ﻣﺎ اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻟﺰوج واﻟﻤﺮأة ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ؟
ﻟــﻢ ﻳـﻘـﻞ زوج ﻓــﺮﻋــﻮن ﻷﻧــﻬــﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻟﻪ، وﻛﺬﻟﻚ اﻣﺮأة ﻟﻮط واﻣﺮأة ﻧﻮح ﻷﻧﻬﻦ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎت ﻟﻬﻢ، ﻫﻢ ﻣﺴﻠﻤﻮن وﻫــــﻦ ﻛــــﺎﻓــــﺮات. ﻟـــﻢ ﻳــﻘــﻞ زوج وإﻧــﻤــﺎ ذﻛــﺮ اﻟﺠﻨﺲ )اﻣــــﺮأة(. ﻟـﻮ ﻗــﺎل »زوج« ﻳــﻜــﻮن ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻣـﻤـﺎﺛـﻠـﺔ ﺣـﺘـﻰ ﻓــﻲ ﺳﻴﺪﻧﺎ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻤﺎ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﻧﺠﺎب ﻗﺎل:
) َوا ْﻣـــــ َﺮأَﺗُـــــ ُﻪ َﻗـــﺂﺋِـــ َﻤـــ ٌﺔ( ١٧ ﻫـــﻮد. ﻫـﺬا ﻳﺮاد ﺑﻪ اﻟﺠﻨﺲ وﻟﻴﺲ اﻟﻤﻤﺎﺛﻠﺔ، اﻟﺰوج ﻟـﻠـﻤـﻤـﺎﺛـﻠـﺔ واﻟـــﻤـــﺮأة ﻟــﻠــﺠــﻨــﺲ، اﻟــﺮﺟــﻞ ﻛــﺮﺟــﻞ واﻟـــﻤـــﺮأة ﻛـــﺎﻣـــﺮأة. وﻓـــﻲ ﻧـﺴـﺎء اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎل اﻟﻘﺮآن: )اﻟﻨﺒﻲ أَوﻟﻰ ﺑﺎﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﻦ أَﻧﻔﺴﻬﻢ
ُِ ﱡُ ْﱠ ْْ ُِ ََ وأَزواﺟﻪ أﻣﻬﺎﺗﻬﻢ( ٦ اﻷﺣﺰاب.
ﻓﻔﻴﻬﻦ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻷﻧﻬﻦ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﻪ وﻫـــّﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣـﺆﻣـﻨـﺎت وأزواﺟـــــﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ أزواﺟﻪ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة.
ﺗﺄﺗﻲ ﻟﻔﻈﺔ اﻟﺰوج ﻟﻠﻤﻮاﻛﺒﺔ، وﻟﺬﻟﻚ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ واﻟﻤﺮأة، ﻫﻲ زوﺟﻪ وﻫﻮ زوﺟﻬﺎ، ) َو ُﻗ ْﻠﻨَﺎ ﻳَﺎ آ َد ُم ا ْﺳ ُﻜ ْﻦ أَﻧ َﺖ َوز ْو ُﺟــــ َﻚ ا ْﻟـ َﺠـ ﱠﻨـ َﺔ( ٥٣ اﻟﺒﻘﺮة. ﻓﺎﻟﺰوج ﻳـﺄﺗـﻲ ﻣـﻦ اﻟﻤﻤﺎﺛﻠﺔ ﺳــﻮاء ﻛـﺎﻧـﺖ اﻟﻨﺴﺎء وﻏـﻴـﺮ اﻟـﻨـﺴـﺎء )ا ْﺣـــ ُﺸـــ ُﺮوا اﻟﱠــ ِﺬﻳــ َﻦ َﻇـﻠَـ ُﻤـﻮا َوأَز َوا َﺟــــ ُﻬــــ ْﻢ َو َﻣـــﺎ َﻛــﺎﻧُــﻮا ﻳَــﻌــﺒُــ ُﺪو َن( ٢٢ اﻟﺼﺎﻓﺎت.
أي أﻣﺜﺎﻟَﻬﻢ وﻧﻈﺮاَءﻫﻢ، )وآﺧﺮ ﻣﻦ ﺷﻜﻠﻪ أزواج( أي ﻣﺎ ﻳﻤﺎﺛﻠﻪ. أﻣـﺎ اﻟﺒﻌﻞ ﻓﻼ ﻳﻘﺎل ﻟﻠﻤﺮأة وإﻧﻤﺎ ﻳﻘﺎل ﻟﻬﺎ زوج، ) َو َﻻ ﻳُ ْﺒ ِﺪﻳ َﻦ ِزﻳﻨَﺘَُﻬ ﱠﻦ إِﱠﻻ ﻟِﺒُ ُﻌﻮﻟَﺘِِﻬ ﱠﻦ(١٣ اﻟﻨﻮر.
أﻣــﺎ )اﻟــﻤــﺮأة( ﻓﻴﻨﻈﺮ ﺑــﻪ إﻟــﻰ ﺟﻨﺲ اﻟﺸﺨﺺ وﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﻪ اﻟﻤﻤﺎﺛﻠﺔ وﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻘﺎل ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن زوﺟـﺔ إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻟـﻪ ﻗــﺎل: )اِْﻣـــــ َﺮأََة ِﻓـــ ْﺮ َﻋـــ ْﻮ َن(١١ اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ.