اﻹﺳﻼم وﺑﻨﺎء اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﻨﺘﺞ
أﺣﻤﺪ ﻋﻠﻲ اﻟﺤﻤﺎدي
ﻳـــﻘـــﻮل اﻟــﻤــﻔــﻜــﺮ اﻹﺳـــﻼﻣـــﻲ اﻟـﺮاﺣـﻞ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﺒﻲ، رﺣﻤﻪ اﷲ ﺗــﻌــﺎﻟــﻰ: إﻓــﺴــﺎد اﻟﻨﻬﻀﺎت ﻳﻜﻮن ﺑﺈﻧﺘﺎج إﻧﺴﺎن اﻟﻨﺼﻒ!.
وإﻧــــــﺴــــــﺎن اﻟـــﻨـــﺼـــﻒ ﺣــﺴــﺐ ﺗـﻌـﺮﻳـﻔـﻪ ﻫــﻮ اﻹﻧـــﺴـــﺎن اﻟـﺸـﺪﻳـﺪ اﻹﻟﺤﺎح ﺑﻄﻠﺐ ﺣﻘﻮﻗﻪ وﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ ﻣﻦ واﺟﺒﺎﺗﻪ أو ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﺘﺎح اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ !، ﻓﻴﺬﻫﺐ ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ ﻟﻴﻤﻀﻲ اﻟﺴﺎﻋﺎت ﻓﻘﻂ وﻫﻤﻪ اﻷﻛـﺒـﺮ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺨﻴﺺ أﺳـــﺘـــﺎذه أو اﻟـــﻤـــﺎدة اﻟـﻤـﻄـﻠـﻮﺑـﺔ ﻟـــﻼﻣـــﺘـــﺤـــﺎن دون أن ﻳــﻜــﻮن ﻫﺪﻓﻪ اﻟﺘﻌﻠﻢ .!
ﻳــــﺬﻫــــﺐ ﻟـــﻠـــﻌـــﻤـــﻞ وﻳــﻘــﻀــﻲ ﺳــﺎﻋــﺎﺗــﻪ ﺑـــﺄي ﻃــﺮﻳــﻘــﺔ اﻟـﻤـﻬـﻢ
ﺑــﺎﻟــﻨــﻬــﺎﻳــﺔ أن ﻳـﻨـﻘـﻀـﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ وﻳــﻌــﻮد ﻟـﺤـﻴـﺎﺗـﻪ وﻳـﺤـﺼـﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺷﻪ !
ﻫﻮ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار إﻧﺴﺎن اﻟﻨﺼﻒ.. ﻳــﻄــﺎﻟــﺐ ﺑــﺤــﻘــﻮﻗــﻪ وﻻ ﻳــﻘــﻮم ﺑــﻮاﺟــﺒــﺎﺗــﻪ!،وﻣــﻦ ﺧـــﻼل ﻫــﺬه اﻟﻤﻘﻮﻟﺔ وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت دﻳــﻨــﻨــﺎ اﻟــﺤــﻨــﻴــﻒ ﻧــﺴــﺘــﺸــﻌــﺮ أن ﻧــــﻬــــﻀــــﺔ اﻷﻣــــــــــﻢ وﺗــــﻄــــﻮرﻫــــﺎ ﻳﻘﻮﻣﺎن ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ اﻹﻧـﺴـﺎن ﻋﺒﺮ اﻟﺤﻀﺎرات ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ واﻟﻌﻤﻞ وﻫﻮ ﺟـــﺎد وﻣـﺠـﺘـﻬـﺪ ﻓــﻲ اﻟــﺘــﺠــﺎرب اﻟـﺼـﻨـﺎﻋـﻴـﺔ ﻹﻧــﺘــﺎج ﻣـــﻮاد اﻟـﺒـﻨـﺎء وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ وﻓﻲ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺰراﻋﻴﺔ واﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻟـــﺘـــﻄـــﻮﻳـــﺮ ﻏـــــﺬاﺋـــــﻪ ودواﺋــــــــــﻪ، ﻓــﺎﻟــﺴــﻤــﺎء ﻻ ﺗـﻤـﻄـﺮ ذﻫــﺒًــﺎ وﻻ
ﻓﻀﺔ وأوﺟﺐ اﻹﺳﻼم ﺑﻌﻘﻴﺪﺗﻪ اﻟﻐﺮاء وﺑﺎﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ دﺳﺘﻮر اﻷﻣــــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻛــﻞ إﻧــﺴــﺎن ﻣﺴﻠﻢ ﻋﺎﻗﻞ وﺑﺎﻟﻎ أداء اﻟﻌﺒﺎدات ﻋﻠﻰ أﻛـﻤـﻞ وﺟــﻪ واﻟـﻘـﻴـﺎم ﺑﻮاﺟﺒﺎﺗﻪ اﻷﺳــﺮﻳــﺔ ﻣـﻊ اﻟـﺤـﺚ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ واﻻﺟﺘﻬﺎد ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ واﻷﺧﺬ
ﺑﺎﻷﺳﺒﺎب ﻓﻲ ﻃﻠﺐ اﻟﺮزق.
