اﻟـﻘـّﺮاء ﻻ ﻳﻬﺎب اﻟﻤﻐﺎﻣﺮة واﻟﺘﻤﺤﻴﺺ

اﻟﺨﻠﻔﺎوي ﻳﺴﻌﻰ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺟﻴﻞ ﻣـﻦ

اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ اﻟﺨﻔﻴﺔ

ﺻـﺎﺣـﺐ ﻛـﺘـﺎب »اﻟـﻌـﺘـﺒـﺎت« ﻳﺴﻌﻰ ﺟـــﺎﻫـــﺪا إﻟـــﻰ ﺟـــّﺮ اﻟـــﻘـــﺮاء »اﻟــﻌــﻘــﻼء« إﻟـﻰ ﻓﻀﺎء ﻗﺼﻴﺪ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ واﻗﺘﻨﺎص اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ اﻟﺨﻔﻴﺔ واﻟﻐﺎﻳﺎت اﻟﻤﺒﻄﻨﺔ وﻓــــــﻚ اﻟـــﻄـــﻼﺳـــﻢ وﻋــــــﺮض ﺟـﻤـﻴـﻊ اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت، ﻓﻼ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﻗﺮاءة ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑــﺎﻟــﻮﻗــﻮف ﻋـﻨـﺪ اﻟــﻈــﺎﻫــﺮ، واﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑــﺎﻟــﻤــﻜــﺸــﻮف، وﺗــﺜــﺒــﻴــﺖ اﻟـﻤـﺴـﻠـﻤـﺎت واﻟﻴﻘﻴﻨﻴﺎت.اﻟﻘﺮاءةاﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔواﻟﻮاﻋﻴﺔ واﻟﻤﻘﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﺤ ّﺚ اﻟﺨﻠﻔﺎوي اﻟﻘ ّﺮاء ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎرﺳﺘﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻧﻮاﻣﻴﺲ وﺷﺮوط وﻃﻘﻮس ﻻ ﻳﻘﺪر ﻋﻠﻴﻬﺎ إﻻ ﻣﻦ ﻗﻀﻰ ﻋﻤﺮه ﻓﻲ اﻟﺘﻤﺤﻴﺺ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻮص اﻟــﺘــﺮاﺛــﻴــﺔ، وﺧــﺒــﺮ ﺟــﻮﻫــﺮ اﻟﺘﺸﻜﻴﻞ واﻟﺘﻤﺜﻴﻞ واﻟﺘﻘﺮﻳﺮ واﻟﺘﺄوﻳﻞ، وﺗﺠﺸﻢ ﻋﻨﺎء اﻻﺳﺘﻘﺼﺎء!

وﻟﻌﻞ ﻗﻴﻤﺔ ﻛﺘﺎب »اﻟﻌﺘﺒﺎت« ﺗﻜﻤﻦ ﻓـﻲ ﻣـﻤـﺎرﺳـﺔ ﻟﻌﺒﺔ اﻟـﻜـﺸـﻒ، وﻫﺘﻚ اﻟﻤﺴﺘﻮر، وﺗﻤﺰﻳﻖ اﻟﺤﺠﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮل دون إدراك ﺟﻠﻴﻞ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ واﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻓﻲ إﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ. ﻓﻌﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺒﻴﻦ أﺛﺮ »وﻃﺄة ﺳﻨﻦ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ« ﻋﻠﻰ اﻟـﻜـﺘـﺎب، وإدراك أﻫﻤﻴﺔ ﻣﺤﺎوﻻت اﻟﺘﻤﺮد ﻋﻠﻴﻬﺎ، وﻓﻀﺢ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، وﺑﻴﺎن أﺳﺎﻟﻴﺐ اﺳﺘﺪراج اﻟﻘﺮاء وﻏﻮاﻳﺘﻬﻢ واﻹﻳﻘﺎع ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺷﺮاك ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺧﻄﻮرﺗﻬﺎ إﻻ ﻣـﻦ أﻓﻨﻰ اﻟﻌﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺮ واﻟﻨﺒﺶ، ﻳﺤﺎول اﻟﺨﻠﻔﺎوي ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺟﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء اﻟﺠﺪد اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻬﺎﺑﻮن اﻟﻤﻐﺎﻣﺮة واﻟﺘﻤﺤﻴﺺ ﻻ ﻓﻲ ﻣﺘﻦ اﻟﻨﺼﻮص ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﻓﻲ ﻋـﺘـﺒـﺘـﻲ اﻟـــﺪﺧـــﻮل واﻟــــﺨــــﺮوج، وﻫـﻤـﺎ اﻟﻤﻘﺪﻣﺎت واﻟﺨﻮاﺗﻴﻢ، واﻻﻧـﺼـﺮاف إﻟـــــﻰ ﺗــﺒــﺼــﺮ ﻣـــﺮﺗـــﻜـــﺰات اﻟــﺨــﻄــﺎب اﻟﺘﻘﺪﻳﻤﻲ واﻟﺨﻄﺎب اﻟﺨﺘﺎﻣﻲ.

