ﻣــــﻦ أﻫـــــﻢ ﻣ ــــﺆﺷ ــــﺮات اﻟـــﺤـــﺐ اﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﻲ وﺟــــــﻮد اﻟــــﺪﻋــــﻢ اﻟـــﻤـــﺘـــﺒـــﺎدل ﺑـــﻴـــﻦ اﻟــﺸــﺮﻳــﻜــﻴــﻦ
واﻟﺮﻏﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻀﺤﻴﺔ واﻟﺘﻔﺎﻧﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺸﺮﻳﻚ، واﺳــﺘــﺤــﺎﻟــﺔ اﻟـﺘـﻔـﻜـﻴـﺮ ﻓـــﻲ اﻟــﺤــﻴــﺎة دون وﺟـــﻮد اﻟﺸﺮﻳﻚ ﻓﻴﻬﺎ، وأن ﺗﻜﻮن ﻟــﺪى اﻟﺸﺮﻳﻚ ذات اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ واﻟﺮﻏﺒﺔ.
ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺤﻤﻴﻤﻴﺔ، ﻻ ﻳﺸﺘﺮط أن ﻳﻜﻮن اﻟــﺮﺟــﻞ واﻟــﻤــﺮأة ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﻴﻦ ﺣـﺘـﻰ ﻳــﺪﺧــﻼ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﺐ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ وﺻﺎدﻗﺔ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﺷﻚ أن وﺟﻮد ﻗﻴﻢ وأﻓﻜﺎر ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﺷﺮط ﻣﻦ ﺷﺮوط اﻟﺤﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، ﻓﻤﻦ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺤﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ أن ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤﺒﻴﺒﺎن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ دون ﺣــﺮج أو ﺧــﻮف ﻣﻦ ردود اﻷﻓــﻌــﺎل، ﻓــﺈذا ﻛـﺎﻧـﺖ اﻷﻓــﻜــﺎر ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ، ﻳﺸﻌﺮ اﻟﻄﺮﻓﺎن أﻧﻬﻤﺎ ﻗﺎدران ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ أي ﺷـﻲء وﻋـﻦ ﻛﻞ ﺷــﻲء، وﻻ ﻳﺸﻌﺮان ﺑﺎﻟﺘﺮدد ﻓــﻲ اﻟـﺤـﺪﻳـﺚ اﻟـﺼـﺮﻳـﺢ ﻋــﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻤﺎ وﻋـﻦ أﺣﺎﺳﻴﺴﻬﺎ.
ﻳـﻌـﺘـﺒـﺮ اﻻﻧـــﺠـــﺬاب ﻋــﺎﻣــًﻼ ﻣــﻬــًﻤــﺎ ﻓــﻲ اﻟـﺤـﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، ﻟﻜﻦ ﻫـﺬا اﻻﻧـﺠـﺬاب ﻳﻘﻞ ﻣﻊ اﻟﺰﻣﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺪرﻳﺠﻲ وﺗﺒﻘﻰ اﻷوﻟﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﻘﻮﻳﺔ واﻟﺼﺎدﻗﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﺪورﻫﺎ ﺗﺠﺪﻳﺪ ذﻟﻚ اﻻﻧﺠﺬاب.
واﻟﺤﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﻳﻈﻬﺮ أﻛﺜﺮ ﺟﻼء ﻣﻊ ﻣـﺮور اﻟﺰﻣﻦ، وﻗﻮﻓﻬﻤﺎ ﻣًﻌﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺎٍت ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ دون أن ﺗﺆﺛﺮ اﻷﻳﺎم وﺷﺆوﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻮة ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻤﺎ ﺗﺠﺎه ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ.
