اﻻﺳﺘـــﻌـﺎﻧـﺔ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ أﻋﻈـﻢ اﻟﻮاﺟﺒـﺎت اﻹﻳﻤـﺎﻧﻴـﺔ ﺿـــﺮورة ﺗـﻔـﻮﻳـﺾ اﻷﻣـــﺮ ﷲ وﺣـــﺪه واﻟـﺜـﻘـﺔ ﺑــﻪ واﻻﻋــﺘــﻤــﺎد ﻋﻠﻴﻪ
اﻻﺳــﺘــﻌــﺎﻧــﺔ ﺑــﻐــﻴــﺮ اﷲ اﻧــﻬــﺰاﻣــﻴــﺔ وﻫـــــﺪم ﻷرﻛـــــﺎن اﻟــﺪﻳــﻦ ﺗـــــــــﺮك اﻻﺳـــــﺘـــــﻌـــــﺎﻧـــــﺔ ﺑـــــــــﺎﷲ واﻟــــــﻠــــــﺠــــــﻮء إﻟـــــــــﻰ ﻏــــــﻴــــــﺮه ذل وﻫـــــــــــــﻮان وﺧـــــــــﺬﻻن اﻟــــﺒــــﻌــــﺪ ﻋــــــﻦ ا
أﻛـــﺪ ﻓـﻀـﻴـﻠـﺔ اﻟــﺸــﻴــﺦ د. ﻣـﺤـﻤـﺪ ﺣﺴﻦ اﻟـﻤـﺮﻳـﺨـﻲ أن اﻻﺳـﺘـﻌـﺎﻧـﺔ ﺑــﺎﷲ ﻋــﺰ وﺟـﻞ واﻟــﺼــﻠــﺔ ﺑــﻪ ﺟــﻞ وﻋـــﻼ ﻫــﻲ روح اﻷرواح وﻏـﺬاء اﻟﻘﻠﻮب وﺟـﻼء اﻟﺬﻧﻮب وﺣـﺮز ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳـﻮء وآﻓــﺔ، ﻣﺒﻴﻨًﺎ أن اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﷲ ﻫــﻲ ﻃـﻠـﺐ اﻟــﻌــﻮن ﻣـﻨـﻪ ﺳـﺒـﺤـﺎﻧـﻪ وﺗـﻌـﺎﻟـﻰ وﺗـــﻔـــﻮﻳـــﺾ اﻷﻣــــــﺮ إﻟـــﻴـــﻪ وﺣــــــﺪه واﻟــﺜــﻘــﺔ ﺑـــﻪ واﻻﻋـــﺘـــﻤـــﺎد ﻋــﻠــﻴــﻪ، وﻫـــﻲ ﻣـــﻦ أﻋـﻈـﻢ اﻟـــﻮاﺟـــﺒـــﺎت اﻹﻳــﻤــﺎﻧــﻴــﺔ وأﻓـــﻀـــﻞ اﻷﻋــﻤــﺎل اﻟﻤﻘﺮﺑﺔ إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻻﻓﺘًﺎ إﻟﻰ أن ﺗﺮك اﻻﺳـﺘـﻌـﺎﻧـﺔ ﺑــﺎﷲ واﻟــﻠــﺠــﻮء إﻟــﻰ ﻏــﻴــﺮه ذل وﻫﻮان وﺧﺬﻻن.
وﻗـﺎل ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ أﻣﺲ ﺑﺠﺎﻣﻊ اﻹﻣﺎم ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب: ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﻫــﺬه اﻟـﺤـﻴـﺎة اﻟﻤﻠﻴﺌﺔ ﺑﻤﺸﺎﻛﻠﻬﺎ وﻣﺤﻨﻬﺎ وﻓــﺘــﻨــﻬــﺎ وﺗــﺼــﺮﻓــﺎت أﻫــﻠــﻬــﺎ وﺳــﻠــﻮﻛــﻴــﺎت ﻧﺎﺳﻬﺎ وﺣﻠﻮﻫﺎ وﻣﺮﻫﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ إﻟﻰ ﻛﻨﻒ ﻳـﺄوي إﻟﻴﻪ وﻣﻠﺠﺄ ﻳــﻠــﻮذ ﺑـــﻪ ورب ﻳــﺘــﻮﻛــﻞ ﻋــﻠــﻴــﻪ وﻟــــﻦ ﻳﺠﺪ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﺴﻠﻢ أﺣـًﺪا أﺑـًﺪا أﺣﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ رﺑﻪ وﺧﺎﻟﻘﻪ ورازﻗﻪ ﻳﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻊ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﻌﻤﺮ واﻟﻨﺠﺎة ﻣﻦ اﻟﻤﺤﻦ واﻟﻔﺘﻦ وﻳﺴﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﻋﺪو ﺣﺎﻗﺪ أو ﻋﺒﺪ ﻣﻨﺎﻓﻖ أو اﻣﺮئ ﺣﺎﻗﺪ وﻟﺴﺎن ﺟﺎﺣﺪ.
وأﻛــﺪ أﻧـﻪ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻐﻨﻲ اﻟﻌﺒﺪ ﻋﻦ ﺣﻔﻆ اﷲ ورﻋــﺎﻳــﺘــﻪ واﺳــﺘــﺸــﻌــﺎر أﻫــﻤــﻴــﺔ ﻋـﻮﻧـﻪ وﻣــﺪده »ﻓــﺎﷲ ﺧـﻴـٌﺮ ﺣﺎﻓًﻈﺎ وﻫــﻮ أرﺣـﻢ اﻟﺮاﺣﻤﻴﻦ«.
وﻗــــﺎل: إن اﻟــﺤــﻀــﺎرة واﻟـــﻤـــﺎدة وﺳـﺒـﻞ اﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ إﺳﻌﺎد اﻟﺒﺸﺮ وﻻ إﺑــــﺪاء ﺣـﺎﺟـﺎﺗـﻬـﻢ اﻟــﺮوﺣــﻴــﺔ أو ﺷـﻔـﺎء أﺳــﻘــﺎﻣــﻬــﻢ اﻟـﻨـﻔـﺴـﻴـﺔ ﻷن اﻟــﺒــﻌــﺪ ﻋــﻦ اﷲ واﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋـﻦ ﻃﻠﺒﻪ وﻣــﺪده ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺤﻴﺎة ﻛﺎﻟﺤﺔ وﺗﺒﻘﻲ اﻟﺤﻀﺎرة ﻣﺎدة ﺟﺎﻓﺔ ﺗﺸﻘﻲ وﻻ ﺗﺴﻌﺪ.
وﺗــﺴــﺎءل: ﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﻌﻴﻦ اﻟﻌﺒﺪ ﺑﻤﻦ ﻻ ﺣﻮل ﻟﻪ وﻻ ﻗﻮة وﻻ ﻧﻔﻊ وﻻ ﺿﺮ وﻳﺘﺮك ﻣﻦ ﺑﻴﺪه اﻟﺤﻮل ﻛﻠﻪ واﻟﻘﺪرة واﻟﻘﻮة؟
وﺗـﻼ ﻗـﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ: »أﻣـﻦ ﻳﺠﻴﺐ اﻟﻤﻀﻄﺮ إذا دﻋــﺎه وﻳﻜﺸﻒ اﻟﺴﻮء وﻳﺠﻌﻠﻜﻢ ﺧﻠﻔﺎء اﻷرض أإﻟﻪ ﻣﻊ اﷲ ﻗﻠﻴﻼ ﻣـﺎ ﺗــﺬﻛــﺮون«. ﻣﺒﻴﻨﺎ أن اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﷲ ﺣﻔﻆ ﻟﻺﻧﺴﺎن وﺻﻴﺎﻧﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ وﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ وأﻣﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺎوف وﺿﻤﺎن ﻣﻦ اﻟـﻤـﺨـﺎﻃـﺮ وﻧــﺠــﺎة ﻣــﻦ اﻟـﻤـﻬـﺎﻟـﻚ وﻧـﺼـﺮة ﻋﻠﻰ اﻷﻋـﺪاء وﺣـﺮز ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن وﻟﺬﻟﻚ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻣــﻦ أﺟــﻞ اﻟــﻌــﺒــﺎدات وأﻛــﺜــﺮﻫــﺎ أﺛــﺮا وﺗﻮﻓﻴﻘﺎ، ﻣﺸﺪدا ﻋﻠﻰ أن اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﷲ
ﻫــﻲ اﻟــﻤــﺪد اﻟـﺤـﻘـﻴـﻘـﻲ اﻟـــﺬي ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻣﻨﻪ اﻟﻘﻮة واﻟﻌﺰﻳﻤﺔ، ﻣﺒﻴﻨﺎ أن اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﷲ ﺗـﻜـﻮن ﺑـﺪﻋـﺎﺋـﻪ واﻟــﺼــﻼة ﺑﻴﻦ ﻳـﺪﻳـﻪ وأداء ﻣﺎ ﻓﺮﺿﻪ ﺟﻞ وﻋﻼ. وﻟﻔﺖ إﻟﻰ أن اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن إذا ﺣﺰ ﺑﻪ أﻣﺮ ﻫــﺮع إﻟــﻰ اﻟــﺼــﻼة، ﻣــﺸــﺪدا ﻋﻠﻰ ﺿــﺮورة أن ﻳﻌﻠﻢ اﻟﻌﺒﺪ أن اﷲ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء وﺑﻴﺪه ﻛﻞ ﺷــﻲء، وﻏﻴﺮ اﷲ ﻻ ﺣـﻮل ﻟﻬﻢ وﻻ ﻗﻮة، ﻣﻮﺿﺤﺎ أن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ أﻣـﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﺣــﻮال ﺣﻴﻦ أﻣــﺮ ﻋــﺒــﺪه أن ﻳــﻘــﺮأ ﻓــﻲ ﻛــﻞ ﺻــﻼة وﻓـﻲ ﻛـﻞ رﻛـﻌـﺔ »إﻳــﺎك ﻧﻌﺒﺪ وإﻳــﺎك ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ«، ﻣﻨﻮﻫﺎ ﺑﺄن ﻛﻞ ﺷﻲء اﺳﺘﻄﻌﺘﻪ أو وﺻﻠﺖ إﻟﻴﻪ وﺑﻠﻐﺘﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ أﻋﺎﻧﻪ اﷲ ﻟﻚ، ﻓﻠﻮﻻ ﻋﻮن اﷲ ﻟﻚ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻪ ﻟﺬا ﻳﻔﻴﺪ أﺳﻠﻮب اﻟﺼﺒﺮ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻌﺎن ﺑﺄﺣﺪ ﺳﻮاه، ﻻﻓــﺘــﺎ إﻟــﻰ أن اﷲ ﺳـﺒـﺤـﺎﻧـﻪ وﺗـﻌـﺎﻟـﻰ أﻣـﺮ اﻷﻧــﺒــﻴــﺎء أن ﻳــﺄﻣــﺮوا ﻗـﻮﻣـﻬـﻢ ﺑـﺎﻻﺳـﺘـﻌـﺎﻧـﺔ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻗﺎل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋـﻦ ﻣـﻮﺳـﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟـﺴـﻼم : »ﻗــﺎل ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻘﻮﻣﻪ اﺳﺘﻌﻴﻨﻮا ﺑﺎﷲ واﺻﺒﺮوا إن اﻷرض ﷲ ﻳﻮرﺛﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﻣﻦ ﻋﺒﺎده واﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ«.
واﺳﺘﺸﻬﺪ ﺑﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ: »واﺳﺘﻌﻴﻨﻮا ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ واﻟﺼﻼة«، ﻣﻨﻮﻫﺎ ﺑﺄن رﺳﻮل اﷲ
ًّ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻢ اﻷﻣﺔ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑـــﺎﷲ ﺳـﺒـﺤـﺎﻧـﻪ وﺗــﻌــﺎﻟــﻰ ﺣــﻴــﻦ ﻗـــﺎل وﻫــﻮ ﻳﻨﺼﺢ اﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ: »إذا ﺳﺄﻟﺖ ﻓـﺎﺳـﺄل اﷲ وإذا اﺳﺘﻌﻨﺖ ﻓﺎﺳﺘﻌﻦ ﺑﺎﷲ« )رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي(، ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ: »اﺣﺮص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻚ واﺳﺘﻌﻦ ﺑﺎﷲ وﻻ ﺗﻌﺠﺰ« )رواه ﻣﺴﻠﻢ(.
وﻋﻦ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻐﻴﺮ اﷲ ﻗﺎل ﻓﻀﻴﻠﺘﻪ: اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻐﻴﺮ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻫﺪم ﻟﻠﻌﻘﻴﺪة وﻃـــﺮد ﻟــﻺﻳــﻤــﺎن واﻧــﻬــﺰاﻣــﻴــﺔ وﻗــﻠــﺔ ﺣﻴﻠﺔ وﺧـــﺬﻻن وﻫـﺒـﻮط وإﻟــﻐــﺎء ﻟﻠﻌﻘﻞ وذﻫــﻮل ﻟﻠﻨﻔﺲ وﻗﺒﻞ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﻫﺪم ﻷرﻛﺎن اﻟﺪﻳﻦ وإرﺧــﺎء ﻟﺤﺒﻞ اﻟﻤﻠﺔ، ﻣﻨﻮﻫﺎ ﺑـﺄن ﺣﺎﺟﺘﻨﺎ ﻟـﻼﺳـﺘـﻌـﺎﻧـﺔ ﺑـــﺎﷲ ﻋــﺰ وﺟـــﻞ اﻟــﻴــﻮم ﻣـﺎﺳـﺔ أﺷـﺪ ﻣﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ اﻟـﻘـﺮون واﻟــﺪور ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﺮﺑﺔ اﻟﺪﻳﻦ واﻟـﺰﻣـﺎن وﻇﻬﻮر اﻟﻔﺘﻦ واﻧﻘﻼب اﻟﻤﻮازﻳﻦ رأﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ، وﻓﻲ ﻇﻞ ﻇﻬﻮر اﻟﻤﻨﻜﺮات واﻟﺪﺟﻞ واﻟﺪﺟﺎﻟﻴﻦ
واﻟﻨﻔﺎق واﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ أﻣﺜﺎل ذي اﻟﻮﺟﻬﻴﻦ وإﺑـــﺪاء اﻟــﻌــﻮرات واﻟــﺴــﻮءات واﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﻷﺧـﻼق واﻹﻧﻜﺎر ﻟﻼﺳﺘﻘﺎﻣﺎت واﻻﻋﺘﺪال وإﻃــــﻼق اﻷﻟــﺴــﻨــﺔ ﺗــﺨــﻮض ﻓــﻲ اﻷﻋـــﺮاض اﻟــﻐــﺎﻓــﻠــﺔ واﻟــﻤــﺴــﺘــﻮرة وإﻟـــﻘـــﺎء اﻻﺗــﻬــﺎﻣــﺎت ﺟـــﺰاﻓـــﺎ ورﺟــــﻢ ﺑــﺎﻟــﻐــﻴــﺐ وﺗــﻘــﻴــﻴــﻢ اﻟــﻨــﺎس وذﻣﻬﻢ واﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﻢ.
وﺗـــﺴـــﺎءل: ﻣــﺎ ﻟــﻨــﺎ ﻓــﻲ ﻇــﻞ ﻫـــﺬا ﻛــﻠــﻪ ﻻ ﻧـﺴـﺘـﻌـﻴـﻦ ﺑـﺮﺑـﻨـﺎ وﻫـــﺬا ﺣـﺎﻟـﻨـﺎ وﻗـــﺪ ﻫـﺪاﻧـﺎ ﺳﺒﻠﻨﺎ وأﺑــﺎن ﻟﻨﺎ ﺳﺒﻴﻞ اﻟـﺮﺷـﺎد؟ ﻣﺎ ﻟﻨﺎ أﻻ ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﺮﺑﻨﺎ وﻗــﺪ ﺗﻜﺎﻟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻷﻣـﻢ وﺗــﺪاﻋــﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟــﻘــﺮى وﻛـــﺎد ﻟـﻨـﺎ اﻟـﻈـﺎﻟـﻢ وﺣﻘﺪ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺤﺎﻗﺪ واﻣﺘﻸت اﻟﻘﻠﻮب ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺣــﻘــﺪا وﺿـﻐـﻴـﻨـﺔ واﻗــﺘــﺤــﻢ ﻋـﻠـﻴـﻨـﺎ اﻟـﺤـﺴـﺎد واﻟﻤﺘﻄﻔﻠﻮن وﻣــﻦ ﻻ ﻳﺨﺼﻪ أﻣــﺮﻧــﺎ وﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﻣﻤﻦ ﺗﺘﺒﻊ ﻋـﻮراﺗـﻨـﺎ وﻧﺸﺮ أﺳـﺮارﻧـﺎ وﻛﺸﻒ أﺳﺘﺎرﻧﺎ؟
وﻋﻠﻖ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﻟﻘﺪ ﺧﻔﺖ اﻟﻌﻘﻮل وﻫﺰﻟﺖ اﻟﻨﻔﻮس واﺿـﻄـﺮﺑـﺖ اﻟﻘﻠﻮب وﺗـﻮﺟـﻪ إﻟﻰ ﻏــﻴــﺮ اﷲ ﻣـﺴـﻠـﻤـﻮن ﻳـﻄـﻠـﺒـﻮن اﻟــﻌــﻮن ﻓﻲ ﺗﻤﺘﻤﺎت ﺳـﺎﺣـﺮ وﺣـﺮﻛـﺎت ﻣﺒﺘﺪع وﺧﻔﺔ ﻣﺸﻌﻮذ وﻣﻌﺘﻘﺪات ﻳﺘﺮﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻋــﻨــﺪه أدﻧـــﻰ ﻣﺴﻜﺔ ﻣــﻦ ﻋــﻘــﻞ، ﻣﺴﺘﻨﻜﺮا ﻫــــــﺮوع ﺑــﻌــﺾ اﻟــﻤــﺴــﻠــﻤــﻴــﻦ إﻟـــــﻰ ﺳــﺤــﺮة وﻣﺸﻌﻮذﻳﻦ ﻳﻔﻌﻠﻮن ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻳـﺄﻣـﺮون ﺑﻪ ﻣــﻦ ﺷـﺮﻛـﻴـﺎت وﻛـﻔـﺮﻳـﺎت وإﻟــﺤــﺎد ﻣـﺆﻛـﺪا أﻧﻬﻢ ﻳﻨﻔﻘﻮن اﻷﻣﻮال ﻟﺘﻜﻮن ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﺴﺮة وﻧﺪاﻣﺔ. وأﺿﺎف: ﺟﺎءت اﻟﻄﺎﻣﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑـــﺪورات اﻟـﻄـﺎﻗـﺔ وﺧـﺮاﻓـﺎت وﻗــﺎﻧــﻮن اﻟـﻜـﺬب ﻣـﻦ اﻷﻗـــﻮال واﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ واﻟـﺤـﺮﻛـﺎت وﻏــﺮس اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﻜﻔﺮﻳﺔ واﻟﻮﻫﻢ واﻟﻀﻴﺎع ﻛﻘﻮﻟﻬﻢ ﻟﻺﻧﺴﺎن: »أﻧﺖ ﻣـﺼـﺪر اﻟـﻜـﻮن ﻓﺎﻗﻨﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﺑـﺄﻧـﻚ ﻃﺎﻗﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﻈﻴًﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻛﺬا وﻛﺬا ﻣﻤﺎ ﻳﻘﺎل وﻳﻐﺮس ﻓﻲ اﻟﻨﻔﻮس ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر اﻟﻤﻀﻠﻠﺔ«.