ﻛﻠﻴﻠﺔ ودﻣﻨﺔ

ﻳــﻔــﺘــﺘــﺢ اﻟـــﺒـــﺎﺣـــﺚ ﻓــﺼــﻞ »ﻛـﻠـﻴـﻠـﺔ ودﻣﻨﺔ« ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﻜﻤﻠﺔ ﻟﻤﺆﻟﻔﻪ اﺑﻦ اﻟﻤﻘﻔﻊ وردت ﻓـﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ وﻓــﻲ ﺑﺎب »ﻋﺮض اﻟﻜﺘﺎب«، وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻷﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻧﻮردﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ: »أول ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻤﻦ ﻗــﺮأ ﻫــﺬا اﻟﻜﺘﺎب أن ﻳـﻌـﺮف اﻟـﻮﺟـﻮه اﻟﺘﻲ وﺿﻌﺖ ﻟﻪ واﻟﺮﻣﻮز اﻟﺘﻲ رﻣﺰت ﻓـﻴـﻪ وﻋــﻠــﻰ أﻳـــﺔ ﻏــﺎﻳــﺔ ﺟـــﺮى ﻣﺆﻟﻔﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺴﺒﻪ إﻟﻰ اﻟﺒﻬﺎﺋﻢ وأﺿﺎﻓﻪ إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﺼﺢ وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷوﺿﺎع اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﻬﺎ أﻣـﺜـﺎﻻ، ﻓـﺈن ﻗﺎرﺋﻪ ﻣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳـﺪر ﻣﺎ أرﻳـﺪ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ وﻻ أي ﺛﻤﺮة ﻳﺠﺘﻨﻲ ﻣﻨﻬﺎ وﻻ أي ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻘﺪﻣﺎت ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﻪ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب«. واﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻷن ﻻﺑــﻦ اﻟﻤﻘﻔﻊ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﺘﺴﻠﻴﺔ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎرئ أن ﻳﺘﻨﺒﻪ ﻟﻪ ﺧﻼل ﻗﺮاءﺗﻪ ﻟﻬﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﺣﻜﺎﻳﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﻟﺴﻨﺔ اﻟﺒﻬﺎﺋﻢ.

