺪﺧــﻞ إﻟـــﻰ ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ اﻟﻠﻬﻮ ﺑﻌﺪ أن ﻳﻘﺎﺑﻞ أم اﻟﻠﻬﻮ ”ﻧﺪى أﺣـــﻤـــﺪ“وﻣـــﺴـــﺎﻋـــﺪﻫـــﺎ ”ﻋــﻠــﻲ رﺑﺸﺔ“اﻟـﻠـﺬان ﻳﻘﻨﻌﺎﻧﻪ ﺑﺘﺮك واﺟـﺒـﺎﺗـﻪ واﻟـﻠـﻌـﺐ، ﻛﻤﺎ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑـﺎﻷﺧـﻮﻳـﻦ ”ﻣــﺎ أدري“ﻧﺎﺻﺮ ﻣـﺤـﻤـﺪ و“ﻣـــﺎ أﻗــــﺪر“ﻣﺤﻤﺪ أﻧـــــــــﻮر، ﻓـــــﻲ ﻣـــﺪﻳـــﻨـــﺔ اﻟـــﻠـــﻬـــﻮ، ﻳﻠﺘﻘﻲ وﻳﻘﺎﺑﻞ أﻳﻀﺎ ﺷﺨﺼﻴﺔ ”ﻣــــﺎ أﺷـــﺒـــﻊ“ﻣــﺤــﻤــﺪ اﻟـﻨـﻌـﻤـﺔ وﺗـﻄـﻮر اﻷﺣـــﺪاث وﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ اﻟــﺤــﻞ ﺑــﻈــﻬــﻮر ﺧــﺒــﻴــﺮ اﻟــﻮﻗــﺖ واﻟــﻤــﺴــﺆول ﻋــﻦ ﺑـــﺮج اﻟـﺴـﺎﻋـﺔ ”اﻟــﻔــﻨــﺎن ﺟــﺎﺳــﻢ اﻷﻧـــﺼـــﺎري“واﻟــــﺬي ﻳــﻘــﺪم ﻟـﻬـﻢ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻓــﻴــﻐــﻴــﺮ ﻣـــﺠـــﺮﻳـــﺎت اﻷﺣـــــﺪاث ﺣــﻴــﺚ ﻳـﻌـﻄـﻴـﻬـﻢ درﺳـــــﺎ ﺣــﻮل ﺿﺮورة اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ وﻋــــــﺪم ﺗــﻀــﻴــﻴــﻌــﻪ، ﻓـﻴـﻠـﺨـﺺ ﻓـــــﻜـــــﺮة اﻟــــﻌــــﻤــــﻞ وﻓــﻠــﺴــﻔــﺘــﻪ ﺑــــــﺎﻹﺷــــــﺎرة إﻟــــــﻰ أﻫـــﻤـــﻴـــﺔ ﻣــﺎ ﺗﻨﺎﻗﺶ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣـــﺠـــﻤـــﻮﻋـــﺔ ﻣـــــﻦ اﻟــــﻌــــﺒــــﺎرات اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ اﻷﻃﻔﺎل ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺘــﻔــﻜــﻴــﺮ ﻓـــﻲ ﻣـﻌـﺎﻧـﻴـﻬـﺎ اﻟـــﻤـــﺴـــﺘـــﺘـــﺮة. وﺑــــﺬﻟــــﻚ ﺗـﻌـﻤـﻞ اﻟـﻤـﺴـﺮﺣـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻧـﺸـﺮ اﻟـﻮﻋـﻲ ﻟﺪى اﻷﻃﻔﺎل وﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ إدارة اﻟﻮﻗﺖ وﺗﻨﻈﻴﻤﻪ واﻻﺑــﺘــﻌــﺎد ﻋــﻦ ﻛــﻞ ﻣــﺎ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﻟــﻠــﻜــﺴــﻞ واﻟـــﻠـــﻬـــﻮ واﻟـــﺨـــﻤـــﻮل، وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺟﺬب اﻟﻄﻔﻞ إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣــﺎ ﻳــﻔــﻴــﺪه وﻳــﺜــﺮي ﻣــﻌــﺎرﻓــﻪ، إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺣﺜﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺨﻴﺎل.

