ﻋﻠﻰ ﻗﻴــﺎدات اﻟﺼﻒ اﻷول ﺗﺪرﻳﺐ ﻣﻦ ﻳﻨﻮب ﻋﻨﻬــﻢ

ﻳـــﻘـــﻮل اﻟـــﻤـــﺤـــﺎﻣـــﻲ أﺣــﻤــﺪ اﻟﺴﺒﻴﻌﻲ: ﺗﺄﻫﻴﻞ اﻟﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣــﻦ اﻟــﻘــﻴــﺎدات ُﻣـﻬـﻢ ﺟـــًﺪا ﻓﻲ ﺟــﻤــﻴــﻊ اﻟــﻘــﻄــﺎﻋــﺎت اﻹدارﻳــــــﺔ ﺑــﺎﻟــﺪوﻟــﺔ، وﻫــــﺬا واﺟــــﺐ ﻳﻘﻊ ﻋــﻠــﻰ ﻋــﺎﺗــﻖ اﻟـــﻘـــﻴـــﺎدات اﻟـﻌـﻠـﻴـﺎ ﺑـﺎﻟـﺠـﻬـﺔ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﻴــﺔ، ﺑﻤﻌﻨﻰ أن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﺪرﻳﺐ وﺗﺄﻫﻴﻞ وﺗــﻄــﻮﻳــﺮ اﻟــﺼــﻒ اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ ﻣﻦ ﻣـــﺴـــﺆوﻟـــﻴـــﺔ اﻟــــﺼــــﻒ اﻷول، وﻳﺤﺎﺳﺐ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻘﺼﻴﺮ.

وﻟــﻔــﺖ إﻟـــﻰ وﺟـــﻮد ﺗﻘﺼﻴﺮ ﻣــﻦ اﻟـﺼـﻒ اﻷول ﻓــﻲ ﺗﺄﻫﻴﻞ اﻟـﺼـﻒ اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ، ُﻣــﺮﺟــًﻌــﺎ ذﻟـﻚ إﻟـــــﻰ ﺟــﻤــﻠــﺔ ﻣــــﻦ اﻷﺳــــﺒــــﺎب، أﺑــــﺮزﻫــــﺎ ﻋـــــﺪم اﻟـــﺮﻏـــﺒـــﺔ ﻣـﻦ اﻟــﻤــﺴــﺆول ﻓـــﻲ اﻟــﺼــﻒ اﻷول ﻓــــﻲ ﺗـــﺄﻫـــﻴـــﻞ اﻟـــﺼـــﻒ اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ ﻟــﻼﺣــﺘــﻔــﺎظ ﺑـﻤـﻨـﺼـﺒـﻪ ﻷﻃـــﻮل ﻣﺪة ﻣﻤﻜﻨﺔ، ﺑﺠﺎﻧﺐ أن ﺑﻌﺾ اﻟــﻤــﺴــﺆوﻟــﻴــﻦ ﺑــﺎﻟــﺼــﻒ اﻷول أﺣــﻴــﺎﻧــﺎ ﻳــﺴــﻌــﻮن إﻟـــﻰ ﺗﺠﻬﻴﻞ اﻟﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻌﺪم ﺗﺪرﻳﺒﻬﻢ وﺗﺄﻫﻴﻠﻬﻢ، ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻬﻢ ﻃﺎﻟﻤﺎ أن اﻟـﺼـﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣـﺎ زال ﻏﻴﺮ ﻣـﺆﻫـﻞ ﻟﻠﻘﻴﺎدة، وﻫـــﺬا ﻟـﻸﺳـﻒ ﻣــﺎ ﻳﺴﻌﻰ إﻟﻴﻪ أﺻﺤﺎب اﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﻣﻦ اﻟﺼﻒ اﻷول وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث اﻟﻔﺠﻮة ﻣــﺎ ﺑـﻴـﻦ اﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ واﻟـﻘـﻴـﺎدة اﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ.

