ﻧﻈﺮة اﻟﺸﻔﻘﺔ ﺗﺆذي ﻣﺸﺎﻋﺮ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ
اﻟﺪوﺣﺔ - :] ﻗﺎل اﻟﺪاﻋﻴﺔ اﻟﺸﻴﺦ أﺣﻤﺪ اﻟﺒﻮﻋﻴﻨﻴﻦ إن ﺑﻌﺾ أﻓـــﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﺮﺗﻜﺒﻮن ﺧﻄﺄ ﻛﺒﻴﺮا ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷﺷﺨﺎص ذوي اﻹﻋــﺎﻗــﺔ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻳـﻨـﻈـﺮون إﻟـﻴـﻬـﻢ ﻧـﻈـﺮة ﺗـﻌـﺒـﺮ ﻋــﻦ اﻟﺸﻔﻘﺔ ﻋــﻠــﻴــﻬــﻢ وﻫـــــﻮ ﻣــــﺎ ﻳــﺘــﺴــﺒــﺐ ﻓـﻲ إﻳﺬاء ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ، ﻏﻴﺮ ﻣﺪرﻛﻴﻦ ﺑــﺄن ذوي اﻹﻋــﺎﻗــﺔ أﻧــﺎس ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺣـﺴـﺎﺳـﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ اﻟﻮﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﺼّﺮف واﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ.
وأﺷـــــــــــــﺎر ﻓـــﻀـــﻴـــﻠـــﺔ اﻟـــﺸـــﻴـــﺦ أﺣـــﻤـــﺪ اﻟــﺒــﻮﻋــﻴــﻨــﻴــﻦ ﻓـــﻲ ﺧـﻄـﺒـﺔ اﻟـﺠـﻤـﻌـﺔ اﻟــﺘــﻲ أﻟـﻘـﺎﻫـﺎ أﻣــﺲ إﻟـﻰ أن اﻷﺷــــﺨــــﺎص ذوي اﻹﻋـــﺎﻗـــﺔ ﻳــﺤــﺘــﺎﺟــﻮن إﻟــــﻰ ﻋــﻨــﺎﻳــﺔ ﺧــﺎﺻــﺔ ﺗـــﺨـــﺘـــﻠـــﻒ ﻋـــــﻦ ﺑــــﺎﻗــــﻲ اﻷﻓــــــــﺮاد اﻷﺻّﺤﺎء ﻧﻈﺮاً ﻟﻔﻘﺪﻫﻢ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄﻧﺸﻄﺘﻬﻢ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻛﺒﺎﻗﻲ اﻟﺒﺸﺮ.
وأوﺿـــﺢ أن اﻹﻋــﺎﻗــﺎت أﻧــﻮاع ﻓــﻤــﻨــﻬــﺎ اﻟـــﺤـــﺮﻛـــﻴـــﺔ، اﻟــﺤــﺴــﻴــﺔ، اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ وﺗﺨﺘﻠﻒ اﻷﺳـﺒـﺎب اﻟﺘﻲ أدت ﻟـــﺤـــﺪوث ﺗــﻠــﻚ اﻹﻋـــﺎﻗـــﺎت ﻛـــﺎﻟـــﺤـــﺎﻻت اﻟـــﻮراﺛـــﻴـــﺔ، ﻏــﻴــﺮ أن اﻟــﻌــﻠــﻢ ﺗــﻤــﻜــﻦ ﺑــﻔــﻀــﻞ اﷲ ﻣـﻦ إﻳــــﺠــــﺎد اﻛـــﺘـــﺸـــﺎﻓـــﻬـــﺎ ﻣــــﻦ ﺧـــﻼل ﺑﺎﻟﻔﺤﺺ ﻗﺒﻞ اﻟـــﺰواج وﻣــﻦ ﺛﻢ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻳﺠﺎد ﻋﻼج ﻟﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﺧـﻔـﻒ ﻣــﻦ اﻹﺻــﺎﺑــﺔ ﺑــﺎﻹﻋــﺎﻗــﺎت اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﻞ اﻟـﻮراﺛـﺔ إذا ﻣﺎ ﺗﻢ إﺟﺮاء اﻟﻔﺤﻮﺻﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺰواج.
وأﺷـــــــــــﺎر إﻟــــــــﻰ أﻧــــــــﻪ ﺑـــﺨـــﻼف اﻹﻋﺎﻗﺎت اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﻮراﺛﺔ أو اﻹﺻــﺎﺑــﺔ ﺑــﺎﻷﻣــﺮاض ﻓــﺈن ﻫﻨﺎك أﻋﺎﻗﺎت ﻧﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﺤﻮادث.
وأﺷــــــــــــــــﺎر إﻟـــــــــــﻰ أن ﺑـــﻌـــﺾ اﻷﺷـــﺨـــﺎص اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳــﻌــﺎﻧــﻮن ﻣﻦ اﻹﻋـــﺎﻗـــﺔ اﻟــﻌــﻘــﻠــﻴــﺔ ﻳـــﻌـــﺎﻧـــﻮن ﻣـﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓــﻲ اﻹﻳــــﻮاء ﻣــﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻋـــﺮﺿـــﺔ ﻟــﻠــﺴــﺨــﺮﻳــﺔ ﻣـــﻦ ﺟــﺎﻧــﺐ اﻟـﺒـﻌـﺾ ﻛـﻤـﺎ أن ﻣــﻦ ﺑـﻴـﻦ ذوي اﻹﻋـﺎﻗـﺔ اﻟﻤﻜﻔﻮﻓﻴﻦ، وﻫــﺆﻻء ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن اﻟﺘﺤﺮك ﺑﻤﻔﺮدﻫﻢ وﻛـــــﺬﻟـــــﻚ اﻟـــﻤـــﻘـــﻌـــﺪﻳـــﻦ اﻟــــﺬﻳــــﻦ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮن اﻟﻜﺮاﺳﻲ اﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻘﻼﺗﻬﻢ وﻫــﺆﻻء ﻳﻮاﺟﻬﻮن ﺻـﻌـﻮﺑـﺎت ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓـﻲ ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻬﻢ إذا ﻟﻢ ﻳﺠﺪوا اﻟﻄﺮق اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻬﻞ ﻋــﻠــﻴــﻬــﻢ ﺣـــﺮﻛـــﺘـــﻬـــﻢ. وأوﺿــــﺢ اﻟــﺒــﻮﻋــﻴــﻨــﻴــﻦ أن ﻫــﻨــﺎك ﻗـﺼـﺼـﺎً ﻛـــﺜـــﻴـــﺮة ﻷﺷــــﺨــــﺎص ﻣــــﻦ ذوي اﻹﻋــﺎﻗــﺔ ﺗـﻤـﻴـﺰوا وﻛــﺎن ﻟﻬﻢ أﺛﺮ ﻛــﺒــﻴــﺮ ﻓـــﻲ اﻟــﻤــﺠــﺘــﻤــﻊ أﻛــﺜــﺮ ﻣـﻦ اﻷﺻﺤﺎء وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ ﻛﺘﺎب اﷲ.
واﺳﺘﺸﻬﺪ اﻟﺨﻄﻴﺐ ﺑﺎﻟﺸﺎب ﻏﺎﻧﻢ اﻟﻤﻔﺘﺎح ﻗﺎﺋﻼ: ﻟﻘﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﻏــــﺎﻧــــﻢ اﻟـــﻤـــﻔـــﺘـــﺎح ﻗـــﺒـــﻞ ﻳــﻮﻣــﻴــﻦ ﻳﺘﺤﺪث ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٥ ﺷﺨﺺ وﻳﺬﻛﺮ ﻟﻬﻢ ﻗﺼﺘﻪ ﻣﻊ اﻹﻋﺎﻗﺔ، وﻛــــﻴــــﻒ ﻧـــﺠـــﺢ ﻓـــــﻲ ﺗـــﺠـــﺎوزﻫـــﺎ وﻣﻮﻗﻒ واﻟﺪﺗﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺧﺒﺮﻫﺎ اﻷﻃﺒﺎء ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﺨﺮج إﻟـﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣــﻌــﺎﻗــﺎ وﻛــﻴــﻒ أﻧـــﻪ ﻗـــﺎم ﺑــﺈﺟــﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ ﺣﺎﻟﺘﻪ، وﻧــﺼــﻴــﺤــﺘــﻪ ﻟـــﻸﺻـــﺤـــﺎء اﻟـــﺬﻳـــﻦ أﻋــﻄــﺎﻫــﻢ اﷲ ﺗـــﺒـــﺎرك وﺗــﻌــﺎﻟــﻰ اﻟـﻨـﻌـﻢ اﻟـﺠـﺴـﺪﻳـﺔ ﺳــﺎﺋــﻼ إﻳــﺎﻫــﻢ.. أﻳـــﻦ اﻟــﻄــﻤــﻮح وأﻳــــﻦ ﺷــﻜــﺮ ﻫــﺬه اﻟﻨﻌﻢ؟.
وﻗــﺎل: إن ﻏﺎﻧﻢ ﺷـﺎب ﻣﺘﻔﻮق ﻣــﺆﺛــﺮ ﻟــﺪﻳــﻪ ﻃــﻤــﻮح وﻟــــﻢ ﺗـﻘـﻒ اﻹﻋــــﺎﻗــــﺔ ﻋـــﺎﺋـــﻘـــﺎ أﻣــــــﺎم رﻏــﺒــﺘــﻪ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﻣﻮاﺻﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻫﻮ رﻏﻢ إﻋﺎﻗﺘﻪ ﻳـﺮّدد داﺋﻤﺎً: أﺷﻜﺮ اﷲ اﻟﺬي أﻋﻄﺎﻧﻲ ﻫﺬه اﻟﻨﻌﻢ.
وﻗـــﺎل: إن اﻹﻋــﺎﻗــﺔ ﻻ ﺗﻌﺎﻧﻲ أﺑـــﺪا اﻟـﺠـﻠـﻮس واﻟــﻜــﺴــﻞ، ﻣـﺸـﻴـﺮاً إﻟــــــﻰ أن ﻛـــﺜـــﻴـــﺮا ﻣــــﻦ اﻟــﻌــﻠــﻤــﺎء واﻟـــﻤـــﻔـــﻜـــﺮﻳـــﻦ واﻷدﺑــــــــــﺎء ﻛـــﺎﻧـــﻮا أﺻــﺤــﺎب إﻋــﺎﻗــﺎت ﻟـﻜـﻦ ذﻟــﻚ ﻟﻢ ﻳـﺜـﻨـﻴـﻬـﻢ ﻋــﻦ ﻣــﻤــﺎرﺳــﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﺑﻞ واﻹﺳـﻬـﺎم ﻓﻲ ﻧــﻬــﻀــﺔ ﻣـﺠـﺘـﻤـﻌـﺎﺗـﻬـﻢ وإﺛــﺮاﺋــﻬــﺎ ﺑﺠﻬﻮدﻫﻢ.