ﻣــﺠــﺘــﻤــﻌــﺎﺗــﻨــﺎ ﻓ ـــﻲ ﺣـــﺎﺟـــﺔ إﻟـــــﻰ اﻟــﺘــﻘــﻠــﻴــﺪ اﻟــﻤــﺤــﺒــﺬ ﻓ ـــﻲ اﻟـــﺠـــﻮاﻧـــﺐ اﻟــﻌــﻠــﻤــﻴــﺔ اﻟـــﻤـــﺪروﺳـــﺔ

ﻇﺎﻫﺮة اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓـﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﺎﻧﺘﺸﺎر اﻟـﻨـﺎر ﻓﻲ اﻟــﻬــﺸــﻴــﻢ ﻳــﻤــﺎرﺳــﻬــﺎ اﻟــﺒــﻌــﺾ ﻣﻦ ﺑـــــﺎب ﺗــﻘــﻠــﻴــﺪ اﻵﺧــــﺮﻳــــﻦ ﺗــﻘــﻠــﻴــﺪا أﻋــﻤــﻰ دون أدﻧــــﻰ اﻛـــﺘـــﺮاث ﺑــﺄن ﻳــﻜــﻮن ﻫـــﺬا اﻟــﺘــﻘــﻠــﻴــﺪ ﻣــﻨــﺎﺳــﺒــﺎ أو ﻏــﻴــﺮ ﻣــﻨــﺎﺳــﺐ ﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺎﺗـﻬـﻢ أو ﺳـﻨـﻬـﻢ أو ﺛــﻘــﺎﻓــﺔ ﻣـﺠـﺘـﻤـﻌـﻬـﻢ أو دﻳﻨﻬﻢ أو واﻗـﻊ وﺿﻌﻬﻢ اﻟﻤﺎدي، وﻳﺄﺧﺬ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺷﺘﻰ ﻳـــﺒـــﺮز ﺑــﻌــﻀــﻬــﺎ ﻓــــﻲ ﻣــﻈــﻬــﺮﻫــﻢ وﺷــﻜــﻠــﻬــﻢ اﻟــﺨــﺎرﺟــﻲ اﻟـﻤـﻨـﻌـﻜـﺲ ﻓﻲ ﻣﻼﺑﺴﻬﻢ، وﻗﺼﺎت ﺷﻌﺮﻫﻢ اﻟـﻐـﺮﻳـﺒـﺔ اﻟﻤﻠﻔﺘﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ، أو ﻓﻲ أﻗﻮاﻟﻬﻢ وأﻓﻌﺎﻟﻬﻢ اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺷـــﺮاء اﻟــﺴــﻴــﺎرات اﻟــﻔــﺎرﻫــﺔ ﻏﺎﻟﻴﺔ اﻷﺳـﻌـﺎر وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺎت ﺑﺘﺒﻨﻴﻬﻢ ﻟـﻘـﻨـﺎﻋـﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ »ﺑــﺄن ﻣــﺎ ﻓــﻲ ﺣــﺪ أﺣــﺴــﻦ ﻣــﻦ ﺣــﺪ« ﻻ أﺣــﺪ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﻫــﺬه اﻟﻤﻘﻮﻟﺔ اﻟﻤﺮﺗﻜﺰة ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻹﻳﻤﺎﻧﻴﻪ اﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﻮى وﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ اﻟــﻤــﻤــﺎرﺳــﺎت اﻟـﺘـﻘـﻠـﻴـﺪﻳـﺔ اﻟـﻌـﻤـﻴـﺎء اﻟــﻤــﺒــﺎﻟــﻎ ﻓــﻴــﻬــﺎ واﻟـــﺘـــﻲ ﻗـــﺪ ﺗـــﺆدي ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﻣــﺮ ﻟﻼﻗﺘﺮاض ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻮك وﺗـﺮاﻛـﻢ اﻟـﺪﻳـﻮن واﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺳﺪادﻫﺎ، ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ إﻗــﻨــﺎع ﻣــﻦ ﺣـﻮﻟـﻬـﻢ ﺑـﺄﻧـﻬـﻢ ﻟﻴﺴﻮا أﻗـــــﻞ ﻣــﻨــﻬــﻢ وﺿــــﻌــــﺎً اﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺎً واﻗﺘﺼﺎدﻳﺎً واﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت ﻓﻲ واﻗﻌﻨﺎ ﻛﺜﻴﺮة ﻣﻨﻬﺎ : ﺗﻬﺎﻓﺖ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺮ ﻣﻦ ذوي - اﻟــﺪﺧــﻞ اﻟــﻤــﺤــﺪود ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺠــﺎراة ﻣﻌﺎرﻓﻬﻢ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻬﻢ ﻣﻦ اﻷﺳﺮ ذوي اﻟـﺪﺧـﻞ اﻟﻤﺮﺗﻔﻊ ﻓـﻲ ارﺗﻴﺎد اﻟﻤﻄﺎﻋﻢ واﻟﻜﻮﻓﻴﻬﺎت اﻟﻤﺸﻬﻮرة ﺑﻐﻼء أﺳﻌﺎرﻫﺎ، وﺗﺼﻮﻳﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﺻــﻨــﺎف اﻟــﻄــﻌــﺎم وﻧــﺸــﺮﻫــﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻛﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎﻫﺎة واﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻷﻋﻤﻰ، ﺣـﺘـﻰ أن وﺻـــﻞ اﻷﻣـــﺮ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺰوﺟﺎت ﻟﺮﺑﻂ ﻣﺤﺒﺔ أزواﺟﻬﻢ ﻟــﻬــﻢ ﺑــﻜــﻢ وﻣــﺴــﺘــﻮى اﻟــﻤــﻄــﺎﻋــﻢ اﻟﻐﺎﻟﻴﺔ اﻷﺳــﻌــﺎر اﻟـﺘـﻲ ﻳﻘﺼﺪوﻧﻬﺎ ﺑـــﺎﺳـــﺘـــﻤـــﺮار، ﻣــﺘــﺒــﺎﻫــﻴــﻦ ﺑــﺬﻟــﻚ ﺑـﻴـﻦ أﻫـﻠـﻬـﻦ وﺻـﺪﻳـﻘـﺎﺗـﻬـﻦ، ﻣﻤﺎ ﻳــﺪﻓــﻊ اﻟــﺒــﻌــﺾ ﻣــﻦ ﺻـﺪﻳـﻘـﺎﺗـﻬـﻦ ﻟﻤﺠﺎراﺗﻬﻦ وﺗﻘﻠﻴﺪﻫﻦ ﻓﻲ ذﻟﻚ دون ﻣــــﺮاﻋــــﺎة ﻟــﻤــﺴــﺘــﻮى دﺧـــﻞ أزواﺟﻬﻢ اﻟﻤﺎدي اﻟﻤﺤﺪود. ﺗـﻬـﺎﻓـﺖ اﻟـﺒـﻌـﺾ ﻋـﻠـﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ - أﺛـــــﺎث ﻣــﻨــﺎزﻟــﻬــﻦ ﺳــﻨــﻮﻳــﺎ ﺑـﺤـﺠـﺔ اﻟــﺘــﺠــﺪﻳــﺪ واﻟـــﺸـــﺮاء ﻣــﻦ ﻣـﺤـﻼت أﺛــﺎث ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺄﺳﻌﺎرﻫﺎ اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ ودﻋــﻮة ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻬﻦ ﺑﻬﺪف اﻟﻤﺒﺎﻫﺎة ﺑﺬﻟﻚ وﻫﻠﻢ ﺟﺮا ... ﺗﻨﺎﻓﺲ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺴﻴﻦ - ﻋــﻠــﻰ ﺷــــﺮاء اﻟـــﺴـــﻴـــﺎرات اﻟــﻔــﺎرﻫــﺔ اﻟﻐﺎﻟﻴﺔ اﻷﺳﻌﺎر ﺗﻘﻠﻴﺪا ﻷﺻﺪﻗﺎﺋﻬﻢ وﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻬﻢ، ورﺑــﻂ ﻣﺮﺗﺒﺎﺗﻬﻢ ﺑـــﻘـــﺮوض ﻻ ﺗــﺘــﻨــﺎﺳــﺐ ودﺧــﻠــﻬــﻢ اﻟﻤﺎدي اﻟﻤﺘﻮاﺿﻊ، ﺳﻠﻮﻛﻴﺎت ﻗﺪ ﺗـﺪﻓـﻊ ﺑــﺄرﺑــﺎب اﻷﺳــﺮ ﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻫﻢ ﻓﻲ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﺎ. ﻣــﺠــﺘــﻤــﻌــﺎﺗــﻨــﺎ ﻓـــﻲ ﺣـــﺎﺟـــﺔ إﻟــﻰ اﻟــﺘــﻘــﻠــﻴــﺪ اﻟــﻤــﺤــﺒــﺬ ﻓـــﻲ اﻟــﺠــﻮاﻧــﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟـﻤـﺪروﺳـﺔ اﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺼﺤﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﻟــﺼــﻨــﺎﻋــﻴــﺔ واﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﻴــﺔ واﻟــﺒــﺪء ﻣﻤﺎ اﻧﺘﻬﻰ إﻟﻴﻪ اﻵﺧــﺮون، وﻟﻴﺲ اﻟــﺘــﻘــﻠــﻴــﺪ اﻷﻋـــﻤـــﻰ ﻓـــﻲ اﻟــﺠــﻮاﻧــﺐ اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ واﻟﻤﻈﺎﻫﺮ اﻟﺰاﺋﻔﺔ.