د. اﻟﻬﻮر ﻳﺴﺘﻌﺮض أﻫﺪاف وأﻧﻮاع اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻷﺟﻨﺒﻲ
اﺳــﺘــﻌــﺮض د. ﻋــﺒــﺪاﻟــﺮﺣــﻴــﻢ اﻟــﻬــﻮر ﺧـــﻼل ﻓــﻴــﺪﻳــﻮ ﺟــﺪﻳــﺪ ﻋــﺒــﺮ ﻣـﻨـﺼـﺎت ] اﻻﺳـــﺘـــﺜـــﻤـــﺎر اﻷﺟـــﻨـــﺒـــﻲ ﺑــﻴــﻦ اﻻﺳـﺘـﺮاﺗـﻴـﺠـﻴـﺔ واﻟـﺘـﻄـﺒـﻴـﻖ. وأوﺿـــﺢ أن دﻋــﻢ ﻓــﻜــﺮة اﻻﺳـﺘـﺜـﻤـﺎر اﻷﺟـﻨـﺒـﻲ ﺑﻜﻞ أﺷﻜﺎﻟﻪ ﻫﻲ ﻣﻄﻠﺐ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻜﻞ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدات »اﻟـﻤـﺘـﻘـﺪﻣـﺔ واﻟـﻨـﺎﺷـﺌـﺔ واﻟﻨﺎﻣﻴﺔ«. وأﺷﺎر إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻫـﺬه اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻟﻤﻐﺰى واﻟﻬﺪف ﻟﻄﺮﻓﻲ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﺳـــﻮاء اﻟــﺸــﺮﻛــﺎت اﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ أو اﻟـﺒـﻠـﺪان اﻟﻤﺴﺘﻀﻴﻔﺔ ﻟـﻬـﺬه اﻟــﺸــﺮﻛــﺎت. وﻗــﺎل د. ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ اﻟﻬﻮر: إن اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻷﺟﻨﺒﻲ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻫﻮ اﺳﺘﺜﻤﺎر ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﻤﻨﺘﺞ أو اﻷﻋـﻤـﺎل ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻣﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﻪ ﺷﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ آﺧـﺮ، ﺳـﻮاء ﺑﺸﺮاء ﺷـﺮﻛـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻤﺴﺘﻬﺪف أو ﻋﻦ ﻃـﺮﻳـﻖ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻤﻮﺳﻌﺔ ﻟﻸﻋﻤﺎل اﻟــﻘــﺎﺋــﻤــﺔ ﻓـــﻲ ذﻟــــﻚ اﻟــﺒــﻠــﺪ وأﺿــــﺎف أن اﻻﺳـﺘـﺜـﻤـﺎر اﻷﺟـﻨـﺒـﻲ اﻟـﻤـﺒـﺎﺷـﺮ ﻟﻪ أﻏـــــﺮاض ﻛــﺜــﻴــﺮة وﻣــﻨــﻬــﺎ اﻻﺳــﺘــﻔــﺎدة ﻣــﻦ اﻷوﺿــــﺎع اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ اﻟـﺴـﺎﺋـﺪة ﻓــﻲ ذﻟــﻚ اﻟـﺒـﻠـﺪ واﻟـــﻤـــﻮارد اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟـــﻤـــﻮﺟـــﻮدة ﻓــﻴــﻪ واﻧــﻌــﻜــﺎﺳــﻬــﺎ ﻋـﻠـﻰ رﺧﺺ اﻷﺟﻮر أو اﻣﺘﻴﺎزات اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﺜﻞ اﻻﻣـﺘـﻴـﺎزات اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ واﻟــﺘــﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ اﻟـﺒـﻠـﺪ ﻛـﺤـﺎﻓـﺰ ﻟﻜﺴﺐ اﻟــﺮﺳــﻮم اﻟﺠﻤﺮﻛﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟـﺪﺧـﻮل ﻷﺳﻮاق اﻟﺒﻠﺪ أو اﻹﻗﻠﻴﻢ.
