ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ اﻟﺠﻮﻻﻧﻲ

ﻻ ﻟـﺳــﺘﻌﻢﺎﺗـدـــةﺴــــ َﻊ ﺟﻮﻻﻧﻬﺎﺳـــﻮرﻳـــﺎ اﻟﻤﺤﺘﻞﻳـــﻮﻣـــﺎً ﻣـﻦ ﺳــﻌــﻴــﺎًﺟـــ إﺳﺮاﺋﻴﻞّﺪﻳـــﺎً ﻗﺒﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻗﺮن ﻣﻦ اﻟﻴﻮم، ﻛﻤﺎ اﺳﺘﻌﺎدت اﻟـﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺧـﺮى ﻛﻤﺼﺮ واﻷردن وﻟﺒﻨﺎن أراﺿﻴﻬﺎ اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﻣﻨﻬﺎ. ﻓﻠﻢ ﺗـﺒـﺬل ﻳـﻮﻣـﺎً ﻻ ﺟـﻬـﺪاً دﺑـﻠـﻮﻣـﺎﺳـﻴـﺎً وﻻ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً وﻟﻢ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻘﻴﺎم ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺷــﻌــﺒــﻴــﺔ ﻛــﻤــﺎ ﺗــﻔــﻌــﻞ اﻷﻣــــــﻢ ﻓــــﻲ ﺣــــﺎﻻت ﻣــﻤــﺎﺛــﻠــﺔ. وﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻛـــﺎن اﻟــﻔــﺮﻳــﻖ ﺣـﺎﻓـﻆ اﻷﺳـــﺪ ﻳــﺮاﺟــﻊ ﻓــﻲ اﻟــﻤــﻮﺿــﻮع ﻛــﺎن ﺟـﻮاﺑـﻪ ﺟـــﺎﻫـــﺰا وﻫـــﻮ أﻧـــﻪ ﻳــﺮﻳــﺪ اﻟـــﺠـــﻮﻻن ﻛــﺎﻣــﻼ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻘﻮص وﺣﺘﻰ »ﻓﻘﺶ اﻟﻤﻮج« ﻋﻠﻰً ﺿﻔﺔ ﺑﺤﻴﺮة ﻃﺒﺮﻳﺎ اﻟﻤﺤﺎذﻳﺔ ﻟﻪ وﻫﺬا ﻣﺎ ﺗﺮﻓﻀﻪ إﺳﺮاﺋﻴﻞ. وﻛﺎن ﻳﻀﻴﻒ أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑــﺪأ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺧــﺪم ﻓـﻲ اﻟـﺠـﻮﻻن وﻛﺎن ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎت ﻓﺮاﻏﻪ ﻳﺴﺘﺤﻢ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟـﺒـﺤـﻴـﺮة، وﻟـﺬﻟـﻚ ﻟـﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﺑــﺄن ﺗﺴﺘﻮﻟﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮة ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات ﻋﻨﺪ ﺿﻔﺔ اﻟﺒﺤﻴﺮة. وﻋﺒﺜﺎً ﻗﺎل ﻟﻪ ﻣﻦ راﺟﻌﻪ ﻓﻲ اﻷﻣــﺮ ﺑـﺄن اﻟﻤﻬﺰوﻣﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﺮوب ﻻﺑـﺪ أن ﻳﺪﻓﻌﻮا ﺿﺮﻳﺒﺔ ﻣـﺎ ﻟﻠﻤﻨﺘﺼﺮﻳﻦ. وﻛـﺎن واﺿﺤﺎً ﻳﻮﻣﻬﺎ، واﺗﻀﺢ اﻷﻣـﺮ أﻛﺜﺮ ﻣــﻊ اﻟــﻮﻗــﺖ، أن اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟــﺴــﻮري اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻗﺪ ﺗﺨﻠﻰ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻋﻦ اﻟـﺠـﻮﻻن ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺻــﻔــﻘــﺔ ﺳـــﺮﻳـــﺔ ًﻣـــﻊ إﺳـــﺮاﺋـــﻴـــﻞ ﻛــــﺎن أﺣــﺪ ﺑﻨﻮدﻫﺎ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ أﻣﺮ ﺳﻮرﻳﺎ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎً ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً.

