اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ ﻓﻀﻴﻠﺔ

اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﺒﺪأ ﺑﺎﻻﻗﺘﻨﺎع ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻟﻤﺒﺪأ ﻟﺘﻜﻮن ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺪرب وإرﻏــﺎم اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻤﺘﻤﺮدة ﺑﺎﻻﻧﺼﻴﺎع ﻟﻬﺬا اﻟﻤﻔﻬﻮم واﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎة ﻫﺎدﺋﺔ وﻣﺘﺰﻧﺔ وراﻗﻴﺔ.. اﻟﺴﺆال ﻫﻮ ﻷي درﺟﺔ ﻧﺤﻦ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻼﻋﺘﺮاف ﺑﺄﺧﻄﺎﺋﻨﺎ؟، ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺼﻠﺐ أﺣﺪ اﻷﻃــﺮاف، إذا ﻛﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ أو اﻷﺳﺮة ﻧﺮى أن ﻋﻤﻮدي اﻻرﺗﻜﺎز )اﻷب واﻷم( ﻓﻲ اﻟﺨﻼف ﻻ ﻳـﻌـﺘـﺮف أﺣـﺪﻫـﻤـﺎ ﺑﺨﻄﺌﻪ وﻳـﻐـﻴـﺐ اﻟـﺘـﻔـﺎﻫـﻢ، وﺗﺼﻴﺐ اﻟــﻌــﺪوى اﻷﺑــﻨــﺎء ﻓــﻲ ﺗﻌﺎﻣﻼﺗﻬﻢ ﻣــﻊ اﻟـﻐـﻴـﺮ ﻓـﻬـﻢ ﻋـﻠـﻰ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﻮه وﺷﺎﻫﺪوه ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎت اﻷب واﻷم، وﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻛﻢ ﻣﺸﺮف اﻋﺘﺮف ﺑﺄن أﺳﻠﻮﺑﻪ ﺧﻄﺄ ﻣﻊ أﺣﺪ ﻣﻮﻇﻔﻴﻪ؟ ﺛﻢ ﺟـﺎء ﻟﻴﻄﻴﺐ ﺧﺎﻃﺮه وﻳﺼﻠﺢ ﺧﻄﺄه، اﻟـﻮاﻗـﻊ ﻳﻘﻮل إن اﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﺘﺒﻊ ﻫﻮ »ﺧﻄﺄ اﻟﻤﺸﺮف ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻈﺮ، وﺧﻄﺄ اﻟﻤﻮﻇﻒ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻻ ﺗﻐﺘﻔﺮ« ﻫﺬا ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ اﻟﻌﻤﻞ، واﻟﻤﺸﺮف ﻫﻨﺎ ﻫﻮ أي ﻣﻮﻇﻒ ﺗﺤﺖ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ ﻋـﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﻌﺪد، ﻓﺄﻳﻦ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺟﻰ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺒﺎرة اﻟﻤﺸﻬﻮرة، ﻋـﻠـﻰ أرض اﻟــﻮاﻗــﻊ اﻷﺷــﻴــﺎء ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻻ ﺗــﺮى إﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣــﻦ أﺻــﺤــﺎب اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ اﻟــﺬﻳــﻦ اﻋـﺘـﺮﻓـﻮا ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ، ﻧﻌﺮف أن ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ﻟﺪﻳﻪ أﺧﻄﺎء وﻫـﻲ اﻟﺴﺒﻴﻞ ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ واﺣﺘﺮام ﻋﻘﻮل اﻵﺧﺮﻳﻦ وﻟﻸﺳﻒ ﻓﻲ اﻟﻨﻤﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻫﺬا اﻻﻋــﺘــﺮاف ﻫـﻮ ﻋﻴﺐ ﻛﺒﻴﺮ ﻷﻧــﻪ ﻳﻜﺸﻒ اﻟﻤﺴﺘﻮر-ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻈﻨﻪ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﻞ اﻷدﻫﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻨﻮن وﻣﻬﺎرات - ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺑﺮﻳﺎء ﻟﻨﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻷﺧﻄﺎء، اﺣﺪ اﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻳﻘﻮل اﺳﺘﻠﻤﺖ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮف اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ووﺟﺪت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎت ﻟﻴﺴﺖ ﺣﺴﺐ اﻟﻠﻮاﺋﺢ واﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻤـﺆﺳـﺴـﺔ، ﻟـﻢ ﻳﻌﺘﺮف اﻟـﻤـﺸـﺮف ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ ﻓﺘﻢ رﻓﻊ اﻷﻣــﺮ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮى اﻷﻋـﻠـﻰ وﺧـﺮﺟـﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ أن اﻟﻤﺸﺮف ﻣـﺨـﻄـﺊ، ﻟــﻢ ﻳـﻌـﺘـﺬر اﻟــﻤــﺸــﺮف ﻋــﻦ ﺧـﻄـﺌـﻪ وﻟـــﻢ ﺗﺠﺒﺮه اﻹدارة اﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﻔﻈﺎً ﻟﻜﺮاﻣﺘﻪ ﻓﻬﻮ َﻣﻨﺼﺐ ُﻣﻘّﺪس، وﻳﺠﺐ أن ﻻ ﻳﺪﻧﺲ ﺑﺠﺮم اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻇﻒ ﺻﻐﻴﺮ، اﻟﺸﺎﻫﺪ أن اﻟﻤﻮﻇﻒ اﻟﻤﻠﺘﺰم ﺑﺎﻟﻠﻮاﺋﺢ واﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ ﺻﺎر ﻫﻮ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎم، واﻵن ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻄﻠﺐ ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻻﻋﺘﺮاف واﻻﻋــﺘــﺬار ﺑـﻞ ﺻــﺎر ﻳﺮﺟﻮ ﻣـﻦ اﷲ اﻟـﻌـﻮن واﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﺋﺪ اﻷﺷﺮار.