ﺗﻘـــــﺎرب إﻋـــﻼﻣـــﻲ
أﺣـــﺪ ﻣــﻬــﺎم وﺳــﺎﺋــﻞ اﻹﻋــــﻼم ﺳﻌﻴﻬﺎ ﻟــﺘــﻘــﺎرب وﺟــﻬــﺎت ﻧﻈﺮ اﻟــﻘــﺎﺋــﻤــﻴــﻦ ﻋــﻠــﻰ اﻟــــــــﻮزارات واﻟــﻤــﺆﺳــﺴــﺎت وﺑــﻴــﻦ اﻟـــــﺮأي اﻟــﻌــﺎم واﻟﺠﻤﻬﻮر، ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﻨﻘﻞ وﻧﺸﺮ آﺧـﺮ اﻷﺧـﺒـﺎر واﻟﻤﺴﺘﺠﺪات ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺠﻬﺎت ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺴﻢ اﻻﺗﺼﺎل أو اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ، وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ واﻟﺨﺪﻣﻴﺔ ﻛﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺼﺤﺔ ﻳﻮاﺟﻪ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻮن ﺿﻐﻄﺎ ﻻ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻨﻮع اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫـﺬه اﻟﺨﺪﻣﺎت ﻣﻤﺘﺎزة إّﻻ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺠﺪ ﻗﺒﻮﻻً ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻌﺾ وذﻟـــﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﺧــﺘــﻼﻓــﺎت اﻟــﻔــﺮدﻳــﺔ واﻻﺣــﺘــﻴــﺎﺟــﺎت وﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ واﻟﻤﻌﺘﻘﺪات.
وﻟﻜﻦ ﺗﻈﻞ اﻟﻠﻘﺎءات اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻣﻊ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ ﻫﻲ اﻷﻓﻀﻞ واﻷﻧﺠﺢ داﺋﻤﺎ ﻟﺘﻘﺎرب وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ وﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ وﻟﻼﺳﺘﻔﺴﺎر ﻋﻦ أﺳﺌﻠﺔ ﻳﺘﻢ ﺗﺪاوﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ورﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﺠﺪ إﺟﺎﺑﺎت، ﻓﺎﻟﻠﻘﺎء اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ اﻟﻮزﻳﺮ أو اﻟﻤﺴﺆول وﺻﺎﻧﻊ اﻟﻘﺮار ﻳﺤﺴﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﻮرة اﻟﻨﻤﻄﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺮﺳﻤﻬﺎ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﺗﺠﺎه اﻟﻤﺴﺆول ﻓﻴﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم، وﻻ ﺗﺼﻞ إﻟﻴﻪ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ وأﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺧﺎﺻﺔ ﻓـﻲ اﻟــــﻮزارات واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺨﺪﻣﻴﺔ، ووزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻟﺨﺪﻣﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﺮاﺋﺢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻫـﻲ اﻟﻤﺴﺆول اﻷول ﻋﻦ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻷﺟﻴﺎل وﺗﻜﻮﻳﻦ أﻓﻜﺎرﻫﻢ وﻣﺒﺎدﺋﻬﻢ، وﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﺳﻠﻮك اﻟﻨﺶء وﺣﻤﺎﻳﺘﻪ ﻣﻦ اﻻﻧﺤﺮاف واﻟﻀﻴﺎع وﻫﻲ اﻟﻌﻴﻦ اﻷﺧـﺮى ﻟﻸﺳﺮة ﺧﺎﺻﺔ أن اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮاﺣﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﻘﻀﻲ ﻧﺼﻒ ﻳﻮﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺪرﺳﺔ وﻳﺤﺘﻚ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﻌﻠﻤﻮن وﻃﺎﻗﻢ اﻟﺘﺪرﻳﺲ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﻓــﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ، وﻟﻬﺬا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻛﺒﻴﺮة وﺗـﻘـﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ واﺟــﺒــﺎت أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ اﻟﺠﻬﺎت اﻷﺧــﺮى ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻲ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻬﻮر وﺗﻮاﺟﻪ اﻧﺘﻘﺎدات ﻣﻨﻬﻢ ﻟﺘﻨﻮع اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻤﺘﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻌﻬﺎ واﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺼﻌﺐ إرﺿﺎؤﻫﺎ ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن.