وﻗـــــﺎل د. ﻋــﺒــﺪ اﻟــﺮﺣــﻴــﻢ اﻟـــﻬـــﻮر: وﻟـــﻼﺳـــﺘـــﺜـــﻤـــﺎر اﻷﺟــــﻨــــﺒــــﻲ اﻟــﻤــﺒــﺎﺷــﺮ أﻧـــــــــﻮاع ﻫـــــﻲ اﻻﺳــــﺘــــﺜــــﻤــــﺎر اﻷﺟـــﻨـــﺒـــﻲ اﻟــﻤــﺒــﺎﺷــﺮ اﻷﻓـــﻘـــﻲ: وﻫـــﻮ اﻻﺳــﺘــﺜــﻤــﺎر ﻓــﻲ ﺟـﻤـﻴـﻊ اﻟــﻔــﺮوع اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻨـﺘـﺞ ﺳﻠﻌﺎً ﻣـــﻤـــﺎﺛـــﻠـــﺔ ﻟـــﻠـــﺸـــﺮﻛـــﺔ اﻷم.. ﻣـــﺸـــﻴـــﺮا إﻟـــﻰ أن ﻫـــﺬا اﻟـــﻨـــﻮع ﻣـــﻦ اﻻﺳــﺘــﺜــﻤــﺎر اﻷﺟــــﻨــــﺒــــﻲ اﻟــــﻤــــﺒــــﺎﺷــــﺮﻫــــﻮ ﻟــﺘــﺴــﻬــﻴــﻞ وﺻــــﻮل اﻟـﻤـﺴـﺘـﺜـﻤـﺮﻳـﻦ إﻟـــﻰ اﻷﺳــــﻮاق اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ أو ﻟـﻠـﺘـﻐـﻠـﺐ ﻋــﻠــﻰ ﺑـﻌـﺾ اﻟــﻌــﻮاﺋــﻖ اﻟـﻠـﻮﺟـﺴـﺘـﻴـﺔ ﻣــﺜــﻞ اﻟــﺤــﻮاﺟــﺰ اﻟﺠﻤﺮﻛﻴﺔ، وﺗﻜﻠﻔﺔ اﻟﻨﻘﻞ واﻟﺘﺨﺰﻳﻦ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣـﻦ اﻷﻣــﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟــﻮﺿــﻊ اﻟـﺘـﻨـﺎﻓـﺴـﻲ ﻟـﻠـﺸـﺮﻛـﺔ واﻟـﻤـﻨـﺘـﺞ ﻟــﻠــﺼــﺎدرات، وﻣـﻌـﻈـﻢ اﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﻳﻔﻀﻠﻮن ﺗﻜﺮار ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺮاﺣﻞ اﻹﻧﺘﺎج ﻓﻲ اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﻤﺴﺘﻬﺪف ﻟﻤﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻴﺰات ﺳﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ وﺟﻮدة اﻹﻧﺘﺎج.
وأﺿــــــﺎف: أﻣـــﺎ اﻟـــﻨـــﻮع اﻵﺧــــﺮ ﻓـﻬـﻮ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻷﺟﻨﺒﻲ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ اﻟﺮأﺳﻲ أو اﻟـــﻌـــﻤـــﻮدي: وﻫـــﻮ اﻻﺳــﺘــﺜــﻤــﺎر ﻓﻲ ﻣــﺨــﺘــﻠــﻒ ﻣـــﺮاﺣـــﻞ ﺗــﺼــﻤــﻴــﻢ وإﻧـــﺘـــﺎج وﺗﺴﻮﻳﻖ اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻹﻧـﺘـﺎج ﻓـﻲ دول ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺷــــﺮﻛــــﺎت ﻣــﺤــﻠــﻴــﺔ ﺗـــﺎﺑـــﻌـــﺔ ﻟــﻠــﺸــﺮﻛــﺔ اﻷم. وذﻟـــــﻚ ﻣـــﻦ أﺟــــﻞ اﻻﺳـــﺘـــﻔـــﺎدة ﻣـــﻦ اﻟــــﻔــــﺮوق ﻓـــﻲ ﺗــﻜــﺎﻟــﻴــﻒ ﻋــﻮاﻣــﻞ اﻹﻧـﺘـﺎج ﻣﺜﻞ أﺛـﻤـﺎن اﻟﻄﺎﻗﺔ واﻷرض واﻹﻳﺠﺎرات ووﺳﺎﺋﻂ اﻟﻨﻘﻞ واﻷﺟﻮر ﺑﻴﻦ اﻟﺒﻠﺪان، ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻷﻧـــﺸـــﻄـــﺔ ذات اﻟــﻘــﻴــﻤــﺔ اﻟــﻤــﻀــﺎﻓــﺔ ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ اﻷم ﻣﻄﺒﻘﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺑﻤﺮﺣﻠﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻮدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻤﻀﻴﻒ ﻳﻜﻮن اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻋﻤﻮدﻳﺎ.
وأﻛــــــﺪ د. ﻋــﺒــﺪاﻟــﺮﺣــﻴــﻢ اﻟـــﻬـــﻮر أن اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻷﺟﻨﺒﻲ ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮن ﻓﺎﻋﻼ وإﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﻓـﻲ اﻟـﺪوﻟـﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺤﻘﻖ
أﺣﺪ أو ﻛﻞ اﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺬﻛﺮ وﺑﺄي ﻧــﻮع ﻣـﻦ أﻧـﻮاﻋـﻪ اﻷﻓـﻘـﻲ أو اﻟﻌﻤﻮدي، ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أن ﻋﺪم ﺗﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ﻳﺠﻌﻞ اﻻﺳــﺘــﺜــﻤــﺎر ﻋــﺒــﺌــﺎ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺪوﻟـــﺔ وﻋـﻠـﻰ اﻗﺘﺼﺎدﻫﺎ.
وﻗــــــــــﺎل: إﻧــــــﻪ ﻣـــــﻊ اﻧـــــﻄـــــﻼق ﺛـــــﻮرة اﻟــﻤــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت واﻻﺗــــﺼــــﺎﻻت أﺻـﺒـﺤـﺖ ﺷــﺮﻛــﺎت اﻟـﺘـﻜـﻨـﻮﻟـﻮﺟـﻴـﺎ اﻟـﻌـﺎﻟـﻤـﻴـﺔ ﻣﺜﻞ ﺟﻮﺟﻞ وﻓﻴﺲ ﺑــﻮك وﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻗــﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻏﺰو واﺧﺘﺮاق اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻤﻨﺘﺠﺎﺗﻬﺎ وﻗــﺪراﺗــﻬــﺎ اﻟـﺘـﺴـﻮﻳـﻘـﻴـﺔ ﻣـﻌـﺘـﻤـﺪة ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻀﺨﻢ اﻟﻤﺘﻮﻓﺮ ﻟﺪﻳﻬﺎ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ .«Big data»
وأﺷــــــــﺎر إﻟــــــﻰ ﺗــﺤــﻘــﻴــﻘــﻬــﺎ ﻣـــﺌـــﺎت اﻟـــﻤـــﻠـــﻴـــﺎرات ﻣـــﻦ اﻷرﺑـــــــﺎح ﻣـــﻦ ﻛــﻞ أﻧــــﺤــــﺎء اﻟــــﻌــــﺎﻟــــﻢ ﻣــــﻦ ﺧــــــﻼل ﺗــﻨــﻮع ﻣــﻨــﺘــﺠــﺎﺗــﻬــﺎ وﺣــﺠــﻢ ﺑــﻴــﺎﻧــﺎﺗــﻬــﺎ دون أن ﺗــﻤــﺮ ﻫــــﺬه اﻷﻣــــــﻮال ﺑــﺎﻟــﻘــﻨــﻮات اﻟــﺘــﻘــﻠــﻴــﺪﻳــﺔ ﻟـــﻼﺳـــﺘـــﺜـــﻤـــﺎر اﻷﺟــﻨــﺒــﻲ اﻟـﻤـﺒـﺎﺷـﺮ أو ﻏـﻴـﺮ اﻟـﻤـﺒـﺎﺷـﺮ. وأﺷــﺎر إﻟﻰ أن اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻣﺎزاﻟﺖ ﻓــﻲ ﻣــﺮاﺣــﻞ اﻟــﺘــﻄــﻮر ﻟــﻤــﻮاﻛــﺒــﺔ ﻫــﺬا اﻟـﻨـﻮع ﻣـﻦ اﻻﺳـﺘـﻐـﻼل اﻷﺟـﻨـﺒـﻲ ﻏﻴﺮ اﻟـﻤـﻘـﻨـﻦ ﻟــﻸﺳــﻮاق اﻟـﻌـﺎﻟـﻤـﻴـﺔ، اﻷﻣــﺮ اﻟــــﺬي ﻳــﺠــﺐ أن ﻳــﺘــﻢ اﻟــﻌــﻤــﻞ ﻋـﻠـﻴـﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻮري وﻣﺆﺛﺮ.