اﺳﺘﺸﺎرات ﻃﺒﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ﺿﺪ اﻷﻃﻔﺎل اﻹﺳــــﺎءة اﻻﻧـﻔـﻌـﺎﻟـﻴـﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓــﻲ اﻹﻳــــﺬاء اﻟـﻨـﻔـﺴـﻲ ﻛــــﺎﻻزدراء
اﻟﺪوﺣﺔ-]: أﻛـــﺪت اﻟــﺪﻛــﺘــﻮرة ﺻﺪرﻳﺔ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻜﻮﻫﺠﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪ اﻟﻤﺪﻳﺮ اﻟـﻄـﺒـﻲ ﻟـﺼـﺤـﺔ اﻷﻃـــﻔـــﺎل واﻟـﻤـﺮاﻫـﻘـﻴـﻦ ﺑـﻤـﺆﺳـﺴـﺔ اﻟــﺮﻋــﺎﻳــﺔ اﻟـﺼـﺤـﻴـﺔ اﻷوﻟـــﻴـــﺔ، اﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮي ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺮاﻣﺞ ﻋـﻴـﺎدات اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺴﻠﻴﻢ وﻋـﻴـﺎدات ﺻﺤﺔ اﻟــﻤــﺮاﻫــﻘــﻴــﻦ ﻋـــﻦ ﻛـﻴـﻔـﻴـﺔ اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ ﻣﻊ اﻷﻃﻔﺎل واﻟﻤﺮاﻫﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻟــﻌــﻤــﺮﻳــﺔ وﻣــﻼﺣــﻈــﺔ وﺟـــــﻮد ﻋــﻼﻣــﺎت ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻌﻨﻒ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ واﻟﻤﺪرﺳﺔ.
وﻗﺎﻟﺖ د.اﻟﻜﻮﻫﺠﻲ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﺎﻟﻴﻮم اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻌﺪم اﻟﻌﻨﻒ، ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ زﻳـــﺎدة اﻟـﻮﻋـﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻄﺎﻗﻢ اﻟﻄﺒﻲ ﺣﻮل اﻟـﺼـﻮر اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻣـﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﺗــﻜــﻮن ﻧــﺎﺗــﺠــﻪ ﻋـــﻦ اﻟــﺘــﻌــﺎﻣــﻞ ﺑـﻌـﻨـﻒ ﻣﻊ اﻷﻃـﻔـﺎل و ﺗﺪرﻳﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ ذﻟــﻚ، و ﻓﻴﻤﺎ ﻳـﺨـﺺ ﺣـــﺎﻻت اﻷﻃــﻔــﺎل ذوي اﻹﻋــﺎﻗــﺔ ﻧﻘﻮم ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ اﻻﺳﺘﺸﺎرة اﻟﻄﺒﻴﺔ واﻟﻌﻼج اﻟﻼزم ﺟﻨﺒﺎ إﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟــﻬــﻢ وﻟــﺬوﻳــﻬــﻢ ،ﻛــﻤــﺎ أﻧــﻨــﺎ ﻓــﻲ ﺣــﺎﻻت اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت اﻟﻤﺮﺿﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺘﺒﻮل اﻟﻼإرادي وﻗﻀﻢ اﻷﻇــﺎﻓــﺮ وﻧﺘﻒ اﻟﺸﻌﺮ وﻏﻴﺮﻫﺎ واﻟﺘﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻠﻌﻨﻒ ﻧﻘﻮم ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ اﻻﺳﺘﺸﺎرة اﻟﻄﺒﻴﺔ وﺷﺮح اﻟﻄﺮق اﻟﺘﺤﻔﻴﺰﻳﺔ و اﻟﺘﺮﻏﻴﺒﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ واﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﻟـﻸﺳـﺮة واﻟـﻮاﻟـﺪﻳـﻦ إن اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻌﻨﻒ ﻟﻦ ﻳــﺆدي إﻟـﻰ اﻟﻌﻼج ﺑﻞ ﻳﺰﻳﺪ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺳﻮءا.ﻛﻤﺎ أﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﻴﺎدات اﻟﻄﻔﻞ ﺑﺎﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻷوﻟـﻴـﺔ ﻧﻘﻮم ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ ﺣــﺎﻻت اﻟﻌﻨﻒ أو اﻻﺷـﺘـﺒـﺎه ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ إﻟﻰ اﻟــﻤــﺮاﻛــﺰ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﺑــﺎﻟــﺪوﻟــﺔ ﻟﻠﻌﻼج واﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ.
