ﻛـــــــﻮﻧـــــــﻲ ﻳــــــــﺎ ﺳـــــﻴـــــﺪﺗـــــﻲ ﺟـــــﻤـــــﻴـــــﻠـــــﺔ.. أو ادﻋـــــــــــــﻲ اﻟــــــﻐــــــﺒــــــﺎء واﺻــــﻤــــﺘــــﻲ
وإذا ﻛـــﺎن اﻟــﺮﺟــﻞ ﻋــﺎﺟــﺰا ﻓــﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺣﻮال ﻋﻦ ﺗﺬوق ﺟﻤﺎل اﻟﻤﺮأة ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻓﻬﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻨﺴﺎء أن ﻧﻜﻮن ﺟﻤﻴﻼت وﻧﺼﻤﺖ؟ ﻓﻲ اﻷﻏﻠﺐ ﻧﻌﻢ.. ﻛﻮﻧﻲ ﻳـﺎ ﺳﻴﺪﺗﻲ ﺟﻤﻴﻠﺔ واﺻـﻤـﺘـﻲ، أو ادﻋﻲ اﻟﻐﺒﺎء واﺻﻤﺘﻲ.. وﻛـــﻦ أﻳــﻬــﺎ اﻟــﺮﺟــﻞ ﻓــﻲ اﻟـﻤـﻘـﺎﺑـﻞ ﻛــﺎذﺑــﺎ وﻛﻔﻰ.. ﺑـﺬرﻳـﻌـﺔ أن اﻟــﻜــﺬب ﻟـﻴـﺲ ﺳــﻮى ﻓﻠﻔﻞ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ، ﻟﻢ ﻻ وﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﻼﻳﻴﻦ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪﻳﻦ ﻻ ﻳﻤﺎﻧﻌﻮن ﻓﻲ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻓﻴﻠﻢ ﻫﻨﺪي ﻟﻢ ﻳﺘﺮك اﻟﻜﺬب ﻓﻴﻪ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﻳﺤﻔﻆ ﺣﺘﻰ ﻣﺎء وﺟﻪ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ. ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ﺑﺴﻴﻂ ﺣﺪ اﻟﺴﺬاﺟﺔ وﻋﻤﻴﻖ وﻣﻌﻘﺪ ﺣﺪ اﻟﺤﻴﺮة.. ﻓﻨﺤﻦ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻧﺮﻓﺾ اﻟﻜﺬب وﻧﺪﻳﻦ اﻟـﻜـﺬاﺑـﻴـﻦ ﻓــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ اﻟـــﺬي ﻧــﻜــﺬب ﺳــﺮا وﺟﻬﺮا، ﺧﻔﻴﺔ وﻋﻼﻧﻴﺔ.. ﻫﺬا ﻫﻮ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﻣﻊ ﻗﻴﻤﻨﺎ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻴﺮﺗﻨﺎ واﺣﺘﺎرت ﻣﻌﻨﺎ! اﻷﻏﺮب أن اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت أو اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﺤﻴﺔ اﻷﺧــــﺮى ﻻ ﺗــﻜــﺬب ﻓـﻠـﻤـﺎذا ﻳــﺎ ﺗـــﺮى ﻳﺒﺪو اﻟﻜﺬب ﺻﻨﻌﺔ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز؟ ﻟــﻤــﺎذا ﻳﺤﺘﺎج اﺑــﻦ اﻹﻧــﺴــﺎن إﻟــﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗــﺮﺑــﻮﻳــﺔ ﻣــﻌــﻘــﺪة ﻟــﻠــﻮﺻــﻮل إﻟــــﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ وﺗﻌﺰﻳﺰ ﻗﻨﺎﻋﺘﻪ ﺑﻀﺮورﺗﻬﺎ؟ وﻫـــﻞ ﻫــﻨــﺎك ﻛـــﺬب ﻣــﺒــﺎح وآﺧــــﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎح؟ ﻫــﻞ ﻟــﻸﻣــﺮ ﺻـﻠـﺔ ﺑــﻤــﺪى ﻗــﺪرﺗــﻨــﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻣﻊ أي ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﻛﺎذﻳﺐ؟ اﻷﻫﻢ.. أﻧﻨﺎ اﻋﺘﺪﻧﺎ أو درﺟﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن ﺣـﺒـﻞ اﻟــﻜــﺬب أو ﻋــﻤــﺮه ﻗﺼﻴﺮ وأﻧـــﻪ ﺑﻼ أرﺟﻞ.. ﻓﻬﻞ ﻫﻮ داﺋﻤﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﺿﻪ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻮاده ؟ أم أﻧﻪ ﻟﻪ أرﺟﻞ وأﻳﺪ وﺣﺒﺎل ﻗﺪ ﺗﻄﻮل إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ؟ ﺳـــﺆال ﻣﺤﻴﺮ أﺗـﻤـﻨـﻰ ﻟــﻮ أﻃــﺮﺣــﻪ ﻋﻠﻰ ﻣـﻦ ﻳﺤﺘﺮﻓﻮن اﻟـﻜـﺬب ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ﺑﺈﺻﺮار أﺣﺴﺪﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ. ﻧﺴﺘﺨﺪم ﻣﺴﺎﺣﻴﻖ اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛﻮﻛﺘﻴﻞ ﻣــﻦ ﻓـﻨـﻮن اﻟـــﺪﻻل ﻟـﺠـﺬب اﻧﺘﺒﺎه اﻟــﺮﺟــﻞ ﻓــﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺧـــﺪاع أﻧـﺜـﻮﻳـﺔ ﻳﺬﻫﺐ ﺿﺤﻴﺘﻬﺎ ﻣﺤﺘﺮف آﺧﺮ ﻟﻠﻜﺬب ﻫﻮ اﻟﺮﺟﻞ اﻟــﺬي ﻳﺴﺘﺨﺪم ﺑـــﺪوره ﻣـﺌـﺎت ﻣـﻦ أﺑﻴﺎت اﻟﺸﻌﺮ واﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻌﺴﻮﻟﺔ ﻟﺠﺬب اﻧﺘﺒﺎه اﻟﻤﺮأة وداﻟﻴﻮﻣﻐﺔ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ.. ﻓﻬﻞ ﺣﻘﺎ ﻳﻌﺸﻖ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ واﻟﻤﺮأة ﺑﺄذﻧﻴﻬﺎ؟ وﻫﻞ ﻧﻌﺠﺐ أن أﺻﺒﺢ اﻟﺠﻤﺎل ﻟﻠﻤﺮأة ﻫﺎﺟﺴﺎ واﻟﻐﺰل ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺣﺮﻓﺔ؟ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ أﻳــﻀــﺎ أن اﻟـﻤـﺮأة ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ رﺟﻞ ﺳﻄﺤﻲ ﻟﻴﻨﺒﻬﺮ ﺑﺠﻤﺎﻟﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺘﺎج اﻟـﺮﺟـﻞ إﻟــﻰ اﻣـــﺮأة ﻏﺒﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﺼﺪق إﻃﺮاءه وﺗﺄﻛﻞ ﻃﻌﻢ ﺻﻨﺎرﺗﻪ. وﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻟﻌﺒﺔ اﻟﺤﺐ.. ﻳﺒﻘﻰ اﻟــﻜــﺬب ﻛـﻤـﺎ ﻳــﻘــﻮل اﺑـــﻦ اﻟﻤﻘﻔﻊ ﺑﺄﻧﻪ رأس اﻟﺬﻧﻮب ﻟﻤﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ أذﻳﺔ وﻣــﺎ ﻳﻔﻘﺪﻧﺎ ﻓــﻲ ﻫــﺬه اﻟـﺤـﻴـﺎة ﻣــﻦ ﺑﻬﺠﺔ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻣﺠﺮد ﻛﺬﺑﺔ! ﻓــﺈﻟــﻰ أي ﺣــﺪ ﻧـﻌـﻨـﻲ ﻣــﺎ ﻧــﻘــﻮل ﺑﺼﺪق وإﺧﻼص؟ وﻫﻞ اﻧﻘﺮض اﻟﺼﺪق ﻓﻲ اﻟﻘﻮل واﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ؟ َﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﻳﻨﻜﺮ أن ﻟﻠﺤﻈﺎت اﻟﺤﻴﺎة ﻣﺬاًﻗﺎ أﻛـﺜـﺮ ﻣــﻦ راﺋـــﻊ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗـﻜـﻮن ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺑﻼ رﺗﻮش. ﻟﻜﻨﺎ ﻧﻜﺬب؟؟ ﻟﻤﺎذا؟