وﻛــــﻢ ﻧــﺴــﻤــﻊ ﻋـــﻦ ﺷــﺎﺋــﻌــﺎت ﻳـﻮﻣـﻴـﺔ ﻋـﺒـﺮ وﺳــﺎﺋــﻞ اﻟـﺘـﻮاﺻـﻞ اﻻﺟـــﺘـــﻤـــﺎﻋـــﻲ ﻳــﻄــﻠــﻘــﻬــﺎ أﻧـــﺎس اﺗـــﻜـــﺎﻟـــﻴـــﻮن ﻋــــﻦ زﻳــــــــﺎدة ﻓــﻲ اﻟـــــــﺮواﺗـــــــﺐ أو ﺗـــــﻔـــــﺎوت ﻓــﻲ اﻷﺟــــﻮر ﺑــﻴــﻦ ﺑــﻌــﺾ اﻟــﺠــﻬــﺎت وﻳـــــﺘـــــﻔـــــﺎﻋـــــﻞ ﻣــــﻌــــﻬــــﻢ أﻧـــــــﺎس ﻳــﻄــﻠــﺒــﻮن إﺳـــﻘـــﺎط اﻟـــﻘـــﺮوض ﺿــﺎرﺑــﻴــﻦ ﺑــﺎﻟــﻨــﻈــﻢ واﻟــﻠــﻮاﺋــﺢ ﻋــــﺮض اﻟـــﺤـــﺎﺋـــﻂ، ﻓــﻬــﻞ ﻣـﻦ اﻟــﻤــﻌــﻘــﻮل أن ﻳــﺘــﺴــﺎوى اﻟــﺬي اﻗـــﺘـــﺮض ﺛــﻼﺛــﻤــﺎﺋــﺔ أﻟـــﻒ ﻣـﻦ أﺟــﻞ ﺗﺤﺼﻴﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑـﺎﻟـﺰواج وﺑـﻴـﻦ ﻣــﻦ أﺧــﺬ ﻣـﻠـﻴـﻮن رﻳــﺎل ﻟﺸﺮاء ﻛﻤﺎﻟﻴﺎت ﻣﺎ أﻧـﺰل اﷲ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎن ؟!.
ﻛﻢ ﻧﺘﻤﻨﻰ
ﺗـــﻀـــﺎﻓـــﺮ ﺟــــﻬــــﻮد اﻟــﺘــﻮﻋــﻴــﺔ ﺑـــﺎﻟـــﺤـــﻘـــﻮق واﻟـــــﻮاﺟـــــﺒـــــﺎت ﻓــﻲ اﻟـﻤـﺠـﺘـﻤـﻊ وﺑـﺄﻫـﻤـﻴـﺔ اﻻﻋـﺘـﻤـﺎد ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻨــﻔــﺲ ﻟــﺘــﻌــﺰﻳــﺰ اﻟــﺪﺧــﻞ واﻹﻧـــــﺘـــــﺎﺟـــــﻴـــــﺔ واﻟـــﻤـــﺴـــﺎﻫـــﻤـــﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟــﻤــﺒــﺎدرات اﻟـﺒـﻨـﺎءة ﻓــﻲ ﻣﺠﺎل رﻳـــﺎدة اﻷﻋــﻤــﺎل ﺳــﻮاء ﻣـﻦ ﻗﺒﻞ اﻟــﻤــﺪارس أو ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻞ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻲ وﻣــﺮﻛــﺰ اﻟــﻮﺟــﺪان اﻟﺤﻀﺎري اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻮزارة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟـﺮﻳـﺎﺿـﺔ ﻣـﻦ أﺟــﻞ ﺑﻨﺎء ﺟﻴﻞ إﺳـﻼﻣـﻲ واع وﻣﻔﻜﺮ وﻣﻐﺘﻨﻢ ﻟﻠﻔﺮص ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻛﺴﺐ إﻧﺴﺎن ﻣﻜﺘﻤﻞ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻊ ﻧﻔﺴﻪ وأﺳﺮﺗﻪ وأﻣﺘﻪ.