ﺟﻤﻞ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ

ﻧﺠﺢ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺟﺬب ﻋﻴﻦ اﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﺧـﻼل اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻋــﻨــﺎﺻــﺮ اﻹﺑــــﻬــــﺎر اﻟــﺒــﺼــﺮي، ﺣـﻴـﺚ ﻣــﺰج ﺑـﻴـﻦ ﺧــﻴــﺎل اﻟﻈﻞ وﻣﺴﺮح اﻟﺤﻜﻮاﺗﻲ، ﻓﺎﺳﺘﺨﺪم اﻟﻤﺨﺮج ﺑﺒﺮاﻋﺔ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺧﻴﺎل اﻟــﻈــﻞ، ﺑــﺎﻟــﺘــﺰاﻣــﻦ ﻣــﻊ إﺿـــﺎءة ﺗــﻢ ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣــﺪروس ﻣــــﺎ ﺳـــﺎﻫـــﻢ ﻓــــﻲ إﺑــــــــﺮاز دور اﻟـــﻔـــﻨـــﺎﻧـــﻴـــﻦ واﻟــــﺮﺳــــﺎﻟــــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳــﺴــﻌــﻮن ﻟــﺘــﻘــﺪﻳــﻤــﻬــﺎ، وﻛــﺬﻟــﻚ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﻓـﻜـﺮة اﻟـﻌـﻤـﻞ ﺑـﺪﺧـﻮل اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮﻳــﻦ ﻣــﻤــﻦ ﻟـــﻢ ﻧــﺮاﻫــﻢ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﺰ اﻟﺨﻄﺮ وﻫﻢ ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ أﺷﻴﺮ ﻟﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣﺠﺮد ﺧــﻴــﺎﻻت، ﻛﻤﺎ ﻗﺼﺪ اﻟﻤﺨﺮج اﻟـﺘـﺄﻛـﻴـﺪ ﻋـﻠـﻰ ﺗــﻜــﺮار اﻟﻤﺼﻴﺮ ﻟــﻜــﻞ ﻣـــﻦ ﻳــﻘــﻊ ﻓـــﻲ ﺷـــﺮك أم اﻟــﻠــﻬــﻮ. وﻟــﻌــﻞ أﻫــــﻢ ﻣـــﺎ ﻳﻤﻴﺰ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗــﺪور ﺣﻮل ﺣــﻜــﺎﻳــﺔ أﺷـــﺒـــﻪ ﺑــﻤــﺎ ﻧـــــﺮاه ﻓـﻲ ﻋﻮاﻟﻢ اﻷﺣــﻼم، إﻻ أن ﺣﻜﺎﻳﺔ اﻟﻨﺺ اﻟﻤﺴﺮﺣﻲ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﺴﻠﻜﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﻧﻜﻬﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣــــﻦ اﻟــﻤــﻔــﺎﻫــﻴــﻢ اﻷﺧـــﻼﻗـــﻴـــﺔ واﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ، واﻟﺘﻲ ﻋﻤﺪ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣــﺆﻟــﻒ اﻟـﻤـﺴـﺮﺣـﻴـﺔ إﻟــﻰ ﺟﻌﻞ ”ﻣـﺤـﻤـﺪ“ﻳﻌﻴﺶ ﻋـﺎﻟـﻤـﺎ آﺧـﺮ ﻣـــــﻦ اﻟـــﻔـــﻀـــﺎﺋـــﻞ ﻣـــــﻦ ﺧـــﻼل ﺗــﻌــﺎﻣــﻠــﻪ ﻣــــﻊ ﺳـــﻜـــﺎن ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ اﻷﺣـــــﻼم، واﻛــﺘــﺸــﺎﻓــﻪ ﻟﻤﻌﺎﻧﻲ اﻟـــﺨـــﻴـــﺮ واﻟـــــﺸـــــﺮ واﻟـــﺘـــﺴـــﺎﻣـــﺢ واﻟــﺤــﺐ، ﺑـﻤـﺴـﺎﻧـﺪة ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻸذى ﻣﻦ ﻗــﺒــﻞ أم اﻟــﻠــﻬــﻮ ﺑـﺤـﻴـﺚ ﺗﻌﻜﺲ ردود أﻓــﻌــﺎﻟــﻬــﻢ دﻓـــﻊ اﻟـﻄـﻔـﻞ ﻟﻠﺘﻔﻜﺮ واﻟـﺘـﻌـﻠـﻢ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ، وﻓﻲ ذات اﻟﻮﻗﺖ ﻳﺒﺪع اﻟﻔﻨﺎن ﺟـــﺎﺳـــﻢ اﻷﻧـــــﺼـــــﺎري ﻛــﻌــﺎدﺗــﻪ ﻓـﻴـﻌـﻤـﺪ إﻟــــﻰ ﺗـﻠـﺨـﻴـﺺ ﻓـﻜـﺮة اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻤﻞ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ اﻟﻤﺒﻄﻨﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻧﻲ واﻟــﺘــﻲ ﺗــﺪﻓــﻊ اﻟـﻄـﻔـﻞ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻐﺬى اﻟﻌﻤﻞ.

ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻛﺮﺗﻮﻧﻴﺔ

وﻳــﻤــﻴــﺰ اﻟــﻤــﺴــﺮﺣــﻴــﺔ أﻳــﻀــﺎ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﺘﻨﺎول أﺣـﺪاﺛـﻬـﺎ ﺿﻤﻦ إﻃـــﺎر ﻛـﻮﻣـﻴـﺪي ﻣــﺸــﻮق ﺑﻌﻴﺪا ﻋـــﻦ اﺣــﺘــﻮاﺋــﻬــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﻣـﺸـﺎﻫـﺪ اﻟﺘﺨﻮﻳﻒ أو اﻟﻘﺘﻞ أو اﻷﺷﻜﺎل اﻟـﻤـﻨـﻔـﺮة، ﺑــﻞ إﻧـﻬـﺎ ﻟـﺠـﺄت إﻟﻰ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻣﺤﺒﺒﺔ اﻟﺸﻜﻞ ﻟﺪى اﻷﻃــﻔــﺎل، ﺣـﻴـﺚ ﺟـــﺎءت أﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻜﺮﺗﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺷﺎﻗﺔ واﻹﺗﻴﺎن ﺑـﺤـﺮﻛـﺎت ﻛـﻮﻣـﻴـﺪﻳـﺔ، وﻳﻌﺘﻤﺪ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﻢ واﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﻠﻢ اﻷﻃﻔﺎل ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟــﺤــﺐ واﻟــﺘــﺴــﺎﻣــﺢ واﻻﻋــﺘــﻤــﺎد ﻋﻠﻰ اﻷﺧﻼق ﻓﻲ ﻛﺴﺐ اﻷﻋﺪاء ﻗﺒﻞ اﻷﺻﺪﻗﺎء، وﻗﺪ اﻋﺘﻤﺪت اﻟـﺤـﻜـﺎﻳـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺧﻴﻄﻲ اﻟﺨﻴﺮ واﻟـــــﺸـــــﺮ ﻛـــﻄـــﺮﻓـــﻲ ﻟـــﻠـــﺼـــﺮاع اﻟــــﺪراﻣــــﻲ إﻟــــﻰ ﺟــﺎﻧــﺐ ﻋـﻼﻗـﺔ ﻣـﺤـﻤـﺪ ﺑــﺮﻓــﻘــﺎﺋــﻪ ﻓــﻲ ﻃـﺮﻳـﻖ ﻓﻘﺪاﻧﻬﻢ ﻟﻌﺎﻟﻤﻬﻢ واﺳﺘﺒﺪاﻟﻪ ﺑــﻌــﺎﻟــﻢ آﺧــــﺮ ﺗــﻤــﺖ اﻟـﺴـﻴـﻄـﺮة ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ وﻫﻮ ﻋــﺎﻟــﻢ اﻟــﻠــﻬــﻮ، ﻟــﻴــﺘــﻀــﺢ ﺑــﺬﻟــﻚ ﻋــﺎﻟــﻢ ﻣـﺘـﻌـﺪد اﻷوﺟــــﻪ ﻳـﺤـﻮي اﻟــﺤــﻜــﻴــﻢ واﻟـــﺜـــﺮﺛـــﺎر واﻟـــﺸـــﺮه ﻟﻠﻄﻌﺎم، وﻓـﺎﻗـﺪ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺬاﺗﻪ، وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﺻﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺘﻆ ﺑﻬﺎ اﻟﺤﻴﺎة.

ﺷﺒﻜﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت

إن ﺷــﺒــﻜــﺔ اﻟـــﻌـــﻼﻗـــﺎت ﻓـﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﺗﻤﺘﺪ ﻟـﺘـﺸـﻤـﻞ ﻋـــﺪة ﻧـــــﻮاح، وﺗـﻨـﺎﻗـﺶ ﻋــــــﺪة ﻣــــﻮﺿــــﻮﻋــــﺎت، ﺗــﺘــﻮﺣــﺪ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺠﻤﺎل اﻟﺮوﺣﻲ اﻟﻌﻤﻴﻖ اﻟﺬي ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة ﺧﺒﻴﺮ اﻟــﻮﻗــﺖ، اﻟـــﺬي ﻳﻨﺼﺤﻪ ﺑــﺎﺳــﺘــﻐــﻼل اﻟـــﺰﻣـــﻦ ﻟـﺼـﺎﻟـﺤـﻪ ﻓﻴﺨﺘﺎر ﻣﺤﻤﺪ أﻻ ﻳـﺄﺧـﺬ ﻛﻞ اﻟــﻮﻗــﺖ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑــﻞ ﻳـــﻮزع ﻋﻠﻰ أﺻــــﺪﻗــــﺎﺋــــﻪ ﻟـــﻴـــﺴـــﺎﻋـــﺪوه ﻓــﻲ اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻦ ﻣﺒﺪأ ”اﻻﺗﺤﺎد ﻗﻮة“، وﻫﻨﺎ وﺟﺐ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﺑﻬﺬه اﻟـﺼـﻴـﻐـﺔ وﺻـﻨـﻌـﻬـﺎ ﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﺤﻤﺪ اﻟـﻮاﺛـﻖ ﺑﻨﻔﺴﻪ، واﻟــﺬي ﻳﻘﻒ ﺑﺼﻼﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻤﺘﻐﻴﺮات، وﺻﻼﺑﺔ أﻛﺒﺮ أﻣﺎم اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﻓﻲ دﻓﺎﻋﻪ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻤﻪ اﻟﻮاﻗﻌﻲ اﻟـــﺬي ﺗــﺤــﺎول أم اﻟـﻠـﻬـﻮ ﺟﺬﺑﻪ ﻣﻨﻪ، أﻣﺮ ﻳﻌﻠﻢ أﻃﻔﺎﻟﻨﺎ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺪﻓـﻊ اﻹﻧـﺴـﺎن ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻤﻐﺮﻳﺎت، ﻓﻲ وﻗﺖ ﻧﺠﺪ ﻓﻴﻪ أن اﻟﺨﻴﺮ ﻗﻮة ﻛﺒﻴﺮة ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟــﺪﻓــﺎع ﻋــﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ، وﺟﻌﻞ اﻟﺤﻴﺎة أﺟﻤﻞ ﻣﻤﺎ ﻫﻲ ﻋـﻠـﻴـﻪ ﻣــﻦ ﺧـــﻼل ﻗـــﻮة اﻟــﺪﻓــﺎع ﻋـﻨـﻬـﺎ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻓــﻲ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﺑﺄﻓﻜﺎر ﻣﺠﺴﺪة أﻣﺎم اﻷﻃﻔﺎل، ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺮوح اﻟـــﺘـــﻌـــﺎون ﺑـــﺈﻋـــﻼن اﻷﺻـــﺪﻗـــﺎء ﻻﻧﺘﺼﺎرﻫﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮ ﺑﺠﻤﻴﻊ أﺷﻜﺎﻟﻪ.

دﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ اﻟﺪﻳﻜﻮر

ﺳﺎﻋﺪ اﻟﺪﻳﻜﻮر ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ رؤﻳــﺔ اﻟـﻤـﺨـﺮج ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺟــﺰءاً أﺳــﺎﺳــﻴــﺎ ﻓــﻲ ﻣــﺴــﺮح اﻟـﻄـﻔـﻞ، ﻳﺴﺎﻋﺪ اﻷﻃــﻔــﺎل ﻓـﻲ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻜﺎن واﻟﺰﻣﺎن اﻟﻠﺬﻳﻦ ﺗــــﺠــــﺮي ﻓــﻴــﻬــﻤــﺎ اﻷﺣـــــــــﺪاث، وﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟـﻘـﻮل إن اﻟﺪﻳﻜﻮر ﻓـﻲ ﻫــﺬه اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ اﻛﺘﻤﻠﺖ وﻇــﻴــﻔــﺘــﻪ ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ ﺣـــﻘـــﻖ ﻣــﺎ أراده اﻟـــﻤـــﺨـــﺮج ﻣــــﻦ إﺑــﻬــﺎر ﺟـــﺬب إﻟــﻴــﻪ اﻷﻃــﻔــﺎل ﺑـﺄﻟـﻮاﻧـﻪ وﺣﺮﻛﺎﺗﻪ اﻟﺴﻠﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ اﻟـﻤـﻨـﺎﻇـﺮ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺑﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﻋــﺎﻟــﻴــﺔ وﺳـــﺮﻋـــﺔ ﺑــﺎﻟــﻐــﺔ. ﻛـﻤـﺎ اﻋـﺘـﻤـﺪ اﻟـﻤـﺨـﺮج ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻃـﺮح ﻣﻨﻬﺞ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﻬﺎر ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺪة وﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻷزﻳﺎء، ﺣﻴﺚ أﻋﻄﻰ ﻛــﻞ ﻣــﻦ اﻟــﻤــﻜــﻴــﺎج واﻟــﻤــﻼﺑــﺲ ﺑــﻌــﺾ اﻟــﺸــﺨــﺼــﻴــﺎت أﺷـــﻜـــﺎﻻً ﺟﺬاﺑﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻷﻃﻔﺎل، ﻣـــﺎ ﻫــﻴــﺄﻫــﻢ ﻟـﺘـﻘـﺒـﻞ اﻟـﻨـﺼـﺎﺋـﺢ اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ ﻣﻦ ﺧـﻼل اﻟﻌﻤﻞ ﺑـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ ﻏـﻴـﺮ ﻣــﺒــﺎﺷــﺮة. ﻛﻤﺎ اﺳـــﺘـــﺨـــﺪم اﻟـــﻤـــﺨـــﺮج اﻟــﻌــﺪﻳــﺪ ﻣــــﻦ اﻟـــﺤـــﻴـــﻞ اﻟـــﺘـــﻲ ﺳـــﺎﻋـــﺪت ﻋــﻠــﻰ إﺑــﻬــﺎر اﻟــﻄــﻔــﻞ وﺟـﺬﺑـﺘـﻪ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺣﻜﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣـــــﺪاث ﺑــﻄــﺮﻳــﻘــﺔ ﺻـﻮﺗـﻴـﺔ، ﻛــﻤــﺎ اﺳــﺘــﺨــﺪم ﺗــﻘــﻨــﻴــﺔ ﺧــﻴــﺎل اﻟــﻈــﻞ، ﺑــﺎﻹﺿــﺎﻓــﺔ إﻟـــﻰ ﺑﻌﺾ اﻷﻏــــﺎﻧــــﻲ اﻟــﻤــﻮﻇــﻔــﺔ ﺗــﻮﻇــﻴــﻔــﺎً دراﻣــــﻴــــﺎ، ﺣــﻴــﺚ ﺗــﺴــﺎﻋــﺪ ﻋﻠﻰ ﺗـــــﻄـــــﻮر اﻟــــــﺤــــــﺪث وﺗـــﻘـــﺪﻣـــﻪ ﻟــﻸﻣــﺎم ﻓــﺄﺗــﺖ ﻣﻜﻤﻠﺔ ﻟﻠﻨﺺ اﻷﺻــﻠــﻲ، اﻷﻣـــﺮ اﻟـــﺬي ﺟــﺬب إﻟــﻴــﻪ اﻷﻃــــﻔــــﺎل، وﻋــﻤــﻞ ﻋﻠﻰ ﻣــﺴــﺎﻋــﺪﺗــﻬــﻢ ﻋــﻠــﻰ أن ﺗـﺼـﻞ إﻟﻴﻬﻢ ﻓﻜﺮة اﻟﻌﺮض.

إﻳﻘﺎع ﺳﺮﻳﻊ

ﻓﻴﻤﺎ ﺣـﺎول اﻷداء اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻲ أن ﻳﺼﻨﻊ ﺟــﺴــﺮا ﺑـﻴـﻦ ﻣﻨﺼﺔ اﻟـﻌـﺮض واﻷﻃــﻔــﺎل ﻣـﻦ ﺧﻼل اﻹﻳﻘﺎع اﻟﺴﺮﻳﻊ اﻟـﺬي اﻋﺘﻤﺪت ﻋـﻠـﻴـﻪ ﺷـﺨـﺼـﻴـﺎت اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ واﻟــــــﺘــــــﻲ ﺗــــﻤــــﻴــــﺰت ﺑـــﺴـــﺮﻋـــﺔ اﻟــﺒــﺪﻳــﻬــﺔ، ﻣـــﺎ ﺟــﻌــﻞ اﻷﻃــﻔــﺎل ﻳــﺰداد إﻋﺠﺎﺑﻬﻢ وﺗﻌﻠﻮ ﺻﻮت ﺿﺤﻜﺎﺗﻬﻢ ﺑﻨﺸﺎط اﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻦ وﺣــﺮﻛــﺎﺗــﻬــﻢ اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮة داﺧـــﻞ اﻟﻌﺮض اﻟﻤﺴﺮﺣﻲ.