وﺗــــﺎﺑــــﻊ: إﻧــــﻪ ﻣـــﺎ ﻃــﻐــﺖ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻨــﻔــﻮس ﻣﻮﺟﺎت اﻟﻘﻠﻖ واﻻﺿﻄﺮاب إﻻ ﺑﻌﺪ ﻃﻐﻴﺎن اﻟﻤﺎدة واﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺷﻲء ﻣﻦ دون اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻫﺠﺮ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﷲ وﻃﺮح اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺮوﺣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻖ اﻟﻘﻠﻮب ﺑﺮﺑﻬﺎ ﻓﻔﺴﺪت اﻟﻨﻔﻮس، وﺗﺮﻛﺖ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ ﻓﻀﺎع ﻋﻨﻬﺎ ﻫﺬا اﻹﺣﺴﺎس اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺬي ﻳﻤﻸ اﻟﻘﻠﻮب ﺳﻜﻴﻨﺔ وﻳﻘﻴﻨًﺎ. وأوﺻﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺎﺋًﻼ: اﺳـﺘـﻌـﻴـﻨـﻮا ﺑـــﺎﷲ ﺳـﺒـﺤـﺎﻧـﻪ وﺗــﻌــﺎﻟــﻰ وﺣــﺪه ﻓﻬﻮ اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء وﻋﻨﺪه ﺧﺰاﺋﻦ ﻛﻞ ﺷـﻲء، أﻣـﺎ ﻏﻴﺮه ﻣﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻓﻼ ﻳﻤﻠﻜﻮن ﻣﺜﻘﺎل ذرة ﻓـﻲ اﻷرض وﻻ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء، ﻓﻼ ﻳﻜﺬب ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻳﺄﺗﻮن ﺑﻬﺬه اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻐﺮس ﻋﻘﻴﺪة اﻟﻜﻔﺮ واﻹﻟﺤﺎد ﻓـﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻟــﺬا ﻗﻔﻮا ﻋﻨﺪ ﺣﺪ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ واﻋﻠﻤﻮا أن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺬر ﻓـﻲ آﻳﺘﻴﻦ ﺣﻴﻦ ﻗــﺎل ﺗـﻌـﺎﻟـﻰ: »وﻣــﺎ أﻛﺜﺮ اﻟــﻨــﺎس وﻟـــﻮ ﺣــﺮﺻــﺖ ﺑـﻤـﺆﻣـﻨـﻴـﻦ«، وﻗــﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ: »وﻣﺎ ﻳﺆﻣﻦ أﻛﺜﺮﻫﻢ ﺑﺎﷲ إﻻ وﻫﻢ ﻣﺸﺮﻛﻮن«.
وﻟـﻔـﺖ إﻟــﻰ ﻗــﻮل اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳــﻠــﻢ: »إن اﻟـﻌـﺒـﺪ ﻟﻴﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺳﺨﻂ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﻳﻠﻘﻲ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻻ ﻳﻬﻮي ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺧﺮﻳًﻔﺎ«. ﻣﻌﻠًﻘﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﻟﻦ ﻳﻨﻔﻌﻜﻢ إﻻ رﺑﻜﻢ ﺟﻞ وﻋﻼ وﻟﻦ ﻳﻘﺪم ﻓــﻲ أﻣــﺮﻛــﻢ وﻟـــﻦ وﻳــﺆﺧــﺮ إﻻ اﷲ ﺟﻠﺖ ﻗــﺪرﺗــﻪ أﻣـــﺎ ﻏــﻴــﺮه ﻣــﻦ اﻟــﻤــﺨــﻠــﻮﻗــﺎت ﻓﻼ أﻋﺘﻘﺪ أن ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻳﺼﺪق ﻫــﺬا، ﻓﺎﻟﺘﺰﻣﻮا دﻳـﻦ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ وﺣﺎﻓﻈﻮا ﻋﻠﻰ إﺳﻼﻣﻜﻢ وإﻳﻤﺎﻧﻜﻢ وﻋﻘﻴﺪﺗﻜﻢ.