ﺗـــﺬﻛـــﺮ اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮون ذﻟــــﻚ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻳﻌﻠﻦ ﻗﺒﻞ أﻳــﺎم أﻧــﻪ ﺣــﺎن اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻀﻢ اﻟﺠﻮﻻن إﻟﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻧﻈﺮاً ﻷﻫﻤﻴﺘﻪ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ واﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﻟﻬﺎ، وأن ﻫـــﺬا اﻟــﻀــﻢ ﻳـﻨـﺒـﻐـﻲ أن ﻳــﻜــﻮن ﺟــــﺰءا ﻣﻦ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺣﻮﻟﻬﺎ اﻟﻤﻌﻨﻴﻮنً ﻓﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ اﻟــﺮاﻫــﻦ واﻟــﺘــﻲ ﺗــﺘــﻨــﺎول ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺳـــﻮرﻳـــﺎ وﺣـــﺼـــﺔ اﻟـــﻘـــﻮى اﻟـــﺪوﻟـــﻴـــﺔ ﻓـﻴـﻬـﺎ. وﻛــﺮر ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻣـﺎ ﻛــﺎن ﻳﻘﻮﻟﻪ داﺋـﻤـﺎ وﻫﻮ أن اﻟﺠﻮﻻن إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً إﻟﻰ اﻟﻴﻮم وأﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﺳـﻮى ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻻ أﻛﺜﺮ. ﻛﻤﺎ ﻗـﺎل إن اﻟــﻔــﺎرق ﺑﻴﻦ اﻟــﺠــﻮﻻن اﻟــﺴــﻮري واﻟـﺠـﻮﻻن اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻲ أن اﻷول ﻛــﺎن أرض ﺣـﺮب وﻋـــــﺪوان ﻓــﻲ ﺣـﻴـﻦ أن إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ ﺣﻮﻟﺘﻪ ﻻﺣﻘﺎ إﻟﻰ أرض ﺳﻼم وﻋﻤﺮان.

وﻻً ﺷﻚ أن إﻟﺤﺎح إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟـــﺮاﻫـــﻦ ﻋــﻠــﻰ ﺿـــﻢ اﻟـــﺠـــﻮﻻن واﻋـــﺘـــﺮاف اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﺑـﻪ ﻳـﺄﺗـﻲ ﻓـﻲ ﻣـﻨـﺎخ ﻣـــﻮاٍت ﻟـﻬـﺎ. ﻓﻼ أﺣـﺪ ﻣﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﺠﻮﻻن ﻻ ﻣﻦ اﻷﻗـﺮﺑـﺎء وﻻ ﻣﻦ اﻟﻐﺮﺑﺎء. ﻻ ﻳﺮد اﻟﺠﻮﻻن ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻣﻮس اﻟــﺴــﻮري وﻻ ﻓـﻲ اﻟـﻘـﺎﻣـﻮس اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ اﻟﻴﻮم ﻻ ﻣـﻦ ﻗﺮﻳﺐ وﻻ ﻣـﻦ ﺑﻌﻴﺪ. وﻓـﻲ ﻗﻨﺎﻋﺔ اﻟﺠﻤﻴﻊ أن اﻟــﺠــﻮﻻن ﺣـﺴـﻢ أﻣــﺮه وﺗﻘﺮر ﻣﺼﻴﺮه ﻓﻲ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﺴﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪﻫﺎ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻟــــﺴــــﻮري اﻟـــﺴـــﺎﺑـــﻖ ﻣـــﻊ ﺣــﻜــﻤــﺎء ﺻﻬﻴﻮن وﺟﺮى ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﺣﺮﻓﻴﺎً ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ وﻛــﺎن آﺧــﺮ ﺗﺠﻠﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣـﺎ ﺑﺬﻟﺘﻪ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ ﺑــﻮﺟــﻪ اﻟــﺜــﻮرة اﻟـﺸـﻌـﺒـﻴـﺔ اﻟـﻌـﺎرﻣـﺔ ﺿﺪه .

وﻟــﻜــﻦ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ ﺗــﺮﻳــﺪ اﻋــﺘــﺮاﻓــﺎ ﻛـﺎﻣـﻼً وﻧﻬﺎﺋﻴﺎً وﻋﺎﻟﻤﻴﺎ ﺑﺴﻴﺎدﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻮﻻن اﻟﺬي ﻟﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ دﻻﻟﺔ ورﻣﺰﻳﺔ ﻋﻨﺪﻫﺎ. ﻓـــﺎﻟـــﺠـــﻮﻻن ﻟـــﻴـــﺲ ﻣـــﻬـــﻤـــﺎً ﻓـــﻘـــﻂ ﻷﻣــﻨــﻬــﺎ اﻟﻮﻃﻨﻲ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻬﻢ أﻛﺜﺮ ﻷﻣﻨﻬﺎ اﻟﻤﺎﺋﻲ. اﻟﺠﻮﻻن أرض ﻣﻴﺎه وﻳﻨﺎﺑﻴﻊ وأﻧﻬﺮ ﺗﺼﺐ ﻓﻲ ﺑﺤﻴﺮة ﻃﺒﺮﻳﺎ وﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻴﺖ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ. وﻫــــﻮ أرض زراﻋــــﻴــــﺔ ﺧــﺼــﺒــﺔ، ﻛــﻤــﺎ ﻫـﻮ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺳﻴﺎﺣﻴﺔ وﺗﺰﻟﺞ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻟﺒﻨﺎن. واﻟﻴﻬﻮد ﻳﻘﻮﻟﻮن إﻧـﻪ أرض ﺗﻮراﺗﻴﺔ أﻳﻀﺎ