اﻟـﻤـﻄـﻠـﻮب إذن ﻣــﺠــﺎوزة أﺣـﻜـﺎم اﻟـﻘـﺮاءة ﻟﻠﻈﺎﻫﺮ إﻟـﻰ أﺣﻜﺎم اﻟﻘﺮاءة ﻟﻠﺒﺎﻃﻦ. ﻓﻌﻠﻰ اﻟــﻘــﺎرئ أن ﻳﻌﻠﻢ أن ﻟــﻪ ﺧـﺒـﻴـﺌـﺎ وأن ﻳـﻠـﺘـﻤـﺲ ﻋــﻠــﻢ ذﻟــﻚ. ﺗﻔﺼﺢ ﻫﺬه اﻟﻘﺮاءة ﻋﻦ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ ﺗﺘﻌﺎﻟﻖ ﺣﻠﻘﺎﺗﻬﺎ. اﻟﻔﻬﻢ وﺣﺎﺻﻠﻪ اﻟﻤﻌﻨﻰ. اﻟﺤﻠﻘﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﻌﺒﺮة ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ إﺧﻀﺎع ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ ﻟﻤﻌﻴﺎر ﻗﻴﻤﻲ ﻣﻌﺮﻓﻲ أو ﺧﻠﻘﻲ. ﺛﻢ اﻟﺤﻠﻘﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ وﻫﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ ﻣﺒﺪأ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻮك ﺣﺜﺎًوﻛﻴﻔﺎً. ﻳﻘﻮل اﺑﻦ اﻟﻤﻘﻔﻊ »ﺛﻢ إن اﻟﻌﺎﻗﻞ إذا ﻓﻬﻢ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب وﺑﻠﻎ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﻠﻤﻪ ﻓﻴﻪ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ أن ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﻟﻴﻨﺘﻔﻊ ﺑﻪ وﻳـﺠـﻌـﻠـﻪ ﻣــﺜــﺎﻻ ﻻ ﻳـﺤـﻴـﺪ ﻋــﻨــﻪ«. إن ﻫــﺬه اﻟــﻘــﺮاءة اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻗـــﺮاءة أﺑـﺮز ﻣﺮاﺳﻤﻬﺎ اﻟﺸﻤﻮل واﻟﻮﻋﻲ واﻟﺘﻘﻴﻴﺪ.

ﻗﺮاءة ﺷﻤﻮﻟﻴﺔ

ﻫﻲ ﻗﺮاءة ﺷﻤﻮﻟﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺤﺼﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﻜﻴﻞ )ﺧﻄﺎب اﻟـﺼـﻮرة( واﻟﺘﻤﺜﻴﻞ )ﺧﻄﺎب اﻟﺮﻣﺰ( واﻟـﺘـﻘـﺮﻳـﺮ )ﺧــﻄــﺎب اﻟـﻤـﺒـﺎﺷـﺮة( »إذ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻨﺎﻇﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﻫﺬا أﻻ ﺗﻜﻮن ﻏﺎﻳﺘﻪ اﻟﺘﺼﻔﺢ ﻟﺘﺰاوﻳﻘﻪ، ﺑﻞ ﻳﺸﺮف ﻋـﻠـﻰ ﻣــﺎ ﺗـﻀـﻤـﻦ ﻣــﻦ اﻷﻣــﺜــﺎل ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻴﻪ إﻟﻰ آﺧﺮه، وﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﺜﻞ وﻛﻠﻤﺔ وﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ روﻳﺘﻪ«، إﻧﻬﺎ إذن ﻗﺮاءة واﻋﻴﺔ ﻣﻔﻜﺮة ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺘﻨﻜﺐ اﻟﻜﺴﻞ وﺗﺘﻄﻠﺐ اﻟﻌﻨﺖ.

