ﺗﺮﺣﻴﺐ ﻗﻄﺮي ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻤﻔﺎوﺿﻴﻦ اﻷﻓﻐﺎن ﻓﻲ اﻟﺪوﺣﺔ

اﻟﺪوﺣﺔ ﺗﻮاﺻﻞ ﻋﻤﻠﻬﺎ اﻟــﺪؤوب ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺴﻼم واﻻﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻗﻄﺮ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻘﺪرة اﻷﻓـﻐـﺎن ﻋﻠﻰ إﻧﻬﺎء ﺻــﺮاع اﻣﺘﺪ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٤ ﻋﺎًﻣﺎ

ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ آﻣﻨﺖ دوﻟﺔ ﻗﻄﺮ ﺑﺎﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ واﻟــﺤــﻮار اﻟــﺒــﻨــﺎء واﻟـﻤـﺒـﺎﺷـﺮ ﺑـﻴـﻦ أﻃــﺮاف اﻟـــﻨـــﺰاع، ﻛـﻮﺳـﻴـﻠـﺔ ﻓـﻌـﺎﻟـﺔ ﻟـﺤـﻞ اﻷزﻣـــﺎت واﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻘﺔ واﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﻤﻌﻘﺪة، وﻣـــــﻦ ﻫـــﻨـــﺎ ﺗـــﺄﺗـــﻲ اﺳـــﺘـــﻀـــﺎﻓـــﺔ ﺟــــﻮﻻت ﻣـﻔـﺎوﺿـﺎت اﻟــﺴــﻼم اﻷﻓـﻐـﺎﻧـﻴـﺔ ﺑﺎﻟﺪوﺣﺔ ﻟﺘﺴﺎﻫﻢ ﻗﻄﺮ ﻓﻲ وﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻬﺬا اﻟﺼﺮاع اﻟﻤﻤﺘﺪ ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٠٤ ﻋﺎﻣﺎ اﻟﺬي ﺟﻠﺐ اﻟﻮﻳﻼت واﻟﺪﻣﺎر واﻟﺘﻬﺠﻴﺮ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻷﻓﻐﺎﻧﻲ، ﻓﺎﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﻴﻬﺎ اﻟﺪؤوﺑﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن، وﻗﻔﺖ اﻟﺪوﺣﺔ داﺋﻤﺎ ﺧﻠﻒ اﻷﺷﻘﺎء اﻷﻓﻐﺎن ﻣﻦ

أﺟــﻞ اﻟـﺘـﻮﺻـﻞ ﻟـﺤـﻞ ﻳﻨﻬﻲ ﻫــﺬا اﻟــﺼــﺮاع اﻟﻤﺮﻳﺮ، وﻳﺠﻌﻞ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﺗـﺰدان ﺑﺤﻠﺔ اﻷﻣــﻦ واﻟــﺴــﻼم، ﻟــﺬا ﻓــﺈن اﻻﺗــﻔــﺎق اﻟـﺬي ﺗــﻮﺻــﻞ إﻟــﻴــﻪ اﻟــﻤــﻔــﺎوﺿــﻮن اﻷﻓــﻐــﺎن ﻓﻲ اﻟﺪوﺣﺔ، ﻳﻮم أﻣﺲ، ﻛﺎن ﻣﻮﺿﻊ ﺗﺮﺣﻴﺐ دوﻟﺔ ﻗﻄﺮ ﻛﻮن ﻫﺬا اﻻﺗﻔﺎق ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﺑــﺎرزة ﻓـﻲ ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟـﺴـﻼم اﻷﻓﻐﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﻣﻨﺬ ٢١ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ٠٢٠٢.