وﻟـﻌـﻞ ﻣــﻦ أﺑـــﺮز اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺎت اﻟـﺘـﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ وزﻳـــﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻗﻄﺮ ﺳﻌﺎدة اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺤﻤﺎدي ﻫﻮ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑـﺎﻹﻋـﻼم واﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑـﺪورﻫـﻢ ﻓﻲ إﻳﺼﺎل اﻷﻓــﻜــﺎر واﻟــﺮﺳــﺎﺋــﻞ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟـﺘـﺄﺛـﻴـﺮ ﻋـﻠـﻴـﻪ، وﻟـﻠـﻤـﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻳﺴﺘﻀﻴﻒ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻹﻋﻼﻣﻴﻴﻦ اﻟﻜّﺘﺎب وﻳﻔﺘﺢ ﺣﻮاراً ﺷﻔﺎﻓﺎً وﻳﺴﺘﻘﺒﻞ أﺳﺌﻠﺘﻬﻢ ﺑﺄرﻳﺤﻴﺔ وﻳﺘﻨﺎﻗﺶ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻴﻊ ﻣﺆرﻗﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر واﻟﻜﺘﺎب، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل اﻟﻤﻨﺎﻫﺞ وأﺣﻮال اﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ وأﻋﺒﺎؤﻫﻢ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ وﻏﻴﺎب اﻟﻄﻠﺒﺔ وﺣــﺎﻻت اﻟﺘﻄﺎول ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ وﻛﻴﻔﻴﺔ ﻋـﻼج ذﻟـﻚ واﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻘﺒﻮﻟﺔ أﺧﻼﻗﻴﺎ واﻟﺘﺼﺪي ﻟﻬﺎ وﺗﺴﺮﻳﺐ اﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎت واﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ وﺧـﻄـﻂ ﺗﺄﻫﻴﻞ اﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ واﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ٧١٠٢-٠٢٠٢ وأﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟـﻮزارة واﻟﺘﺮﻛﻴﺰ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ دورﻫﺎ وإﻧﺠﺎزاﺗﻬﺎ وﺗﻔﻌﻴﻞ دور ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻮاﻛﺒﺔ ﻟﻼﻧﻔﺘﺎح اﻹﻋﻼﻣﻲ وﺗﺄﺛﻴﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
وﺗﻘﻮم وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺑﻤﻬﺎم ﻛﺜﻴﺮة ﺗﺴﻌﻰ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ورﻓﻊ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻨﺠﺎح وﺗﺨﺮﻳﺞ ﺟﻴﻞ ﻣﻮاﻛﺐ ﻟﺴﻮق اﻟﻌﻤﻞ وﺗﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﻏﺮس ﻗﻴﻢ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ وﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﻠﺒﺔ وﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻤﻴﻦ واﻟﻄﻠﺒﺔ وﻗﺪ ﺗﺼﻴﺐ أو ﺗﺨﻴﺐ وﻳﻌﺘﻤﺪ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎدئ وأﻓﻜﺎر أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻟﻬﺬا ﻓﺈرﺿﺎء اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻦ ﻳﺘﺤﻘﻖ وﻣﻦ ﺣﻖ اﻟـﻮزارة أن ﺗﺴﻴﺮ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺮاه ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ، وﻓﻘﺎ ﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﺘﻔﻘﺔ ﻣﻊ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻨﺎ وﻋﺎداﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وأوﻟﻴﺎء اﻷﻣــﻮر ووﺳـﺎﺋـﻞ اﻹﻋــﻼم إﺑــﺪاء آراﺋـﻬـﻢ وﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻬﻢ ﺗﺠﺎه ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ وأن ﺗﺴﻤﻊ ﻟﻬﻢ اﻟــــﻮزارات ﻷﻧـﻬـﻢ ﻗـﺪ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪون ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻵراء وﻳﻐﻴﺮون ﻓﻲ ﻗﺮارات ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮﻫﺎ وﻟﻴﺲ رﺿﻮﺧﺎً ﻟﻠﺮأي اﻟﻌﺎم ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻫﻮ ﺻﺎﻟﺢ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻋـﺎم، وﻳﺤﺴﺐ ﻟﻮزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ذﻟﻚ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ وﺗﻌﺪﻳﻞ ﻗﺮاراﺗﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺗﻌﺪﻳﻞ أوﻗــﺎت اﻟــﺪوام وإﻟﻐﺎء اﻟﻤﺪارس اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ وﻣﺤﺘﻮى ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻧﺰوﻻ ﻋﻨﺪ رﻏﺒﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ.
وﻧـﺄﻣـﻞ أن ﺗﺘﺒﻊ ﺑـﺎﻗـﻲ اﻟــــﻮزارات واﻟـﻬـﻴـﺌـﺎت ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻘﺎرب ﻣـﻊ اﻹﻋﻼﻣﻴﻴﻦ واﻟـﻜـﺘـﺎب واﻃـﻼﻋـﻬـﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﻂ اﻟﻤﺴﺘﺠﺪة وﻣـﻨـﺎﻗـﺸـﺔ اﻟـــﻘـــﺮارات ﻣـﻌـﻬـﻢ وﺳــﻤــﺎع وﺟــﻬــﺎت ﻧـﻈـﺮﻫـﻢ ورأي اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣـﻦ ﺧﻼﻟﻬﻢ ﻷﻧـﻬـﻢ اﻷﻗـــﺪر ﻋﻠﻰ إﻳـﺼـﺎل اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻤﻠﻲ وأﻛــﺎدﻳــﻤــﻲ وإﻋــﻼﻣــﻲ وﺳـﺘـﻜـﻮن آراؤﻫــــﻢ إﺿـﺎﻓـﺔ ﻟﻠﺠﻬﺎت وﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ.