وداًﻋـــﺎ أﻣﻴــــﺮ اﻟﻘﻠــــﻮب
إن ﻷﻣـــﻴـــﺮ اﻹﻧـــﺴـــﺎﻧـــﻴـــﺔ ﻣـــﻜـــﺎﻧـــًﺔ ﻻ ﺗُــﻀــﺎﻫــﻴــﻬــﺎ ﻣــﻜــﺎﻧــﺔ ﻓـــﻲ ﻗـــﻠـــﻮب اﻟـــﺼـــﻐـــﺎر ﻗــﺒــﻞ اﻟــﻜــﺒــﺎر
ﺻـــﺮح ﻗـﺒـﻞ أﻳـــﺎم ﺳــﻌــﺎدة اﻟـﺸـﻴـﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ آل ﺛﺎﻧﻲ ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، ﺑﺄن ﻷﻣﻴﺮ اﻟﻜﻮﻳﺖ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﺒﺎح اﻷﺣﻤﺪ اﻟﺠﺎﺑﺮ اﻟﺼﺒﺎح ﻣﻜﺎﻧًﺔ ﻋﻈﻴﻤًﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻛﻞ ﻣﻮاﻃﻦ ﻗﻄﺮي )ﻣﻜﺎﻧﺔ وأي ﻣﻜﺎﻧﺔ(.
إن ﻷﻣﻴﺮ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻜﺎﻧًﺔ ﻻ ﺗُﻀﺎﻫﻴﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻓـﻲ ﻗـﻠـﻮب اﻟـﺼـﻐـﺎر ﻗﺒﻞ اﻟـﻜـﺒـﺎر، وﻣــﻦ ﻻ ﻳﻀﻊ رﺟــًﻼ ﻣﺜﻠﻪ ﻓـﻲ أﻋـﻤـﺎق أﻋـﻤـﺎق ﻗﻠﺒﻪ، رﺟــٌﻞ ﻟﻪ ﻗــﺪرة ﻋﻠﻰ إزاﺣـــﺔ اﻟﺴﺤﺐ اﻟﺘﻲ ﻓـﻲ اﻷﻓــﻖ إن وﺟــــﺪت، ﻓﺒﺠﻬﻮده اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓــﻲ رأب اﻟﺼﺪع ﺑﻴﻦ دول اﻟﺨﻠﻴﺞ وﺗﻘﺪﻳﺮا ﻟﺠﻬﻮده اﻟﺒﺎرزة ﻓﻲ ﻛـﻞ أزﻣــﺔ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ دول اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، أﺛﺒﺖ
أﻧـﻪ ﺷﻴﺦ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺳــﻮاء ﻓﻲ أزﻣﺔ ﻣﺴﻘﻂ وأﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﺘﻲ ﻟﻮﻻ ﺟﻬﻮده ﻟﻤﺎ اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا ﺣﻠﻬﺎ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ.
ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻬﻮد ﺳﻤﻮه )رﺣﻤﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ( وﻣــﺤــﺎوﻻﺗــﻪ ﻟـﺤـﻞ اﻟــﺨــﻼف ﺑـﻴـﻦ ﻗـﻄـﺮ ودول اﻟـﺤـﺼـﺎر، وﻗــﺎل ﺳﻤﻮه وﻗﺘﻬﺎ: »إﻧــﻬــﺎء اﻟﺨﻼف ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺳﻴﺤﺎﺳﺒﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻤﻮﻟﻰ ﻋﺰو وﺟﻞ ﻗﺒﻞ ﺣﺴﺎب اﻟﺘﺎرﻳﺦ«، وﺳﺎرع وﻗﺘﻬﺎ ﻻﺣﺘﻮاء اﻷزﻣﺔ اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﻟﺪى اﻷﻃﺮاف اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ.
ﺗﻤﻴﺰ أﻣﻴﺮ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺮؤﻳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺛﺎﻗﺒﺔ، وﻟﻜﻦ رؤﻳﺘﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻷول ﺣـﻘـﻴـﻘـﺔ، ﻳـﻜـﻔـﻲ أن ﻣـﺠـﻠـﺔ »اﻟــﻌــﺮﺑــﻲ« ﺻﺪرت ﻓﻲ ﻋﻬﺪه ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن وزﻳـﺮا ﻟﻺﻋﻼم، ﻓﻬﻲ إﺣـــﺪى ﺑﺼﻤﺎت اﻷﻣــﻴــﺮ ﻓــﻲ ﻋﺸﺮﻳﻨﻴﺎت ﻋــﻤــﺮه، وﺟـــﺮى إﺻـــﺪار اﻟــﻌــﺪد اﻷول ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ ٨٥٩١، ﻟﺘﻜﻮن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ »ﻫﺪﻳﺔ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻟﻜﻞ اﻟﻌﺮب«، وﻫﻮ ﺷﻌﺎر اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺎزاﻟﺖ ﺗﺮﻓﻌﻪ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم، ﻋﺎم ٧٨٩١ اﻟﺬي ﺷﻬﺪ ﻣﻮﻟﺪ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺠﻠﺔ.
ﻛﻨﺎ ﻧﺤﺮص ﻋﻠﻰ اﻗﺘﻨﺎء ﻫﺬه اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ، واﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺨﻠﻮ رﻓﻮف ﻣﻜﺘﺒﺔ أي ﻣﺜﻘﻒ ﻋـﺮﺑـﻲ ﻣــﻦ ﻋــﺪد ﻣــﻦ أﻋــﺪادﻫــﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، وﺗﺨﺼﻴﺺ رﻛﻦ ﺧﺎص ﻟﻬﺎ ﻟﺘﻨﻮﻋﻬﺎ اﻟﻔﻜﺮي واﻷدﺑﻲ.
إن ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﺼﻔﺤﺎت ﺗــﺰدان ﺑﻜﺘﺎﺑﺎت اﻷدﺑﺎء واﻟﺸﻌﺮاء اﻟﻌﺮب ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن، وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻃﻪ ﺣﺴﻴﻦ وﻋﺒﺎس ﻣﺤﻤﻮد اﻟﻌﻘﺎد وﻧﺰار ﻗﺒﺎﻧﻲ وﻏﺎدة اﻟﺴﻤﺎن وأﺣﻼم ﻣﺴﺘﻐﺎﻧﻤﻲ وﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬﻳﻦ أﺿﺎﻓﻮا إﻟﻰ ﻣﻌﺎرﻓﻨﺎ وﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ.
ﻛﺎن أﻣﻴﺮ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﺑﻞ أﻣﻴﺮ اﻟﺠﻤﻴﻊ وأﺑﻮ اﻟﺠﻤﻴﻊ وأﻣﻴﺮ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻳﻘﻮم ﺑﻜﻞ ﻫﺬه اﻷدوار واﻻﺑـﺘـﺴـﺎﻣـﺔ ﻻ ﺗـﻔـﺎرق وﺟـﻬـﻪ اﻟﺠﻤﻴﻞ، ﻳﺒﺘﺴﻢ ﺑﺴﻌﺔ ﺻﺪر، اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻟﻦ ﻳﻨﺴﺎﻫﺎ اﻟﺠﻤﻴﻊ.
ﺳﺘﻈﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻳﺎ أﻣﻴﺮ اﻟﻘﻠﻮب.