وﻛـــﺬﻟـــﻚ ﻳــﺠــﺐ ﻋــﻠــﻰ ﻗـــــﺎرئ ﻫــﺬا اﻟــﻜــﺘــﺎب أن ﻳــﺪﻳــﻢ اﻟــﻨــﻈــﺮ ﻓــﻴــﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺿﺠﺮ، وﻳﻠﺘﻤﺲ ﺟﻮاﻫﺮ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ وﻻ ﻳــﻈــﻦ أن ﻧﺘﻴﺠﺘﻪ اﻹﺧـــﺒـــﺎر ﻋﻦ ﺣـﻴـﻠـﺔ ﺑـﻬـﻴـﻤـﺘـﻴـﻦ أو ﻣـــﺤـــﺎورة ﺳﺒﻊ ﻟﺜﻮر، ﻓﻴﻨﺼﺮف ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻦ اﻟﻐﺮض اﻟﻤﻘﺼﻮد. وﻫــﻲ ﻗـــﺮاءة ﻣﻘﻴﺪة ﻷن اﻟﻘﺎرئ ﻣﻀﻄﺮ إﻟﻰ ﻣﺤﺎﺻﺮة اﻟﻨﺺ ﺣﺘﻰ ﻳـﺤـﻮل دون اﻧﺴﻴﺎﺣﻪ وﺗﺸﺘﺘﻪ وذﻟــــــﻚ ﻋــﺒــﺮ اﻟــﺒــﺤــﺚ ﻋـــﻦ ﻋـﻨـﺎﺻـﺮ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ واﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﻴﻦ ﺑـﺆرة اﻟﺮﻣﺰ أو اﻟــﻤــﺠــﺎز واﻹﻃـــــﺎر اﻟـﻤـﺤـﻴـﻂ ﺑـﻬـﺎ ﻣﻦ ﺟـﻬـﺔ وﻣـــﺮاﻋـــﺎة اﻟــﺴــﻴــﺎق اﻟـــﺬي ﻳﻨﺘﺞ اﻟــﺮﻣــﺰ ﻣــﻦ ﺟــﻬــﺔ ﺛــﺎﻧــﻴــﺔ. ﻓﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﺺ اﺑﻦ اﻟﻤﻘﻔﻊ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻣﺤﺪد ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ، وإﻧﻤﺎ اﻟﺴﻴﺎق ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﺞ اﻟﻤﻌﻨﻰ. وﻫﻜﺬا ﻓـﺎﻟـﻘـﺮاءة اﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻓﻴﻦ« ﻗـﺎرئ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺮﻣﺰ إﻟﻴﻪ اﻟﻜﺘﺎب، وﻛﺎﺗﺐ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻘﻮل ﺷﻴﺌﺎً ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﺗﺪّل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻓﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻻﺻﻄﻼﺣﻲ«.

اﻟﺠﺎﺣﻆ

ﻓــﻲ ﻓـﺼـﻠـﻪ ﻋــﻦ اﻟــﺠــﺎﺣــﻆ ﻳـﻘـﻮل اﻟــﻤــﺆﻟــﻒ إﻧــــﻪ راﺟـــــﺖ ﻓـــﻲ ﻣــﻘــﺎرﺑــﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ وﻣﺎدﺗﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﺠﺎﺣﻆ أﻃﺮوﺣﺔ ﺗﺴﻢ ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻤﻴﺴﻢ اﻟـﺘـﺸـﺘـﺖ واﻟــﻔــﻮﺿــﻰ واﻻﺿـــﻄـــﺮاب. وﻫــــﻲ أﻃـــﺮوﺣـــﺔ ﺑـﻨـﺘـﻬـﺎ آراء ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﺎوﻟﻮا اﻟﻤﺆﻟﻔﺎت اﻷدﺑّﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﺎً ﻣﺆﻟﻔﺎت اﻟﺠﺎﺣﻆ وﺗــﺤــﺪﺛــﻮا ﻋــﻦ ﺗـﻬـﺎﻓـﺘـﻬـﺎ وﻋـــﻦ ﻋــﺪم اﺣﺘﺮاﻣﻬﺎ أي ﻣﺒﺪأ ﻣﻨﻄﻘﻲ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﺆﻟﻒ. ﻓﻘﺮأ ﻣﻘﺪﻣﺔ »اﻟﺤﻴﻮان«ﻟﻠﺠﺎﺣﻆﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎﺧﻄﺎﺑﺎً ﻟﻜﺘﺎب ﻏﻴﺮ ﻧﺴﻘﻲ، أي ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﻦ ﻛﺘﺐ اﻷدب ﺑﻤﻔﻬﻮﻣﻪ اﻟﻘﺪﻳﻢ اﻟـﺬي ﻛﺎن اﻟﺠﺎﺣﻆ راﺋـﺪا ﻟﻪ ﻣﻊ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻤﺎ اﻧﺘﻬﺖ إﻟﻴﻪ اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﺑﺎﺣﺜﻮن آﺧﺮون.

ﻣﺨﺘﺎر اﻟﺨﻠﻔﺎوي