إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﻌﺮب ﺗﺤﻮل إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ
اﻟﻘﺪس اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ - وﻛــﺎﻻت: ﺑﺨﻼف اﻟﺘﻴﺎر اﻟـﺼـﻬـﻴـﻮﻧـﻲ اﻟــﻤــﺮﻛــﺰي ﺣــﺬر وزﻳـــﺮ ﺧـﺎرﺟـﻴـﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻷﺳﺒﻖ ﻳﻮﺳﻲ ﺑﻴﻠﻴﻦ ﻣﻦ أن اﺳﺘﻤﺮار ﺗﻮﻗﻴﻊ اﺗﻔﺎﻗﺎت ﻣﻊ دول ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ دون ﺗﺴﻮﻳﺔ ﻣﺸﻜﻠﺘﻬﺎ اﻷﻫــﻢ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺳﻴﺠﻌﻠﻬﺎ دوﻟــﺔ ﻧـﻈـﺎم ﻋﻨﺼﺮي ﺗﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ أﻗﻠﻴﺔ ﻳﻬﻮدﻳﺔ أﻏﻠﺒﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ.
ﺑﻴﻠﻴﻦ وﻫﻮ أﺣﺪ ﻣﻬﻨﺪﺳﻲ اﺗﻔﺎق أوﺳﻠﻮ ﻗﺎل ﻓﻲ ﻣﻘﺎل ﻧﺸﺮﺗﻪ ﺻﺤﻴﻔﺔ ”ﻳﺴﺮاﺋﻴﻞ ﻫﻴﻮم“إﻧــﻪ ﻳـﺪﻋـﻮ ﻷن ﺗـﻜـﻮن اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺒﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺳﻨﺔ ﺧﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻴﻦ ﻓﻴﺘﺨﻠﺼﻮن ﻣﻦ وﺑﺎء ﻛﻮروﻧﺎ وأن ﺗﺼﻠﺢ أﺣﻮاﻟﻬﻢ وأن ﻳﻀﻤﻨﻮا ﻷﻧــﻔــﺴــﻬــﻢ ﻣــﺴــﺘــﻘــﺒــﻼ ﻻ ﺗــﺤــﻜــﻢ ﻓــﻴــﻪ اﻷﻗــﻠــﻴــﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وأن ﺗﻮﺳﻊ داﺋـﺮة إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻬﻢ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﻞ أﺑﻴﺐ.
وﺗﺎﺑﻊ: »ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻔﻬﻢ أن ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻬﻤﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ واﺳــﻌــﺔ وﻋـﻤـﻴـﻘـﺔ، ﻟﻴﺴﺖ ﺑـﺪﻳـﻼً ﻋﻦ ﺣﻞ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ اﻷﺻﻌﺐ ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ: ﺧﻄﺮ اﻟﺘﺤﻮل إﻟـﻰ دوﻟـﺔ ﺗﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ أﻗﻠﻴﺔ ﻳﻬﻮدﻳﺔ أﻏﻠﺒﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ أو ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ«.
ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺑﻴﻠﻴﻦ أﻻ ﻳﺮﻛﻞ »اﻟﻤﺪﻋﻮن ﺑﺎﻟﻘﻴﺎدة« اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟـﺪوﻟـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ أﻗﻴﻤﺖ ﻓـﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑـﻌـﺪ اﻟــﺤــﺮب اﻟـﻌـﺎﻟـﻤـﻴـﺔ وأﻻ ﻳﺴﺤﺒﻮا أﻳﺪﻳﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ.
وﻳـــﻌـــﻮد ﺑـﻴـﻠـﻴـﻦ ﻟــﻤــﺨــﺎﻃــﺒــﺔ اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻴــﻴــﻦ ﻣﺘﻤﻨﻴﺎ أن ”ﻳﻔﻬﻤﻮا أن اﻟﺤﺪود ﺑﻴﻨﻬﻢ وﺑﻴﻦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻫﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ وﺣﻴﻮﻳﺔ ﻟـﻠـﻄـﺮﻓـﻴـﻦ وأن ﻳـﺸـﻜـﻞ ﻣــﻦ ﻳــﺪﻋــﻮن اﻟـﻘـﻴـﺎدة ﻗﺪوة ﻟﻠﺠﻴﺶ اﻟﺸﺎب ﻓﻼ ﻳﺮﺑﻮا ﻣﻦ ﻳﻨﻈﺮون
إﻟﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ أن اﻟـﻤـﺆﺳـﺴـﺎت اﻟــﻮاﻋــﺪة ﻟﻠﻮﺟﻮد اﻟﺴﻠﻴﻢ ﻟﻠﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻋﻔﻨﺔ وﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ وأن ﺣﺘﻰ ﺣﻤﺎة اﻟﺤﻤﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻴﻨﻮﻫﻢ ﻫﻢ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮا ﺟﺪﻳﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ. أﻻ ﻳﺮﺑﻮا ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺿﺮورة ﻻﺣﺘﺮام ﻗﺮار اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ وأن اﻻﻧﺘﺼﺎر ﻓﻲ ﺻﻨﺪوق اﻻﻗﺘﺮاع ﻻ ﻳﺤﺘﺮم إﻻ إذا اﻧﺘﺼﺮوا ﻫﻢ، وأﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ أي ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓـﻲ إﻋـــﺎدة ﻃﻠﺐ اﻟـﻤـﻔـﺎوﺿـﺎت ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎﻗﺎت ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ وﻣﻮﻗﻌﺔ“.
وﺗــﺘــﻨــﺒــﻪ ﺑــﻬــﺬا اﻟــﺴــﻴــﺎق ﻣـــﺤـــﺮرة اﻟــﺸــﺆون اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ ”ﻫﺂرﺗﺲ“ﻧﻮﻋﺎ ﻻﻧﺪاو أن اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﻓﻲ واﺷﻨﻄﻦ ﺗﺪﻋﻮ إﻟـــﻰ ”اﻟــﺘــﻌــﺎﻳــﺶ“وﻟــﻜــﻦ ﻟـﻴـﺲ ﻓـﻴـﻬـﺎ اﻋــﺘــﺮاف ﺑﺈﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻛـﺪوﻟـﺔ ﻳﻬﻮدﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﺎﻟﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻛﺸﺮط ﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻨﺒﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻟﻌﺪم وﺟﻮد أي ذﻛــﺮ ﻟـﺤـﻞ اﻟـﺪوﻟـﺘـﻴـﻦ ﻓــﻲ اﺗــﻔــﺎﻗــﻲ إﻗـﺎﻣـﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﻴﻦ اﻻﺣﺘﻼل واﻹﻣﺎرات واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ.
وﺗــﻨــﻮه أن ﻫـــﺬه ﻛــﺎﻧــﺖ ﻣـﻬـﻤـﺔ ﻏـﻴـﺮ ﺳﻬﻠﺔ ﺗــﻘــﻒ أﻣــــﺎم ﻣــﻦ ﻗــﺎﻣــﻮا ﺑـﺼـﻴـﺎﻏـﺔ اﻻﺗــﻔــﺎﻗــﺎت ﺑـﻴـﻦ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ واﻹﻣـــــﺎرات واﻟـﺒـﺤـﺮﻳـﻦ: ”ﻓـﻲ اﻟــﻤــﺎراﺛــﻮن اﻟـــﺬي ﻛــﺎن ﻳـﺴـﺎﺑـﻖ اﻟــﺰﻣــﻦ واﻟــﺬي اﺳــﺘــﻤــﺮ أﻗـــﻞ ﻣــﻦ أﺳــﺒــﻮع ﻛـــﺎن ﻳــﺠــﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﺼﻴﻐﻮا ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣـﻊ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻴﻦ ﺛﻼث وﺛــﺎﺋــﻖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻫــﻲ )”اﺗــﻔــﺎﻗــﺎت إﺑـﺮاﻫـﻴـﻢ“، اﺗـﻔـﺎق ﺳــﻼم ﻣـﻊ اﻹﻣـــﺎرات وإﻋــﻼن ﺳــﻼم ﻣﻊ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ(، ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺘﻢ ﻗﻮل أي ﺷﻲء ﻓﻴﻬﺎ“.