زﻣﻦً ﻷﻧﻪ ﻛﺎن ﺟﺰءاً ﻣﻦ ﻳﻬﻮدا واﻟﺴﺎﻣﺮة إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ.

وﻫـﻮ ﻳﺪﻏﺪغ اﻟـﻮﺟـﺪان اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ أﺳــــﺎس أﻧـــﻪ ﻳُــﺸــﻌــﺮ ﺷــﻌــﺐ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ ﺑـﺄﻧـﻪ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ دوﻟﺔ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ. ﻛﺜﻴﺮة إذن ﻫــﻲ أﺳــﺒــﺎب إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ ﻓــﻲ إﻟـﺤـﺎﺣـﻬـﺎ ﻋﻠﻰ ﺿــﻢ اﻟـــﺠـــﻮﻻن ﻟــﻌــﻞ ﻣــﻦ أﻫــﻤــﻬــﺎ ﺑـﻨـﻈـﺮﻧـﺎ اﻟــﺜــﺄر ﻣــﻦ ﺗــﺎرﻳــﺦ اﻟـﺠـﻴـﺶ اﻟــﺴــﻮري اﻟــﺬي ﻛﺎن ﻳﺮاﺑﻂ ﻓﻲ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎت واﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت ﻓـﻲ ﻫﻀﺒﺔ اﻟـﺠـﻮﻻن اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ وأﻣـﺎﻣـﻪ ﻓﻲ اﻷﺳﻔﻞ أرض إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻮاﻃﺌﺔ.

ﻋﻠﻰ أن اﻟﺠﻮﻻن ﻋﻠﻰ ﺟﻼﻟﺔ ﺷﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﺗــﺎرﻳــﺦ ﺳــﻮرﻳــﺎ وﺟﻐﺮاﻓﻴﺘﻬﺎ ﻟـﻴـﺲ اﻷرض اﻟـﺴـﻮرﻳـﺔ اﻟـﻮﺣـﻴـﺪة اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ أو اﻟﻤﺴﻠﻮﺑﺔ أو اﻟﻤﻨﺘﺰﻋﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻮﻃـﻦ اﻷم. إن ﺳﻮرﻳﺎ اﻟــﺤــﺎﻟــﻴــﺔ ﻟــﻴــﺴــﺖ ﻛـــﻞ ﺳـــﻮرﻳـــﺎ أو ﻛـــﻞ ﺑــﻼد اﻟــﺸــﺎم. ﻓﺒﻤﻮﺟﺐ اﺗـﻔـﺎﻗـﻴـﺔ ﺳـﺎﻳـﻜـﺲ ﺑﻴﻜﻮ اﻟﺘﻲ ُﻋﻘﺪت ﻓﻲ اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺟـﺮى ﻓﺼﻞ ﻟﺒﻨﺎن ﻋﻦ ﺳﻮرﻳﺎ، ﻛﻤﺎ ﺟﺮى ﻓﺼﻞ اﻷردن وﻓﻠﺴﻄﻴﻦ. وﻓﻲ وﻗﺖ ﻻﺣﻖ ﺟﺮى ﻓﺼﻞ ﻟﻮاء اﻹﺳﻜﻨﺪرون ﻋﻨﻬﺎ وﺿﻤﻪ إﻟﻰ ﺗﺮﻛﻴﺎ اﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ. ودﻣﺸﻖ ﺗــﻘــﻮل ﻓـــﻲ اﻟـــﻮﻗـــﺖ اﻟـــﺮاﻫـــﻦ إن اﻷﺗـــــﺮاك ﻳــﺤــﻮﻣــﻮن ﺣــﻮل إدﻟـــﺐ وﻣـﻨـﺒـﺞ واﻟﺤﺴﻜﺔ واﻟﻘﺎﻣﺸﻠﻲ وﺑﺎﻗﻲ ﺷـﺮق اﻟـﻔـﺮات ﻟﻐﺎﻳﺎت ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻈﻤﺎت إرﻫﺎﺑﻴﺔ. وأﻳﺎً ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻓﺈن ﻗﺪر ﺳﻮرﻳﺎ ﻛﺎن ﻗﺪراً ﺻﻌﺒﺎً ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ، وإﻧﻬﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ دوﻟﺔ واﺣﺪة ﻣﻮﺣﺪة ﻟﻜﺎن ﻣﺼﻴﺮ اﻟﻤﺸﺮق اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎً ﻋﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟـﻴـﻮم. وﻗــﺪ أدرﻛــﺖ اﻟـﻘـﻮى اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﻓﺬة ﻋﻠﻰ ﻣــﺪار اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، ﻛﻤﺎ ﺗﺪرك اﻟﻴﻮم ﻫﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻌﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﻟــﺪوام ﻋﻠﻰ ﺗﺮوﻳﺾ ﺳﻮرﻳﺎ

