ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺨﻮف وﻟﻐﺔ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻫﻲ اﻟﺴﺎﺋﺪة

ﻧﻌﻴﺶ واﻗﻌﺎً ﻋﺮﺑﻴﺎً ﻃﻐﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺨﻮف وﻟــﻐــﺔ اﻟـﻤـﺼـﺎﻟـﺢ ﻋـﻠـﻰ ﻣــﺎ ﻋــﺪاﻫــﺎ ﻣــﻦ اﻟـﻤـﺸـﺎﻋـﺮ واﻟـــﻌـــﻼﻗـــﺎت اﻹﻧــﺴــﺎﻧــﻴــﺔ ﺑــﻴــﻦ اﻷﻓــــــــﺮاد واﻷﺳــــﺮ واﻟـﻤـﺠـﺘـﻤـﻌـﺎت واﻟــــــﺪول، ﺣــﺘــﻰ أﺿــﺤــﺖ ﺑﻴﺌﺎت اﻟـﻌـﻤـﻞ وﻣــﻮاﻗــﻊ اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻲ ﺗـﺌـﻦ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ. ﺗﻌﻠﻖ إﺣﺪى اﻷﺧﻮات ﻋﻠﻰ وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻗﺎﺋﻠﺔ؛ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺴﺆوﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ واﻗﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ » ﻫﻢ ﻳﺒﺘﻐﻮﻧﻬﺎ « ، ﻳﻨﻔﺬﻫﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﺎ ﺑﺎﺣﺘﺮاﻓﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻤﺪح واﻟﺘﺼﻔﻴﻖ واﻟﺘﻄﺒﻴﻞ ﻷي ﻋﻤﻞ ُﻳﻨﺠﺰ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻣﻬﻤﺎ ﺻﻐﺮ ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻮرق أو ﻛﺎن ﺷﻜﻠﻴﺎً ﻻ ﻓﺎﺋﺪة ﺗُﺮﺟﻰ ﻣﻨﻪ، وﺑﻌﻀﻨﺎ اﻵﺧﺮ ُﻳﺠﺎري اﻟﻮﺿﻊ وﻳﻨّﻔﺬ ﻣﺎ ُﻳﺮاد ﻣﻨﻪ ﺑﺪاﻓﻊ اﻟﺨﻮف ﻣﻦ ﻓﻘﺪاﻧﻪ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ، وﺣﺘﻰ ﻻ ُﻳﻌﺪ ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎراﺗﻬﻢ ﺷﺎذا ﻋﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻤﻨﺘﻔﻌﺔ ﻣﻦ اﻻﻣﺘﻴﺎزات واﻟﺘﺮﻗﻴﺎت واﻟﻤﻬّﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻈﻮن ﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﻹدارة، وﺣﺘﻰ ﻻ ُﻳﺤﺎرﺑﻮن ﻓﻲ ﺗﻘﻴﻴﻤﻬﻢ، ورﻓـﺾ إﺟﺎزاﺗﻬﻢ اﻻﺿﻄﺮارﻳﺔ، وﺗﺼ ّﻴﺪ اﻷﺧﻄﺎء ﻟﻬﻢ وﻳﻄﺎﻟﻬﻢ اﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻛﻐﻴﺮﻫﻢ ﻣـﻤـﻦ اﺿــﻄــﺮوا ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ اﺳـﺘـﻘـﺎﻻﺗـﻬـﻢ. ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ.. ﻟﻤﺎذا ﺗﺤﻜﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻓﻲ إدارﺗﻜﻢ ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ؟، رّدت ﺑﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ: اﻷﻣﺮ واﺿﺢ ﻟـﻠـﻌـﻴـﺎن وﻻ ﻳـﺤـﺘـﺎج ﻟـﻌـﺒـﻘـﺮﻳـﺔ، واﻓـﻘـﻨـﻬـﺎ ﺑــﺎﻟــﺮأي ﺑﻌﺾ اﻷﺧـــﻮات اﻟـﻤـﺘـﻮاﺟـﺪات وﻓـّﻀـﻠـﻦ اﻟﺼﻤﺖ أﺧـــﺮﻳـــﺎت، واﻛــﺘــﻔــﺖ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ ﺑــﺎﻻﺑــﺘــﺴــﺎم ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻔّﻜﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺠﺮي ﺣﻮﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎت وأﺣﺪاث إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ودوﻟﻴﺔ ﻣﺆّﺛﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ ﺑﻴﺌﺔ ﺗﺘﺼﺎرع ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮى اﻟﻤﻨﺎﻓﻊ واﻟﻤﺼﺎﻟﺢ، وﺗﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﺪاﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ وﻋﻼﻗﺎت إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﺣﻘﻮق إﻧﺴﺎن ﻣﺰدوﺟﺔ اﻟـﻤـﻌـﺎﻳـﻴـﺮ، وﻛـــﻢ ﻣــﻦ اﻟﺘﻄﺒﻴﻞ اﻟـﻤـﺼـﺎﺣـﺐ ﻟﻬﺎ، ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺗﺸّﻜﻞ ُﻣــﺒــّﺮراً ﻟﻤﺎ ﺗﺸﻬﺪه ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت واﻟُﺼﻌﺪ. ﺗﻨﺎول اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ ﺑـﻦ ﺟـﺎﺳـﻢ رﺋـﻴـﺲ وزراء ووزﻳـــﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻗﻄﺮ اﻷﺳﺒﻖ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎة RT اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣـﺎ ﻳﺠﺮي ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ واﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺑﺎﺣﺘﺮاﻓﻴﺔ، ﻣﺨﺘﺰﻻً ﺑﺤﻨﻜﺘﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻷﺣــﺪاث ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﺒﺎرات ﻣﺤّﺪدة ﻗﺎﺋﻼً »إذا ﺳﻴﻄﺮ اﻟﺨﻮف ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ ﻓﻲ إﺑﺪاء رأﻳﻪ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻫﻨﺎك ﺧﻄﻮرة، وإذا ﺳﻴﻄﺮت اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ ﻓﻬﻨﺎك ﺧﻄﻮرة ﻛﺒﻴﺮة.« اﺧﺘﺼﺮ إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺨﻮف واﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﻋﺒﺎرة ﺗﺆﻛﺪ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﺮاﻛﺰ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟــﺪول وﻟﻴﺲ ﺑﻴﺌﺎت اﻟﻌﻤﻞ ﻛﻤﺎ ﻋﺒﺮت ﻋﻨﻪ أﺧﺘﻨﺎ، ﻓﻌﻼً ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺨﻮف وﻟﻐﺔ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ أﺻﺒﺤﺖ ﻫﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة واﻟﻤﺴﻴﺮة ﻟﻸﻣﻮر ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ، ﻛﻨﺖ ﻛﻐﻴﺮي ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ أﺳﺘﻨﻜﺮ ﺻﻤﺖ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻤﻦ ﻳﺸﻐﻠﻮن ﻣـﻮاﻗـﻊ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻐّﻀﻮن اﻟﻄﺮف ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﺮوﻧﻪ ﻣﻦ ﺗــﺠــﺎوزات ﺗﺮﺗﻜﺐ ﺑﺤﻖ اﻟــﻮﻃــﻦ واﻟــﻤــﻮاﻃــﻦ وﻻ ُﻳﺒﺪون رأﻳﻬﻢ ﺻﺮاﺣﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺠﺮي، وﻟﻜﻦ اﻵن ﻣﻊ ﺷﻴﻮع أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺤﺮب اﻟﺸﻌﻮاء اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ُﻳﻌّﺒﺮ ﻋﻦ رأﻳﻪ واﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ وﻻﺋﻬﻢ واﻧﺘﻤﺎﺋﻬﻢ ﻟﻠﻮﻃﻦ أدرﻛـﺖ ﺣﺠﻢ اﻷزﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ وﺗﺨﻠﺨﻞ اﻟﻘﻴﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻟﻤﺰاﻳﺪات اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻬﺎ . ﻛﻠﻤﺔ أﺧﻴﺮة؛ ﻗﻄﺮ ﺗﺠﺎوزت ﺗﺤﺪﻳﺎت اﻟﺤﺼﺎر ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼﻓﻬﺎ ﺑﻨﺠﺎح ﺑﻔﻀﻞ ﻣـﻦ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺛﻢ ﺣﻜﻤﺔ ﻗﻴﺎدﺗﻬﺎ وﺗﻼﺣﻢ وﺗﻌﺎﺿﺪ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻣـﺎ ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﻟﻤﻮاﺻﻠﺔ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻨﺠﺎح واﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺮوح واﻟﻌﺰﻳﻤﺔ واﻟﻮﻻء واﻻﻧﺘﻤﺎء ﻟﻠﻮﻃﻦ.