وﺗــﻘــﻮل إن ﺻــﻴــﺎﻏــﺔ اﺗــﻔــﺎﻗــﺎت ﺳـــﻼم ﻫﻲ ﻣــﻬــﻤــﺔ ﻣـــﻌـــﻘـــﺪة ﺟــــــﺪا ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ ﻳـــﻜـــﻮن ﺑـﻴـﻦ ﻃـﺮﻓـﻴـﻦ، ﻧـﺎﻫـﻴـﻚ ﻋــﻦ أن ﻳـﻜـﻮن ﺑـﻴـﻦ أرﺑـﻌـﺔ أﻃـــــﺮاف، ﻟــﺬﻟــﻚ ﻓـــﺈن اﻟــﻬــﺪف اﻷﺳــﻤــﻰ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻫﺬه اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻗﺼﻴﺮة ﺟﺪا ﻫــﻮ اﻻﺑــﺘــﻌــﺎد ﻋــﻦ أي ﻣـﻘـﻮﻟـﺔ ﺗـﺜـﻴـﺮ ﻧـﻘـﺎﺷـﺎت وﺗـﺤـﻔـﻈـﺎت ﻟــﺪى أي ﻃــﺮف ﻣــﻦ اﻷﻃـــﺮاف. وﺗﻮﺿﺢ أن ﻫﺪﻓﺎ آﺧﺮ ﻛﺎن ﻣﻦ وراء ﻛﻮاﻟﻴﺲ ﻫـﺬه اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت وﻫـﻮ أﻧﻬﺎ ﺳﺘﺸﻜﻞ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻹﻃﺎر اﻟﺜﺎﺑﺖ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺪول اﻷﺧﺮى، ﻓﻲ ﺣﺎل اﻧﻀﻤﺖ إﻟﻰ ﻣﺒﺎدرة إﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، وﻓـﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎب ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺳﻴﻜﻮن ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﻧﺴﺦ ﻫﺬه اﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﻻﺣﻘﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻲ وﻫﻜﺬا.
وﺗﻀﻴﻒ: ”اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻤﻄﺎف ﻫﻲ ﻛﻮﻣﺔ إﻋﻼﻧﺎت داﻋﻤﺔ ﻟﻠﺴﻼم اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺑﺎﻷﺳﻠﻮب اﻟﻤﺘﺒﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻠﻜﺔ اﻟﺠﻤﺎل ”ﻣﻴﺲ ﻳﻮﻧﻔﻴﺮس“، اﻟﺘﻲ أﺷﺮف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻔﺲ اﻟﺸﺨﺺ اﻟـــــﺬي ﻳــﻘــﻮد اﻵن ﻣـــﺒـــﺎدرة اﻟـــﺴـــﻼم، رﺋــﻴــﺲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮاﻣﺐ.
وﺗــﺸــﺪد ﻻﻧــــﺪاو أن ”ﻫـــﺬه اﻻﺗــﻔــﺎﻗــﺎت ﻻ ﻳــﻮﺟــﺪ ﻟــﻬــﺎ أي إﻟـــــﺰام ﻛــﺎﺗــﻔــﺎق ﺳــــﻼم ﺑـﻴـﻦ اﻟــــــﺪول، ﺑـــﻞ اﻟــﺤــﺪﻳــﺚ ﻳــــﺪور ﻋـــﻦ ﻧـــﻮع ﻣـﻦ إﻋـــﻼن ﻧــﻮاﻳــﺎ ﻋــﺎم ورﻣـــﺰي ﻟــﻮﺻــﻒ اﻟـﺤـﺪث ﻓﻲ واﺷﻨﻄﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ: ﻧﺤﻦ اﻟﻤﻮﻗﻌﻴﻦ أدﻧـــﺎه، ﻧــﺪرك أﻫﻤﻴﺔ اﻟـﺤـﻔـﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻼم وﺗـﻌـﺰﻳـﺰه ﻓـﻲ اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳــﻂ وﻓــﻲ أرﺟــﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ، اﺳـﺘـﻨـﺎدا إﻟـﻰ ﻓﻬﻢ ﻣﺘﺒﺎدل وﺗﻌﺎﻳﺶ واﺣــﺘــﺮام اﻹﻧــﺴــﺎن وﺣــﺮﻳــﺘــﻪ، ﺑـﻤـﺎ ﻓــﻲ ذﻟـﻚ اﻟﺤﻖ اﻟﺪﻳﻨﻲ«.