وﺗﺪﺟﻴﻨﻬﺎ وﻗـﻬـﺮ إرادﺗــﻬــﺎ اﻟـﻮﻃـﻨـﻴـﺔ. وﻗﺪ ﺗــﺠــﻠــﻰ ذﻟـــﻚ ﺑـــﻮﺿـــﻮح ﻓـــﻲ ﺗـــﺎرﻳـــﺦ ﺳــﻮرﻳــﺎ اﻟـﺤـﺪﻳـﺚ، ﻛﻤﺎ ﺗﺠﻠﻰ ﺑـﺼـﻮرة ﺧـﺎﺻـﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﺛﻮرﺗﻬﺎ اﻷﺧﻴﺮة.

ﻟــﻦ ﺗــﺘــﺮاﺟــﻊ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ ﻋــﻦ ﻃــﻠــﺐ ﺿﻢ اﻟــــﺠــــﻮﻻن ﻧـــﻬـــﺎﺋـــﻴـــﺎً إﻟـــﻴـــﻬـــﺎ، وﻛــــﺬﻟــــﻚ ﻋـﻦ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻬﺎ ﺑــﺎﻋــﺘــﺮاف اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﺑــﻬــﺬا اﻟـﻀـﻢ. وﻫـــــﻲ ﺗـــﺮﻳـــﺪ أن ﻳــﺘــﻢ ذﻟـــــﻚ ﻣــــﻦ ﺿـﻤـﻦ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟﺠﺎري اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻵن ﻻﻗﺘﺴﺎم اﻟﻨﻔﻮذ وﺗـﻮزﻳـﻊ اﻷﺳــﻼب اﻟـﺴـﻮرﻳـﺔ. وﺳـﻮاء ﺣﺼﻞ ذﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﺗﺨﻄﻂ ﻟﻪ إﺳﺮاﺋﻴﻞ أو ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﺎﻟﺠﻮﻻن ﻣﻀﻤﻮم إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ وﻣﻌﻪ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺠﻞ ﻓﻴﻬﺎ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﻣﻦ اﻟﻔﺘﻮح ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺠﻠﻪ ﻻ اﻹﺳﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘﺪوﻧﻲ وﻻ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﺑﻮﻧﺎﺑﺮت. ﻓــﺎﻟــﻜــﻞ ﻳــﺘــﺴــﺎﺑــﻘــﻮن ﻋــﻠــﻰ ﺧــﻄــﺐ ودﻫـــﺎ وﻳﻔﺘﺤﻮن أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻻ اﻟﻤﻄﺎرات وﻻ اﻟﻐﺮف اﻟﺴﺮﻳﺔ ﺑﻞ ﻓﻲ ﻗﺼﻮرﻫﻢ ﺑﻞ اﻟﻘﻠﻮب. ﻟﻢ ﺗــﻌــﺪ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ ﻣــﻦ أﻫـــﻞ اﻟــﺬﻣــﺔ، اﻧﺘﻘﻠﺖ ﻫـــﺬه اﻟــﻮﺿــﻌــﻴــﺔ إﻟــﻴــﻨــﺎ، واﻟـــﺠـــﻮﻻن ﻗﻄﻌﺔ أرض ﺑﺴﻴﻄﺔ أﻣﺎم ﻣﻨﻄﻘﺔ واﺳﻌﺔ ﺗﺒﺴﻂ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻧﻔﻮذﻫﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻴﻮم وﻗﺪ ﺗُﺴﻤﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ أرض إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻜﺒﺮى.