أﺑﻨﺎؤﻧﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن إﻟﻰ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ واﻟﻨﺼﺢ واﻹرﺷﺎد

ﻣﻦ اﻵﺑــﺎء واﻷﻣـﻬـﺎت ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ ﻣـــﻦ ﻳــﻌــﺘــﺒــﺮون أن أﺑــﻨــﺎءﻫــﻢ ﺑﺨﻴﺮ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻳﺮوﻧﻬﻢ أﻣﺎﻣﻬﻢ ﻳﻤﺸﻮن وﻳـﺘـﺤـﺪﺛـﻮن وﻳــﻨــﺎﻣــﻮن.. وﻟـﻜـﻦ اﺣــﺬروا واﻧﺘﺒﻬﻮا أﻳﻬﺎ اﻵﺑـﺎء ﻓﺎﻟﺨﻄﺮ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ اﻟــﺠــﻮار واﻻﻃـﻤـﺌـﻨـﺎن اﻟﻤﻄﻠﻖ ﻟــﻦ ﻳﻨﻘﺬ اﻷﺑﻨﺎء.

ﻓﻲ أﻋﻤﺎرﻫﻢ اﻟﻤﺒﻜﺮة ﺛﻢ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ ﺻــﺎر أﺑـﻨـﺎؤﻧـﺎ ﻳﻘﻀﻮن أﻏﻠﺐ ﺳـــﺎﻋـــﺎت اﻟـــﻴـــﻮم وﻫــــﻢ ﺟــﺎﻟــﺴــﻮن أﻣـــﺎم ﺷـــﺎﺷـــﺎت اﻟــــﺠــــﻮاﻻت واﻟــﺤــﺎﺳــﺐ اﻵﻟـــﻲ وأﺟﻬﺰة اﻷﻟﻌﺎب اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣــﻊ ﻗﻠﺔ اﻟـﻨـﺸـﺎط ﺧــﺎرج اﻟـﻤـﻨـﺰل ﺑﺴﺒﺐ ﻇﺮوف اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ.

ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﺳﻴﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻼت أﺧﺸﻰ أن اﻵﺑﺎء ﻏﺎﻓﻠﻮن ﻋﻨﻬﺎ، وﻳﻤﻜﻦ ﺣﺼﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺒﻴﻦ رﺋﻴﺴﻴﻴﻦ، ﻫﻤﺎ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺼﺤﻲ اﻟﺒﺪﻧﻲ واﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ.

اﻟﺒﻘﺎء اﻟﻤﻼﺻﻖ ﻟﻸﺟﻬﺰة اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ واﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻟﻤﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺻﺤﻴﺔ أﺑﺮزﻫﺎ ﺿﻌﻒ ﺣﺎﺳﺔ اﻹﺑﺼﺎر ﻧﺴﺒﺔ ﻟﺘﻀﺮر اﻟﻌﻴﻦ ﻣﻦ اﻹﺿـــﺎءة اﻟـﻨـﺎﻓـﺬة ﻣـﻦ اﻷﺟــﻬــﺰة وﻟـﻤـﺪٍة ﻃﻮﻳﻠﺔ. وﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎ أﺑﺤﺎث أﺷﺎرت إﻟﻰ أن اﻹﺷﻌﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻣﻦ اﻷﺟﻬﺰة

ﻗـــﺪ ﺗــﺘــﺴــﺒــﺐ ﻓـــﻲ ﻣــﺸــﺎﻛــﻞ ﺑــﺎﻷﻋــﺼــﺎب واﻟــﻤــﺦ، ﺧـﺼـﻮﺻـﺎ ﻋـﻨـﺪ اﻷﻃــﻔــﺎل، ﻣﻤﺎ ﻳﺆدي ﻟﺘﻐﻴﺮات ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻋــﺪم اﻟــﻘــﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ واﻟﻌﺼﺒﻴﺔ اﻟـــﺰاﺋـــﺪة، وﻫــﻨــﺎك ﺟـﺎﻧـﺐ آﺧــﺮ ﻻ ﻳﻘﻞ ﺧــﻄــﻮرة وﻫــﻮ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑــﻌــﺪم ﻣﺮاﻗﺒﺔ وﻣـﺘـﺎﺑـﻌـﺔ اﻷﻃــﻔــﺎل واﻟــﻤــﺮاﻫــﻘــﻴــﻦ ﻋﻨﺪ ﺑــﻘــﺎﺋــﻬــﻢ ﻟــﺴــﺎﻋــﺎت ﻃـــــﻮال ﻋــﻠــﻰ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ واﻟـﺘـﻲ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣـﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻊ ﻗﺪ ﺗﻘﺪم ﻣﻀﻤﻮﻧﺎ ﻏﻴﺮ ﻻﺋﻖ أﺧﻼﻗًﻴﺎ وﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺑﻨﺎؤﻧﺎ.

ﻏﻴﺎب اﻷب واﻷم ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺖ، ﺧﺼﻮ ًﺻﺎ

ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎء، وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﺣﺘﻰ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮة ﻣـﻦ اﻟـﻠـﻴـﻞ، وﺗــﺮك اﻷﺑــﻨــﺎء وﺣـﺪﻫـﻢ ﻣﻊ اﻷﺟﻬﺰة اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ وﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ واﻟﺒﺚ اﻟﻤﺮﺋﻲ ﻋﺒﺮ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ، ﻻ ﺷـﻚ أﻧــﻪ ﺳﻴﺘﺮك ﻟﻨﺎ ﺟـﻴـﻼ ﻣـﻦ اﻷﺑـﻨـﺎء ﺑـﺴـﻠـﻮﻛـﻴـﺎت ﻏـﻴـﺮ ﻣــﺄﻟــﻮﻓــﺔ، ﻣـﻤـﺎ ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ إﺿﻌﺎف اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ واﻟﺘﻔﻜﻚ اﻷﺳـــــــﺮي وﻏـــﻴـــﺮ ذﻟـــــﻚ ﻣــــﻦ اﻷﺧـــﻄـــﺎر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ.

أﺑﻨﺎؤﻧﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن إﻟﻰ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ واﻟﻨﺼﺢ واﻹرﺷــﺎد ﺑﺼﻮرة ﻣﺴﺘﻤﺮة ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻐﻮا ﺳﻦ اﻟﺮﺷﺪ وﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ اﻟﻀﺎر واﻟﻨﺎﻓﻊ.