وﻣـﻦ أﻫـﻢ ﻣـﺆﺷـﺮات اﻟﺤﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ وﺟﻮد اﻟــﺪﻋــﻢ اﻟـﻤـﺘـﺒـﺎدل ﺑـﻴـﻦ اﻟـﺸـﺮﻳـﻜـﻴـﻦ، ورﻏــﺒــﺔ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ أن ﻳﺮى اﻵﺧﺮ ﻧﺎﺟﺤﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ واﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ، وﺗـﻘـﺪﻳـﻢ ﻣــﺎ ﻳـﻠـﺰم ﻟﻴﺤﻘﻖ ﻫـﺬا اﻟﻨﺠﺎح، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﻌﺮ اﻻﺛﻨﺎن أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋـﻼﻗـﺔ ﺗﻜﺎﻣﻠﻴﺔ، وﻳـﻌـﻤـﻼن ﻣـﻌـﺎ ﻛﻔﺮﻳﻖ ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻤﻞ أﺣﺪﻫﻤﺎ اﻵﺧﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ واﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار، ﻛﻞ ﻫﺬا أﻋﺘﺒﺮه ﻣﻦ ﻗﻮة اﻟﻌﻼﻗﺔ وﻧﺠﺎح اﻟﺤﺐ ﺑﻴﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ.
ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻢ أن ﻳﺤﺐ اﻟﺸﺮﻳﻚ ﺷﺮﻳﻚ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛـﻤـﺎ ﻫــﻮ ﻷﻧـــﻪ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻳــﺤــﺎول اﻟــﺸــﺮﻳــﻚ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺷــﺮﻳــﻜــﻪ ﻓــﻬــﻮ ﻓـــﻲ أزﻣــــﺔ ﺣـﻘـﻴـﻘـﻴـﺔ، ﻷن ﺣﺒﻪ ﻟﻠﺸﺮﻳﻚ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﻨﻘﻮص وﻣﺸﺮوط، ﻷن اﻟـﺤـﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻳﻌﻨﻲ أن ﻳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻄﺮف اﻵﺧـﺮ ﻛﻤﺎ ﻋﺮﻓﻪ وﻛﻤﺎ ﻫﻮ، وأن ﻳﺤﺐ ﺟﻮﻫﺮه اﻟـــﺬي ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗـﻐـﻴـﻴـﺮه، وأﻻ ﻳــﺤــﺎول ﺗﻐﻴﻴﺮه، ﻷن اﻟﺤﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻮ اﻟﺸﻌﻮر اﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﻗـﺪ أﺑــﺪى ﺑﻌﺪ ﻣــﺮور أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻈﻬﺮﻫﺎ اﻷزواج اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﻮن ﺣﺪﻳﺜﺎ، ﻛﻤﺎ أﻇﻬﺮت اﻟﺪراﺳﺔ أن واﺣﺪا ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺸﺮة أزواج ﻳﻌﻄﻲ ردود ﻓﻌﻞ ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻟﻠﻤﺘﺰوﺟﻴﻦ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻋﻨﺪ رؤﻳﺔ ﺻﻮرة ﻣﻦ ﻳﺤﺒﻪ. وﻗﺎل ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ )ﺳﺘﻮﻧﻲ ﺑﺮوك( د. آرﺛﺮ أرون إن ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫــﺬه اﻟــﺪراﺳــﺔ ﺗﺘﻌﺎرض ﻣـﻊ اﻻﻋﺘﻘﺎد اﻟﺴﺎﺋﺪ أﻧﻪ ﻻ وﺟـﻮد ﻟﻠﺤﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ، وﻟﺬﻟﻚ ﻓـﺈن اﻟـﺪراﺳـﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﺑـﺄن ﻫـﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺤﺐ ﻣﺎ زال ﻣﻮﺟﻮد.
أﺿﺎف اﻟﺒﺎﺣﺚ أرون -وأﻧﺎ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ »اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺤﺐ- ﻋﻦ اﻟﺤﺐ« ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻓﻬﻮ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ أن ﺑـﻌـﺾ اﻷزواج ﻋــﺒــﺮوا ﻋــﻦ ﺣـﺒـﻬـﻢ اﻟـﺸـﺪﻳـﺪ ﻟﺸﺮﻳﻜﻬﻢ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺮور أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ارﺗﺒﺎﻃﻬﻢ ﺑﻌﻘﺪ اﻟـﺰواج، وﻛﺎن ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﺄن اﻷﻣﺮ ﺧﺪﻋﺔ، وﻟﻜﻦ اﻟﻤﺴﺢ اﻟﻤﻘﻄﻌﻲ ﻷدﻣﻐﺘﻬﻢ أﻇﻬﺮ أن اﻷﻣﺮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، وأﻧﻬﻢ ﻓﻌﻼ ﻻ ﻳﺘﻈﺎﻫﺮون ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺐ اﻟﻌﻤﻴﻖ، ﻓﺎﻟﺤﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻮ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﻘﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺗﻬﺎ رﻏــﻢ اﻟــﻈــﺮوف واﻟـﺰﻣـﻦ،
ﻫــﻞ ﻫــﻨــﺎك ﺣــﺐ ﺣـﻘـﻴـﻘـﻲ؟ أم اﻟــﺤــﺐ ﻛـﺬﺑـﺔ ﻧﺒﺤﺚ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺴﻌﺎدة وﻧﺘﻮﻫﻢ ﺑﺄن ﻫﺬه اﻟﺴﻌﺎدة ﻫـﻲ اﻟـﺴـﺮ! اﻟــﺬي ﺳﻨﻔﺮح ﺑـﻪ وﻧﺨﻠﺺ وﻧﻀﺤﻲ ﻣﻦ أﺟﻠﻪ.
ﻫﻨﺎك أﻣﻮر ﺗﻜﺸﻒ ﻫﺬه اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻋﻦ اﻟﺤﺐ وﻫﻨﺎك دراﺳﺎت ﺗﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﺤﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ اﻟﺬى ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺣـﺘـﻰ ﻧـﻬـﺎﻳـﺔ اﻟـﻌـﻤـﺮ ﻻ وﺟـــﻮد ﻟــﻪ، ﻫـﺬه اﻟﺪراﺳﺎت ﺗﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻟﺤﺐ ﺑﻴﻦ اﻷزواج ﻳﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺘﻀﺎؤل ﺑﻌﺪ ﻣﺪة ﺗﺘﺮاوح ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ٢١ إﻟﻰ ٥١ ﺷـﻬـﺮا، ﺛﻢ ﻳﺒﺪأ اﻟﺤﺐ ﺑﺎﻟﺘﻼﺷﻲ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺘﻴﻦ أو ﺛﻼث ﺳﻨﻮات، إﻟﻰ أن ﻳﺨﺘﻔﻰ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮات.
وﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻫﻨﺎك دراﺳﺎت أﺟﺮاﻫﺎ ﻋﻠﻤﺎء أﻣﺮﻳﻜﻴﻮن ﺗﺆﻛﺪ ﺑﺄن اﻟﺤﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺪوم ﻣﻊ اﻟﺰﻣﻦ وﻻ ﻳﺘﻀﺎءل ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﺴﻨﻮات. وﺗﺪل اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻲ أﺟﺮاﻫﺎ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ )ﺳـﺘـﻮﻧـﻲ ﺑـــﺮوك( ﻓــﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﻧـﻴـﻮﻳـﻮرك واﻟـﺘـﻲ ﺷﻤﻠﺖ أزواًﺟـــﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺗــﺰوج ﺣﺪﻳًﺜﺎ،واﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻣﺘﺰوج ﻣﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ.
ﻓﻘﺪﻗﺎم ﻫــﺆﻻء اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻷﻣـﺮﻳـﻜـﺎن ﺑﺘﺼﻮﻳﺮ ﻣـﻘـﻄـﻌـﻲ ﻷدﻣـــﻐـــﺔ اﻷزواج، ﻓـﻈـﻬـﺮ أن ﻋـــﺪدا