ِﻋﺸﻬـــــﺎ.. ﻛـﺒـــﺮاءﺗﻬـــﻢ

ﻫﺒﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ اﻟــﺴــﻌـــــــــــــــــﺎدة ﺷـﻌـــــــــــــﻮر ﻳـــــــــــﺄﺗـــــــﻲ ﻣـــــﻦ اﻟـــﻘـــﻠـــﺐ.. ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ ﺗـــﺨـــﺮج ﻋــــﻦ ﺻــــﻨــــﺪوق اﻟـــﺮوﺗـــﻴـــﻦ

اﻟــــﺤــــﻴــــﺎة.. اﻟــــﺤــــﻴــــﺎة ﻫــــﻲ ﻣــﺎ ﻧـﻌـﻴـﺶ ﻋـﻠـﻴـﻪ اﻵن، وﻓـــﻲ ﻫــﺬه اﻟﺤﻴﺎة ﻧﺨﻠﻖ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑــــﺎﻟــــﺮوﺗــــﻴــــﻦ أو ﺑـــﻤـــﻌـــﻨـــﻰ آﺧـــﺮ اﻟــﺠــﺪول اﻟــﻴــﻮﻣــﻲ اﻟـــﺬي ﻧـﻠـﺘـﺰم ﺑﻪ ﻃﻮل اﻷﺳﺒﻮع ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ وﻳﺒﺪأ ﺑــﺬﻫــﺎﺑــﻨــﺎ إﻟــــﻰ اﻟــﻌــﻤــﻞ وﺑـــﻌـــﺪه، اﻟﺬﻫﺎب ﻟﻘﻀﺎء اﻟﺤﺎﺟﺎت وﻣﻦ ﺛـﻢ اﻟــﺬﻫــﺎب إﻟــﻰ اﻟـﺒـﻴـﺖ وﻃﺒﻌﺎ ﻳﺘﻢ ﺗـﻜـﺮار ﻫــﺬا اﻟـﻴـﻮم ﻛـﻞ ﻳﻮم ﺑــــــﺪون أي زﻳـــــــﺎدة أو ﻧــﻘــﺼــﺎن إﻟـــﻰ أن ﻳـﻨـﺘـﻬـﻲ اﻷﺳـــﺒـــﻮع وﻣــﻦ ﺛـﻢ ﺗـﺄﺗـﻲ إﺟــﺎزة ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﺳـﺒـﻮع ﻟــﻘــﻀــﺎء وﻗـــﺖ ﺳــــﻮاء ﻣــﻊ اﻷﻫــﻞ أو اﻷﺻـــﺪﻗـــﺎء وﻧــــﺮى اﻷﻃــﻔــﺎل ﻳــﺮﻛــﻀــﻮن وﻳــﻠــﻌــﺒــﻮن وﻳــﻘــﻌــﻮن وﻳـــﻀـــﺤـــﻜـــﻮن وﻧــــﺤــــﻦ اﻟـــﻜـــﺒـــﺎر ﻧـﺘـﺄﻣـﻠـﻬـﻢ ﺑـﻨـﻈـﺮة اﻟــﺤــﺰن اﻟـﺘـﻲ ﻧﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺑــﻨــﻔــﺲ ﻋــﻤــﺮﻫــﻢ ﻟــﻜــﻲ أﺗــﻤــﻜــﻦ ﻣﻦ اﻟﻠﻌﺐ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻧﻌﻴﺪ ﻧﻔﺲ اﻟـــﺮوﺗـــﻴـــﻦ ﻣـــﻦ ﺟـــﺪﻳـــﺪ وﻫــﻜــﺬا ﺗــﺴــﺘــﻤــﺮ اﻷﻣــــــﻮر ﻋــﻠــﻰ ﻣـــﺎ ﻫـﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻤﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ. وﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ اﻟـــﺴـــﺆال، ﻣــﺎ ﻣــﻔــﻬــﻮم اﻟــﺴــﻌــﺎدة ﻟﺪ ﻳﻨﺎ أو ﻫﻞ ﺷﻌﺮﻧﺎ ﺑﺴﻌﺎدة ﻳﻮﻣﺎ؟. ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻧـﺠـﻌـﻞ ﺣـﻴـﺎﺗـﻨـﺎ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺮوﺗﻴﻦ وداﺋﻤﺎ ﻧﻔﻜﺮ ﺑﺎﻷﻣﻮر اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺠـﻌـﻞ ﻣــﻦ ﺣـﻴـﺎﺗـﻨـﺎ أﻛـﺜـﺮ ﺣﺪة وﺗﻮﺗﺮا، اﻷﻣﺮ أﺷﺒﻪ ﺑﻮﺿﻊ أﻣﺘﻌﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮك ﺗﻌﻠﻢ أﻧــﻬــﺎ ﺳــﻮف ﺗُـﺸـﻜـﻞ ﻋـﺒـﺌـﺎً ﻛـﺒـﻴـﺮاً ﻋــﻠــﻴــﻚ وﻟــﻜــﻨــﻚ ﻣــﺎزﻟــﺖ ﺗـﻜـﺎﺑـﺮ وﺗـﺴـﺘـﻤـﺮ ﺑــﺎﻟــﻀــﻐــﻮط اﻟـﻤـﻌـﺘـﺎدة وﻻ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮﻫﺎ أو ﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ ﺗﻈﻦ أن ﻣﻦ ﻳﺤﺎول إﺳﻌﺎد ﻧﻔﺴﻪ ﺑـﻄـﺮق ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻓﺬﻟﻚ ﺷﻲء ﻣﺤﺮج وﻳﻔﻜﺮ أن اﻟﺴﻌﺎدة ﻟﻬﺎ ﻋﻤﺮ ﻣﻌﻴﻦ وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻫــــــﺬه اﻟــــﻤــــﺮﺣــــﻠــــﺔ، ﻳـــﻈـــﻦ أﻧـــﻪ ﻛـﻠـﻤـﺎ ﻛـﺒـﺮ ﺑـﺎﻟـﺴـﻦ ﺗـﺼـﺒـﺢ ﺣـﻴـﺎة اﻟـﺴـﻌـﺎدة ﻣــﺤــﺪودة، وأﻧــﻪ ﻳﺠﺐ ﻋـﻠـﻴـﻪ أن ﻳــﻀــﻊ ﺣــــﺪا ﻟــﻬــﺬا وأن ﻳـﻌـﻴـﺶ ﺣــﻴــﺎة ﻣـﻠـﻴـﺌـﺔ ﺑـﺎﻟـﺮوﺗـﻴـﻦ واﻟــﻌــﻤــﻞ وﺻــﻔــﺎﺗــﻪ ﺗـﺼـﺒـﺢ أﻛـﺜـﺮ ﺣــﺪة واﻟــﺘــﻌــﺎﻣــﻞ ﺑـﺸـﻜـﻞ رﺳـﻤـﻲ واﻟﻮﺟﻪ ﻳﻤﻠﺆه اﻟﻐﻀﺐ واﻟﻀﺠﺮ ﺑـــﺸـــﻜـــﻞ ﻳـــــﻮﻣـــــﻲ وﻣـــﻘـــﺘـــﻨـــﻊ أن ﻳـﻌـﻴـﺶ ﺑـﻘـﻴـﺔ ﺣــﻴــﺎﺗــﻪ ﻋــﻠــﻰ ﻫــﺬا اﻟــﻨــﺤــﻮ ﺳــــﻮاء ﻣـــﻊ ﻧــﻔــﺴــﻪ أو ﻣـﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ وﻳﺮى أن ﻫﺬه اﻟﺤﻴﺎة ﺧــﻠــﻘــﻨــﺎ ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻓــﻘــﻂ ﻟــﻨــﺤــﺰن أو ﻳﻜﻮن ﻛـﻞ ﺷـﻲء إﻳﺠﺎﺑﻴﺎً ﻣﺆﻗﺘﺎً ﺑــﺤــﺴــﺐ اﻟــﻌــﻤــﺮ ﻛــﻠــﻤــﺎ زاد ﻳـﻘـﻞ ﺷﻌﻮر اﻟﺴﻌﺎدة ﺑﺄﻧﻔﺴﻨﺎ وﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺴﻠﺒﻴﺔ واﻟﻌﻴﺶ ﺑـﺠـﺪﻳـﺔ وﺑــﺆس وروﺗــﻴــﻦ ﻳﻮﻣﻲ ﻣﺪى اﻟﺤﻴﺎة وأﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﻟــﺤــﻈــﺎت ﺳــﻌــﻴــﺪة وﻧــﺤــﻦ ﻛــﺒــﺎر ﻧﻔﻜﺮ أﻧﻬﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﺤﺮﺟﺔ ﻛﻴﻒ ﻟــﻲ وأﻧـــﺎ ﺑــﻬــﺬا اﻟــﻌــﻤــﺮ أن أﻛــﻮن ﺳﻌﻴﺪاً؟ ﻛﻴﻒ ﻟﻲ أن أﻏّﻴﺮ ﻧﻤﻂ ﺣــﻴــﺎﺗــﻲ ؟ ﻛــﻴــﻒ أﻏــﻴــﺮ أﺳــﻠــﻮب ﺗﻌﺎﻣﻠﻲ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ؟ ﻛﻴﻒ ﻟﻲ أن أﻛﻮن ﺳﻌﻴﺪا وأﻧﺎ ﺑﻬﺬه اﻟﺴﻦ ؟ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﺴﺎؤﻻت ﻳﺴﺄﻟﻮﻫﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﻛـﻞ ﻫﺬا وﻳﺼﺒﺢ ﺳﻌﻴﺪا وﻳﻜﺴﺮ روﺗﻴﻨﻪ وﺣــــﻴــــﺎﺗــــﻪ اﻟــــﺠــــﺪﻳــــﺔ ﻣـــــﻦ أﺟـــﻞ اﻟﺴﻌﺎدة وﻳﻀﺤﻚ وﻫـﻮ ﺑﻌﻤﺮه ﻫﺬا، إﻧﻪ ﺷﻲء ﻣﺤﺮج.

ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺴﻌﺎدة ﺷﻲء ﺑﺴﻴﻂ ﺟـﺪا، ﻓﻬﻮ ﺷﻌﻮر ﻳﺄﺗﻲ ﻻ إرادﻳـﺎً

وﻳــﺄﺗــﻲ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﺗــﻘــﺮر أن ﺗﻜﻮن ﺳـــﻌـــﻴـــﺪا، إن اﻟـــﺴـــﻌـــﺎده ﺷــﻌــﻮر ﻳـــﺄﺗـــﻲ ﻣـــﻦ اﻟــﻘــﻠــﺐ، واﻟــﺴــﻌــﺎدة اﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﻴــﺔ ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ ﺗـــﻤـــﺎرس اﻟـــﺴـــﻌـــﺎدة ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ ﺗـــﺨـــﺮج ﻋـﻦ ﺻﻨﺪوق اﻟﺮوﺗﻴﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﺴﺮ اﻟـــﻘـــﻴـــﻮد وﻻ ﺗــﻬــﺘــﻢ ﺑــﻤــﺎ ﻳــﻘــﻮل ﻋـﻨـﻚ اﻵﺧــــﺮون ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﺗﻌﻴﺶ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﻌﻔﻮﻳﺔ وﺗﻀﺤﻚ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﺐ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻔﻌﻞ أﺷﻴﺎء ﻏﻴﺮ ﻣــﻌــﺘــﺎد أن ﺗــﻔــﻌــﻠــﻬــﺎ وﺗــﻔــﻌــﻠــﻬــﺎ، واﻻﺑــﺘــﺴــﺎﻣــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺄﺗــﻲ دون اﺳﺘﺌﺬان اﻟﺴﻌﺎدة ﺗﻜﻮن ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟـــﺪاً ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻧــﺮاﻫــﺎ ﻓــﻲ ﻋـﻴـﻮن اﻷﻃــــﻔــــﺎل وﻧـــﻘـــﻮل ﻷﻧــﻔــﺴــﻨــﺎ ﻳـﺎ ﻟـﻴـﺘـﻨـﻲ ﻛــﻬــﺬا اﻟــﻄــﻔــﻞ.. ﻟـﻸﺳـﻒ ﻧــﺤــﻦ ﻧـﻘـﻴـﺲ اﻟــﺴــﻌــﺎدة ﺑـﺎﻟـﻌـﻤـﺮ وﻛﻠﻤﺎ ﻛﺒﺮﻧﺎ ﻧﺼﺒﺢ أﻛﺜﺮ ﺟﺪﻳﺔ ﻓـﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ وﻧـﺼـﺒـﺢ أﻛـﺜـﺮ ﺣـﺪة وﻣــﻦ اﻟـﻤـﻤـﻜـﻦ أن ﻧـﻌـﻴـﺶ ﻫـﺬه اﻟﻄﻔﻮﻟﻪ ﺑﺪاﺧﻠﻨﺎ دون أن ﻧﻬﺘﻢ ﻟﻠﻌﻤﺮ، اﻟﺴﻌﺎدة ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻋﻤﺮ ﻣــﻌــﻴــﻦ وﻣــــﻦ ﺛـــﻢ ﺗــﺘــﻮﻗــﻒ ﻻ، وإﻧـﻤـﺎ اﻟـﺴـﻌـﺎدة ﻣـﻮﺟـﻮدة وﻟﻜﻦ ﻳــﺠــﺐ أن ﻧــﺤــﻴــﻴــﻬــﺎ ﻟــﻜــﻲ ﺗـﺒـﻘـﻰ ﻟـــﻸﺑـــﺪ وﺑــﺎﻟــﻌــﻜــﺲ ﻛــﻠــﻤــﺎ ﻛــﺒــﺮﻧــﺎ ﺑـــﺎﻟـــﻌـــﻤـــﺮ ﻣــــﻦ اﻟـــﻤـــﻔـــﺘـــﺮض أن ﻧــﺴــﻌــﺪ أﻧــﻔــﺴــﻨــﺎ ﺑـــﻼ ﺣــــﺪود وﺑــﻼ ﻗﻴﻮد ﻟﻜﻲ ﻻ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻨﺪم ﺑﻌﺪ ﻣـــﺮور اﻟــﺰﻣــﻦ وﻧــﺴــﺄل أﻧـﻔـﺴـﻨـﺎ، ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﻧﺴﻌﺪ أﻧﻔﺴﻨﺎ؟ ﻣﺎ دﻣﺖ ﺗﺮﺿﻲ رﺑﻚ ﻓﺪع اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺬي ﺑــﺪاﺧــﻠــﻚ ﻳـــﺨـــﺮج وﺗـــﺬﻛـــﺮ أﻧــﻚ ﺳــﺘــﻌــﻴــﺶ ﻣــــﺮة واﺣـــــﺪة ﻓــﻘــﻂ، ﻓﺎﻟﺴﻌﺎدة ﻛﻨﺰ.