ﻻ ﺷﻚ أن ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺪم اﻟﻤﻬﻢ ﻳﻈﻬﺮ أن اﻷﻃـــﺮاف اﻷﻓﻐﺎﻧﻴﺔ ﺟــﺎدة وﻗـــﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗـﺠـﺎوز اﻟﺨﻼﻓﺎت واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣـﻊ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺼﻌﺒﺔ، ﻓﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ أرض دوﺣﺔ اﻟـﺴـﻼم واﻻﺳــﺘــﻘــﺮار ﻓـﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻳﺒﻌﺚ اﻷﻣــﻞ ﻓـﻲ أن اﻷﺷــﻘــﺎء اﻷﻓــﻐــﺎن ﻗــﺎدرون ﻋﻠﻰ ﺣﻠﺤﻠﺔ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺸﺎﺋﻜﺔ وﺻﻮﻻ إﻟﻰ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻤﻨﺘﻈﺮة ﻟﻬﺬا اﻟﺼﺮاع اﻟــﺪاﻣــﻲ اﻟــﺬي أﻧـﻬـﻚ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن وﺷﻌﺒﻬﺎ اﻟﻄﻴﺐ اﻟﻤﺴﺎﻟﻢ، ﻓﻘﺪ آن اﻷوان ﻟﻜﻲ ﻳﻨﻌﻢ اﻷﻓﻐﺎن ﺑﺎﻷﻣﻦ وﻳﻘﻄﻔﻮا ﺛﻤﺎر اﻟﺴﻼم ﻟﺒﻨﺎء ﺑﻠﺪﻫﻢ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟـﺤـﺮوب واﻟﺼﺮاﻋﺎت واﻟﺘﻬﺠﻴﺮ وﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺪﻣﺎر، ﻓﻘﻄﺮ ﺗﺆﻛﺪ داﺋﻤﺎ أن دروس وﺗﺠﺎرب اﻟﺘﺎرﻳﺦ أﺛﺒﺘﺖ أن اﻟـﻘـﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺤﺴﻢ أي ﺻـــﺮاع ﻓــﻲ أﻓـﻐـﺎﻧـﺴـﺘـﺎن، وأن اﻟﺴﺒﻴﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﻫﻮ اﻟﻮﻗﻒ اﻟﻔﻮري واﻟﺪاﺋﻢ ﻹﻃﻼق اﻟﻨﺎر، وﻓﺘﺢ ﺳﺒﻞ اﻟﺤﻮار اﻟﺒﻨﺎء ﻣﻦ ﺧﻼل ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ أﻃﻴﺎف اﻟﺸﻌﺐ اﻷﻓــﻐــﺎﻧــﻲ، ﻟــﺬا ﻓــﺈن اﻷﻃــــﺮاف اﻷﻓﻐﺎﻧﻴﺔ ﻣــﻄــﺎﻟــﺒــﺔ ﺑـــﺘـــﺠـــﺎوز اﻟـــﻤـــﺎﺿـــﻲ وآﻻﻣــــــﻪ، واﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ وآﻣﺎﻟﻪ، ﻣﻊ ﻋﺪم إﻏـﻔـﺎل اﻟـﻌـﺒـﺮة ﻣـﻦ اﻟـﻤـﺎﺿـﻲ، ﻣـﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﻴﻊ اﻻﻧﻄﻼق إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺮوح وﺛﺎﺑﺔ وإﻳﻤﺎن راﺳﺦ ﺑﺤﻖ اﻟﺸﻌﺐ اﻷﻓﻐﺎﻧﻲ ﻓــﻲ أن ﻳـﻨـﻌـﻢ ﺑــﺎﻷﻣــﻦ واﻻﺳــﺘــﻘــﺮار وأن ﻳﻠﺤﻖ ﺑﺮﻛﺐ اﻟﺘﻘ ّﺪم وأﻻ ﻳﺘﺨ ّﻠﻒ ﻋﻨﻪ أﺑ ًﺪا.

دوﻟﺔ ﻗﻄﺮ ﻟﻦ ﺗﺪﺧﺮ ﺟﻬﺪا ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻷﻫـﺪاف اﻟﻤﺮﺟﻮة ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت وﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻄﻠﻌﺎت اﻟﺸﻌﺐ اﻷﻓـﻐـﺎﻧـﻲ اﻟﺸﻘﻴﻖ ﻓﻲ اﻷﻣـــــﻦ واﻻﺳـــﺘـــﻘـــﺮار واﻟــــﺴــــﻼم، ﻓﻘﻄﺮ أﻛﺪت أﻧﻬﺎ ﺳﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ وﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻴﻦ دﻋــﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟــﺴــﻼم، ﺳـﻌـﻴـﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟــﺴــﻼم اﻟــﺪاﺋــﻢ واﻟﺸﺎﻣﻞ ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن، ﻓﺎﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﻘﻄﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﻨﺰاﻫﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﺪوﺣﺔ ﻗﺒﻠﺔ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻋﻦ اﻷﻣﻦ واﻻﺳـﺘـﻘـﺮار ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﻘﻄﺮ رﺳﺨﺖ اﺳﻤﻬﺎ ﻛﻮﺳﻴﻂ دوﻟﻲ ﻧﺰﻳﻪ وﻣﻮﺛﻮق ﺑﻪ. وﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻤﻨﻄﻠﻖ، أدارت اﻟﺪوﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣــﺪى ﺳــﻨــﻮات، ﺟـــﻮﻻت ﻣــﻦ اﻟـﺘـﻔـﺎوض ﺑﻴﻦ اﻷﻃـــﺮاف اﻟﻤﺘﻨﺎزﻋﺔ ﻓـﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟـﻤـﻠـﻔـﺎت ﻛـﻤـﺴـﻴـﺮ ﻟــﻠــﺤــﻮار ﺑـﻴـﻨـﻬـﺎ، دون ﻣــﻤــﺎرﺳــﺔ أي ﺿــﻐــﻮط ﻋــﻠــﻰ اﻷﻃــــﺮاف اﻟــﻤــﺨــﺘــﻠــﻔــﺔ، ﻟـــﺬا ﻓـــﺈن اﺳــﺘــﻀــﺎﻓــﺔ ﻗﻄﺮ ﻣــﻔــﺎوﺿــﺎت اﻟــﺴــﻼم اﻷﻓـﻐـﺎﻧـﻴـﺔ، ﺗﻜﺮس اﻟـــﺪوﺣـــﺔ ﻛــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ ﻟــﻠــﺴــﻼم اﻟــﻌــﺎﻟــﻤــﻲ، ﻓـﺎﻟـﺸـﻌـﺐ اﻷﻓــﻐــﺎﻧــﻲ ﻳﺴﺘﺤﻖ أن ﻳﻌﻴﺶ ﻓــﻲ أﻣـــﻦ وﺳــــﻼم ﺑــﻌــﻴــﺪا ﻋــﻦ اﻟــﺤــﺮوب واﻟﺼﺮاﻋﺎت واﻷزﻣﺎت.