ُوأوﺿﺢ أن ﻫﺆﻻء اﻟﻘﻴﺎدات ﻣـــﻦ اﻟـــﺼـــﻒ اﻷول ﻳـﺨـﻠـﻘـﻮن ﻫــــــــﺬه اﻟـــــﻔـــــﺠـــــﻮة ﻋــــــﻦ ﻋــﻤــﺪ وﻳُﺤﺎوﻟﻮن أن ﻳُﻤﺴﻜﻮا ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻟﺼﻼﺣﻴﺎت وﻛــﻞ أﻣــﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑــﺠــﻬــﺔ ﻋــﻤــﻠــﻬــﻢ ﻓـــﻲ أﻳــﺪﻳــﻬــﻢ وﻻ ﻳُــﻄــﻠــﻌــﻮن اﻟــﺼــﻒ اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻴﻈﻠﻮا ﻫﻢ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ واﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺑﻜﻞ ﺑﻮاﻃﻦ اﻷﻣﻮر ﺣــﺘــﻰ ﻻ ﻳـﺴـﺘـﻐـﻨـﻰ ﻋـﻨـﻬـﻢ ﻓﻲ ﻳـﻮم ﻣﻦ اﻷﻳــﺎم، وأﻳﻀﺎ ﻟﻴﻈﻞ اﻟﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻫﻞ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳُــﻌــّﻴــﻨــﻪ اﻟـــﻤـــﺴـــﺆول اﻷﻋــﻠــﻰ ﻛــﺒــﺪﻳــﻞ ﻟـﻠـﺼـﻒ اﻷول ﻃـﺎﻟـﻤـﺎ أﻧـﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻫﻞ، وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟــُﻤــﺸــﻜــﻠــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻧــﻌــﺎﻧــﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻟـــﻸﺳـــﻒ اﻟـــﺸـــﺪﻳـــﺪ أن اﻟــﺼــﻒ اﻷول ﻳﺤﺮم اﻟﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ، واﻛﺘﺴﺎب اﻟﺨﺒﺮة ﻣـــــﻦ ﺧــــــﻼل ﻣـــﻨـــﺎﻗـــﺸـــﺘـــﻪ ﻓــﻲ اﻷﻣﻮر اﻟﻌﺎﻣﺔ.

وﻟﻔﺖ إﻟﻰ أن ﺑﻌﺾ ﻗﻴﺎدات اﻟﺼﻒ اﻷول ﻛﻞ ﺟﻬﺪﻫﻢ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻤﻴﻊ اﻟﺼﻼﺣﻴﺎت ﻓﻲ أﻳﺪﻳﻬﻢ دون أن ﻳﺸﺮﻛﻮا ﻓﻴﻬﺎ اﻟــﺼــﻒ اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ، وﻫــﻨــﺎ ﺗـــﺰداد اﻟﻔﺠﻮة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻮﻟﻲ اﻟﺼﻒ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ ﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺑﻼ ﺗـــﺄﻫـــﻴـــﻞ ﺑـــﻌـــﺪ ﻓــــــﺮاغ ﻣـﻨـﺼـﺐ اﻟــﻤــﺴــﺆول ﻓــﻲ اﻟــﺼــﻒ اﻷول، وﻫــــﻨــــﺎ أﻳــــًﻀــــﺎ اﻷﻣـــــــﺮ ﻳُــﺸــﻜــﻞ ﺻﺪﻣﺔ إدارّﻳــﺔ وأﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻳُﺸﻜﻞ ﺷــﻠــًﻼ أو ﻋـــﺠـــًﺰا إدارﻳًـــــــﺎ، ﻷن اﻟــﺼــﻒ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ ﻟــﻢ ﻳـﻜـﻦ ُﻣﻬﻴﺄً ﻷن ﻳﺘﻮﻟﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ، وﻫﻨﺎ اﻟـﺬي ﻳﺪﻓﻊ اﻟﺜﻤﻦ ﻫﻮ اﻟﺠﻬﺎز اﻹداري ﻧﻔﺴﻪ وﺗﺘﺄﺛﺮ ﻣﺼﺎﻟﺢ وﺧﺪﻣﺎت اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ.

وأﻛــــﺪ أن اﻟــﻤــﺴــﺆوﻟــﻴــﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟـﻘـﻴـﺎدة اﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎت اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﻴــﺔ ﻟــﻨــﻘــﻞ اﻟــﻤــﻌــﺮﻓــﺔ واﻟــﺨــﺒــﺮات ﻣــﻦ اﻟـﺼـﻒ اﻷول إﻟــــﻰ اﻟــﺼــﻒ اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ واﻟــﺜــﺎﻟــﺚ واﻟــــﺮاﺑــــﻊ، وﻳــﺠــﺐ أن ﻳـﻜـﻮﻧـﻮا ﺟـﻤـﻴـﻌـﺎ ﻣـﺆﻫـﻠـﻴـﻦ وﻣــﺪرﺑــﻴــﻦ ﻟﺘﻮﻟﻲ اﻟﻤﻨﺼﺐ ﻓﻲ أي وﻗﺖ ﻣــﻦ اﻷوﻗـــــﺎت، وﻫـــﺬا ﻳﺮﺗﻘﻲ ﺑﺎﻷداء اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ وﺗﻄﻮﻳﺮه.

ودﻋﺎ إﻟﻰ وﺿﻊ رﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ ﺑﺎﻟﺼﻒ اﻷول ﻣﻦ أﺟــﻞ ﺗــﺪرﻳــﺐ وﺗـﺄﻫـﻴـﻞ اﻟﺼﻒ اﻟـــﺜـــﺎﻧـــﻲ ﻟـــﻴـــﻜـــﻮن ﻋـــﻠـــﻰ وﻋـــﻲ وﺧــﺒــﺮة و ُﻣــﻠــًﻤــﺎ ﺑــﻜــﻞ ﻛـﺒـﻴـﺮة وﺻﻐﻴﺮة ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ.

أﺣﻤﺪ اﻟﺴﺒﻴﻌﻲ