وﺣـــﻮل أﻧــــﻮاع اﻟـﻌـﻨـﻒ اﻟــﺘــﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳــﺘــﻌــﺮض ﻟــﻬــﺎ اﻟــﻄــﻔــﻞ ﻗــﺎﻟــﺖ اﻟــﺪﻛــﺘــﻮرة ﺻــﺪرﻳــﺔ اﻟـﻜـﻮﻫـﺠـﻲ: إن ﻫـﻨـﺎك أﻧـﻤـﺎﻃـﺎ ﻋﺪﻳﺪة ﻹﺳـﺎءة اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ واﻟﻌﻨﻒ ﺿﺪه ﻣﻨﻬﺎ اﻹﺳﺎءة اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ وﻫﻲ إﺻﺎﺑﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻻ ﺗـﻜـﻮن ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋــﻦ ﺣـــﺎدث ﺑﻞ ﺗــﻜــﻮن ﻣﺘﻌﻤﺪة وﻗـــﺪ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻹﺻــﺎﺑــﺔ ﻛﺎﻟﻜﺪﻣﺎت أو اﻟﺨﺪوش أو آﺛﺎر ﺿﺮﺑﺎت أو ﻟـﻜـﻤـﺎت ﺑﺎﻟﺠﺴﻢ أو اﻟـﺨـﻨـﻖ واﻟـﻌـﺾ واﻟــﺪﻫــﺲ واﻟـﻤـﺴـﻚ ﺑﻌﻨﻒ وﺷــﺪ اﻟﺸﻌﺮ واﻟﻘﺮص واﻟﺒﺼﻖ أو ﻛﺴﻮر ﻓﻲ اﻟﻌﻈﺎم أو اﻟﺤﺮق أو إﺻﺎﺑﺔ داﺧﻠﻴﺔ أو ﺣﺘﻰ اﻹﺻﺎﺑﺔ اﻟﻤﺆدﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﻮﻓﺎة.
وأوﺿــــﺤــــﺖ اﻟـــﺪﻛـــﺘـــﻮرة ﺻـــﺪرﻳـــﺔ أن اﻹﺳـــــــﺎءة اﻻﻧــﻔــﻌــﺎﻟــﻴــﺔ ﻳــﻤــﻜــﻦ ﺗـﻌـﺮﻳـﻔـﻬـﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣـﻦ ﻃــﺮق اﻹﻳــﺬاء اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟــﺬي ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ أﺷﻜﺎل ﻋﺪﻳﺪة ﻣـﺜـﻞ اﻻزدراء وﻫـــﻮ ﻧـــﻮع ﻣــﻦ اﻟﺘﺼﺮف ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺮﻓﺾ واﻟﺬل ﻓﻤﺜﻼ ﻳﺮﻓﺾ
أﺣـﺪ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻄﻔﻞ وﻳﺮﻓﺾ اﻟﻄﻔﻞ ﻧﻔﺴﻪ وﻗﺪ ﻳﻨﺎدى اﻟﻄﻔﻞ ﺑﺄﺳﻤﺎء ﺗﺤﻂ ﻣﻦ ﻗﺪره ووﺻﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ وﺿﻴﻊ.
وأﺿــــﺎﻓــــﺖ: ﻫــﻨــﺎك أﻳـــﻀـــﺎ اﻹرﻫـــــﺎب وﻳﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺘﻬﺪﻳﺪ واﻹﻳﺬاء اﻟﺠﺴﺪي ﻟﻠﻄﻔﻞ أو اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻪ إذا ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻚ ﺳﻠﻮًﻛﺎ ﻣﻌﻴﻨًﺎ أو ﺑﺘﻌﺮﻳﺾ اﻟﻄﻔﻞ ﻟﻠﻌﻨﻒ أو اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﺷﺨﺎص ﻳﺤﺒﻬﻢ أو ﺗﺮﻛﻪ ﺑﻤﻔﺮده ﻓﻲ ﺣﺠﺮة ﻣﻈﻠﻤﺔ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﺰﻟﺔ وﻫﻲ ﻋﺰل اﻟﻄﻔﻞ ﻋﻦ ﻣﻦ ﻳﺤﺒﻬﻢ أو أن ﻳﺘﺮك ﺑﻤﻔﺮده ﻟﻔﺘﺮات ﻃﻮﻳﻠﺔ ورﺑﻤﺎ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت ﻣﻊ اﻟﺰﻣﻼء أو اﻟﻜﺒﺎر داﺧـﻞ وﺧـﺎرج اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ، وﻣﻦ اﻷﻣـﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻹﺳﺎءة اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﻻﺳﺘﻐﻼل واﻟﻔﺴﺎد وﻳﺘﻀﻤﻦ ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺤﺮاف ﻣﺜﻞ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﺳﻠﻮﻛﺎ إﺟﺮاﻣﻴﺎ أو ﺗﺮﻛﻪ ﻣﻊ ﺧﺎدم أو ﺗﺸﺠﻴﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺮوب ﻣـــﻦ اﻟـــﻤـــﺪرﺳـــﺔ، وﻛـــﺬﻟـــﻚ ﻣـــﻦ اﻷﻣــــﻮر اﻟﺴﻴﺌﺔ إﻫـﻤـﺎل ردود اﻷﻓـﻌـﺎل اﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺤﻴﻄﻴﻦ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ وﻳﺘﻀﻤﻦ إﻫــﻤــﺎل ﻣــﺤــﺎوﻻت اﻟـﻄـﻔـﻞ اﻟـﺘـﻔـﺎﻋـﻞ ﻣﻊ اﻟﻜﺒﺎر ﻣﺜﻞ اﻟﻠﻤﺲ واﻟﻜﻼم واﻟﻘﺒﻠﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺸﻌﺮ اﻟﻮاﻟﺪان اﻟﻄﻔﻞ ﺑﺄﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻏﻮب ﻓﻴﻪ ﻋﺎﻃﻔﻴﺎ، وﻛﺬﻟﻚ اﻹﻫﻤﺎل وﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﺮك اﻟﻄﻔﻞ ﻏﺎﻟﺒًﺎ وﺣﻴًﺪا ﻟﻤﺪة ﻃـﻮﻳـﻠـﺔ أو ﻳﻬﻤﻠﻪ اﻟـــﻮاﻟـــﺪان ﺑـﻤـﺎ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻴﻪ ﻣـﻦ ﺣــﺪوث ﻣﺸﻜﻼت اﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ أو ﺻﺤﻴﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ، وﻻ ﻧﺘﺠﺎﻫﻞ أﻣـًﺮا ﻣﻬًﻤﺎ وﻫﻮ اﻹﺳﺎءة اﻟﺼﺤﻴﺔ وﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﻮع واﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﻬﺰﻳﻠﺔ واﻟﺘﻘﻤﻞ واﻟﻤﻼﺑﺲ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ وﻳﺸﻌﺮ اﻟﻄﻔﻞ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﻌﺪم وﺟﻮد أﺣﺪ ﻳﺮﻋﺎه أو ﻋــﺪم أﺧـــﺬه ﻟﻠﻤﺮﻛﺰ اﻟﺼﺤﻲ إذا اﺣﺘﺎج ﻟﻠﺮﻋﺎﻳﺔاﻟﺼﺤﻴﺔ.