اﻟﻠﻌﺐ أو اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺄدوات اﻟﻨﺠﺎرة ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺮدات اﻟﺠﺪﻳﺪة

ذﻛﺮﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻠﻘﺔ اﻷوﻟـﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻠﻌﺐ ﻓﻲ ﻧﻤﻮ اﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ، واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، واﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ، واﻟﻠﻐﻮﻳﺔ، واﻟﺠﺴﺪﻳﺔ، وذﻛــﺮﻧــﺎ ﻓــﻲ اﻟـﺤـﻠـﻘـﺔ اﻟـﺜـﺎﻧـﻴـﺔ أرﺑــﻌــﺔ أﻧــﻮاع ﻟﻠﻌﺐ اﻟـﻤـﻔـﻴـﺪ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻛﺎﻟﻠﻌﺐ ﺑــﺎﻟــﻤــﺎء، واﻟــﺮﻣــﻞ، واﻟــﻔــﺨــﺎر أو اﻟـﻤـﻌـﺠـﻮن، واﻟــﺘــﻠــﻮﻳــﻦ، وﻧــﺬﻛــﺮ ﻓــﻲ ﻫـﺬه اﻟﺤﻠﻘﺔ ﺧﻤﺴﺔ أﻧﻮاع أﺧﺮى ﻟﻠﻌﺐ اﻟﻤﻔﻴﺪ ﻟﻸﻃﻔﺎل. ٥- اﻟﻤﻼﺑﺲ واﻟﺰي اﻟﺘﻨﻜﺮي: ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﻟـﻸم أن ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺻﻐﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻼﺑﺲ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺒﺎﻟﻴﺔ ﻟﻴﺼﻨﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻼﺑﺲ وأﺷﻜﺎل ﺟﺪﻳﺪة. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮم اﻟﻄﻔﻞ ﺑﺎرﺗﺪاء ﻫﺬه اﻟﻤﻼﺑﺲ، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﺜﻞ دوًرا ﻣﻌﻴﻨًﺎ وﻳﺘﻨﻜﺮ ﺑـﺰي اﻟـﺪور اﻟـﺬي ﻳﻠﻌﺒﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻌﻠﻢ وﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟـﻤـﻔـﺮدات اﻟـﻠـﻐـﻮﻳـﺔ، واﻟــﻔــﺮوق ﺑﻴﻦ اﻟـﻄـﻴـﺎر واﻟـﻄـﺒـﻴـﺐ، واﻷم واﻟــﻤــﺰارع، واﻟﻤﺪرس واﻟﺨﺒﺎز، واﻟﺸﺮﻃﻲ وﻋﺎﻣﻞ إﻃﻔﺎء اﻟﺤﺮﻳﻖ. وﺗﺘﺮاﻓﻖ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻷدوار ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋـﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ، ﻓﻌﻨﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋـﻦ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻓﺈن اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت اﻷﻟـﻢ واﻟﺼﺤﺔ واﻟـﻤـﺮض، وﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﺤﺴﻦ أو اﻟﺸﻔﺎء، ودور اﻟـﺪواء أو اﻟﺤﻤﻴﺔ، أو ﺣﺘﻰ رﺑﻤﺎ اﻟﺠﺮاﺣﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟــﻌــﻼﺟــﺎت اﻟـﻤـﺘـﻘـﺪﻣـﺔ واﻟـﻤـﺘـﺨـﺼـﺼـﺔ! وﻛــﺬﻟــﻚ اﻟــﺤــﺎل ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟـــﻸدوار واﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺣﺪا ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻨﺎه ﻟﻠﺨﻴﺎل واﻹﺑﺪاع، وﻛﻞ ﻫﺬا ﻳﻌّﺪه ﻟﺪوره اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة.

إن ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻫﺬه اﻷدوار اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻳﻔﺘﺢ اﻟﻤﺠﺎل ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻟﻴﺨﺮج ﻋﻦ ﻣﻠﻞ اﻟﻤﺄﻟﻮف اﻟﺮوﺗﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، وﻟﻴﺠﺮب ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﺎذا ﻳﻌﻨﻲ أو ﻳﺸﻌﺮ، أن ﻳﻜﻮن ﻃﺒﺎﺧﺎ أو ﺟﻨﺪﻳﺎ أو ﻻﻋﺐ ﻛﺮة أو ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺎ أو ﻣﻌﻠﻤﺎ أو ﻏﻴﺮه. ٦- أﻋﻤﺎل اﻟﻨﺠﺎرة اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ: إن اﻟـﻠـﻌـﺐ أو اﻟـﻌـﻤـﻞ ﺑـــﺄدوات اﻟـﻨـﺠـﺎرة ﻣـﻦ ﻣـﻄـﺮﻗـﺔ وﻣـﺴـﺎﻣـﻴـﺮ وﻣــﻮاد ﻻﺻﻘﺔ وﻣﻨﺸﺎر وﻗﻄﻊ ﺧﺸﺐ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺮدات اﻟﺠﺪﻳﺪة، واﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻷﺷﻴﺎء ﻣﻦ أﺛﺎث وﻏﻴﺮه، واﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ وﻇﻴﻔﺔ اﻷﺷﻴﺎء ودورﻫــﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة. وﻳﺘﻌﻠﻢ اﻟﻄﻔﻞ ﻛﻴﻒ ﻳﺤﻮل اﻟﻤﻮاد اﻟﺨﺎم ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﺧﺸﺐ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﺸﻲء إﻟﻰ ﻗﻄﻌﺔ أﺛﺎث ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎن، وﻻ ﺷﻚ أﻧﻬﺎ ﻣﺘﻌﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮى أﻧﻪ ﻗﺪ أﻧﺘﺞ ًّ ﻛﺮﺳﻴﺎأو ﻋﺮﺑﺔ أو ﻃﺎوﻟﺔ أو ﺳﺒﻮرة ﻟﻠﺪرس.

وﺳﻴﺘﻌﻠﻢ اﻟﻄﻔﻞ ﻛﻴﻒ ﻳﻄﺮق اﻟﻤﺴﺎر ﺑﺎﻟﻤﻄﺮﻗﺔ ﻟﻴﺼﻞ ﻗﻄﻌﺔ ﺧﺸﺐ ﺑﺄﺧﺮى، وﻛﻴﻒ أن ﻫـﺬه اﻟﻤﻄﺮﻗﺔ ﺧﻄﺮة وﻗـﺪ ﺗﺴﺒﺐ اﻷﻟـﻢ واﻷذى إذا ﻟﻢ ﻳﺤﺴﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ. ٧- اﻟﻌﻤﺎرة: وذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻤﻜﻦ اﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ اﺗﺨﺎذ ﻗﻄﻌﺔ أﺛﺎث أو ﺻﻨﺪوق ﺧﺸﺒﻲ أو ﻛــﺮﺗــﻮﻧــﻲ، ﻛـﺒـﻴـﺖ أو ﻣــﻨــﺰل ﻳـﺠـﻠـﺲ ﻓــﻴــﻪ، وﻋـﻠـﻴـﻪ أن ﻳـﻔـﺮﺷـﻪ وﻳــﺮﻋــﺎه وﻳﺮﺗﺒﻪ وﻳﻨﻈﻔﻪ ورﺑﻤﺎ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻪ ﺿﺪ أي ﻣﻌﺘﺪ ﻇﺎﻟﻢ ﻳﺘﺨﻴﻠﻪ اﻟﻄﻔﻞ. وﻫـﺬا ﺳﻴﺴﺎﻋﺪ اﻟﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﻛﻴﻒ ﺗﺴﻴﺮ أو ﺗﻨﺘﻈﻢ أﻣـﻮر اﻟﺒﻴﺖ، ﻣﺎ ﻳﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ أﺧﺬ ﻣﻮﻗﻌﻪ ودوره ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺑﻴﻦ أﺑﻮﻳﻪ وإﺧﻮﺗﻪ.

وﻳـﻤـﻜـﻦ ﻟـﻠـﻄـﻔـﻞ وﺑـﺒـﻌـﺾ اﻷﻟــﻌــﺎب اﻟـﺒـﺴـﻴـﻄـﺔ وﺑــﺸــﻲء ﻣــﻦ اﻟــﺨــﻴــﺎل أن ﻳﺤﻮل ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺼﻐﻴﺮ إﻟﻰ ﻗﻠﻌﺔ أو ﻣﺪرﺳﺔ أو ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ أو ﻣﻄﻌﻢ أو ﻋﺮﻳﻦ ﻟﻸﺳﺪ. وﺳﻮف ﻳﺘﻌﻠﻢ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻦ وﻇﺎﺋﻒ ﻫﺬه اﻷﺑﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺪم اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ورﺑﻤﺎ ﺗﻌﺪه ﻟﻴﺄﺧﺬ دوره ﻓﻲ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺒﻼت أﻳﺎﻣﻪ.