اﻟﺘﺴﻮل ﻳﻮاﻛﺐ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ!

ﺗﻌﺪ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﺴﻮل ﻣﻦ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﻤﻨﺘﺸﺮة ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ

ّّ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، وﻫﻲ ﻣﻦ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻤﺠﺮﻣﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﻘﻄﺮي، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗــﺰداد ﻛﺜﻴﺮا ﻓـﻲ اﻟـﻤـﻮاﺳـﻢ واﻷﻋــﻴــﺎد، ﻓـﻲ ﻇـﻞ ﻣـﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮوف ﻋﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ واﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻓﺰﻋﺔ ﻟﻔﻌﻞ اﻟﺨﻴﺮ، وﻓﻲ ﻇﻞ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻤﺒﺘﻜﺮة ﻟﻬﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﻤﺠﺮﻣﺔ واﻟﺘﻲ اﺳﺘﻔﺎدت أﻳﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﻓﻌﻠﻬﺎ اﻵﺛﻢ.

وﻣﻨﻄﻘﺔ اﻷﺳـــﻮاق ﻣـﻦ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺣـﺎﻻت اﻟـﺘـﺴـّﻮل وﺧـﺎﺻـﺔ ﻣـﻦ اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲً وأﻏﻠﺒﻬﻦ ﻳﻤﺎرﺳﻦ اﻟﺨﺪاع ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺰﻋﻢ أن ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻓﻲ وﺿﻊ ﻣﺮﺿﻲ ﻣﺰﻣﻦ وﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ.

وﻗــﺪ وﺿـﻌـﺖ اﻟــﺪوﻟــﺔ ﺣـﻠـﻮﻻ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻣـﺴـﺎﻋـﺪات ﻟﻠﻔﻘﺮاء واﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ ﻓﻘﻂ وإﻧﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج أﻳﻀﺎً ﻋﺒﺮ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻣﻌﻨﻴﺔ ﺑﻬﺬا اﻷﻣــﺮ، ﻫـﻲ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ أﻗــﺪر ﻋﻠﻰ ﺑﺤﺚ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻟﻤﺎ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﺧﺒﺮة وﻣﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻛﺸﻒ اﻟﻤﺤﺘﺎج ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻋﻲ واﻟﻤﺘﺴﻮل.

ﻓﺎﻟﻤﺘﺴﻮﻟﻮن ﻳﺒﺘﻜﺮون اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻄﺮق ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟــﻤــﺎل ﻣﺴﺘﻐﻠﻴﻦ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟـﺤـﺪﻳـﺜـﺔ ووﺳــﺎﺋــﻞ اﻟـﺘـﻮاﺻـﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﻣﻨﻬﺎ اﻟﻮاﺗﺲ آب واﻻﻧﺴﺘﺠﺮام وﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎرات ﺧﺎدﻋﺔ ﻣﺜﻞ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ وﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ واﻟﻤﺮﺿﻰ.

واﻟﻘﺎﻧﻮن واﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻻت، ﺣﻴﺚ ﺟـّﺮم اﻟﺘﺴّﻮل ﺑﻜﻞ اﻟﻄﺮق، ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻤﺘﺴﻮل اﻟﺬي ﺗﻢ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺘﻠﺒﺴﺎ ﻣﻘﻴﻤﺎ ﻓﻴﺘﻢ ﻋﺮﺿﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻞ أوراﻗﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ، أﻣﺎ اﻟﻤﺘﺴﻮل اﻟﺬي دﺧﻞ اﻟﺒﻼد زاﺋﺮا أو ﺑﺘﺄﺷﻴﺮة ﺳﻴﺎﺣﻴﺔ ﻓﻴﺘﻢ اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ إدارة اﻟﺒﺤﺚ واﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ وإدارة أﻣﻦ اﻟﻤﻄﺎر ﻹﺑﻌﺎده ﻋﻦ اﻟﺒﻼد.

واﺳﺘﻔﺎد اﻟﻤﺘﺴﻮﻟﻮن ﻣﻦ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻈﻬﺮت ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻣﺜﻞ »اﻟـﺘـﺴـّﻮل اﻹﻟـﻜـﺘـﺮوﻧـﻲ« أو اﻟـﺘـﺴـّﻮل »أون ﻻﻳـﻦ« ﻋﺒﺮ رﺳﺎﺋﻞ ﻳﺒﻌﺚ ﺑﻬﺎ ﻣﺠﻬﻮﻟﻮن ﻣﻦ ﺧﻼل ﺷﺒﻜﺎت وﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وأﺑﺮزﻫﺎ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻋﺒﺮ اﻟﻬﻮاﺗﻒ اﻟﺠﻮاﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ (WhatsApp) وﻳﻄﻠﺒﻮن ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﺴﺎﻋﺪات ﻣﺎﻟﻴﺔ، وﻫﻲ وﺳﻴﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة اﺑﺘﻜﺮﺗﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت واﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻹﺟﺮاﻣﻴﺔ ﺑﻬﺪف اﻻﺳﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ أﻣﻮال اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ واﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ أرض ﻗﻄﺮ، ﻣﺴﺘﻐﻠﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﺘﻤّﺘﻊ ﺑﻪ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻘﻄﺮي ﻣﻦ ﺣـّﺐ ﻟﻔﻌﻞ اﻟﺨﻴﺮ واﻹﺣﺴﺎن ﻟﻠﻔﻘﺮاء واﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ.

ﻓﺒﻌﺪ اﻧﻜﺸﺎف اﻟِﺤَﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ اﺻﻄﻨﺎع اﻟـﻌـﺎﻫـﺎت واﻟـﺘـﻘـﺎرﻳـﺮ اﻟﻄﺒّﻴﺔ اﻟــﻤــﺰّورة وﻏـﻴـﺮﻫـﺎ ﻣـﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﺴّﻮل اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وأﻓﻮل ﻧﺠﻤﻬﺎ راح اﻟﻤﺘﺴّﻮﻟﻮن ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻦ وﺳـﺎﺋـﻞ ﺟـﺪﻳـﺪة ﺗُﺤﻘﻖ أﻫـﺪاﻓـﻬـﻢ اﻹﺟــﺮاﻣــّﻴــﺔ ﻓـﻲ اﻻﺳﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ أﻣﻮال اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﺼﻴﺔ اﻟﻘﺼﻴﺮة (SMS) ورﺳﺎﺋﻞ اﻟﺒﺮﻳﺪ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﺛﻢ أﺧﻴﺮا ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ .(WhatsApp)

اﻟﺘﺴّﻮل ﻋﺒﺮ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟّﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ وﻣـﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺑــﺮاﻣــﺞ اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻲ ﺧــﺼــﻮﺻــﺎ اﻟــــ (WhatsApp) أﺻﺒﺢ ﻇﺎﻫﺮة ﻳـﺘـﺮّدد ﺻﺪاﻫﺎ ﺑﺸّﺪة ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷوﺳــﺎط اﻻﺟﺘﻤﺎﻋّﻴﺔ؛ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟﺮّد أو اﻟﺘﺠﺎوب ﻣﻊ أّي اﺗﺼﺎﻻت أو رﺳﺎﺋﻞ ﻧﺼﻴﺔ ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ أرﻗﺎم ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻬﺎ.