رﺷــــﺔ ﺳــــﻜـــﺮ

اﻟــــﻤــــﺮأة اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ ﻣـــﻴـــﺰان اﻟــﺒــﻴــﺖ وﺻــــﻤــــﺎم اﻷﻣـــــــﺎن ﻟــﻐــﻴــﺮﻫــﺎ ﻓـــﻲ ﻛـــﻞ ﻣـــﺮاﺣـــﻞ ﺣـﻴـﺎﺗـﻬـﺎ

ﺗــﺠــﺘــﻤــﻊ ﻛــــﻞ أﻣــــﻬــــﺎت اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ ﻋــﻠــﻰ أﻣــﻨــﻴــﺔ واﺣــــــﺪة، أﻻ ﺗـــﺆدي اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت إﻟﻰ أي ﺧﻼﻓﺎت ﺑﻴﻦ اﻷﺑﻨﺎء.

ﺗﺒﺪع اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﻟﺬ وﻃــــﺎب ﻣـــﻦ اﻷﻃــﻌــﻤــﺔ، ﺟـﺎﻟـﺴـﺖ أﻣــــــﻲ وﺟـــــﺎراﺗـــــﻬـــــﺎ زﻣـــــﻨـــــﺎً وﻫـــــّﻦ ُﻳــﺠــّﻬــﺰن ﻛــﻌــﻚ اﻟــﻌــﻴــﺪ، ﻛــﻨــﺎ ﻧﺤﻦ اﻟـﺒـﻨـﺎت ﻧـﺠـﻠـﺲ ﺣـﻮﻟـﻬـﻦ ﺑـﺎﻧـﺘـﻈـﺎر اﻷواﻣــﺮ ﻟﻌﺠﻦ اﻟـﺘـﻤـﻮر أو ﺗﻘﻄﻴﻊ اﻟـــﺠـــﻮز واﻟـــﻔـــﺴـــﺘـــﻖ، ﺛـــﻢ اﻹﺷـــــﺎرة ﺑـــﺘـــﻮزﻳـــﻊ اﻟـــﻜـــﻌـــﻚ ﻓــــﻲ اﻟـــﺼـــﻮاﻧـــﻲ ﻹدﺧﺎﻟﻪ اﻟﻔﺮن.

ﺗﻤﺘﺎز اﻟﻤﺮأة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺤﻜﻤﺘﻬﺎ وﺑﺼﻴﺮﺗﻬﺎ اﻟﺜﺎﻗﺒﺔ، ﻓﻬﻲ ﻣﻴﺰان اﻟـﺒـﻴـﺖ واﻷﺳـــﺮة وﺻــﻤــﺎم اﻷﻣــﺎن ﻟﻐﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮاﺣﻞ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ، ﺳــــﻮاء ﻋــﻨــﺪ أﻫــﻠــﻬــﺎ أو ﻣــﻊ زوﺟــﻬــﺎ وﺣــﺘــﻰ ﻓـــﻲ ﻋــﻤــﻠــﻬــﺎ، وﺑــﺈﻣــﻜــﺎﻧــﻬــﺎ

ﺗﺄدﻳﺔ واﺟﺒﺎﺗﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﺿﻲ اﷲ واﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ اﻹﺗﻘﺎن، وﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ زواج أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺗﺠﺪﻫﺎ ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻓــﻲ ﺟـــﺰء ﻣــﻦ اﻟــﻤــﺴــﺆوﻟــﻴــﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻷﻗﻞ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺎت.

وﻳـﻨـﻄـﺒـﻖ ﻫــﺬا ﻋـﻠـﻰ ﻣــﺎ ﺗﺼﻨﻌﻪ اﻟـــﻨـــﺴـــﺎء ﻋــﻨــﺪ إﻋــــــﺪاد اﻟــﺤــﻠــﻮﻳــﺎت وﺧـﺎﺻـﺔ ﻛﻌﻚ اﻟـﻌـﻴـﺪ، ﻛـﻞ اﻟﻘﻄﻊ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻜﻞ وإن اﺧﺘﻠﻔﺖ ﻓﻲ اﻟﻄﻌﻢ واﻟﻤﻀﻤﻮن!

ﺣﻴﻦ ﻛّﻨﺎ أﻃـﻔـﺎًﻻ، ﻛـﺎن اﻷﺧـﻮة ﻳــﺮﺗــﺪون ﻣـﻼﺑـﺲ ﻣﺘﻤﺎﺛﻠﺔ اﻟـﻠـﻮن واﻟـﺘـﺼـﻤـﻴـﻢ، ﻛــﻞ ﺣـﺴـﺐ ﻣـﻘـﺎﺳـﻪ، ﻓــﺎﻷم ﻫـﻲ ﻣـﻦ ﺗﺨﺘﺎر وﺗﺸﺘﺮي، وﻟﻦ ﺗُﻔّﺮق ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﻄّﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ اﻷﻣﺮ أن ﺗﺬﻫﺐ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳـﻮق، ﺧﺎﺻﺔ أن ﻣﻼﺑﺲ اﻷﻋﻴﺎد ﻛـﺎدت أن ﺗﻜﻮن ﻛﺴﻮة اﻟﻌﺎم ﻓﻲ زﻣﻦ اَﻟﱡﺰْﻫﺪ، وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺷﺮاﺋﻬﺎ

ﺑـﻌـﻨـﺎﻳـﺔ، ﻟـﻴـﺮﺗـﺪﻳـﻬـﺎ اﻟـﺼـﻐـﺎر ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺒﺮت أﺣﺠﺎم إﺧﻮﺗﻬﻢ اﻟﻜﺒﺎر.

ﻳــﻈــﻞ اﻷﺑـــﻨـــﺎء ﻣــﺘــﺸــﺎﺑــﻬــﻴــﻦ ﻓـﻲ ﺑــﻴــﺖ اﻟـــﻮاﻟـــﺪﻳـــﻦ ﺣــﺘــﻰ ﻳــﻜــﺒــﺮوا، ﺛــﻢ ﻳﻨﻄﻠﻘﻮا ﻟـﻤـﻤـﺎرﺳـﺔ أدوارﻫـــﻢ اﻟـــﻄـــﺒـــﻴـــﻌـــﻴـــﺔ ﺑــــﻤــــﺎ ﻳـــﺘـــﻨـــﺎﺳـــﺐ ﻣــﻊ أﻋﻤﺎرﻫﻢ وﻋﻠﻮﻣﻬﻢ وﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة، ﻓﻴﺨﺘﻠﻒ ﻣﻈﻬﺮﻫﻢ وﺛـــﻴـــﺎﺑـــﻬـــﻢ ﺑــــﺘــــﻔــــﺎوت أذواﻗـــــﻬـــــﻢ وﻗﺪراﺗﻬﻢ اﻟﻤﺎدﻳﺔ.

اﻷم اﻟﺬﻛﻴﺔ ﺗﺪرك أﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﻣــﺪرﺳــﺔ أﺑـﻨـﺎﺋـﻬـﺎ ﻟــﻸﺑــﺪ، ﻓﺎﻟﺤﻴﺎة ﻣــــْﺪ َرﺳــــٌﺔ ﻟــﻬــﻢ وﻟــﻬــﺎ، وﻳــﺠــﺐ أ ّﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﻠﻢ، وﺳﻴﺄﺗﻲ ﻳﻮم ﺗﺘﻌّﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺠﺪات، ﻓﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻫﻮ اﻟﺴﻨﺔ اﻟـﺜـﺎﺑـﺘـﺔ ﻓــﻲ ﺣـﻴـﺎﺗـﻨـﺎ، وﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ أن ﺗﺘﺄﻗﻠﻢ ﻻﺳﺘﻤﺮار ﻟﻐﺔ اﻟﺤﻮار.

ﻳـــﻘـــﺎل إن ﻛـــﻞ أﻣـــﻬـــﺎت اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ ﻳـــﺘـــﻔـــﻘـــﻦ ﻋـــﻠـــﻰ أﻣـــﻨـــﻴـــﺔ واﺣــــــﺪة، أﻻ ﺗــــﺆدي اﻻﺧـــﺘـــﻼﻓـــﺎت إﻟــــﻰ أي ﺧﻼﻓﺎت ﺑﻴﻦ اﻷﺑﻨﺎء.

ﻟـﻜـﻦ ﻛـﻌـﻚ اﻟـﻌـﻴـﺪ وإن ﺗـﺴـﺎوى ﻓـــــــﻲ اﻟـــــﺸـــــﻜـــــﻞ ﺳـــﻴـــﺨـــﺘـــﻠـــﻒ ﻓـــﻲ اﻟـــﺠـــﻮﻫـــﺮ! ﻓـــﺎﻟـــﻤـــﺴـــﺎواة ﺗـﺠـﻌـﻠـﻨـﺎ ﻧــﻤــﻨــﺤــﻬــﻢ ﻧـــﻔـــﺲ اﻟـــــﻔـــــﺮص، أﻣـــﺎ اﻟـﻌـﺪل ﻓﻴﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻤﻨﺢ ﻛـﻞ ﻣﻨﻬﻢ وﻓــــًﻘــــﺎ ﻻﺣـــﺘـــﻴـــﺎﺟـــﻪ، وﺑــﺎﻟــﻤــﻘــﺎﺑــﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ﻗـﺪراﺗـﻪ واﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ، ﻻ ﻣﻊ ﺳﻘﻒ ﺗﻮﻗﻌﺎﺗﻨﺎ.

ﺗـــﺨـــﺒـــﺰ اﻷﻣــــــﻬــــــﺎت اﻷﻣـــﻨـــﻴـــﺎت وﺗﺮﺷﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻜﺮ ﻟﺘﺒﺪو ﻣﺘﻤﺎﺛﻠﺔ، ﻻ ﻓــﺮق ﺑـﻴـﻦ اﻷﺑــﻨــﺎء ﻟـﺪﻳـﻬـﻦ وإن وﺟــــــﺪ، ﻟــﻜــﻦ اﻷﻗـــــــﺪار ﺗــﻔــﻌــﻞ ﻣـﺎ ﺗـــﺸـــﺎء! وﺣـــﺪﻫـــﺎ اﻷم ﺗــﻌــﺮف أي ﻛﻌﻜﺎﺗﻬﺎ ﻫﺸﺔ وأﻳـﻬـﺎ ﺻﻠﺒﺔ، ﻫﻲ ﻣــﻦ ﺗــﻌــﺮف اﻟــﻔــﺮق ﺑـﻴـﻦ اﻟـﻌـﺠـﻮة ﻃــﻮﻳــﻠــﺔ اﻷﻣــــﺪ واﻟــﻔــﺴــﺘــﻖ اﻟـﺸـﻬـﻲ واﻟـَﺠـْﻮز ﺳﺮﻳﻊ اﻟّﺘﻠﻒ، ﺗﺤﻤﺪ اﷲ وﻟــﺴــﺎن ﺣـﺎﻟـﻬـﺎ ﻳــﻘــﻮل )ﻛــﻞ ﻛﻌﻜﺔ أﻃـﻴـﺐ ﻣــﻦ أﺧـﺘـﻬـﺎ(، وﻛـﻠـﻬـﺎ ﻓﺨﺮ ﺑـــﻤـــﺎ ﻋــﺠــﻨــﺖ وﺧــــﺒــــﺰت، وﺗــﺒــﻘــﻰ ﻟــﻤــﺴــﺔ اﻷﻣـــﻬـــﺎت اﻟــﺴــﺤــﺮﻳــﺔ ﻓـﻲ إﺧـــﻔـــﺎء اﻟـــﻔـــﺮوق ﺑــﺮﺷــﺔ ﺳــﻜــﺮ أو ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺮﻳﻤﺎ أو اﻟﺸﻮﻛﻮﻻﺗﺔ ِﺳــــــــــﺮ ﻣــــــﻦ أﺳــــــــــــﺮار اﻟـــــﺴـــــﻌـــــﺎدة. واﻟــﻄــﺮﻳــﻒ أﻧــﻬــﻦ ﺑـﻌـﺪ ﻛــﻞ اﻟﺠﻬﺪ اﻟــﻤــﺒــﺬول ﻓـــﻲ ﺳــﺒــﻴــﻞ اﻟـﺘـﺠـﻤـﻴـﻞ، ﻳﺨﺸﻴﻦ ﻋﻠﻰ أﺑﻨﺎﺋﻬﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﻦ واﻟﺤﺴﺪ!

ّﷲ َدُّرك ﻳﺎ اﻣﺮأة ﺗﻌﻴﺶ اﻟﻌﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎواة ﺑﻴﻦ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ اﺣﺘﺮﻗﺖ أﻧﺎﻣﻠﻬﺎ.

أﻣــﻬــﺎﺗــﻨــﺎ وأﺑــــﻨــــﺎؤﻧــــﺎ.. ﺑــﻮرﻛــﺘــﻢ ودﻣﺘﻢ ﻟﻨﺎ ُذﺧًﺮا وﺳﻨًﺪا.

#ﻋﻴﺪ_ﻣﺒﺎرك ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